الأدوية التي تسبب تلف الكبد والتي يجب عليك تجنب تناولها بأستمرار . أمراض الكبد أصبحت كثيرة، وازدادت في هذا القرن. أحد أهم أسباب تسمم الكبد أو إصابته بأي تلف هي الأدوية والكيماويات المختلفة. يوجد حوالي 1000 نوع أو أكثر من الأدوية والمواد الكيميائية التي قد تؤثر بالسلب على الكبد، ومن بينها أدوية نستخدمها بشكلٍ يومي تقريبًا. عملية تأثير الأدوية على الكبد تحدث ضمن عملية تعرف الأدوية المحفزة لإصابات الكبد (Drug_Induced Liver Injury). ما هي هذه الأدوية؟ وكيف تؤثر على الكبد؟ وما أعراض تلف الكبد بسبب الأدوية؟ وهل يمكن الوقاية منها؟ سنتعرف في هذا المقال على أشهر أنواع الأدوية المسببة لتسمم أو تلف الكبد.
ما هو مصطلح الأدوية المحفزة لإصابة الكبد (DILI)؟
- هو مصطلع تقني يعبر عن تلف الكبد الناتج بسبب المواد السامة التي توجد في الأدوية.
- يمكن لتلف الكبد أن يكون مؤقتًا أو مستمرًا، ويمكن للمواد المؤثرة أن تكون طبيعية أو مصنعة.
- إصابات الكبد التي تحدث بسبب الأدوية قد تكون جوهرية أو خاصة.
- الإصابات الجوهرية أو الحقيقية (intrinsic) تعني أنها إصابات تعتمد على الجرعة، مما يجعلها سهلة التوقع، ومن الممكن تجنب حدوثها كذلك.
- كما أنه توجد فترة كمون قصيرة مما يعني أن لا يوجد الكثير من الوقت بين تناول الدواء وحدوث الحالة المرضية.
- أما الإصابات الخاصة (idiosyncratic) من الصعب توقعها.
- تمتلك فترة كمون طويلة، حيث تبدأ أعراض الإصابة بعد أسبوع إلى أسبوعين من تناول الدواء.
- الإصابات الخاصة تعتمد على عوامل الخطورة عند الشخص نفسه، وليس على طبيعة الدواء، مما يجعلها صعبة التوقع.
أشكال الإصابات التي تصيب الكبد وأشهر الأدوية المسببة لها
يوجد أكثر من 1000 نوع من الأدوية التي تسبب تلف الكبد، منها ما يوصف بدون روشتة طبية (OTC drugs)، ومنها ما يصرف فقط بروشتة طبية.
تتعدد أشكال الإصابات التي تسببها الأدوية في خلاليا الكبد كالآتي:
الفشل الكبدي الحاد (Acute Hepatitis)
تتميز هذه الإصابة بوجود التهابات شديدة، ونخر، وخلايا كبفر (Kupffer cells) في أشباه الجيوب.
كما توجد أعراض مثل الشعور بالضيق، الوهن، فقدان الشهية، وكذلك اليرقان (الصفراء). يمكن أن توجد هذه الأعراض لكن ليس بشكلٍ دائم.
تتسبب مجموعة كبيرة من الأدوية في التهاب الكبد الحاد مثل:
- الباراسيتمول (البنادول) والذي يعرف كذلك باسم الأسيتامينوفين.
- مجموعة المسكنات المضادة للالتهابات الخالية من الستيرويد (NSAIDs)، مثل الأيبوبروفين، والديكلوفيناك.
- كذلك مسكن البيروكسيكام (piroxicam).
- ألوبيرينول (Allopurinol) الذي يستخدم لعلاج النقرس.
- الأدوية المضادة للصرع مثل الفينتوين (Phenytoin)، والكاربامازيبين (Carbamazepine)، وكذلك حمض الفالبرويك (valproic Acid).
- مادة الأيزونيزايد (Isoniazid) التي تستخدم في حالات السل الذي تسببه بكتيريات Tuberculosis.
الأدوية التي تسبب تلف الكبد
الباراسيتمول (البنادول)
- البنادول هو الاسم التجاري الأكثر شهرة لمادة الباراسيتمول(Paracetamol)، والتي تعرف كذلك باسم الأسيتامينوفين (Acetaminophen).
- مادة الباراسيتمول من الأدوية التي تخطى وجودها في السوق أكثر من نصف قرن. وهو مسكن للألم وخافض للحرارة خفيف على المعدة مقارنة بغيره من أنواع المسكنات المختلفة.
- الأثر الجانبي الخطير للباراسيتمول على الكبد يحدث بسبب سوء استخدام الدواء وليس بسبب أن درجة سمية الدواء عالية.
- جرعة الباراسيتمول لا يجب أن تتعدى 1000 مجم في الجرعة الواحدة، و4000 مجم في اليوم الواحد.
- يحظر استخدام الباراسيتمول لمرضى الكبد، أو من يعانون من قصور في وظائف الكبد.
- الباراسيتمول هو أكثر الأدوية المسببة لإصابات الكبد الجوهرية، وذلك بسبب أنه عند قيام الكبد بعملية إخراجه من الجسم، فإنه ينتج العديد من نواتج الأيض الثانوية النشطة التي قد تسبب موت الخلايا والأنسجة.
أدوية NSAIDs
- مجموعة كبيرة من مسكنات الألم والتي تستخدم بشكلٍ يومي حول العالم تقع تحت مسمى Non_ Steroidal Anti Inflammatory Drugs أي الأدوية المضادة للالتهاب الخالية من الستيرويد.
- الإيبوبروفين ومادة الديكلوفيناك من أشهر الأنواع المستخدمة. وعلى الرغم من أن حدوث تلف للكبد بسبب NSAIDs نادر، إلا أن سوء الاستخدام يجعلنا نضع هذا الأثر في عين الاعتبار.
- يجب ضبط الجرعة مع المسكنات لمرضى الكبد، واستخدامها تحت إشراف الطبيب.
الفشل الكبدي المزمن (Chronic Hepatitis)
يتميز بوجود خلل كيميائي حيوي دائم حتى ما يقارب الستة أشهر، وقد يوجد كذلك تليف في خلايا الكبد.
توجد عدة أدوية تسبب هذا الخلل الدائم، أشهرها نوع من المضادات الحيوية شائعة الاستخدام، والذي يستخدم بإفراط وبدون وصفة طبية أحيانًا في بعض الدول:
- الأموكسيسيلين/ حمض الكلافيولينك (Amoxicillin/ Clavulanic acid) وهو من أشهر المضادات الحيوية وأكثرها استخدامًا، ويحدث ضرره عادةً بسبب الإفراط في استخدامه. حيث يستخدمه بعض الناس في بعض الدول بإفراط وبدون وصفة طبية، ولأي نوع عدوى تقريبًا، رغم أن المضاد الحيوي لا يستخدم إلا للعدوى البكتيرية فقط. والجيدر بالذكر أن هذه الدول تشتهر بتفشي أمراض الكبد المزمنة!
- مادة الميثيل دوبا (Methyldopa) التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع.
- كذلك مادة الأيزونيزايد (Isoniazid) وهي مضادة قاتلة للبكتيريا، تستخدم بشكلٍ خاص في علاج مرض السل (TB).
- مادة الأتروفاستاتين (Atorvastatin) التي تنتمي للعائلة الدوائية المعروفة بالستاتين (Statins)، والتي تستخدم لعلاج حالات ارتفاع الدهون الضارة في الجسم.
- وكذلك مادة الفينيتوين المضادة للصرع.
التهاب الكبد الخاطف (Fulminant Hepatitis)
يعد نوع من الفشل الكبدي الحاد والذي يمكن أن يسبب الموت، وأعراضه تتمثل في حدوث نخر في الخلايا، وكذلك التنكس الدهني الحويصلي.
أشهر الأدوية التي تسبب هذا النوع من الفشل الكبدي تتمثل في:
- مادة لاموتريجين (lamotrigine) التي تستخدم لعلاج حالات الصرع.
- المضاد الحيوي المعروف بالكلارثرومايسين (Clarithromycin).
- وكذلك مادة الأيزونيازيد.
التهاب الكبد الركودي (Cholestatic Hepatitis)
تتمثل أعراضه في التهاب الخلايا الكبدية، وركود صفرواي.
أشهر الأدوية المسببة لهذا النوع من إصابات الكبد:
- مادة الفينيتوين، المضاد الحيوي الأموكسيسيلين/ حمض الكلافيولانك، وكذلك مادة الكاربامازيبين.
- مادة كلوربرومازين (Chlorpromazine) التي تستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية.
- اقرا ايضا عن اضطرابات الكبد وزيادة الوزن .
الركود الصفراوي (Cholestasis)
يحدث انسدادت للعصارة الصفرواية، فتظهر أعراض مثل اليرقان (مرض الصفراء) وحكة مصحوبة بالتهابات خفيفة.
الأدوية التي تسبب هذا النوع من الفشل الكبدي تتمثل في:
- الستيرويدات البنائية (Anabolic Steroids) التي يستخدمها بعض الشباب في صالات الرياضية لبناء العضلات.
- الأدوية التي تحتوي على الهرمون الأنثوي الإستروجين (Estrogen)، وكذلك موانع الحمل الستيرويدية (Contraceptive Steroids).
متلازمة القناة الصفراوية المتلاشية (Vanishing bile duct syndrome)
تحدث هذه المتلازمة بسبب ندرة القنوات الصفراوية. وتتمثل أعراضها في التهاب الخلايا الكبدية، وقد يظهر ركود صفراوي كذلك.
أشهر الأدوية التي تسبب متلازمة القناة الصفراوية المتلاشية:
- مجموعة المضادات الحيوية المعروفة بالسلفوناميد ( Sulfonamides).
- وكذلك مجموعة البيتا_ لاكتام (beta lactam).
- مادة الكارابامازيبين (Carbamazepine).
التهاب الكبد الورمي الحبيبي (Granulomatous Hepatitis)
تحدث عدة أورام حبيبية في المسالك البابية مصحوبة بالتهابات.
من أبرز الأدوية التي تسبب هذه الأورام الحبيبية:
- الأسبرين (Aspirin) وهو من أشهر الأدوية وأكثرها استخدامًا كمسكن للألم، ومضاد للالتهابات، وخافض للحرارة، وكذلك كمذيب للجلطات.
- المضاد الحيوي نيتروفيوريناشن (nitrofurantoin) الذي يستخدم لعلاج عدوى المسالك البولية بشكلٍ خاص.
- البنسللين (Penicillin) وهو أول وأقدم مضاد حيوي عرفه العلماء والذي انتهى به عصر الكوليرا والطاعون.
- وكذلك مادة الديلتيازم (Diltiazem) التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع، أو حالات الذبحة الصدرية.
- أيضًا مواد مثل الكاربامازيبين، كلوربرومازين، والفينيتوين.
التهاب الكبد الدهني (Steatohepatitis)
هي حالة وجود الدهون في خلايا الكبد، مصحوبًا بالتهاب وتليف.
أبرز الأدوية المسببة لالتهاب الكبد الدهني:
- مادة الأميودارون (Amiodaron) التي تستخدم في علاج عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmia).
- وكذلك مادة التاموكسفين (Tamoxifen) والتي تعمل كمضاد للهرمون الأنثوي الإستروجين، وتستخدم في الحالات التي تتطلب تثبيط لهرمون الإستروجين، كما في حالة سرطان الثدي.
التنكس الدهني الحويصلي (Macrovesicular steatosis)
تتميز بوجود قطرات دهنية متوسطة أو كبيرة الحجم في سيتوبلازم خلايا الكبد.
أبرز الأدوية المسببة لهذه الحالة:
- الكورتيزون أو الستيرويدات وهو علاج مثبط للمناعة يستخدم في الكثير من الحالات، ويساء استخدامه في العديد من الدول. حيث يستخدمه البعض لعلاج حالات الإنفونزا الموسمية، أو العدوى البكتيرية.
- مادة الميثوتركسات (Methotrexate) وهي تشتهر أكثر في استخدامها لعلاج الأورام السرطانية.
- كذلك المضاد الحيوي النيتروفيورناشن.
- بعض المسكنات المنتمية لعائلة NSAIDs مثل الإندوميثاسين (Indomethacin)، وكذلك الأيبوبروفين.
- مادة الميتوبرولول (Metoprolol) التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع.
التنكس الدهني مجهري الحويصلات (Microvesicular Steatosis)
تتميز هذه الحالة بوجود قطرات صغيرة الحجم في سيتوبلازم خلايا الكبد.
أشهر الأدوية المسببة لهذه الحالة:
- المضاد الحيوي التتراسيكلين (Tetracycline).
- مادة حمض الفالبرويك المضادة للصرع.
- وكذلك مادة الزيدوفيودين (Zidovudine) التي تعمل كمضاد للفيروسات.
كيف تسبب الأدوية تلف خلايا الكبد؟
- معظم أنواع الأدوية يتم تكسيرها عن طريق الكبد، في هذه الأثناء تنتج بعض المنتجات الثانوية أو السامة التي قد تسبب تلف مؤقت أو دائم للكبد.
- قد تنتج كذلك بعض الجذور الحرةن وقد تحدث بعض التفاعلات الكيميائية الت تسبب نخر الخلايا أو تليف الكبد.
- توجد العديد من الطرق التي يسبب الدواء من خلالها تليف أو تلف الكبد لا مجال لذكرها هنا.
هل يمكن علاج تلف الخلايا الكبدية الذي تسببه الأدوية؟
- الحقيقة أن أمراض الكبد معظمها إن لم تكن جميعها لا يوجد لها علاج فعال، حيث يقوم الأطباء فقط بعلاج الأعراض!
- توجد طريقة وحيدة للحصول على كبد صحي خالٍ من الأمراض المزمنة، وهي الوقتية كحل أولي، وثانيًا عمليات زراعة الكبد!
وقفة:
وفقًا للأبحاث وكما وضحنا سابقًا فإن أكثر الأدوية المسببة لتلف الكبد هي المسكنات، والأدوية المعالجة للتشنجات والصرع، المضادات الحيوية، بالإضافة إلى المضادات الحيوية مثل مادة الباروكستين.
الخلاصة
الأدوية المسببة لتلف الكبد أو الفشل الكبدي بأنواعه عديدة، وسوء استخدام هذه الأدوية هي السبب الرئيسي وراء تفشي أمراض الكبد وازديادها في الآونة الأخيرة.
ينبغي الحذر دومًا، وتحري الدقة عند استخدام أي نوع من أنواع الأدوية خاصةً تلك التي يمكن صرفها من أي صيدلية دون وصفة طبية.
على الأشخاص دومًا الحرص في مراجعة الطبيب المعالج قبل الإفراط في استخدام الأدوية خاصة المواد المسكنة منها.
