طيف التوحد عند الكبار هل يمكن أن يحدث ؟ حقائق هامة لصحتك

طيف التوحد عند الكبار يعرف التوحد (Autism) على أنه مجموعة من الاضطرابات السلوكية والعصبية التي تصيب بعض الأشخاص بدرجة مختلفة ومتفاوتة بين كل شخص وآخر. التوحد مشهور أكثر عند الأطفال، وقد لا يعرف البعض أنه يصيب الكبار كذلك. الحقيقة أن التوحد يصيب جميع الفئات العمرية والعرقية والجنسية والاجتماعية ولا توجد فئة عمرية بعينها يمكن أن تنفرد بهذا المرض.

فما هو اضطراب طيف التوحد عند الكبار؟ وكيف يمكن أن يدرك الشخص إصابته به من عدمه؟ قد يساعدك هذا المقال على معرفة هل تعاني من بعض أعراض طيف التوحد أم لا؟

هل التوحد عند الكبار يشبه التوحد عند الصغار؟

  • الحقيقة أن أعراض التوحد تختلف بين شخص وآخر، ويعرف التوحد باضطراب طيف التوحد (ASD)؛ وذلك بسبب اختلاف علاماته وأعراضه بشكلٍ كبير، واختلافه أيضًا في الآثار المختلفة واحتياجات الدعم التي قد يعاني منها الأشخاص أو يحتاجونها في نظام العلاج المتبع معهم.
  • بعض الناس قد يعانون من أعراض للتوحد تجعل الحياة اليومية صعبة وخاصةً بدون تلقي العلاج والدعم المناسب.
  • أما الذين يحتاجون درجة دعم أقل قد يشعرون ببساطة أنهم مختلفون أو أن شيء ما مختلف عنهم، وربما شعروا بهذا الشعور منذ الصغر لكنهم لم يستطيعوا يومًا معرفة السبب بالضبط. أيضًا قد يشعر الآخرون من حولهم باختلاف تصرفاتهم.
  • التوحد أكثر شيوعًا لدى الأطفال، وعادةً ما يتعلق بالأذهان بأنه مرض متعلق بالأطفال فقط، لكن الحقيقة أن الكبار أيضًا قد يعانون من التوحد.

أعراض طيف التوحد عند الكبار

التوحد عند الكبار

يتميز طيف التوحد بشكلٍ عام بالتالي:

  • صعوبة التواصل والتحدث مع الآخرين.
  • سلوكيات متكررة ومجموعة ضيقة من الاهتمامات.
  • أعراض تؤثر بالسلب على جودة الحياة اليومية والحياة بشكلٍ عام، وكذلك على الاندماج في أماكن مثل المدرسة والعمل.
  • في الغالب يتم تشخيص التوحد في سن صغير، لكن في حالة تشخيص التوحد في البالغين عادةً ما يتم الإشارة إليه على أنه التوحد عالي الأداء (High-functioning Autism).

أعراض التوحد عند الكبار الأكثر تفصيلًا تتمثل في الآتي:

سلوكيات التواصل الاجتماعي

  • مشكلة في قراءة الإشارات الاجتماعية.
  • المشاركة في المحادثات صعب للغاية.
  • تجد مشكلة كذلك في فهم مشاعر أو أفكار الآخرين ناهيك عن التفاعل معها.
  • عدم القدرة على قراءة لغة الجسد أو تعابير الوجه بشكلٍ جيد.
  • استخدام اللهجة أحادية النغمة أو الآلية التي لا يمكنها أبدًا وصف ما يشعر به الإنسان أو ما يفكر فيه.
  • طريقة الكلام لا تختلف سواءً كان الشخص في العمل أو المنزل، مع الأصدقاء أو مع غيرهم.
  • أيضًا عادةً ما يخترع الإنسان المصاب بالتوحد عبارات وصفية وكلمات الخاصة به.
  • صعوبة في فهم العبارات التي يقصد بها غير ما تبدو عليه، مثل ما نقول “الطائر المبكر يصطاد الدودة”.
  • عدم القدرة على النظر إلى أعين الآخرين عند التحدث إليهم.
  • التحدث كثيرًا عن واحدة أو اثنتين بالكثير من الأمور المفضلة.
  • كذلك صنع الكثير من الصخب في الأماكن التي من المفترض التزام الهدوء فيها.
  • تكوين صداقات والحفاظ عليها صعب للغاية.

السلوكيات التقييدية والمتكررة

  • مشكلة في تنظيم ردود الأفعال والعواطف على المواقف المختلفة.
  • التغييرات المفاجئة في الروتين أو الأمور الغير متوقعة قد يؤدي إلى نوبات من الانهيار وعدم ضبط القدرة على ضبط النفس.
  • الشعور بالغضب والاستياء الشديد عند تغيير أماكن الأشياء الخاصة بك أو حتى تغيير ترتيبها.
  • كذلك وجود روتين صلب، وجداول، وشكل نمطي لليوم والذي يتوجب أن يسير كما هو مهما كانت الطريقة.
  • سلوكيات وطقوس متكررة غير قابلة للتغيير.

أعراض أخرى

  • الاهتمام بشكلٍ عميق بأمور بعينها فقط مثل فترة تاريخية، سلسلة كتب، فيلم، صناعة، هواية، أو مجال دراسي بعينه.
  • أيضًا يمكن للشخص المصاب بالتوحد أن يؤدي بشكلٍ ممتاز في بعض مجالات الدراسة الأكاديمية بينما يجد صعوبة بالغة في البعض الآخر.
  • حساسية مفرطة للمدخلات الحسية مثل الألم، الصوت، اللمس، وكذلك الرائحة. وقد يكون أقل حساسية لهذه المدخلات مقارنة بغيره من الناس.
  • الشعور بالخرق عند أداء المهام، ووجود صعوبة في التنسيق.
  • كذلك يفضل العمل أو اللعب مع نفسه عن العمل أو اللعب مع الآخرين.
  • القدرة على تعلم أدق التفاصيل، وتذكرها لفترات طويلة.
  • التعلم يكون أفضل بالطريقة السمعية أو البصرية.

تشخيص التوحد عند الكبار

  • لا توجد معايير خاصة في الوقت الحالي لتشخيص التوحد عند الكبار. لكن معايير تشخيص التوحد عن الصغار DSM-5 قد تساعد.
  • يشخص المختصين التوحد عند الكبار عن طريق سلسلة من التفاعلات والملاحظات الشخصية. كما أنهم يأخذون في الاعتبار أي أعراض يخبرهم بها الشخص.
  • إن كنت مهتم بمعرفة إصابتك بالتوحد من عدمه عليك باستشارة طبيبك والذي يمكن أن يساعدك وفي حالة وجود مؤشرات على التوحد يمكنه تحويلك إلى طبيب نفسي مختص؛ من أجل المزيد من الفحص المتعمق.
  • الطبيب المختص سيحدثك عن كل ما يتعلق بالتواصل، المشاعر، أنماط السلوك، وفيما تهتم به كذلك وغيره الكثير.
  • أيضًا سيسألك الطبيب عن فترة طفولتك ويأخذها كمرجع. كذلك يمكن أن يستعين بوالديك أو أيًا من أهلك للإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بك وعن ذكرياتهم عنك كطفل، وعن رؤيتهم لسلوكك وشخصيتك في الوقت الحالي.
  • لو أن الطبيب المختص قرر عدم وجود أي أعراض للتوحد أثناء الصغر، فعادةً ما تعامل حالة التوحد لدلى الكبار التي بدأت مع المراهقة أو البلوغ على أنها اضطراب نفسي أو عاطفي بسبب بعض المؤثرات.
  • ونظرًا لأن التوحد عادةً ما يتم تشخصيه عند الأطفال، فمن الصعب وجود متخصص لتشخيص حالات التوحد عند الكبار.

هل توجد أي فحوصات طبية لحالات التوحد عند الكبار؟

  • لا توجد أي فحوصات طبية للتوحد بغض النظر عن السن، بمعنى أنه لا يمكن اكتشاف الإصابة بالتوحد عن طريق تحاليل الدم، أو اختبارات التصوير.
  • بدلًا من ذلك يستخدم الأطباء الاختبارات السلوكية من أجل تشخيص التوحد. بالنسبة للبالغين، يتضمن هذا زيارة شخصية للطبيب حيث يقوم الطبيب بتوجيه بعض الأسئلة وتقييم كيفية استجابة الشخص لها. وسيأخذ في الاعتبار كذلك الأعراض التي يخبر بها الشخص عن نفسه.
  • كذلك يستخدم العديد من الأطباء جدول مراقبة وتشخيص التوحد الإصدار الثاني (ADOS-2) وهي طريقة تشخيصية تستخدم لتشخيص التوحد عند الكبار.
  • قد يفضل بعض البالغين كذلك استخدام الاستبيانات ذاتية الإدارة التي تتوفر على الإنترنت. لكن لا يمكن الاعتماد على هذه الاستبيانات كتشخيص نهائي؛ نظرًا لتفاوت الأعراض بين حالات التوحد.

الفوائد المحتملة للشخص عند تشخيصه بالتوحد

  • كشخص بالغ عندما يتم تشخيصك باضطراب طيف التوحد فهذا يعني فهم أكبر لذاتك وكيفية ارتباطك بالعالم من حولك.
  • كما قد يساعدك هذا في استغلال نقاط قوتك في تحسين حياتك العملية، والعمل على تقوية نقاط الضعف التي لديك.
  • كذلك قد يساعدك هذا على رؤية طفولتك بانطباع مختلف، ويساعد من حولك على فهمك بشكلٍ أفضل.
  • فهمك المتعمق لذاتك سيساعدك على إيجاد طرق إبداعية لإنجاز المهام وللتعامل مع الآخرين وذلك باستخدام نقاط القوة التي لديك.
  • يمكنك أيضًا التعاون مع طبيبك ومع الأشخاص المقربين لك في معرفة طرق الدعم التي تحتاجها من الأشخاص حولك وطرق التعامل معهم، وكذلك طرق مع أعراض اضطراب طيف التوحد.

طرق الدعم التي يحتاجها البالغين المصابين بالتوحد

التوحد عند الكبار

بشكلٍ عام لا يتم التعامل مع حالات التوحد عند الكبار كما في الأطفال. أحيانًا يتم علاجهم عن طريق العلاج المعرفي، واللفظي، وكذلك العلاج السلوكي التطبيقي.

Advertisements

من الجدير بالذكر أن بعض طرق علاج التوحد مثل التحليل السلوكي التطبيقي (ABA) مثيرة للجدل في مجتمعات التوحد، ولا تلقى الدعم أو التأييد من بعض الجمعيات المهتمة بالمصابين بالتوحد.

بشكلٍ عام يعتمد علاج التوحد على تقديم الدعم على كل الأعراض التي يعاني منها الشخص مثل القلق، العزلة الاجتماعية، مشاكل تكوين العلاقات، وكذلك مشاكل الحياة الوظيفية.

بعض طرق الدعم أو العلاج تتمثل في:

1. الطبيب النفسي

  • الطبيب النفسي هو شخص مؤهل أكاديميًا لتشخيص الحالات مثل التوحد، كما أنه مؤهل في تقديم المساعدة للأشخاص لتخطي الأمر بطرق علمية مدروسة.
  • في بعض الأماكن كذلك قد يستطيع بعض مختصين الصحة العقلية المؤهلين مثل الأخصائيين الاجتماعيين من تشخيص والمساعدة في علاج اضطراب طيف التوحد.
  • التشخيص من خلال بعض الأشخاص المؤهلين والمرخصين لا يساعدك فقط على العلاج، بل يساعدك في الحصول على الدعم من الحكومة مثل الحصول على نفقات العلاج من التأمين الصحي وغيرها من الصلاحيات اللازمة، لكن هذا يختلف من حالة لأخرى.

2. الأدوية

  • قد يصف لك الطبيب النفسي بعض الأدوية لعلاج بعض الأعراض التي تصاحب التوحد أحيانًا مثل القلق، الاكتئاب.

3. العلاج

  • توجد العديد من الأنواع التي من شأنها مساعدة الكبار المصابين بالتوحد مثل العلاج السلوكي المعرفي، العلاج الجسدي، وكذلك العلاج المهني.
  • يمكن للطبيب أن يمد الأشخاص بالنصائح اللازمة للعلاج سواءً على المستوى الفردي أو في مجموعات.

4. التأهيل المهني

  • يساعد مستشار التأهيل المهني المصابين بالتوحد بمعرفة الوظائف المناسبة لنقاط القوة لديهم وكيفية المحافظة عليها.
  • هذه خدمة حكومية توفرها بعض الدول.

5. مجموعات الدعم

  • قد تساعد المجموعات عبر الإنترنت أو المنتديات لمجموعة من الأشخاص المصابين بالتوحد في تلقي الدعم المناسب.

الخاتمة

التوحد عند الكبار ليس مصطلحًا شائعًا لدى العديد من المجتمعات، حيث يعتقد البعض أن التوحد يتم تشخيصه أو حدوثه في مرحلة الطفولة.

ربما يحتاج التوحد عند الكبار إلى دعمٍ أقل من الصغار، لكن تشخيصه يساعد الشخص وكذلك من حوله على فهم شخصيته واحترام نقاط قوتها وضعفها، وحاجتها كذلك إلى الدعم المستمر.

Advertisements

اترك تعليقاً

Scroll to Top