حقن الجلوكاجون وبخاخات الأنف هي شكل اصطناعي من الهرمون الطبيعي يستخدمها الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول في حالات الطوارئ عندما ينخفض سكر دم بشكل كبير (غيبوبة) ويعرف بأنه هرمون الطاقة لذا سيكون هذا موضوع حديثنا اليوم.
الجلوكاجون
هو هرمون طبيعي يصنعه البنكرياس ويعمل مع هرمونات أخرى للتحكم في مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم من خلال رفع مستوى السكر في الدم و منعه من الانخفاض بشكل كبير، وفي المقابل يخفض الأنسولين مستويات السكر في الدم.
تصنعه خلايا ألفا في البنكرياس وتطلقه استجابة لانخفاض نسبة السكر في الدم، والصيام لفترات طويلة، والتمارين الرياضية، والوجبات الغنية بالبروتين.
ما هي أهمية الجلوكاجون؟
1.ينظم استخدام الجلوكوز والدهون بعناية مع الأنسولين يتم إطلاق الجلوكاجون استجابةً لانخفاض مستويات السكر في الدم وللأحداث التي يحتاج فيها الجسم إلى جلوكوز إضافي، مثل الاستجابة لممارسة التمارين الشاقة. عند إطلاق الجلوكاجون ، يمكنه أداء المهام التالية:
- حث الكبد على تفكيك الجلوكوز المخزن (الجليكوجين) إلى شكل قابل للاستخدام ثم إطلاقه في مجرى الدم و يسمي بتحلل الجليكوجين.
- تحويل الأحماض الأمينية إلى جلوكوز.
- تكسير الدهون المخزنة (الدهون الثلاثية) إلى أحماض دهنية لاستخدامها كوقود للخلايا.
- منع الكبد من امتصاص وتخزين الجلوكوز بحيث يبقى المزيد من الجلوكوز في الدم.
- يساعد جسمك على إنتاج الجلوكوز من مصادر أخرى، مثل الأحماض الأمينية أو الدهون.
2. يخدم الجلوكاجون في المقام الأول غرضًا رئيسيًا واحدًا وهو توفير الطاقة للجسم عندما يكون تناول الكربوهيدرات منخفضًا أو عندما تنفذ مخازن الكربوهيدرات، عندما لا يحصل جسمك على ما يكفي من الكربوهيدرات من نظامك الغذائي.
3. الجلوكاجون مفيد لأنه سيزيد من معدل إنتاج الكيتون وحرق الدهون مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأحماض الدهنية كمصدر للوقود بدلاً من الجلوكوز الذي يتم حفظه في الخلايا، وبينما يفضل الجلوكاجون صنع السكر من البروتين الا أنه يصنعه من الدهون في حال وجود كمية كبيرة من الدهون تطفو حول البروتينات لتتحول إلى كيتونات و سيؤدي هذا أيضًا إلى تقليل كمية الدهون الثلاثية المنتجة، ومنع تخزين أي دهون جديدة . في الوقت نفسه.
4.يدعم تحلل الجليكوجين في العضلات (استحداث الجلوكوز) و هي عملية يقوم فيها الجلوكاجون بتخليق الجلوكوز من الأحماض الأمينية والجلسرين، إنها طريقة بديلة لتخليق الجلوكوز، عندما تكون مصادر كربوهيدرات غير متوفرة في الجسم أثناء الصيام، والمجاعة، وانخفاض تناول الكربوهيدرات في النظام الغذائي، وأثناء ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو في أوقات الخطر تحت تأثير الأدرينالين.
ولكن…….
وبينما تكون المستويات العالية من الجلوكاجون مفيدة إلا أنها قد تكون كارثية، وذلك يتوقف على ما تأكله، يحدث الجزء الكارثي من العملية في الحالات التالية:
- يأخذ الجلوكاجون البروتين والجزيئات غير الدهنية الأخرى ويحولها إلى سكر مما يعني أنه سيكون هناك بروتين أقل متاحًا للأنسجة.
- إذا ارتفعت مستويات الجلوكاجون لديك بشكل كبير، فسيتم استخدام البروتين من عضلاتك أو أنسجة أعضائك لصنع السكر.
ما الفرق بين الجلوكاجون والأنسولين؟
- الجلوكاجون والأنسولين كلاهما هرمونات مهمة تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم جلوكوز الدم (السكر).
- يأتي كلا الهرمونين من البنكرياس – خلايا ألفا في البنكرياس تصنع وتطلق الجلوكاجون ، وخلايا بيتا في البنكرياس تصنع الأنسولين وتطلقه.
- يكمن الاختلاف في كيفية مساهمة هذه الهرمونات في تنظيم نسبة السكر في الدم حيث يزيد الجلوكاجون من مستويات السكر في الدم، بينما يقلل الأنسولين من مستويات السكر في الدم.
- في حال كان البنكرياس لا ينتج كمية كافية من الأنسولين أو أن جسمك لا يستخدمه بشكل صحيح، يمكن أن يكون لديك ارتفاع في نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري أما نقص الجلوكاجون قد يتسبب في الضعف والغيبوبة.
ما الفرق بين الجلوكاجون والجليكوجين؟
- الجليكوجين هو شكل مخزن من الجلوكوز (السكر) يخزن جسمك بشكل أساسي الجليكوجين في الكبد والعضلات.
- الجلوكاجون هو هرمون يحفز تحول الجليكوجين في الكبد إلى الجلوكوز والدخول إلى مجرى الدم حتى يتمكن جسمك من استخدامه للحصول على الطاقة.
ما هي مستويات الجلوكاجون الطبيعية في الجسم؟
يتراوح المعدل الطبيعي لمستويات الجلوكاجون في الدم من 50 إلى 100 بيكوجرام لكل مليلتر ( البيكوجرام هو واحد على تريليون جرام).
العوامل التي تؤثر علي وظيفة الجلوكاجون
- يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بداء السكري بالعجز عن إفراز كمية كافية من الجلوكاجون استجابةً لانخفاض مستويات الجلوكوز في الدم ومما يعرضهم لانخفاض بسكر دم (من متوسط إلي شديد) بشكل متكرر وخاصة عند استخدام الأدوية التي من شأنها خفض نسبة السكر في الدم – وخاصة الأنسولين الاصطناعي والأدوية من فئة السلفونيل يوريا.
- قد يكون لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 مستويات جلوكاجون أعلى نسبيًا مما يساهم في ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- تم الإبلاغ عن زيادة في إفراز الجلوكاجون في ظل ظروف الإجهاد الحاد استجابة لتحفيز مستقبلات الأدرينالين في خلايا البنكرياس.
- يزداد إفراز الجلوكاجون أثناء التأقلم البارد فهو مولّد للحرارة ويزيد من استهلاك الطاقة في الجسم.
- إفراز الجلوكاجون يزداد أيضًا عن طريق الكورتيزول (هرمون الستيرويد) والأسيتيل كولين (الناقل العصبي) والثيوفيلين والالتهابات وما إلى ذلك.
- مستويات الجلوكوز المرتفعة، أو ارتفاع السكر في الدم، تمنع إنتاج الجلوكاجون بواسطة خلايا ألفا في جزر لانجرهانز.
- السوماتوستاتين (هرمون تثبيط النمو) الذي تنتجه خلايا ألفا في البنكرياس يمنع إنتاج الجلوكاجون في هذه الخلايا.
- يتم منع إفراز الجلوكاجون أيضًا عن طريق الأحماض الدهنية الحرة (FFA)، والكيتونات والأنسولين، و GABA (الناقل العصبي).
- التهاب البنكرياس: قد ينتج عنه إلحاق الضرر بالخلايا التي تصنع الجلوكاجون والأنسولين وفي حال نقص الأنسولين ينتج عن ذلك الإصابة بمرض السكري بينما إذا أصبت بمرض السكري من التهاب البنكرياس وتناولت الأنسولين الاصطناعي لتلقي العلاج، فأنت أكثر عرضة للإصابة بانخفاض نسبة السكر في الدم بسبب عدم قدرة البنكرياس على إنتاج ما يكفي من الجلوكاجون وإفرازه.
- الجلوكاجونوما هو ورم نادر جدًا يصيب البنكرياس ويطلق كميات زائدة من الجلوكاجون ويسبب أعراضًا معينة، بما في ذلك:
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- طفح جلدي يسمى الحمامي الناخر المهاجر.
- وفقدان الوزن.
- مرض السكري الخفيف.
- فقر الدم.
- التهاب الفم وتورم اللسان.
- الورم الصماوي المتعدد وهو حالة وراثية نادرة تكون أورام في العديد من الغدد الصماء، والتي تشمل البنكرياس، فمن المحتمل أن تؤثر هذه الحالة على مستويات الجلوكاجون.
- تليف الكبد وهو مرض كبدي في مرحلة متأخرة يستبدل فيه جسمك أنسجة الكبد السليمة بنسيج ندبي تمنع هذه الأنسجة الكبد من العمل بشكل صحيح وقد يتسبب ذلك في منع الجلوكاجون في الجسم من العمل بشكل صحيح و قد ينطبق هذا أيضًا على حالات الكبد النادرة الأخرى.
- استئصال البنكرياس الأشخاص الذين يحتاجون إلى استئصال البنكرياس جزئيًا أو كليًا (استئصال البنكرياس)، سيفقدون بعض أو كل الخلايا التي تفرز الجلوكاجون والأنسولين، مما قد يؤثر على قدرة الجسم على استخدام الجلوكاجون.
- نوعية الوجبة يختلف إفراز الجلوكاجون استجابةً للوجبات اعتمادًا على ما نأكله:
- وجبة تحتوي على الكربوهيدرات، تنخفض مستويات الجلوكاجون في الدم لمنع ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل كبير.
- استجابة لوجبة غنية بالبروتين، ترتفع مستويات الجلوكاجون في الدم.
- الأدوية التي تؤثر على إفراز الجلوكاجون تم تطوير عدد من الأدوية للمساعدة في تعديل إفراز الجلوكاجون في داء السكري من النوع 2. تعمل فئتان مختلفتان من أدوية السكري وهي مثبطات DPP-4 ومحاكيات الإنكريتين.
- فقدان الوزن بشكل مفاجئ يحفز إفراز الكثير من الجلوكاجون.
- من النادر أن ينخفض انتاج الجلوكاجون، وبينما يحدث ذلك أحيانًا عند الأطفال، الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 1 أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع الشديد من نقص السكر في الدم. ولكن ييتعرض له مرضي السكري من النوع 2 عند تتناول جرعات عالية من الأنسولين لذا؛من المهم لجميع مرضى السكري مراقبة مستويات السكر في الدم.
ما هي أعراض تغير مستوي الجلوكاجون عن الطبيعي؟
أعراض نقص مستويات الجلوكاجون
- ارتجاف.
- التعرق والقشعريرة.
- الدوخة أو الدوار.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- الجوع.
- عدم القدرة علي التركيز.
- العصبية أو التهيج.
- شحوب لون جلد.
- وهن.
- وخز أو تنميل أو خدر في وجهك أو فمك.
الحل: إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فمن المهم تناول طعام يحتوي على الكربوهيدرات أو السكر لرفع مستويات السكر في الدم، وفي حال تكرار ذلك معك بشكل كبير يجب استشارة طبيبك الخاص.
أعراض ارتفاع مستويات الجلوكاجون
بينما يرجع ارتفاع مستويات السكر في الدم عادة إلى عدم وجود ما يكفي من الأنسولين وليس مشكلة الجلوكاجون ولكن في حالات نادرة يكون السبب هو مشاكل الجلوكاجون النادرة. تشمل العلامات والأعراض المبكرة لارتفاع نسبة السكر في الدم ما يلي:
- زيادة العطش و / أو الجوع.
- تشوش الرؤية.
- كثرة التبول.
- صداع.
- الشعور بالضعف والتعب.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- كثرة الالتهابات لمهبلية و الجلدية.
- الجروح والقروح بطيئة الشفاء.
الحل: إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، لا تتردد في استشارة طبيبك.
وفي الختام يتضح أن الجلوكاجون هو هرمون الطاقة في الجسم كما أن يستخدم في حالات الطوارئ لعلاج نقص السكر في الدم الشديد و الدخول في حالة إغماء، ولكن لا يتم ذلك إلا تحت اشراف الطبيب.