أحيانًا كثيرة تشعر بالضياع وخيبة الأمل والضعف والكثير من التردد في هذه الحالة يجب أن تلجأ إلى الله وتصلي ركعتين وتقرأ بعض من آيات القرآن ثم تعود لنفسك لما أنت عليه في الحقيقة خلف كل ما تضعه عليك الحياة من تغيرات. تعود للإنسان النقي المختفي بداخلك لتكتشف نفسك من جديد.
ولكن لماذا أحسسنا بهذا الشعور السيئ في الأصل؟ هل سألت نفسك في مرة لماذا تشعر بذلك الإحساس المؤلم؟ في الغالب تكون روحك ضائعة في متاهات الحياة ولا تشعر أن قلبك يرتاح لكل ما تفعله وتشعر أنك اخترت في الغالب الطريق الخطأ إن اخترته في الأصل كما أنك قد ابتعدت كثيرًا عن الله وتحاول عندها روحك العودة من جديد وهذا المقال سيحتوي على الكثير من التفاصيل التي تحتاجها
1. فقدان الإتصال مع الروح والقلب:
من الأسباب الأساسية التي تجعل الإنسان يشعر بالضياع في الحياة أنه لا يصبح على اتصال جيد مع قلبه وروحه لأنه يصرف الكثير من الإنتباه لما يقوم به العقل من أشياء منطقية وما يقوله الجميع من حوله عندما لا يستطيع سماع صوته الداخلي ولا يستطيع أن يسمع صوت الحكمة من روحه
2. تعيش الحياة على إعتقادات الآخرين:
هناك بعض الناس الذين يولون لمعتقدات من حولهم أهمية أكبر مما ينبغي بحيث يعيشون حياة ليست حياتهم فهم يأخذون آراء من حولهم ويطبقونها على حياتهم فقط لأنهم يعتقدون في آراء من حولهم الصواب مثل العائلة أو الأصدقاء أو المعلمون أو المجتمع متمثل في العادات والتقاليد (تختلف كثيرًا عن المعتقدات الدينية)
يجب ألا تؤمن بأي شئ قد تأخذه من عقول الناس بسهولة ولا تستمع لما يقولونه ولا تقلد ما يفعلونه قبل أن يعبر حاجز التفكير والقيود والفلاتر التي تضعها عليه في عقلك يجب أن تقوم بالتحليل والتفكر ووضع بصمتك على كل ما تفعله لينبع منك أنت وليس مجرد تقليد أعمى
3. إعطاء قيمة لآراء الأخرين أعلى من رأيك الخاص:
حتى إن كنت تملك العديد من الناس ذو الآراء الموثوقة والحكمة التي لا تخيب يجب ألا تدع آراءهم تفوق رأيك في الأهمية
لا أقول ألا تأخذ بآراء الآخرين أو نصيحتهم ولكن لا تنفذها دون تفكير أو تحليل فقط فكر في كل ما يقال لك أو يهمك لأنه ببساطة قد لا يكونون في نفس الموقف أو لا يرون نفس المشهد الذي تراه. قد تأخذ بآرائهم وتعدل عليه بعض الأشياء للتناسب مع ما تفكر فيه .. بسيطة !!
4. الخوف يحكم كل شئ في حياتك:
لمن يشعرون بالضياع في الحياة وخيبة الأمل هذا أحد أهم الأسباب التي قد تجعلك تشعر بذلك وهو الخوف. قلوب هؤلاء مغلقة يحوطها الخوف من جميع الجهات وهو الحاكم المسيطر على حياتهم في المنزل وفي العمل ومع أصدقائهم وفي أي وقت يحتاج فيه إلى إتخاذ قرار ما ببساطة يجعل حياتك مقيدة وغير سعيدة
مع أن من أهم المحركات الاساسية في حياة البشر هما الحب والخوف إلا أن هذا الخوف يعد مرضي وغير مناسب للتعايش لذل إن أردت الشعور بالتحسن يجب أن تتخلص من خوفك وهناك مقال عن هذا في ثقف نفسك كما يجب أن تقوم بشئ ما تخاف منه كل يوم.
5. صوت داخلي مشوه:
أحيانًا يكون صوتك الداخلي هو سبب تشوه حياتك وكل ما لا تريد. المشكلة أن إنخراط الإنسان في الحية بشكل مبالغ قد يشوه إحساسه الداخلي حتى أنه يخدعه في بعض الأحيان ولا يكون عندها هو الضوء الذي يجب أن تسير خلفه ولا يعكس عندها الحقيقة يجب عندها أن تعود للأصول وللأهداف الرئيسية لذلك من المفضل أن تكتب كل يوم ولو ملحوظة أو حكمة أو أي شئ قد يذكرك بما يجب عليك فعله من البداية مثلم تقوم بعمل restore للكمبيوتر في بعض الحالات.
6. تحيط نفسك بأشخاص يجعلون الحال أسوأ:
قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص الخطأ أحد أسباب إحساسك بالضياع. عندما تصاحب أُناس يسحبونك إلى الأسفل هؤلاء هم من يشكون باستمرار يلومون ويشعرون بأنهم ضحايا يبثون الكثير من السلبية والشكوك والمخاوف.
حاول دائمًا أن تحيط نفسك بأشخاص ايجابيين تملؤهم الحيوية والنشاط والهمة يجب أن تحيط نفسك بمن يبثون فيك روح الإبداع والتحدي ويساعدونك بشكل إيجابي وفعال على تخطي كل العقبات التي تواجهك سواء نفسية أو واقعية
7. يصدقون كل فكرة سيئة تخطر في عقلهم:
المخ أداة رائعة ولكن إن تم استخدامها بشكل جيد وإن استخدمته بشكل خاطئ قد يحول حياتك إلى جحيم لأن العقل يعمل بمنطق بسيط جدًا “العقل يريك ما تريد أن تراه” وكفى. فهو يضع أمامك فقط ما تريد أن تراه سواء سيئ أو جيد هذا لا يعنيه ففي النهاية هو ينفذ قرارك أنت وحدك ومهما كنت من أصحاب الأفكار الإيجابية قد يحدث وتتعرض لبعض الأفكار السلبية كالخوف من الفشل أو الخسارة وهذا في حد ذاته كفيل أن يدمر عالمك لذلك يجب ألا تستمع إلى الأفكار السلبية التي يبثها فيك الشيطان
قال تعالى في سورة البقرة ” الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” 268
8. التفكير في أن الأشياء المنطقية أهم من الخيل:
عادة ما يكون الخيال أفضل من الواقع وقد يعطيك الكثير من الحلول الإيجابية لمشاكلك ولكن في بعض الأحيان تتعلق بالأسباب والمنطقية لدرجة أن تنسى الخيال وما يمكن أن يفعل وتسأل نفسك الكثير من الأسئلة عن الأسباب ومنطقية حدوث الأشياء ولكن في الحقيقة أننا نسعى في هذه الدنيا بحثًا عن ذواتنا وليس علينا النتيجة أو حتى قد لا نرى نهاية الطريق بوضوح فقط قم بما يجب عليك فعله واترك كل الأسباب والنتائج على الله فهو حسبنا جميعًا
9. التعلق بالماضي:
قد يكون الماضي جميلًا جدًا لدرجة أننا ننسى الحاضر ولكن هذا ليس صحيحًا في الغالب فكل ما يجب عليك الإهتمام به لتحدث تغيير في المستقبل أو حتى لتصبح سعيدًا في المستقبل هو الإهتمام بالحاضر وجعله أفضل فالماضي حدث فيه ما حدث ولا نستطيع تغييره بأي حال كل ما نملك تغييره هو الحاضر يجب أن تتذكر ذلك جيدًا
10. محاول التحكم في كل شئ والوصول إلى الكمال:
يجب أن نتفق أن الكمال والمثالية لله وحده فقط وليس لنا أن نصل إلى الكمال فقد خلقنا الله ضعفاء إليه خطائون يجب أن نتوب عن أفعالنا ولكن المشكلة تبدأ عندما نعتقد أننا نستطيع التحكم في كل شئ وكل شخص هذا يخلق الكثير من الإختلال في الحياة وعدم إحساسك بالرضا مع أي حال
يجب أن تلجأ إلى الله كثيرًا وتعلم أننا لن نصل إلى الكمال بأي حال فقط حلل تصرفاتك وتعلم من أخطائك وحاول ألا تكررها ولا تتخيل نفسك محل اهتمام الجميع فجميعنا يحمل ما يكفي من الدنيا
عندما تشعر بالخيبة والضياع يجب أن تلجأ إلى الله في البداية بعدها تبدأ في حساب نفسك وقراءة المقال وتحليل تصرفاتك لتتخلص مما ينغص عليك حياتك ويجعلها خارج السيطرة.
كما يجب أن تشعر بالرضا وتفرح نفسك وتسعدها فهي تستحق منك ما هو أفضل دائمًا ولا تخشى شيئًا طالما أنك تتوكل على الله فهو بالتأكيد لن يضيعك أبدًا .