يتميز انخفاض حرارة الجسم بانخفاض ملحوظ للحرارة إلى ما دون المعدل الطبيعي. و على الرغم من أن انخفاض درجات حرارة الجسم قد يحدث لدى البالغين و الأطفال على حد سواء، إلا أن انخفاض درجة حرارة الطفل يمكن أن يكون سبب للقلق، لأن الرضع لا يستطيعون الحفاظ على درجة حرارة الجسم. كما أن عدم توفير العلاج الفوري لمثل هذه الحالة، قد يؤدي إلى بعض المضاعفات غير المرغوب بها.
كيف تعرف إذا كان طفلك يعاني من انخفاض درجة حرارة الطفل ؟
وفقًا للمبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن توفير الرعاية الصحية أثناء الولادة و في الأيام الأولى بعد الولادة هو أمر ضروري للغاية. حيث أن جسم المولود الجديد لم يتطور بعد لتنظيم درجة حرارة الجسم.
و يتراوح متوسط درجة حرارة جسم الرضيع بين 35.5 درجة مئوية و 37.5 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الفم. بينما تكون الحرارة بين 36.6 درجة مئوية و 38 درجة مئوية عند قياسها عن طريق المستقيم. و تكون بين 35.8 درجة مئوية و 38 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الأذن. أما عند قياسها عن طريق الإبط ، فتكون حرارة الجسم بين 36.5 درجة مئوية و 37.5 درجة مئوية.
عند انخفاض درجة حرارة جسم طفلك إلى أقل من 36.5 درجة مئوية، فهذا يعني أن طفلك يعاني بالفعل من انخفاض درجة حرارة الجسم. و يمكن تصنيف هذه الحالة إلى ثلاث مراحل :
- البرودة الخفيفة، و التي تتراوح فيها درجة حرارة الطفل بين 36 و 36.4 درجة مئوية.
- الانخفاض المعتدل في درجة حرارة الجسم، و التي تتراوح فيها درجة حرارة جسم لطفل بين 32 و 35.9 درجة مئوية.
- الانخفاض الشديد في درجة حرارة الجسم، و الذي يحدث عندما تكون درجة حرارة جسم الطفل أقل من 32 درجة مئوية.
يوصى أطباء الأطفال و خبراء الصحة بقياس درجة حرارة الأطفال الذين هم دون سن الخمس سنوات من خلال المستقيم. و ذلك للحصول على أدق قراءة للترمومتر.
ما هي علامات انخفاض درجة حرارة الطفل؟
من المهم جدًا اكتشاف علامات انخفاض في درجة حرارة جسم الطفل في وقت مبكر. حيث سيساعدك ذلك في التعرف عليها في المراحل المبكرة. و تقول الطبيبة ” أندريا وادلي “، استشاري طب الأطفال و الرضاعة الطبيعية في جامعة بيدفورد، تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. أن الأطفال الصغار عادة لا تظهر عليهم العديد من الأعراض التي تشير إلى انخفاض حرارة أجسماهم.
غالبًا ما يشعر الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة حرارة الجسم بالبرودة عند اللمس. و قد تظهر عند البعض القشعريرة أو الرعشة. كما قد تظهر شفاههم باللون الأزرق، أو قد يعانون من طفح جلدي يظهر على أجسادهم. اللون الأزرق لليدين و القدمين قد يشيران أيضًا إلى انخفاض درجة حرارة جسم الطفل. و تشمل أشهر أعراض انخفاض درجة حرارة جسم الطفل الرضيع ما يلي :
- برودة القدمين قبل أن تبدأ الرعشة في الجسم.
- الضعف أو عدم القدرة على مص الثدي أثناء الرضاعة.
- تفاعل بطئ مع المحفزات و المثيرات الخارجية ( كالأصوات أو الأضواء ).
- صراخ ضعيف.
بعد هذه المرحلة، يكون الطفل معرض لخطر الإصابة بانخفاض كبير في درجة حرارة الجسم، و الذي يتميز بالخمول العام في الجسم و التنفس البطء وغير المنتظم. بالإضافة إلى بطئ معدل ضربات القلب و انخفاض سكر الدم.
بينما تشمل الأعراض الشديدة الأخرى لانخفاض درجة حرارة الجسم احمرار الوجه و الأطراف، و الازرقاق و تصلب الجلد على الظهر و الأطراف. هذه الأعراض تعتبر خطيرة و تحتاج إلى عناية طبية فورية.
ما هي أسباب انخفاض درجة حرارة الطفل ؟
انخفاض درجة حرارة الطفل هو أحد المضاعفات الخطيرة التي يمكن الوقاية منها عند الأطفال. حيث أن معرفة السبب وراء انخفاض درجة حرارة الجسم قد يساعدك على الوقاية منه. و فيما يلي أسباب انخفاض درجة حرارة جسم الطفل.
الولادة المبكرة و انخفاض الوزن عند الولادة
الأطفال الرضع الذين يولدون بوزن أقل من 1500 جرام، و يولدون في فترة حمل تقل عن 28 أسبوع، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم بنسبة 30 إلى 78 %. و تشير دراسة أجراها مركز آيوا للأبحاث، و التي أجريت على 532 رضيع من الأطفال الذين يولدون مبكرًا. أشارت النتائج إلى أن 421 رضيع منهم كانوا يعانون من انخفاض درجة حرارة الطفل و كان حوالي 66 % منهم يعانون من انخفاض حرارة الجسم المعتدل إلى الشديد.
يكون الأطفال الذي يولدون مبكرًا، أو الذين يولدون بوزن منخفض أكثر عرضة للإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم بسبب العوامل التالية :
- نسبة مرتفعة بين مساحة سطح الجسم إلى حجم الطفل.
- الجلد غير الناضج مع عدم اكتمال طبقات الجلد بشكل صحيح.
- طبقة رقيقة من الدهون العازلة.
- قلة إنتاج الحرارة في الجسم.
كما أن العوامل البيئية، مثل انخفاض درجة حرارة الهواء المحيط بالطفل، و انخفاض درجة حرارة السرير الخاص بالطفل، قد تساهم في انخفاض درجة حرارة الجسم عند الأطفال المبتسرين. يمكن التغلب على هذا الأمر عن طريق استخدام أنظمة التدفئة في المنزل، و محاولة تدفئة السرير أو المراتب للحفاظ على دفء الطفل.
العوامل البيئية
قد تؤدي العوامل البيئية أثناء الولادة إلى فقدان جسم المولود الجديد للحرارة، مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم. خلال الدقائق الأولى بعد الولادة، تنخفض درجة حرارة جلد الطفل بمقدار 3 إلى 4 درجات مئوية. ترك الطفل دون مراقبة بعد الولادة، و تأخير التجفيف و تحميم الطفل مباشرة بعد الولادة قد يزيد من خطر انخفاض درجة حرارة طفلك حديثي الولادة.
نقص السكر في الدم
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم إلى انخفاض درجة حرارة جسم الطفل هذه الحالة تحدث عند انخفاض مستويات السكر أو مستويات الجلوكوز في جسم الطفل لمستويات قليلة للغاية. يمكن أن يصاب الطفل بنقص السكر في الدم عند الولادة أو في وقت لاحق. و عادة ما تظهر هذه الحالة لدى الأطفال الذين يعانون من تقييد النمو داخل الرحم، أو مواليد الأمهات المصابات بمرض السكري.
كما قد تنخفض مستويات السكر لدى الأطفال الذين يولدون مبكرًا أيضًا، أو لدى الرضع الذين يعانون من بعض المشاكل في الفترة ما قبل الولادة ( مثل إرتفاع ضغط دم الأم الحامل ). أو تظهر عند الأطفال المواليد لعائلة لها تاريخ مرضي لمرض السكري.
الإلتهابات و العدوى
في بعض الحالات، يمكن أن يكون انخفاض درجة حرارة الطفل أحد أعراض العدوى الشديدة عند الأطفال. و أشهر حالات العدوى هي التهاب السحايا و التسمم الدموي للمواليد.
الالتهاب السحائي هو عبارة عن عدوى بكتيرية تسبب التهاب في أغشية الحبل الشوكي للأطفال. قد يسبب الحمى لدى بعض الأطفال، و قد يكون هناك انخفاض في درجة حرارة الجسم لدى البعض الآخر. و بالإضافة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم، قد تلاحظ أيضًا بعض الأعراض مثل التهيج و الخمول و صعوبات التغذية و ضيق التنفس و النوبات.
بينما يشير التسمم الدموي للمواليد إلى رد فعل الجسم الشديد تجاه العدوى البكتيرية. و في الأطفال حديثي الولادة، قد يؤدي إلى الالتهاب و فشل بعض أجهزة الجسم. و يعد انخفاض حرارة الجسم أحد أعراض التسمم الدموي لحديثي الولادة. إلى جانب انخفاض درجة حرارة الجسم، قد تلاحظ أيضًا صعوبات في التغذية، أو تهيج، أو قيء أو خمول في الجسم.
هذه الحالات المرضية تعتبر عدوى شديدة عند الأطفال حديثي الولادة، مما يتطلب مساعدة طبية عاجلة.
بعض المشاكل الجسدية و الصحية للطفل
هناك بعض الاضطرابات الأيضية النادرة مثل نقص الحمض الأميني كاربوكسيلاز، و مرض مينكس، و نقص الإنزيم المساعد Q10i قد تسبب أيضًا انخفاض درجة حرارة الطفل كما تشمل عوامل الخطر الأخرى في الجسم ما يلي :
- مساحة سطح الجسم كبيرة بالنسبة لوزن الطفل.
- رأس الطفل كبير مقارنة مع الجسم، حيث يفقد حديثي الولادة 75 % من حرارة الجسم من خلال الرأس المكشوفة.
- الاختناق ( انخفاض مستويات الأكسجين في الجسم ).
كيف تمنع انخفاض درجة حرارة الطفل ؟
إذا استبعد طبيب طفلك الأسباب الطبية الأساسية، فيمكنك الوقاية من انخفاض درجة حرارة جسم طفلك أولاً و قبل كل شيء، يجب اتخاذ وسائل الرعاية المناسبة أثناء الولادة و بعدها لتجنب فقدان درجة حرارة الجسم. لا ينبغي ترك الطفل دون مراقبة أو عاريًا على الطاولة أو السرير. و فيما يلي بعض الخطوات التي ستساعدك على تجنب ذلك الانخفاض.
تأكد من التزام المستشفى بنظام السلسلة الدافئة
يساعد هذا على إبقاء الطفل دافئًا لمنع انخفاض درجة حرارة الطفل أثناء الولادة. السلسلة الدافئة هي عبارة عن مجموعة من الخطوات المترابطة و التي تشمل :
- الحفاظ على غرفة الولادة نظيفة و في درجة حرارة الغرفة المثالية.
- التأكد من عدم تعرض الغرفة لتيارات هوائية من خلال النوافذ أو الأبواب.
- تجفيف الرضيع فورًا بمنشفة نظيفة و تجنب الاستحمام في هذا الوقت.
- لف الطفل بطبقات من الملابس الفضفاضة، و عدم تركه عاريًا على الطاولة أو السرير.
- تشجيع ملامسة الأم لطفلها و بدء الرضاعة الطبيعية.
تنطبق كل هذه الخطوات على الأطفال المولودين بعد فترة حمل كاملة، و الذين يتمتعون بعلامات حيوية طبيعية أيضًا. إذا ولد طفلك قبل الأوان، فيجب عليك أن تتحدث مع الطبيب المختص للحصول على تعليمات الرعاية الخاصة بطفلك.
الحفاظ على طفلك داخل المنزل
بمجرد عودة طفلك إلى المنزل، يمكنك تجربة بعض الطرق التالية للحفاظ على دفء الطفل.
- حافظي دائمًا على تغطية طفلك بطبقات من الملابس الواسعة و الدافئة، و تأكدي من تغطية رأسه دائمًا. القاعدة العامة تقول أن يرتدي طفلك طبقة إضافية أكثر مما ترتدين أنتي. أما بالنسبة للخروج في الجو البارد، فإن إضافة بطانية لطفلك يعمل على إبقائه دافئًا.
- وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب تأجيل الاستحمام في الحوض حتى يسقط الحبل السري. بدلاً من ذلك، يمكنك تحميم طفلك باستخدام إسفنجة الاستحمام الناعمة.
- اتبعي طريقة الكنغر، حيث يتم وضع الطفل بين ثديي الأم و هو لا يرتدي سوى الحفاض.
- ماء الاستحمام الخاص بطفلك يكون ماء فاتر. و يجب ألا تتركيه في الماء لفترة طويلة، و تأكدي من لفه بمنشفة جافة مباشرة بعد الاستحمام.