لا يعتبر الطعم الحلو في الفم ظاهرة نادرة. فنحن غالباً ما نشعر به لأن معظم الأطعمة التي نأكلها معبأة مليئة بالسكر. و نحن لا نتحدث فقط عن الآيس كريم أو الكوكاكولا، و لكن معظم البقالة اليومية التي تشتريها من السوبرماركت تحتوي على كمية من السكر.
بالإضافة للنكهة الحلوة، يستطيع اللسان التمييز بين أربعة مذاقات اخرى: الحامض، المر، المالح و أومامي (و هو طعم جديد معترف به حديثاً و أفضل وصف له أنه طعم اللحم/ المرقة)
ولكننا لن نتحدث عن الطعم الحلو في الفم بسبب السكر، ولكن لمعرفة لماذا تشعر بالطعم الحلو حتى و إن لم تتناول السكر.
قد تسبب بعض الحالات الطبية في هذا الطعم الحلو في الفم. معظمها مشاكل أيضية، و أكثرها شيوعاً هو مرض السكر.
أسباب الطعم الحلو في الفم
يجب أن تعرف أن الطعم الحلو في الفم ليس حالة مرضية، و لكنه قد يكون عَرَض لبعض المشاكل الاخرى في الجسم. لذلك علينا تحديد هذه الحالة الطبية.
سنقدم لك في هذه المقالة قائمة من المشاكل الطبية الأكثر شيوعاً و المرتبطة بالإحساس بالطعم الحلو في الفم، حتى تتشاور مع طبيبك لمعرفة العلاج اللازم.
إضطرابات التمثيل الغذائي
مثل مرض السكري، أمراض الغدة الدرقية،و زيادة الكيتون في الجسم
مرض السكري
يعتبر مرض السكري هو السبب الأكثر شيوعاً لهذا الطعم الحلو في الفم، بل يعتبر من أخطر الإضطرابات الأيضية.
ما هو مرض السكري ؟
مرض السكري هو إرتفاع نسبة الجلوكوز في الدم (السكر في الدم).
هذا الجلوكوز يأتي من الطعام الذي نأكله. ولا يعتبر الجلوكوز سيئاً أو خطراً بل على العكس فهو يمد الجسم بالطاقة ولكن إذا تم تناوله و هضمه بشكل صحيح.
وهنا يأتي دور الانسولين و الذي يساعد في نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا حيث يتم تخزينه ليستخدم بعد ذلك كطاقة. و إذا كان الجسم لا ينتج ما يكفي من الانسولين، فإن الجلوكوز سيظل عالقاً في الدم، و هذا ما يسمى مرض السكري.
هناك ثلاثة أنواع من مرض السكري:
- النوع 1 – النوع الأول هو أشدهم قوة لأن الجسم لا يُنتج الانسولين على الإطلاق. و عادة ما يتم تشخيصه في سن مبكر، ويحتاج هؤلاء المرضى إلى تناول الانسولين يوميا للبقاء على قيد الحياة.
- النوع 2 – في هذا النوع من مرض السكري أما أن الجسم لا ينتج ما يكفي من الانسولين أو أن جسمهم لا يستخدم الانسولين كما ينبغي، هذا النوع أكثر شيوعاً و يحدث في الأفراد الأكبر سناً.
- سكري الحمل – يرتبط هذا السكري بالحمل. قد تصاب به بعض السيدات أثناء الحمل والذي يستمر حتى الولادة. بعد ذلك تعود معدلات سكر الدم إلى طبيعتها. و لكن، قد يكونوا هؤلاء الأفراد عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 .
أعراض مرض السكري:
- مشاكل في القلب
- مشاكل في الوزن
- عدم وضوح الرؤية
- جفاف الفم
- الشعور بالتعب
- الطعم الحلو في الفم
حتى الآن لا يوجد علاج لمرض السكري، ولكن يمكنك ان تتعلم كيف تتحكم به. و التحكم بالسكري بشكل صحيح شئ لا تستطع فعله بنفسك. يجب أن تطلب مساعدة الطبيب.
فرط الكيتون بالجسم
تعتبر عملية تمثيل غذائي عادية في الجسم. و تعمل بهذه الطريقة: عندما لا تحصل على ما يكفي من الكربوهيدرات من خلال الطعام الذي تأكله، يبدأ الجسم بحرق الخلايا الدهنية للحصول على الطاقة. و خلال هذه العملية ينتج الجسم الكيتونات.
الكيتونات هي مركبات عضوية مفيدة، مسؤولة عن نقل الطاقة من الكبد إلى باقي الجسم. على الرغم من أن هذه عملية عادية و طبيعية للجسم، إلا أن تراكم الكيتونات قد يسبب بعض المشاكل مثل :
- جفاف الفم
- الطعم الحلو في الفم
- فرط التبول
- الشعور بالتعب و الإجهاد
- الشعور بالغثيان
- آلام المعدة
بالطبع لن تكون قادراً على تشخيص هذه الحالة طبقاً للأعراض التي ذكرناها، و لكن عليك القيام بإختبارات الدم و البول. و إذا أظهرت الإختبارات أرقام عالية للكيتون، يجب عليك إستشارة الطبيب.
إضطرابات الغدة الدرقية
الغدة الدرقة هي مجموعة صغيرة من الخلايا المتخصصة على شكل الفراشة والتي تقع في قاعدة الرقبة ( تحت تفاحة آدم في الرجال). تنتج هذه الغدّة الهرمونات المسؤولة عن بعض العمليات الهامة داخل الجسم. بداية من عملية التمثيل الغذائي إلى الطريقة التي يدق بها القلب.
يمكننا تقسيم اضطرابات الغدة الدرقية في الفئات التالية:
- قصور الغدّة الدرقية – الناتج عن عدم إنتاج هرمونات كافية
- فرط نشاط الغدة الدرقية – الناتج عن إفراز الكثير من الهرمونات
- التغيرات الهيكلية – تغيرات في شكل أو حجم الغدة نفسها
- نمو غير طبيعي – أورام الغدة الدرقية، حميدة أو خبيثة
إصابة الدم بالفيروس
هي أي حالة طبية تنتشر فيها الفيروسات في مجرى الدم. المشكلة هي أنه عندما تخترق الفيروسات دمنا فإنها تستطيع الوصول إلى كل أنسجة الجسم. ولكن الجسم لديه الجهاز المناعي الموجود للدفاع عنه، لذا عادة ما يتوقف الفيروس بعد بضعة أيام.
و على الرغم من أن الفيروس قد دُمر، فقد دخلت بعض الجسيمات الفيروسية داخل خلايا الغدة النكفية في الفم و الغدد المصلية في الأنف. هذه الجزيئات الفيروسية قد تغير عمليات الحمض النووي التي تحدث عادة في الجسم.
يمكن لتغيرات الحمض النووي التي تحدث في خلايا الغدة النكفية و المصلية أن تمنع و تعطل نمو الخلايا الشميّة و براعم التذوق.
هذه الخلايا كما توقعت هي خلايا حساسة للغاية، وإذا تغيرت بسبب عدوى فيروسية قد تواجه فقدان في التذوق أو الرائحة، أو الشعور بشئ في غير محله.
المشاكل العصبية
المشاكل العصبية التي تؤثر على الذوق و الرائحة عادة ما تأتي بعد سكتة دماغية، حتى لو طفيفة.
طبقاً لتقرير من المعهد الوطني للصحة، إثنين من المرضى عانوا من السكتة الدماغية الطفيفة و لكنهم واجهوا خلل في التذوق و الشم.
كما كشف فحص آخر لنفس المريضين عدم قدرتهم على إكتشاف الروائح الخفية، و القدرة فقط على تحديد النكهات الحلوة. كما طالب المريضين بزيادة الملح و تحلية طعامهم لإخفاء بعض المذاقات الأخرى التي يجدونها غير مستحبة.
هذه الزيادات في الملح و السكر قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري أو إرتفاع ضغط الدم.
نوبات الفص الصدغي يمكن أن تؤثر أيضاً على قدرتنا على الشم و التذوق. (يقع الفص الصدغي في الجزء السفلي من القشرة الدماغية).
قد تسبق نوبة الفص الصدغي بعض الأحاسيس الغير عادية، و التي قد تكون علامات تحذيرية، مثل:
- الشعور المفاجئ بالخوف
- تجربة الديجا فو
- إرتفاع الإحساس في البطن
- تغيرات في الرائحة و الطعم.
العدوى
العدوى هي غزو و تكاثر الكائنات الحية الدقيقة الغير موجودة في الجسم. و تشمل البكتيريا و الفيروسات و الطفيليات. عليك أن تعرف أن هناك بعض الميكروبات المفيدة الموجودة في أجسامنا، لا تعتبر هذه الميكروبات عدوى.
أحد أكثر الأمراض شيوعاً و التي تؤثر على الرائحة و الطعم هي إلتهاب الجيوب الأنفية. و هو يؤثر على تجويف الأنف و عادة ما يكون سببه فيروس. قد تظهر بعض الأعراض مثل إفرازات الأنف أو إنسداد الأنف، الألم، الصداع و إلتهاب الحلق. و عادة ما تعالج العدوى بإستخدام بخاخ الأنف أو الدواء بدون وصفة طبية.
الحمل
إذا كنتي حامل و تعاني تغيرات في الطعم أو الرائحة، هذا لا يحدث حتى تحدث تغيرات الهرمونات، هذا يحدث عادة في وقت مبكر من الحمل.
ليس ذلك قط، و لكن قد يجعلك الطعام الذي تأكله بإنتظام تشعر بالغثيان و المرض. هذا للعلم فقط، ليس عليك أن تقلق و تذهب للطبيب.
أسباب اخرى
هناك بعض الأسباب الاخرى المرتبطة بالطعم الحلو في الفم:
- إرتجاع المرئ – مرض مزمن يصيب الجهاز الهضمي حيث يرتد حمض المعدة مرة اخرى إلى أنابيب الغذاء الخاصة بك.
- الأورام الحميدة – هو عبارة عن نمو غير طبيعي للأنسجة، و عادة ما يكون حميد.
- الإصابات – قد تكون إصابة الرأس أو الأنف المباشرة مرتبطة بتغيرات الدماغ في تمييز الرائحة و الطعم.
- العمر – يضعف إحساسك بالرائحة مع التقدم في العمر.
- التعرض للكيماويات السامة
متى أذهب للطبيب؟
إذا استمر إحساسك بهذا الطعم الحلو لمدة يوم أو يومين فقط، فهذا شئ لا يقلق. هناك العديد من الأشياء قد تكون السبب. و لكن إذا انتهى الإحساس من تلقاء نفسه، ليست هناك حاجة للحصول على مساعدة طبية.
ولكن إذا لم يختفي هذا العَرَض بعد بضعة أيام، أو يذهب و يعود بطريقة دورية منتظمة، فإن هذا قد يشير إلى مشكلة صحية.
السؤال التالي هو أي طبيب يجب علي أن أذهب إليه ؟ نحن نقترح أن تذهب إلى طبيب عام و من ثَم هو سيوجهك إلى أحد المختصين التاليين:
- طبيب أعصاب
- طبيب في الغدد الصماء
- طبيب أنف و أذن و حنجرة.
سوف يطلب منك الطبيب المزيد عن تاريخك الطبي لك و للعائلة. لإستبعاد أي إضطرابات عصبية وراثية. ثم يأتي الفحص البدني إذا كنت قد عانيت من إصابة ميكانيكية ( حركية)
قد تقوم أيضاً ببعض الإختبارات مثل إختبار الدم ( إذا كانوا يشتبهون في مرض السكري )، الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، وذلك على الرغم من أنها لست ضرورية في معظم الحالات.
معلومات قيمه ومفيده جدا جزاكم الله خيرا