الهربس البسيط هو مرض فيروسي منتشر بشكل واسع، ويلقب أيضًا بهذا اللقب “HSV”، وتنشأ العدوى بأماكن متنوعة بجسد الإنسان لكن في الأغلب يكون على هيئة قرح في الفم والمنطقة التي حوله والأعضاء التناسلية، وتصيب تلك العدوى المراحل العمرية المتفاوتة أي لا تقتصر على سن معين، أما بالنسبة للأعراض يمكن ظهورها على بعض الأشخاص بينما يظهر على الآخرين أعراض حادة من نوعها.
كيف أتأكد أنني مصاب بعدوى الهربس البسيط؟ | يحدث ألم شديد وحكة وتظهر بثور حجمها صغير بالمناطق حول الأعضاء التناسلية والفم، ويمكن أن تتمزق هذه البثور وتنزف فيحدث قرح شديدة الألم نتيجة لذلك. |
هل الإصابة بعدوى الهربس البسيط خطيرة؟ | الهربس ليس مميتًا كما أنه غير مسبب لمشكلات صحية غالبًا، بل يؤدي للشعور بألم كبير بأول إصابة فقط، وإذا تكررت الإصابة تحدث أعراض خفيفة، وبعد ذلك يمكن ألا يحدث قط. |
لكم يوم يظل الهربس البسيط؟ | عند الإصابة بالعدوى تبقى بالجسد، لكن البثور تشفى وتتلاءم تلقائيًا خلال أسبوعين كأقصى مدة. |
الهربس البسيط
يتواجد نوعان أساسيان من الفيروس الذي يسبب الهربس البسيط، وهما:
- الهربس البسيط من نمط (HSV-1).
- الهربس البسيط من نمط(HSV-2).
يلوث الفيروس أي منطقة بجسد الإنسان، لكن المناطق التي يتمركز بها هي منطقة الفم بالبلعوم ويكون نمطه 1، أما الذي يتمركز بالأعضاء التناسلية نمطه 2 لكن مؤخرًا ساد انتشار النمط 1 بها كذلك.
انتشرت عدوى الهربس البسيط من النوع الأول بين الأطفال بمعدل 80% على المستوى العالمي، أما النوع الثاني لا توجد معلومات دقيقة عن نسبة انتشاره بأغلب البلاد.
كما أنه ينتشر في الأغلب من خلال الاتصال الجنسي، وهناك زيادات متتالية في عدد الحالات بالبلاد المتقدمة خلال السنوات الأخيرة.
يؤدي نوعي العدوى لحدوث نفس الأعراض، فعندما يحدث إصابة بأي من النوعين وينتج عن ذلك تقرحات حول الفم يسمى ذلك الهربس الفموي، وإذا حدثت البثور أو التقرحات بالمناطق التناسلية يسمى ذلك الهربس التناسلي.
أسباب عدوى الهربس البسيط
ينتقل الفيروس من أحد لآخر بواسطة الاتصال المباشر بينهما، ففي الأغلب يصاب الأطفال بالفيروس من النمط الأول من خلال الاتصال المبكر بإنسان بالغ مصاب بالفيروس، فيقومون بحمل الفيروس طوال حياتهم، وفيما يلي طرق انتقال الفيروس:
- التقبيل.
- تناول الطعام والشراب من نفس الأطباق والأكواب.
- تشارك نفس مرطب الشفاه.
- العلاقة الحميمية.
- ملامسة التقرحات المصابة.
الإصابة بالفيروس ليست مقتصرة على أحد معين بل يمكنها أن تصيب أي شخص بغض النظر عن سنه، لكن يوجد بعض الحالات التي تسبب زيادة فرص الإصابة بالفيروس، وفيما يلي هذه الحالات:
- الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضعيفة.
- الإناث معرضون للإصابة بالفيروس أكثر من الأولاد.
- ممارسة علاقة حميمة بعمر صغير.
- أي شخص قد تعرض للإصابة بالفيروس في صغره.
- إذا كانت الحامل مصابة بالهربس في المنطقة التناسلية أثناء الولادة، فمن المحتمل أن يتعرض الطفل للإصابة بأي نوع من نوعي الفيروس، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في تعريضهم لمضاعفات خطيرة.
أعراض الهربس البسيط
في بعض الأحيان تظهر أعراض الهربس البسيط ببداية المرض ويتوقف ذلك على كمية الفيروس المنقولة وقت الإصابة بالعدوى، وفي الأغلب تكون الكمية قليلة جدًا لذا تكون العدوى في الأغلب دون أعراض، وفيما يلي الأعراض المصاحبة للفيروس:
- قرح في الفم.
- قرح بالأجهزة التناسلية.
- صعوبة في البلع.
- ألم شديد خلال عملية التبول.
- قد يواجه بعض الأشخاص أعراض تشبه الإنفلونزا مثل: خسارة الوزن، فقدان الشهية، حمى شديدة، تعب، صداع وورم بالغدد الليمفاوية.
- يمكن أن يصل الفيروس للعينين فيؤدي لالتهاب القرنية، ويظهر أعراض معينة مثل إفرازات وآلام بالعينين، وإحساس بالضغط عليهما.
كيفية تشخيص مرض الهربس البسيط
يُشخص ذلك الفيروس بصورة عامة عن طريق الفحص البدني، فيقوم الطبيب بفحص الإنسان المصاب ليبحث عن وجود القرح أو البثور، كما يسأل المصاب عن أي أعراض يشعر بها.
من الممكن أن يطلب الطبيب عمل الاختبار الخاص بالفيروس لتأكيد تشخيصه، فيأخذ عينة من السائل المتواجد بالتقرحات ويبعثها للمختبر الخاص بالفحص ليؤكد تشخيصه.
اختبارات الدم الخاصة بالأجسام المضادة للنوع الأول والثاني تسهم بشكل كبير في تشخيص الفيروس، خاصةً إذا أنهى الطبيب فحصه البدني ولم يجد أي قرح أو بثور.
علاج الهربس البسيط
لا يتواجد بالوقت الحالي علاج للفيروس، بل التركيز يكون على الحد من التقرحات والبثور والتخلص منها، وإيقاف تفشي الفيروس ومعالجة باقي الأعراض الخاصة به، كما أنه من الممكن اختفاء القرح دون معالجة.
يصف الطبيب عدة أدوية تعمل على إيقاف القرح كما تعمل على الحد من انتقال المرض من المصابين للأشخاص الآخرين، كما تحد من شدة الفيروس وتحاول إيقاف تكرار الإصابة به، وتتمثل هذه الأدوية في الآتي:
- فالاسيكلوفير.
- الأسيكلوفير.
- فامسيكلوفير.
- يمكن أن تكون الأدوية على هيئة كريم، أو حبوب تؤخذ بالفم، ويمكن أن تؤخذ على هيئة حقن في حالات التفشي الحادة.
كيفية الوقاية من الهربس البسيط
بالرغم من عدم توفر علاج أساسي للفيروس، إلا أن هناك تدابير وإجراءات معينة يمكن العمل بها لتجنب الإصابة بالفيروس أو للحد من انتقال الفيروس لأحد إذا أصيب الشخص به، وفيما يلي مجموعة من أبرز هذه الوسائل والطرق:
- تلافي الاتصال الجسدي بشكل مباشر مع الغير.
- عدم تشارك أي أدوات خاصة يمكن أن تتسبب في نقل العدوى أو الإصابة بها كالملابس والأكواب، وغيرها من الأدوات الشخصية.
- عدم ممارسة علاقة حميمة بدون وقاية.
- غسل الأيدي بصورة جيدة، واستخدام قطن لوضع الدواء لتلافي لمس الجروح، ثم عقب الانتهاء تُغسل الأيدي مرة أخرى.
- يجب على المرضى بالنوع الثاني من الفيروس عدم ممارسة علاقة حميمة بمدة الإصابة، ثم اتباع الوسائل الوقائية لمدة كبيرة بعد ذلك للتحقق من الشفاء.
- من الممكن أن تضطر المرأة الحامل التي تصاب بالفيروس لأخذ الأدوية لتمنع إصابة الطفل القادم بالفيروس.
معلومات عن الإصابة بالهربس مرة ثانية
الذين أصيبوا بفيروس الهربس معرضون للإصابة به مرة ثانية حتى في ظل عدم وجود أعراض، إلا أن العدوى تستمر في التواجد بخلايا الإنسان العصبية، لكن تتناقص حدة العدوى بتتابع الوقت بسبب تكوين الجسم للأجسام المضادة.
يختبر معظم الأشخاص انتشار العدوى بصفة منتظمة، بينما الآخرون يحدث معهم انتشار للمرض لمرة واحدة عقب الإصابة به، بعدها يكمن الفيروس بالجسم لكن بالرغم من كونه كامن إلا أن هناك بعض المنشطات التي تتسبب في تفشيه، ومنها ما يأتي:
- التعرض الكثير لأشعة الشمس.
- الحروق الناتجة عن التعرض للشمس.
- مدة الحيض لدى الفتيات.
- الضغط والتوتر العصبي.
- الإصابة بحمى أو مرض آخر.
إجراءات تتبع عند الإصابة بالهربس البسيط
الهربس البسيط ينتشر بكل الأوقات وليست هناك مراحل عمرية معينة يحدث بها، كما أن بعض الناس قد يصابون به دون حدوث أعراض، وعلى الجانب الآخر يتعرض الآخرين له بظهور أعراض خطيرة من نوعها، وفيما يلي عدة إجراء تتبع عند الإصابة بالمرض:
- عدم حمل الأطفال لتقبيلهم.
- منع زيارة النساء الحوامل.
- شرب كمية جيدة من السوائل الباردة.
- تجنب تناول طعام صلب.
- تجنب تناول الطعام الحار والساخن.
- القيام بعمل كمادات بموقع التقرحات، والحرص على غسل اليدين جيدًا بعد ذلك.
- تجنب أخذ أي مضاد حيوي أو دواء آخر بدون إخبار الطبيب واستشارته.
- استعمال أدوات العناية الشخصية بشكل منفصل حتى بعد التعافي من المرض.
- قد يؤدي الهربس لقلة التغذية بوقت العدوى، لذا يجب الحرص على تعويض ذلك النقص بعد الشفاء لتجنب حدوث ضعف المناعة الذي يسبب تكرار التعرض للإصابة، كما يسبب الإصابة بأمراض أخرى سواء مناعية أو غير ذلك.
- عند الإصابة بتقرحات الفم من الأفضل أكل طعام لين سهل، والابتعاد عن صلب لمنع الاحتكاك بالتقرحات والشعور بالآلام.
وصفات طبيعية لعلاج الهربس البسيط
بالرغم من عدم تواجد علاج أساسي لمرض الهربس البسيط، إلا أنه يوجد عدة وصفات طبيعية تسهم في تخفيف الفيروس وتقليل الأعراض الخاصة به كالتقرحات، وفيما يلي مجموعة من هذه الوصفات:
الكمادات
تسهم الكمادات الباردة والدافئة في التخفيف من بعض أعراض الفيروس كالآلام والحكة الشديدة التي تنتج عنه.
العسل
أكدت بعض الدراسات تم إجراؤها سابقًا أن العسل له تأثير قوي وفعال في التخفيف من أعراض الهربس البسيط بالفم، فالعسل يسبب تقدم بالحالة وتحسنها خلال أسبوعين كحد أقصى دون الحاجة لعلاجات أخرى.
الثوم
يتواجد بالثوم مركب اسمه ” الأليسين” له دور فعال في معالجة الهربس البسيط، ويمكن أن يتم أخذه بأشكال متعددة ككبسولات الثوم أو الثوم الناضج.
المكملات الغذائية
يوجد عدة عناصر ومكملات غذائية لها دور فعال في تقليل أعراض الهربس البسيط ومعالجته ومنها: أدينوزين أحادي الفوسفات، الزنك، بلسم الليمون، وفيتاميني هاء وسي.
الفيتامينات
تقلل مجموعة من الفيتامينات وتحد من أعراض الفيروس وأبرزها فيتامين د، حيث يقوم بوقاية الجسم بصورة كبيرة من مرض الهربس عن طريق تدعيم مناعة الجسم وتحسينها.
حيث أشارت بعض الدراسات أن العدوى تأتي بشكل متكرر إذا كان هناك انخفاض بمعدل فيتامين د لدى هذا الشخص.
الزيوت
استعمال بعض الزيوت المخففة يساعد في تقليل التقرحات والتخلص من العدوى مثل زيوت الزيتون واللوز.
چل الصبار
چل الصبار من أكثر الوسائل الفعالة في معالجة الهربس الفموي وتقليل الأعراض الناتجة عنه، فهو يحارب الفيروس بشكل قوي.
كما يقلل الالتهابات ويحفز من عملية التئام الجروح والبثور، ويزيد من إنتاجية مادة الكولاچين، ويعزز نمو خلايا الجسم.
زيت اللاڤندر
يقوم زيت اللاڤندر بالتخفيف من التهيج والآلام والالتهابات الناتجة عن الفيروس، فهو يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات، لكن يفضل أن يُخفف عند استخدامه على التقرحات للمرة الأولى، لتجنب حدوث أي ردود فعلية من الجلد.
بعد اختبار زيت اللاڤندر بتخفيفه أول مرة، يتم وضع قطرتين منه فوق التقرحات مباشرةً دون القيام بتخفيفه.
زيت النعناع
من افضل الزيوت الطبيعية التي تستخدم في معالجة الهربس البسيط النمط الأول والثاني، فهو من الزيوت النشطة ضد الفيروسات وخاصًة الهربس، بالإضافة لذلك فهو فعال في منع العدوى المتكررة من الفيروس.
يتم تخفيف زيت النعناع باستعمال زيت آخر معتدل بصورة أكثر كزيت اللوز، ثم يتم وضع قطرتين أو ثلاثة منه على التقرحات.
جذور عرق السوس
تستعمل بصورة شائعة لمعالجة الهربس الفموي فهي ذات تأثير فعال في معالجة الفيروسات حيث تقوم بمنع تكاثرها، وكذلك منع انتشار العدوى.
يُستعمل بأشكال متعددة سواء چل أو سائل أو مرطب للشفاه، ويوضع فوق التقرحات مرتين يوميًا، فسرعة استعماله عندما تبدأ الأعراض في الظهور تعمل على تقليل فترة العدوى والتعجيل بالشفاء منها.
الهربس البسيط من الفيروسات التي يمكن أن تكون بسيطة أو خطيرة، ويتوقف ذلك على رد الفعل عند الإصابة بالمرض، فمن اللازم اتباع الإجراءات السابقة والأخذ بها، واتباع تعليمات الطبيب وتناول الأدوية باستمرار لتجنب تفشي العدوى أو تكرارها مرة أخرى.