النعناع السنبلي أو ما يُعرف بإسم Mentha spicata، و هو نوع من النعناع يشبه النعناع الفلفلي. هذا النبات المعمر ينحدر من أوروبا و آسيا، و لكنه ينمو الآن بشكل شائع في القارات الخمس حول العالم. تحصل على اسمها من أوراقها المميزة على شكل رمح أو سنبلة.
يتمتع النعناع السنبلي بطعم حلو و لطيف،و غالبًا ما يستخدم لإضافة النكهة إلى معجون الأسنان و غسول الفم و العلكة و الحلوى أيضًا. و إحدى الطرق الشائعة أيضًا للاستمتاع بهذه العشبة الرائعة هي عن طريق تخميرها في الشاي، و التي يمكن صنعها إما من أوراق طازجة أو أوراق مجففة.
ما هي فوائد تناول النعناع السنبلي ؟
بالإضافة إلى مذاقه المميز و اللذيذ، فإن له العديد من الفوائد أيضًا. و تشمل فوائده ما يلي :
مفيد لعلاج إضطرابات الجهاز الهضمي
يعتبر استخدام النعناع السنبلي للمساعدة في تخفيف أعراض عسر الهضم و الغثيان و القيء و الغازات من الأمور الشائعة. حيث تشير العديد من الأبحاث إلى أن مركب الكارفون الموجود به بشكل طبيعي يقلل بشكل فعال من تقلصات عضلات الجهاز الهضمي. مما يؤدي إلى التخلص من العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي المزعجة.
كما تؤكد دراسة عشوائية أجريت لمدة ثمانية أسابيع على 32 شخص يعانون من متلازمة القولون العصبي ( IBS ) ، و الذين تم إعطاء مجموعة منهم منتج يحتوي على النعناع السنبلي و الليمون و الكزبرة، مع اللوبيراميد للإسهال، أو السيلليوم لعلاج الإمساك. و في نهاية الدراسة، أفاد الأشخاص الذين تناولوا مكمل يحتوي على النعناع السنبلي، أن آلام البطن والانتفاخات أصبحت أقل كثيرًا، مقارنة بالذين تناولوا الدواء الوهمي.
بالإضافة لذلك، قد تخفف هذه الشعبة أيضًا الغثيان و القيء الناجمين عن العلاج الكيميائي. ففي إحدى الدراسات، أشارت النتائج إلى أن النعناع السنبلي قد أدى لتقليل الغثيان و القيء، مقارنة بالعلاج الوهمي. لذلك، فإن تناول النعناع السنبلي يعتبر مفيد للغاية في حالات اضطرابات الهضم المختلفة.
يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي مركبات كيميائية طبيعية موجودة في النباتات، و التي تساعد في حماية الجسم من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة و إصلاحها. الجذور الحرة هي جزيئات صغيرة ضارة، قد تسبب الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما يسبب الإصابة بالالتهابات و الأمراض المزمنة مثل مرض السكري و أمراض القلب و الشرايين.
يحتوي على عدد كبير من المركبات و المواد المضادة للأكسدة، بما في ذلك حمض الروزمارينيك و الفلافونويدات مثل الليمونين و المنثول. بالإضافة لذلك، توفر ملعقتان كبيرتان من النعناع السنبلي حوالي 2 % من الكمية الموصى بها يوميًا من فيتامين C ، و الذي يلعب دورًا هامًا كأحد مضادات الأكسدة القوية أيضًا.
و وفقًا لبعض الباحثين، فإن النعناع السنبلي يُظهر نشاط ممتاز مضاد للأكسدة ضد الجذور الحرة. كما تشير إحدى الدراسات أن عشبة النعناع السنبلي تمنع أكسدة الدهون الموجودة في اللحوم، مما يؤدي إلى الحفاظ على صحة القلب و الأوعية الدموية.
قد يساعد النساء المصابات بالإختلالات الهرمونية
بالنسبة للنساء اللاتي تعاني من اختلالات هرمونية، فإن تناول النعناع السنبلي قد يساعد في مثل هذه الحالات. حيص أظهرت الدراسات التي أجريت على النساء ، أنه يمكن أن يقلل الهرمونات الذكرية مثل هرمون التستوستيرون، مع زيادة نسبة الهرموان الأنثوية الضرورية للإباضة مثل الهرمون اللوتيني ( LH ) و الهرمون المنبه للجريب ( FSH ) و الإستراديول.
و تؤكد إحدى الدراسات التي أجريت لمدة 5 أيام على 21 امرأة تعاني من اختلالات هرمونية. أن تناول كوبين من شاي النعناع السنبلي يوميًا قد أدى إلى خفض هرمون التستوستيرون و زيادة مستويات هرمونات LH ، FSH ، و estradiol.
كما تشير أيضًا دراسة أخرى أجريت لمدة 30 يومًا على 42 إمرأة مصابة بمتلازمة تكيسات المبيض المتعددة ( PCOS ). أن النساء اللاتي تناولن شاي النعناع السنبلي مرتن يوميًا قد أظهروا انخفاض ملحوظ في مستويات هرمون التستوستيرون مع ارتفاع في مستويات هرمونات LH و FSH. و ذلك مقارنة بالنساء اللاتي تناولن مشروب وهمي.
لذلك، فإن الدراسات و الأبحاث تشير إلى أن تناول النساء للنعناع السنبلي يوميًا، قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهرمونات الأنثوية المسؤولة بشكل مباشر عن التبويض، مع انخفاض مستويات هرمونات الذكورة مثل تستوستيرون. مما يزيد من فرص الحمل لدى هؤلاء النساء.
MINOLTA DIGITAL CAMERA
يقلل من ظهور شعر الوجه لدى النساء
واحدة من المشاكل الشائعة لدى بعض النساء، و هي ظهور الشعر بشكل ملحوظ على الوجه. هذا الأمر قد يجعل بعض النساء تشعر بالانزعاج، و يبحثن على حل للتخلص من هذا الشعر. لحسن الحظ، فإن تناول شاي النعناع السنبلي قد يساعد في تقليل نمو و ظهور الشعر على الوجه و البطن أيضًا لدى النساء. في الواقع، فإن هذا العلاج العشبي شائع لنمو الشعر غير المرغوب فيه في دول الشرق الأوسط.
و تشير دراسة مدتها خمسة أيام أجريت على 12 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض المتعدد، و تسع نساء تعاني من ظهور شعر في الوجه لأسباب غير معروفة. تم إعطائهن كوب منه مرتين يوميًا قد ساعد على تقليل نمو و ظهور الشعر على الوجه.
بالإضافة لذلك، فقد أدى تناول شاي النعناع السنبلي بانتظام إلى تقليل آلام متلازمة ما قبل الدورة الشهرية ( PMS ) وانتظام الدورة الشهرية لدى النساء التي تعاني من بعض الاضطرابات في انتظام الدورة الشهرية.
قد يحسن الذاكرة
هناك العديد من الأدلة التي تؤكد أن عشبه النعناع السنبلي قد تساعد في تحسين الذاكرة. فقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الفئران، و التي تم إعطائها مستخلص النعناع السنبلي. أنها قد أظهرت تحسن كبير في التعلم و الذاكرة، حيث تحسن أدائها في اختبار المتاهة .
كما تشير بعض الدراسات السابقة على البشر أن مضغ العلكة بنكهة النعناع السنبلي قد يساعد على تحسين الذاكرة. بالإضافة لذلك، فإن تأثير تناوله في تحسين الذاكرة يظهر بشكل أوضح مع كبار السن الذين يعانون من ضعف الذاكرة بسبب التقدم في العمر. حيث تظهر الأبحاث أن تناول كبار السن لمكملات يومية تحتوي على مستخلص النعناع السنبلي، قد أظهروا تحسن بنسبة 15 % في الذاكرة.
يحارب العدوى و الإلتهابات البكتيرية
يعتبر أحد المواد التي تضيف النكهة لمعجون الأسنان، و العلكة، و غيرها من الأشياء التي يُضاف إليها. و بالإضافة لذلك، فإنه تميز بخصائص مضادة للبكتيريا و مضادة للميكروبات. و التي قد تساعد في قتل البكتيريا و الميكروبات الموجودة في فمك، و التي تسبب رائحة الفم الكريهة.
تشير العديد من الدراسات إلى أن زيت النعناع السنبلي العطري يعتبر فعال للغاية ضد عدة أنواع من البكتيريا الضارة. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أنه يعمل ضد البكتيريا التي تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء. بما في ذلك الإشريكية القولونية، و الليستيريا.
قد يساعد على خفض مستويات السكر في الدم
تناول شاي النعناع السنبلي قد يساعد بشكل فعال على خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري. حيث تشير العديد من الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، أن له تأثير رائع على مستويات سكر الدم عند تناوله بانتظام.
في إحدى الدراسات، تم إعطاء الفئران مستخلص النعناع السنبلي بما يعادل 20 مجم لكل كجم من وزن الجسم يوميًا. و بينما لم تتأثر الفئران السليمة، كانت الفئران المصابة بمرض السكري لديها انخفاض ملحوظ في نسبة السكر في الدم.
و في دراسة أخرى استمرت لمدة 21 يومًا على الفئران المصابة بمرض السكري. أظهرت الحيوانات التي تم إعطائها 300 مجم من النعناع السنبلي لكل كيلو جرام من وزن الجسم يوميًا، انخفاض بنسبة 25 % في مستويات السكر في الدم.
يساعد على تقليل التوتر و القلق
قد يساعد شاي النعناع السنبلي على تعزيز الاسترخاء و تقليل التوتر. في الواقع، يستخدم بشكل شائع للتخلص من التوتر و الأرق و القلق في بلدان أمريكا الجنوبية. و تؤكد إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، أن تناول مستخلص النعناع السنبلي قد أدى إلى تقليل القلق و التوتر ، و تحسين النوم بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أوراق نبات النعناع السنبلي تحتوي على المنثول، و الذي له تأثير مهدئ و مريح للجسم. كما يُعتقد أن النعناع يعزز الاسترخاء و يخفف من التوتر و القلق عن طريق التفاعل مع مستقبلات GABA الموجودة في المخ. GABA هو ناقل عصبي يشارك في تقليل نشاط الأعصاب بشكل فعال.
قد يحسن من آلام إلتهاب المفاصل
يساعد تناوله في تخفيف آلام المفاصل الناتجة عن التهابات المفاصل. و قد خلصت دراسة مراجعة كبيرة لكل من الدراسات الحيوانية و البشرية إلى أن الزيوت العطرية المصنوعة منه لها آثار في تخفيف آلام المفاصل.
و بالمثل أيضًا في دراسة استمرت لمدة 16 أسبوعًا على 62 شخص يعانون من التهابات المفاصل في الركبة. أدى تناول شاي النعناع السنبلي بانتظام مرتين يوميًا إلى تقليل الصلابة و الإعاقة الجسدية. حيث أنه غني بحمض الروزمارينيك، و الذي يخفف من الأعراض و يقلل الألم.
يساعد على خفض ضغط الدم
تشير العديد من الدراسات و الأبحاث التي أجريت على حيوانات التجارب، إلى أن تناول مستخلص النعناع السنبلي قد يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع. حيث يساعد مركب الكارفون الموجود في النعناع السنبلي على خفض ضغط الدم عن طريق العمل بشكل مشابه لحاصرات قنوات الكالسيوم، و هي الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
بالإضافة لذلك، تؤكد بعض الدراسات المعملية أن مركب الكارفون أقوى 100 مرة في تقليل تقلصات الأوعية الدموية من مادة فيراباميل، و هي المادة الفعالة في أحد الأدوية الشائعة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
من السهل أن تدمجه في نظامك الغذائي
يمكنك شرائه في هيئة أكياس شاي، أو أوراق شاي، أو حتى زراعة النعناع في الحديقة الخاصة بك، و استخدامه فيما بعد. لتحضير شاي النعناع السنبلي في المنزل :
- قم بغلي كوبين من الماء.
- ارفع الماء من على النار، و أضف إليه حفنة من أوراق النعناع المقطعة.
- غطي الماء، و اتركه منقوع لمدة خمس دقائق.
- قم بتصفية الشاي و اشربه.
هذا الشاي العشبي لذيذ المذاق، و يمكنك تناوله ساخن أو بارد. كما أنه خالي من الكافيين و السعرات الحرارية، مما يجعله خيار رائع يمكنك الاستمتاع به في أي وقت من اليوم. بالإضافة لذلك، يمكنك أيضاً تناول زيت النعناع السنبلي، أو حتى استخدامه موضعيًا على الجسم. فقط تأكد أولاً من أنه لا يسبب لك أي رد فعل تحسسي عن طريق اختباره على رقعة صغيرة من الجلد، و تركه لمدة 15 دقيقة و ملاحظة أي تغييرات قد تحدث لجلدك.
إحتياطات و تحذيرات خاصة
على الرغم من أنه آمن تمامًا للاستخدام و التناول، إلا أن هناك بعض الاحتياطات أو التحذيرات الواجب اتخاذها قبل تناوله و تشمل هذه التحذيرات و الاحتياطات ما يلي :
- الحمل و الرضاعة : من المحتمل أن يكون النعناع غير آمن عند تناوله بكميات كبيرة أثناء الحمل. قد يتسبب الإفراط في تناول شاي النعناع السنبلي إلى تلف الرحم. لذلك، من الأفضل تجنب استخدام و تناول كميات كبيرة منه أثناء فترة الحمل. و على الرغم من عدم وجود معلومات كافية حول سلامة تناوله أثناء الرضاعة الطبيعية، إلا أنه من الأفضل تناوله بكميات قليلة فقط و عدم الإفراط في تناوله.
- اضطرابات الكلى : قد يؤدي تناول شاي النعناع العطري بكميات كبيرة إلى الإصابة بتلف الكلى. حيث يؤكد العديد من خبراء الصحة أن الكميات الكبيرة من شاي النعناع العطري قد تؤدي إلى تفاقم اضطرابات الكلى. لذلك، من الأفضل تناوله بكميات قليلة.
- أمراض الكبد : تناول شاي النعناع السنبلي قد يزيد من خطر الإصابة بتلف الكبد. خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكبد. لذلك، من الأفضل الإلتزام بالكميات المحددة منه و عدم الإكثار من تناوله.
هل هناك أي آثار جانبية للنعناع السنبلي ؟
على الرغم من أن تناوله بكميات معتدلة يعتبر آمن تمامًا. كما أنه خالي من الكافيين. إلا أن هناك عدد قليل من الأشخاص الذين قد يعانون من شعور بعدم الراحة عند تناول الكثير منه. كما يجب على أي شخص يعاني من أي من الحالات التالية مراجعة الطبيب المختص قبل تناوله :
- الذين يعانون من الارتجاع المريئي : على الرغم من أن شاي النعناع السنبلي يقلل من اضطرابات الجهاز الهضمي، إلا أن الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتجاع المريء قد يرغبون في تجنب تناوله. حيث يتسبب النعناع في ارتخاء المريء، مما يتسبب في تدفق المزيد من الحمض و يؤدي إلى حرقة المعدة.
- قد يسبب مشاكل أثناء الحمل : يجب تناول شاي النعناع السنبلي بحذر أثناء الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. قد يؤدي تناول الكثير منه إلى ظهور بعض المضاعفات غير المرغوب بها للأم الحمل.
