مراحل النوم ماهي ؟ لا يخفى على أحد أن النوم أحد أهم الأنشطة التي لا يستطيع الإنسان العيش بدونها فلا شك أن فوائد النوم مهمة وعديدة لجسمك، وقد اعتقد بعض القدماء وبعض العلماء كذلك أن النوم ما هو إلا انتقال من عالم لعالم آخر مواز، وأن الأحلام ما هي إلا أحداث حيواتنا الأخرى في هذا العالم!
لقد وصل الأمر بهؤلاء العلماء إلى إجراء تجارب محرمة على البشر من أجل أن يرضوا فضولهم في معرفة ما الذي يحدث خلف جدار النوم؟!
لنطرح هذا الأمر جانباً والذي يبدو جذاباً كأي شئ غامض من عالم ماوراء الطبيعية ولنتعرف على النوم كعملية فيزيائية حيوية لها عدة مراحل والكثير من الأهمية.
أهمية النوم لجسم وعقل الإنسان
أثناء النوم تأخذ أجسادنا فرصة ل
- إصلاح العضلات.
- نمو العظام، والجسد لشكل عام.
- التحكم في الهرمونات.
- فرز الذكريات.
- راحة للجسد والعقل من يوم شاق طويل كذلك.
قلة النوم أو الحرمان منه تتسبب في:
- يؤثر بالسلب على التركيز، الذاكرة، المزاج، وبالتالي على جودة الحياة ككل.
- يؤثر بالسلب كذلك على وظائف الغدد الصماء، والتمثيل الغذائي.
ما هي مراحل النوم؟
تنقسم مراحل النوم بشكل عام إلى مرحلتين رئيستين هما مرحلة حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement) ، ومرحلة حركة العين غير السريعة (Non Rapid Eye Movement).
تستغرق كل مرحلة من مراحل النوم من 90 إلى 120 دقيقة تقريباً.
أولا) مرحلة حركة العين غير السريعة (Non_REM)
- تحدث هذه المرحلة أولاً وتنقسم إلى ثلاث مراحل ثانوية.
- في التقسيم القديم كان يتم تقسيم هذه المرحلة إلى أربع مراحل ثانوية لكن حالياً تم دمج المرحلة الثالثة والرابعة لتصبح ثلاث مراحل فقط
وهي عبارة عن:
1. المرحلة الأولى من حركة العين غير السريعة (NREM Stage N1)
هذه هي مرحلة الانتقال من اليقظة إلى النوم والتي تستغرق عادة عدة دقائق.
هذه المرحلة هي أخف مراحل النوم . عند استيقاظ المرضى من هذه المرحلة لا يدركون أنهم كانوا نائمين بالفعل.
تتميز هذه المرحلة بعدة أشياء :
- حركة العين بطيئة.
- تباطؤ ضربات القلب، وكذلك معدل التنفس.
- تبدأ العضلات في الاسترخاء.
- في هذه المرحلة أنت تنتج ترددات مختلطة ذات سعة موجية منخفضة في نطاق ثيتا (4 إلى 7 هيرتز)، وتظهر موجات ألفا.
2. المرحلة الثانية من حركة العين غير السريعة (NREM Stage N2)
تشكل هذه المرحلة النسبة الأكبر من عدد ساعات النوم الكلية، وتعتبر مرحلة خفيفة من النوم كذلك، حيث بالإمكان إيقاظك بسهولة.
هذه هي مرحلة ما قبل النوم العميق.
تتميز هذه المرحلة بالتالي:
- تباطؤ أكثر لضربات القلب، وكذلك لمعدل التنفس.
- لا توجد حركة للعين.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- في هذه المرحلة تظهر موجتان دماغيتان مميزتان لأول مرة.
3. المرحلة الثالثة من حركة العين غير السريعة (NREM Stage N3 )
هذه هي المرحلة الأخيرة من حركة العين غير السريعة، وهي أعمق مرحلة.
تعرف هذه المرحلة بالموجة البطيئة أو مرحلة النوم دلتا.
يقوم جسمك بالعديد من الوظائف الحيوية الهامة في هذه المرحلة.
تتميز هذه المرحلة بالتالي:
- الاستيقاظ من النوم في هذه المرحلة صعب جداً.
- نبضات القلب وكذلك معدل التنفس في أبطأ معدل لهما.
- لا توجد حركة للعين.
- الجسد مسترخٍ بالكامل.
- تظهر موجات دلتا في الدماغ في هذه المرحلة.
- إصلاح ونمو الأنسجة، وإعادة بناء الخلايا بحدث في هذه المرحلة.
- كذلك تقوية الجهاز المناعي.
ثانياً) مرحلة حركة العين السريعة ( REM Stage R)
تحدث هذه المرحلة بعد الدخول في النوم بساعة أو ساعة ونصف، وفي هذه المرحلة قد تحدث الأحلام الحية!
يمكن أن تنقسم هذه المرحلة لمرحلتين ثانويتين هما مرحلة الطور (phasic stage ) ومرحلة التنشيط (active stage).
تحتوي المرحلة الطورية على دفعات من حركة العين السريعة، بينما لا تحتوي مرحلة التنشيط على هذه الدفعات.
تحدث مرحلة حركة العين السريعة بعد 90 دقيقة تقريباً من الدخول في النوم، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام.
تستغرق هذه المرحلة حوالي 10 دقائق وتتزايد مع كل مرحلة حتى تصل إلى 30 _ 60 دقيقة.
تتميز هذه المرحلة بالتالي:
- حركة العين تصبح سريعة أثناء المرحلة الطورية.
- يزيد معدل نبضات القلب، وكذلك معدل التنفس ويصبح أكثر تقلباً.
- تتوقف حركة العضلات فتصبح كأنها مشلولة لكن قد تحدث حركات تشنجية.
- يزيد نشاط الدماغ بشكل ملحوظ.
- تظهر في الدماغ موجات ألفا وبيتا كما في حالة اليقظة.
- عندما تنام ليلاً فأنت تتنقل بين هذه المراحل عدة مرات طوال فترة النوم، تقريباً كل 90 دقيقة.
مراحل النوم عند حديثي الولادة
أنماط النوم عند الأطفال حديثي الولادة قد تبدو لغزاً للآباء، خاصةً أنهم يتسببون في حرمان الآباء من النوم.
أنماط النوم عند البالغين متوقعة وثابتة إلى حد ما، لكن في الأطفال حديثي الولادة يبدو الأمر عشوائياً.
معرفة الآباء أكثر عن دورة النوم عند الأطفال قد يخفف من القلق والغضب لديهم ، وكذلك سيعلمهم عن أهمية النوم لأطفاهم.
النوم الصحي والهادئ للأطفال في هذه المرحلة هو عامل أساسي لتطور عقولهم وسلوكهم المعرفي، وكذلك لنموهم الجسدي.
تنقسم دورة النوم عند الأطفال قبل سن الثلاثة شهور إلى مرحلتين فقط:
1. مرحلة حركة العين غير السريعة (NERM)
- تعرف كذلك بمرحلة النوم الهادئ (quiet sleep).
- في هذه المرحلة يكون الطفل ثابت لا يصدر عنه أي حراك، ولا توجد حركة للعين.
- تباطؤ في نبضات القلب وكذلك في معدل التنفس.
2. مرحلة حركة العين السريعة (REM)
- تعرف كذلك بمرحلة النوم النشط (active sleep).
- في هذه المرحلة يمكنك ملاحظة أن الطفل يأتي ببعض الحركات البسيطة.
- كذلك فإن مقلتي العين تتحركان والعين مغلقة.
- قد ترى حركات تشنجية في أطراف الطفل، وقد يتحرك فمه.
- تسارع نبضات القلب، وكذلك معدل التنفس.
تستغرق كل مرحلة من مراحل النوم عند الأطفال مقداراً مساوياً، أو مقارباً للأخرى.
بعد الثلاثة شهور تبدأ دورة النوم عند الأطفال تتشابه مع دورة النوم عند البالغين.
كيف تختلف مراحل النوم عند الأطفال عن البالغين؟
- الأصحاء من البالغين يتراوح عدد ساعات نومهمالساعة الطبيعية بين 7 إلى 9 ساعات يومياً متواصلة بدون فواصل.
- أما الأطفال حديثي الولادة فتبلغ عدد ساعات نومهم الطبيعية 18 ساعة، لكن يتخللها عدة فواصل.
- ينام الطفل هذه الساعات خلال الليل أو النهار لأنه لم يُكون ساعة بيولوجية بعد.
- بعد عمر الستة أشهر يتناقص عدد الساعات ليصل إلى 12 ساعة يومياً.
- تبدأ دورة نوم الأطفال تشابه دورة نوم البالغين بين عمر الثلاثة أشهر إلى السنة.
- لا يتشابه الأطفال في العمر الذي يبدأ فيه انتظام دورة نومهم لذا لا يجب على الوالدين القلق من هذا الأمر.
مراحل النوم في القرآن الكريم
اهتم الإسلام بكل تفاصيل الحياة في المأكل والملبس وحتى النوم، وذلك ليوضح للناس ما فيه خير لهم ولأبدانهم.
أخبرنا الإسلام سواء عن طريق القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة الأوضاع السليمة للنوم، والتي انبهر العلم الحديث أنها هي الأوضاع الصحية للبدن ، مثل النوم على الجانب الأيمن، أو الظهر، وأهمية النوم في الظلام، وكذلك فائدة قيلولة الظهيرة والتي هي عادة عند المسلمين.
كذلك أهمية النوم باكراً، والاستيقاظ باكراً، تنظيف الفراش قبل النوم، والوضوء قبل النوم.
درس العلماء عادات النوم عند الحضارات الأخرى بشكل عام، وعند الحضارة الإسلامية بشكل خاص وذلك لأن الدراسات في العلم الحديث يتوافق معظمها مع ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
أنواع أو مراحل النوم التي وردت في القرآن الكريم والسُنّة النبوية
1. السِنْة
- السنة هي النوم أو الغفوة لفترة قصيرة جداً.
- وضح القرآن الكريم أن هذه الغفوة الخفيفة لا تحدث لرب العالمين الذي بيده شئون كل المخلوقات.
- المرحلة الأولى من النوم التي تم وصفها حديثاً تتشابه مع مرحلة السنة.
2. النعاس
- يعني النعاس أخذ قيلولة خفيفة.
- وصف القرآن الكريم هذه المرحلة في آيات غزوة بدر، حيث أنزل الله عليهم هذا النعاس أمنة منه لهم، وراحة لأجسادهم وعقولهم.
- المرحلة الأولى والثانية التي تم وصفها بواسطة العلم الحديث تشبهان ما ورد في القرآن الكريم عن مرحلة “النعاس”.
- توافق العلم الحديث أيضاً مع القرآن الكريم في أن هذه القيلولة الخفيفة قادرة على أن تريح البدن من التوتر والضغط العصبي والبدني، وخفض ضغط الدم.
3. الرقود
- جاءت هذه الكلمة في وصف حالة أهل الكهف الذين ناموا في كهفم لمدة تصل ل 309 سنة، لذا فإن أفضل تعريف لهذه الكلمة أنها فترة طويلة جداً من النوم.
4.الهجوع
- وصفت هذه الكلمة حال المؤمنين حيث ينامون من الليل قليلاً؛ ليريحوا أبدانهم حتى يستطيعوا الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل ليناجوا ربهم.
- فالهجوع تعني النوم اليسير ليلاً والذي يحصل منه الإنسان على راحة جسده وعقله لكن يسهل استيقاظه.
5. السُبَات
- وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم لوصف حالة النوم العميق ليلاً.
- مرحلة الموجات البطيئة أو المرحلة الثالثة التي وصفت في مراحل النوم وفقاً للعلم الحديث تشبه ما جاء في وصف القرآن الكريم لحالة السبات.
وفقاً لهذه المصطلحات يمكن استنتاج ترتيب مراحل النوم في القرآن الكريم كالتالي:
- السِنْة.
- النُعاس.
- الهجوع.
- الركود.
- السُبات.
بعض النصائح لنوم هادئ ومريح
- أثناء النهار احرص على التعرض لأشعة الشمس، وأفضل الأوقات هي ساعات النهار الأولى، وساعات النهار الأخيرة كذلك، وهذا يساعد على الحفاظ على الساعة البيولوجية.
- احرص على الحركة والنشاط خلال اليوم ولو ببعض التمشية البسيطة.
- احصل على قيلولة قصيرة بعد الظهيرة لا تتجاوز الساعة أو النصف ساعة يومياً.
- تجنب المشروبات المنبهة أو أياً من الأطعمة التي تحتوي الكافيين أو النيكوتين، أو الأطعمة الدسمة.
- لا تتعامل مع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم على الأقل بساعة.
- احرص على خلق جو هادئ ومريح للأعصاب في غرفة النوم.
- احرص على عدم التعرض لأي ضوء أثناء النوم.
الخلاصة
- لا يوجد شئ يمكنه تعويض ساعات النوم الصحية، لا يستطيع إنسان أن يعيش على المنومات مثلاً ، أو أن يعتمد على المنبهات دون حدوث خلل في تركيزه، واضطرابات في حياته ككل.