فوائد الببتيدات و أسرارها كاملة تظهر مكونات جديدة يوميًا للبشرة وتصبح ترند خلال أيام معدودة. ويسوق لها أنها هي الحل النهائي لمشاكل البشرة. بعض هذا النوع من الإعلانات هي ضجة لا تستحقها المواد المسوق لها بالفعل، لكن بعضها يستحق، ومن أمثال المواد التي تستحق ما يعرف بالببتيدات. بعد هذا المقال فإن الببتيدات من المنتجات التي لن ترغب بتفويتها.
ما هي الببتيدات (peptides)؟
- الببتيدات أو البولي ببتيدات (polypeptides) توجد في الجلد بشكلٍ طبيعي. وتم تضمينها في منتجات العناية بالبشرة لأسباب إيجابية.
- الببتيدات عبارة عن أحماض أمينية وهي الوحدة البنائية للبروتينات الهامة للجسم والبشرة بشكلٍ عام.
- على سبيل المثال بروتين الكولاجين يتكون من ثلاث سلاسل ببتيدية، وإضافة ببتيدات للبشرة يمكن أن يحفز من صناعة بروتين الكولاجين.المزيد من الكولاجين يعني بشرة نضرة، مشدودة، وأكثر شبابًا.
- يصنع جسم الإنسان بروتين الكولاجين بشكلٍ طبيعي، لكن مع التقدم في العمر يتناقص تصنيع الكولاجين في الجسم. ومن هنا ظهرت فكرة استخدام الببتيدات لتحفيز إنتاج الكولاجين في البشرة بواسطة منتجات العناية المختلفة.
فوائد الببتيدات للجلد والبشرة
يمتلك جزيء بروتين الكولاجين وزن جزيئي كبير مما يجعل امتصاصه عن طريق البشرة أمر صعب، ولهذا السبب يختار الناس أكل شوربة العظام الغنية بالكولاجين أو تناول مكملات الكولاجين.
لكن الببتيدات يمكن امتصاصها عن طريق الجلد حيث يمكن للجسم استخدامها لصناعة البروتينات الهامة للبشرة بما في ذلك الكولاجين.
تمتلك الببتيدات العديد من الفوائد للجلد والبشرة تتمثل في:
الببتيدات لتحسين حاجز الجلد
- يمثل الجلد حاجز الجسم ككل ضد البكتيريا، الأشعة فوق البنفسجية، الملوثات، وغيرها من السموم.
- يمكن أن يحدث تدمير للجلد بسبب فرط التقشير، التعرض للملوثات البيئية وحتى عدم الحصول على ساعات نوم كافية. تساعد الببتيدات على بناء حاجز جلد قوي.
تقليل التجاعيد ومقاومة الشيخوخة
- تعمل الببتيدات على تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد والذي يعمل على امتلاء ونضارة البشرة والشفتين.
- عندما تصبح البشرة والشفاه ممتلئة وأكثر قوة وتماسكًا، تصبح التجاعيد وخطوط الجلد أقل ظهورًا.
- الببتيدات ليست بالضرورة في بداية القائمة الفعالة في مقاومة الشيخوخة حيث توجد مواد أكثر قوة مثل الريتينول (Retinol)، المواد المضادة للأكسدة، وكذلك حمض الهيالورونيك، لكنه أكثر قوة وفعالية مما يعتقد بعض الناس.
الببتيدات لزيادة مرونة البشرة
- بالإضافة إلى الكولاجين، تساعد الببتيدات في صناعة ألياف الإيلاستين وهو نوع من البروتينات كذلك. تعمل هذه الألياف على شد البشرة وجعلها أكثر تماسكًا.
الببتيدات لتخفيف الالتهابات
- تساعد الببتيدات في تخفيف التهابات البشرة، إصلاح خلايا البشرة التالفة، وكذلك توحيد لون البشرة.
حماية البشرة من أي عدوى خارجية
- تمتلك بعض أنواع الببتيدات خصائص مضادة للبكتيريا. مما يعني أنها تستطيع قتل البكتيريا المسببة لحب الشباب.
كيفية عمل الببتيدات
- تستطيع الببتيدات اختراق الطبقة الخارجية للبشرة، لذا بدلًا من بقائها على البشرة، فهي تخترق الطبقات العميقة من البشرة.
- يمكن التفكير في الببتيدات على إنها رسائل الخلايا الأخرى. فهي ترسل الإشارات التي تخبر الخلايا بأن تقوم بتصنيع بروتينات الكولاجين، والإيلاستين.
كيفية اختيار منتجات البشرة الغنية بالببتيدات
يوجد الكثير والكثير من منتجات العناية بالبشرة الغنية بالببتيدات مما يجعل اختيار نوع مناسب صعب.
لذا إليك بعض النصائح ضعيها بعين الاعتبار عند اختيار منتج غني بالببتيدات:
اختيار التركيبة المناسبة
- التركيبات التي تبقى على اتصال بالبشرة لفترة لا بأس بها هي الأفضل مثل سيرم للبشرة أو مرطب، لكن غسول البشرة على سبيل المثال يوضع فترة قصيرة ثم يتم غسله.
اختيار المركبات الأخرى بحكمة
- تعمل الببتيدات بشكلٍ أفضل جنبًا إلى جنب مع مركبات أخرى، مثل فيتامين سي، نياسين أميد، مضادات الأكسدة، وكذلك أحماض الهيالورونيك.
- استخدام الببتيدات مع حمض من أحماض الألفا هيدروكسي (AHA) يجعل الببتيدات أقل فعالية.
تفحص الملصق جيدًا
- تفحص قائمة الببتيدات الموجودة في المنتج الذي ترغب بشرائه في قائمة المحتويات. يمكن أن تجدها مكتوبة باسم Palmitoyl.
- عند بحثك عن الببتيدات على ملصقات المنتجات، ابحث عن الكلمات التي تنتهي ب Peptide H أو تبدأ بكلمة Palmitoyl.
- كذلك البادئات مثل di, tri, hexa, oligo والتي توضح عدد الأحماض الأمينية المكونة للببتيد.
- يمكن كذلك أن تجدها باسم ببتيد النحاس، أو نيوروببتيد والتي تصف التركيب الكيميائي للببتيدات الموجودة في المنتج.
أشهر أسماء الببتيدات في منتجات العناية بالبشرة
- بالميتويل بنتاببتيد.
- أسيتيل تتراببتيد.
- أسيتيل هيكساببتيد.
- بالميتويل أوليجوببتيد.
- تراي ببتيد.
من أين تأتي الببتيدات؟
- مثل العديد من منتجات العناية بالبشرة، فإن الببتيدات إما تؤخذ من الطبيعة أو يتم تصنيعها. كذلك تشتق بعض أنواع الببتيدات من مصادر نباتية مثل فطر الخميرة، وحبوب الشوفان.
- الببتيدات التي تؤخذ من مصادر طبيعية غير ثابتة في وجود الماء، على عكس الأنواع الصناعية التي تتميز بثباتها كما أنها أرخص ثمنًا وفي متناول اليد.
هل الببتيدات آمنة للبشرة؟
- الإجابة المختصرة هي “نعم“، الببتيدات تعتبر آمنة بشكلٍ عام، ولا تمتلك أي مخاطر جسيمة على الجلد والبشرة.
- تمتلك البشرة دورة ثابتة من صناعة وتكسير الكولاجين. لكن بعد سن الثلاثين يبدأ معدل صناعة الكولاجين يتناقص بمعدل 1% سنويًا. حيث يتناقص إنتاج الكولاجين، ويزداد معدل تكسيره. وهذا ما يسبب ظهور علامات الشيخوخة.
- يقوم الجسم بتصنيع الببتيدات والكولاجين بشكلٍ طبيعي؛ لذا فإن استخدام الببتيدات أو الكولاجين عن طريق منتجات البشرة، أو عن طريق بلعها كمكملات غذائية لا يعد فقط آمنًا، بل مفيد للجسم كذلك.
الببتيدات بمفردها غير كافية
- على الرغم من أن الببتيدات مميزة بشكلٍ واضح، إلا إنها بمفردها غير كافية لإحداث الأثر المطلوب.
- منتجات العناية بالبشرة عادةً ما تتطلب مزيج من المركبات التي تقوي تأثير بعضها البعض، أو تساعد بعضها البعض، أو تبرز تأثير جيد لأحد المكونات لا يظهر عندما يكون بمفرده.
- من أمثال هذه المكونات، المركبات المضادة للأكسدة، والمركبات التي تعمل على إصلاح الجلد التالف.
- للحصول على جلد ناعم، مشدود، أكثر صلابة، لامع، ومتماسك، وخالي من التجاعيد والخطوط يجب استخدام مزيج من الببتيدات وهذه المكونات.
ببتيد النحاس: موضة عابرة أم أنه يستحق تلك الضجة؟
- ببتيد النحاس هو واحد من أكثر أنواع الببتيدات المثيرة لعلامات الاستفهام.
- بدأت تلك الضجة حوله بسبب حقيقة أن الوحدات البنائية للبشرة تتكون من النحاس! لذلك يفرض عليك المنطق أهمية وجود ببتيد النحاس في منتجات العناية بالبشرة الخاصة بك.
- صحيح أن ببتيد النحاس هو مادة يمكنها إعادة بناء البشرة، لكن توجد العديد من أنواع الببتيدات الأخرى التي تمتلك نفس التأثير، إن لم يكن تأثيرًا أفضل من تأثير ببتيد النحاس على البشرة.
- على الرغم من أن فوائد ببتيد النحاس مثبتة علميًا، إلا أنه نادرًا ما تجد دراسة تقارن بين ببتيد النحاس وغيره من أنواع الببتيدات أو المكونات الأخرى التي تستخدم للبشرة مثل مضادات الأكسدة.
- مع وجود العديد من المواد المفيدة للبشرة، من المهم عدم التركيز على مكون واحد فقط بمفرده مثل ببتيد النحاس مثلًا، حيث تظهر بعض الأبحاث أن ببتيد النحاس يمتلك بعض السمية.
- وبالرغم من ذلك فالأبحاث تركز على كيفية استخدام النحاس بشكله الصافي على البشرة، وليس كببتيد.
هل تناول الببتيدات ضمن الوجبات الغذائية يعزز من صحة البشرة؟
بعد اكتشاف أهمية وفعالية الببتيدات للبشرة، وخاصةً خصائصه المضادة للشيخوخة بدأت أنواع من البودرة والعلكة المدعمة بالببتيدات بالانتشار في الأسواق، فهل تناول الببتيدات عن طريق الفم يفيد البشرة كذلك؟
- تناول الببتيدات أو بروتين الكولاجين المفكك (لأنه بروتين كبير الحجم جدًا ولا يمكن امتصاصه وهو على هيئته) من المحتمل أن يكون مفيد للبشرة، لكن لا توجد أبحاث علمية قوية تدعم هذا الأمر أو تنفيه.
- وحتى وجود هذه الأبحاث احرص على استخدام منتجات البشرة المحتوية على الببتيدات أكثر من الحصول على منتجات الببتيدات التي تؤكل.
هل توجد عيوب وموانع استخدام للببتيدات على البشرة؟
- توصف الببتيدات عادةً على أنها العلاج المعجزة لمشكلات الجلد والبشرة، مع ادعاء أنها تعمل تمامًا مثل البوتوكس (Botox).
- وذلك بسبب أن الناقل العصبي للببتيدات يمكن أن يلغي تأثير المواد الكيميائية التي تسبب تقلص العضلات مؤقتًا. لكنها بالرغم من ذلك ليست فعالة مثل البوتوكس.
على الرغم من كون الببتيدات مفيدة جدًا للبشرة لكن يؤخذ عليها بعض الأمور عليك أن تنتبه لها:
- المنتجات المحتوية على الببتيدات تكون باهظة الثمن وليست في متناول الجميع.
- توجد مواد أخرى تهتم بها الأبحاث وتقوم بتطويرها مثل أحماض الألفا هيدروكسي، والريتينول وهي مواد فعالة في مواجهة الشيخوخة ومدعمة علميًا.
- توجد أنواع كثيرة ومختلفة من الببتيدات، وبعضها لا يمتلك أي نوع من التأثيرات على البشرة.
- احرص دومًا على استشارة طبيب جلدية متخصص، أو الحصول على ترشيحات من مصادر أخرى موثوقة وذلك لأن مصطلح “الببتيدات” أصبح يستخدم كمصطلح تسويقي أكثر.
- يمكن أن تحدث حساسية من الببتيدات في حالات نادرة.
الخاتمة
الببتيدات هي الوحدات البنائية لبروتينات الجسم المختلفة، بما في ذلك بروتينات الكولاجين والإيلاستين التي يحتاجها الجلد والبشرة للحفاظ على النضارة والحيوية.
استخدام منتجات الببتيدات للعناية للبشرة يمنحها مرونة، امتلاء، نضارة، والأهم من ذلك مقاومة لعلامات الشيخوخة.
كما تصلح البشرة التالفة، حيث تحفز صناعة الكولاجين لبشرة شابة من جديد.
الببتيدات آمنة بشكلٍ عام، لكن بالرغم من نتائجها الواعدة إلا أنه مازال الأمر يحتاج للعديد من الأبحاث الجازمة.
في النهاية لا يوجد أي شيء تخسره من تجربة منتجات الببتيدات حيث إنها إن لم تكن ذات نفع كبير، فهي لا تمتلك ضررًا كبيرًا للبشرة.