خفقان القلب، و صعوبة في التنفس، و الدوخة، و الغثيان، و الشعور بالموت القريب. كل هذه الأعراض قد تجعلك تفكر بأنك تتعرض لنوبة قلبية مفاجأة. قد يكون الأمر كذلك، لكن ما لا تعرفه، أن هذه الأعراض تصاحب نوبات الهلع أيضًا.
إذا، كيف يمكنك تحديد الحالة التي تعاني منها، و معرفة ما إذا كانت نوبة قلبية أم نوبة هلع. يقول العديد من الأطباء أن الأمر قد يكون صعبًا نوعًا ما، خاصة إذا لم تكن لديك مشاكل قلبية حالية، أو لديك تاريخ من نوبات الهلع.
تشترك كل من النوبات القلبية و نوبات الهلع في العديد من الأعراض، لكن هناك أيضًا بعض الاختلافات. كلاهما يعتبر حالة صحية خطيرة تتطلبان علاجات خاصة. لذلك، يجب عليك معرفة كل حالة على حدة.
ما هو الفرق بين النوبة القلبية و نوبة الهلع ؟
يمكن أن تسبب أنواع مختلفة من مشاكل القلب، مثل النوبة القلبية و السكتة الدماغية، أعراض متشابهة مثل خفقان القلب و الدوخة و الغثيان و ألم الصدر. لكن هذه الحالات ليست متشابهة.
تحدث النوبة القلبية عندما يحدث تقييد في تدفق الدم إلى عضلة القلب عادة ما يحدث ذلك بسبب تراكم الترسبات في الشرايين. يمكن أن تكون النوبة القلبية مفاجئة، و لكنها قد تبدأ أيضًا بألم خفيف في الصدر، و الذي يتفاقم تدريجيًا. قد تظهر الأعراض و تختفي أيضًا قبل أن تصاب بنوبة قلبية كاملة.
بينما نوبات الهلع ليست مرتبطة بالقلب على الإطلاق. تعتبر هذه النوبات مفاجئة، غالبًا ما تكون استجابة بموقف مرهق معين. حيث تشعر بالخوف الشديد و تعاني من أعراض جسدية. يمكن أن تحدث أيضًا من العدم. في حالة نوبة الهلع، قد يدخل جسمك في وضع القتال أو الهروب استجابةً للتوتر. مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب و التنفس، و يجعل الأمر يبدو و كأنه نوبة قلبية.
و وفقًا للجمعية الأمريكية لعلاج الاكتئاب و القلق، فإن نوبات الهلع لا تمثل خطر مباشر على الصحة. بينما النوبة القلبية تهدد الحياة و تتطلب عناية طبية عاجلة.
ما هي الأعراض المتشابهة لكل من النوبات القلبية و نوبات الهلع ؟
من السهل أن تتعرض لتداخل الأعراض بين النوبة القلبية و نوبة الهلع، حيث تتشارك كلتا الحالتين في العديد من الأعراض، و التي تشمل :
- ألم في الصدر.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الدوار.
- الدوخة.
- التعرق الزائد.
- ضيق في التنفس.
- غثيان.
- شعور بالموت القريب.
غالبًا ما يصاحب نوبات الهلع شعور مفاجئ بالقلق الشديد أو الخوف من فقدان السيطرة، أو حتى الموت. هذا بالإضافة إلى الرعشة و التنميل و زيادة معدل التنفس.
ما هو الشعور بألم الصدر ؟
ألم الصدر شائع من كل من نوبات الهلع و النوبات القلبية. لكن مع النوبة القلبية، فإن الناس يبلغون عن ضيق الصدر أو الضغط الشديد على الصدر. يمكن أن تتسبب نوبات الهلع في الشعور بألم في الصدر، جنبًا إلى جنب مع شعور بالموت و تسارع ملحوظ في ضربات القلب.
أين تشعر بالألم ؟
الشعور بالألم أو عدم الراحة قد يكون في الفك أو الرقبة أو الذراعين أو الظهر أو الكتفين، و هذا في حالة الإصابة بنوبة قلبية. بينما يرتكز الألم المصاحب لنوبة الهلع في الصدر تمامًا.
متى تظهر عليك هذه الأعراض ؟
قد تنجم نوبات الهلع نتيجة التعرض لموقف مرهق عاطفيًا، و لكن ليس دائمًا. بينما تحدث النوبات القلبية أحيانًا بعد التعرض لمجهود بدني، مثل صعود الكثير من درجات السلم. عادة ما يكون التعرق الغزير علامة على الإصابة بنوبة قلبية. حيث يؤكد العديد من الأطباء أن هذه العلامة قد تكون إنذار من جسمك لك، خاصةً إذا كان هذا التعرق مصاحب لضيق في التنفس.
ما هي مدة إستمرار الأعراض ؟
قد تصاب بأعراض نوبة الهلع لبضع دقائق إلى ساعة أو ما إلى ذلك. و بمجرد أن تهدأ، ستشعر بالتحسن. بينما أعراض النوبة القلبية لا تتوقف حتى تذهب لأقرب مستشفى أو عيادة طوارئ، حيث قد تتطور الأعراض و تصبح أقوى، أو قد تقل حدتها على مدى ساعات أو عدة أيام.
كيف يؤثر القلق و التوتر على قلبك ؟
يمكن أن يؤثر التوتر على جسدك بشكل ملحوظ، بما في ذلك على قلبك. قد يتسبب القلق في ارتفاع ضغط الدم لديك، مما قد يسبب ضيق في التنفس و ألم في الصدر. لا تسبب نوبة الهلع عادة نوبة قلبية، لكنها قد تحدث في بعض الأحيان. بالإضافة لذلك، يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن و ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
و يعتبر اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد، و المعروف أيضًا باسم متلازمة القلب المكسور أو متلازمة تاكوتسوبو، حالة قلبية مرتبطة ارتباط مباشر بالإجهاد. يحدث ذلك عندما يعاني شخص ما من ضغوط شديدة مفاجئة تسبب تغيرات مفاجئة في القلب و تضعف عضلة القلب. و يشير بعض الأطباء إلى أن هذا قد يحدث بعد التعرض لحدث صادم، مثل فقدان أحد الأحباء.
هل يجب أن تبحث عن رعاية طبية لحالتك ؟
عندما تشعر بألم في الصدر مصحوب بضيق في التنفس، من الأفضل الذهاب للطبيب للفحص. قد يطلب الطبيب إجراء فحص القلب الروتيني عن طريق إجراء رسم القلب، و اختبارات الدم للتأكد من أن أنزيمات القلب في مستواها الطبيعي. هذا من أجل استبعاد أي مشاكل في القلب، إذا ما كانت كل النتائج إيجابية.
قد يلاحظ الطبيب أيضًا القلق و التوتر على المريض الذي يعاني من نوبة الهلع، و هو الأمر الذي يتأكد بعد إجراء اختبارات القلب المختلفة للتأكد من خلو القلب من أي مشاكل. في هذه الحالة، لا يوجد ما يشير إلى وجود مشكلة في القلب. و بالتالي، فإن الأمر يتعلق بنوبة الهلع.
لذلك، عليك أن تهتم بالأمر بشكل خاص. إذا ظهرت عليك أي أعراض من أعراض النوبة القلبية، أو حتى نوبة الهلع و أنت لا تستطيع معرفة ما الذي تعاني منه. من المهم أن تذهب على الفور للطبيب المختص أو لأقرب مستشفى منك، و ذلك لمعرفة ما إذا كنت تعاني بالفعل من نوبة قلبية أم أنها مجرد نوبة هلع.