البرمجة اللغوية العصبية تعد من أهم التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم، فمن خلالها يمكن التطوير من السلوك الإنساني لتحقيق قدر أكبر من الإبداع والتميز، حيث تتبنى عدد كبير جدًا من الأهداف التي قد يصعب الوصول إليها في بعض الأحيان، ولها العديد أيضًا من الاستخدامات في المجالات المختلفة من خلال عدد هائل من التقنيات.
البرمجة اللغوية العصبية
- تشتهر بالرمز NLP وهو اختصار لجملة (Neuro-Linguistic Programming).
- هي عبارة عن عدة أساليب وطرق مختلفة تعتمد بشكل أساسي على بعض المبادئ التي تتنوع ما بين لغوية وحسية وإدراكية.
- الهدف الأساسي منها هو التطوير من السلوك الإنساني بشكل عام، ودفعه إلى تحقيق المزيد من الإبداع والتميز والتطور في مختلف المجالات بما يساعد على تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات.
- توفر البرمجة اللغوية العصبية بعض الأساليب العملية التي يمكن من خلالها تغيير الطريقة التي يفكر الإنسان بها، حيث تساعد في السيطرة على العقل والحياة بشكل عام.
- تضم مجموعة من التقنيات والقواعد التي تساعد الإنسان على التحسين من ذاته، وزيادة تفاعل الاتصالات ما بين الأشخاص وبعضها البعض.
- حظيت بانتشار كبير منذ بداية ظهورها التي تعود إلى فترة السبعينات.
- من أهم استخداماتها أنها تساعد في علاج بعض الأمراض النفسية مثل اضطرابات القلق والفوبيا.
- تضم العديد من المستويات التي تساعد في فهم النفس البشرية، فعي تعد عملية ذات أبعاد كثيرة من بينها المرونة وكفاءة السلوك، وفهم العمليات الذهنية، والتفكير الاستراتيجي والعمليات الإدراكية الذين ينتج عنهم السلوك الإنساني.
- توفر عدة مهارات وأدوات للتمكن من تطوير الحالات الفردية المتفوقة، ووضع نظام مسؤول عن تفعيل ما يتعلق بالإنسان من فرضيات ومعتقدات.
تاريخ البرمجة اللغوية العصبية
- ريتشارد باندلر هو من اكتشف هذا العلم، حيث لاحظ أن هناك الكثير من الأحيان التي لا يتمكن بها الطرق التقليدية للعلاج النفسي أن تصل إلى النتائج المرجوة، ومن هنا حاول إيجاد طرق أخرى أكثر فائدة.
- ساعده في ذلك (فرجينيا ساتير) الخبيرة العلاجية، وكان ذلك عبر استخدام مجموعة من التقنيات ذات الفاعلية الكبيرة التي تساعد المرضى بشكل إيجابي.
- قام بعد ذلك بتأليف عدة كتب حول ذات الفكرة، ويعد الأشهر بينهم كتاب (كيف تتحكم في حياتك How to take charge of your life )، والذي شاركه في تأليفه كلًا من أوين فيتنزباتريك وأليسيو روبرتي.
- في عام 1965م قام روبرتو أساجيولي بإصدار كتاب يتناول التركيب النفسي للإنسان، وضم الكتاب الأسس الأولية التي تقوم عليها البرمجة اللغوية العصبية.
- فريتز بيرلز أيضًا ساهم بشكل فعال في التطوير من هذا العلم، فهو من أطلق مصطلح (العلاج الجشطالتي)، وبالفعل أصدر كتاب حوله بمساعدة زوجته وبعض الأشخاص الآخرين.
مبادئ البرمجة اللغوية العصبية
يقوم هذا العلم على فكرة أساسية وهي إمكانية التحكم بذهن الإنسان، بحيث تصبح عواطف الإنسان وأفكاره مجرد أفعال وتصرفات، حيث تساعد البرمجة اللغوية العصبيةa1 في التحكم في معتقدات الإنسان وبالتالي التحكم في ما يصدر عنه من تصرفات وأفكار، وهناك مجموعة من المبادئ التي تقوم عليها والتي تشمل ما يلي:
تحديد الأهداف
- تحديد الأهداف من أهم الأفعال التي يجب أن يقوم بها الإنسان، كما يجب السعي أيضًا نحو تحقيقها.
- هذا العلم يطرح مجموعة من الرؤى التي تساعد الإنسان في الشعور بالرضا عن الأهداف التي قام بتحديدها.
- من الأمثلة على هذا المبدأ أن يحدد الإنسان لنفسه دائمًا أهداف إيجابية، وأن يفكر فقط بما يريد تحقيقه دون الالتفات إلى الأمور التي لا يرغب في حدوثها، ومحاولة جعل حديثه مع نفسه أكثر إيجابية كأن يقول “سيكون طعامي من بعد الآن صحيًا”، بدلًا من قوله ” سأتوقف عن تناول الوجبات السريعة”، فبالرغم من تشابه المعنى إلا أن التأثير يختلف بينهما.
قوة الإيمان
- قوة الإيمان لا يمكن الاستهانة بها، فإذا كان المرض مؤمن كفاية بموته فغالبًا سيموت بالفعل، والعكس صحيح فإذا كان مؤمن بشفائه فسيشفى بالفعل.
- هذا المبدأ يقوم على فكرة أن الإيمان بتحقيق أمرٍ ما يساعد بنسبة كبيرة على تحقيقه.
قوة الأسئلة
- ذهن الإنسان دائمًا ما يقوم بالبحث عن إجابات للكثير من الأسئلة، وينصح أن يتم طرح تلك الأسئلة بشكل صحيح حتى لا تؤثر بشكل سلبي على الإنسان.
- إذا قام الإنسان بطرح سؤال سلبي على نفسه فتلقائيًا سيجد الكثير من الإجابات السلبية والمحبطة، ولذلك ينصح بتغيير السؤال بآخر أكثر إيجابية.
فوائد البرمجة اللغوية العصبية
هناك الكثير من الفوائد التي يقدمها هذا العلم في مختلف المجالات، ولذلك يستفيد الإنسان منها بقدر كبير جدًا يجعله ذو أهمية كبيرة، وفيما يلي أهم تلك الفوائد:
- التمكن من سيطرة كل شخص على الأسلوب أو الطريقة التي يقوم بالتفكير بها وتوجيهها إلى ما يريد.
- التحكم بقدر كاف في المشاعر السلبية مما يسمح بتحويلها إلى مشاعر إيجابية.
- تعزيز قدرة الفرد على الانسجام مع الآخرين.
- الابتعاد عن كافة العادات السيئة أو أي مخاوف خلال فترة قصيرة من الوقت.
- معرفة ما قام به الأشخاص الآخرين من استراتيجيات ساعدت في نجاحهم وتفوقهم ومحاولة تطبيقها.
- التعرف على أفضل أسلوب يساعد الإنسان على الوصول إلى ما يريد من نتائج.
- اكتساب مهارة إقناع الآخرين والقدرة على التأثير فيهم بشكل واضح.
مميزات البرمجة اللغوية العصبية
يتمتع هذا العلم بالعديد من المميزات الهائلة التي تميزه عن غيره من العلوم الأخرى، وفيما يلي توضيح لأهم تلك المميزات:
- الاستفادة من مختلف العلوم الأخرى.
- التركيز على الاهتمام بالعمليات بقدر أكبر من التركيز على المضمون والمحتوى.
- الاستفادة من كافة الوسائل المتاحة حتى البسيط منها.
- الحصول على النتائج المرجوة بشكل فعال وخلال وقت قصير.
- لا يحتاج التعامل معه إلى تخصصات علمية محددة، حيث يمكن التعامل معه بكل سهولة.
تقنيات البرمجة اللغوية العصبية
هناك العديد من التقنيات المختلفة التي يقوم المختصين بالبرمجة اللغوية باستخدامها، وتختص كل تقنية منهم ببعض الاستخدامات، وهي كما يلي:
المواءمة
هي ضبط الشخص عن طريق مطابقة السلوكيات البدنية الخاصة بالإنسان للتحسين من قدراته على الاستجابة والتواصل، وذلك بالاعتماد على التعاطف.
التثبيت
هو عبارة عن عملية تتحول خلالها التجارب الحسية للإنسان إلى بعض المحفزات المتعلقة بالحالات العاطفية.
الانحراف الحركي أو البصري
تعد بمثابة محاولة تساعد الإنسان على التخلص من أي مشاعر أو أفكار سلبية متعلقة بأي أحداث سابقة.
النمط
هي العملية التي يتم من خلالها التغيير من أنماط الأفكار أو الأساليب بهدف الوصول إلى النتائج المطلوبة.
موضوعات البرمجة اللغوية العصبية
هناك اهتمام بدراسة عدد كبير من الموضوعات والمجالات في علم البرمجة اللغوية، وفيما يلي أهم تلك الموضوعات:
- معرفة مختلف الأنماط البشرية، والتي تتنوع ما بين سمعية، ورقمية، وبصرية وحصية، بجانب معرفة أنسب طريقة للتفاعل معهم.
- التعرف بشكل كافي على المعنى المتعلق بالزمن، والتعزيز من التواصل ما بين الشخص وغيره من الأشخاص الآخرين بشكل فعال، والتشجيع على انسجامهم.
- العمل على التطوير والتنمية والتحسين من كافة المهارات سواء الفردية أو الجماعية، مع تدعيم الأداء الفردي.
- تقديم مساعدات لعلاج الحالات الشخصية مثل الخوف والوهم والفوبيا، والعمل على تحسينها نحو الأفضل.
- التعرف على الأسس الخاصة بالتنويم الإيحائي، والتعرف على الوسائل المتاح استخدامها لمعالجة يعض الحالات الفردية.
- تقديم مساعدات للأفراد تساعدهم على اكتساب مهارات جديدة ترفع من مستواهم، ومن أفضلهم مهارات القراءة التصويرية أو السريعة.
تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية
تتمتع البرمجة اللغوية بقدرة هائلة على التطوير والتغيير من السلوك الإنساني، حيث يعتمد على التجربة والاختبار التي تساعد في الوصول إلى نتائج محسوسة بمختلف المجالات، وفيما يلي توضيح لأهم تلك التطبيقات:
الصحة
- تساعد في علاج بعض الاضطرابات النفسية كالتوتر والاكتئاب، والتخلص من شعور الخوف والوهم.
- لها دور فعال في التخفيف من حدة الآلام التي يشعر بها الإنسان سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.
- تحسن بشكل واضح من ثقة الإنسان بنفسه، وتعزز من قدرته على حل المشاكل التي يتعرض لها على المستوى الشخصي والعائلي.
التربية والتعليم
- توفر عدد هائل من الطرق والأساليب التعليمية التي يمكن الاعتماد عليها في التسريع من عملية التعلم، والتعزيز من أداء وكفاءة المعلمين.
- تتمتع بفاعلية كبيرة تساعد في التعزيز من تنمية قدرة الإنسان على الابتكار و الإبداع.
- تساعد الإنسان في التخلص من بعض العادات الغير مفيدة واستبدالها بسلوكيات أخرى جيدة.
التجارة
- بعض الطرق التدريبية الخاصة بالبرمجة اللغوية تم اعتمادها في عمليات التواصل، واكتساب المهارات وإدارة الاجتماعات.
- يمكن الاعتماد عليها في تحفيز العاملين على إنجاز العمل وتعزيز قدرتهم على الإبداع والتفكير.
افتراضات البرمجة اللغوية العصبية
هناك مجموعة من الافتراضات التي تضعها البرمجة اللغوية العصبية، وهي التي تساعد في شرح الإعدادات الأساسية الخاصة بها، وفيما يلي أهم تلك الافتراضات:
- كلًا من الجسد والعقل والبيئة يمتلكون القدرة على التأثير في بعضهم البعض، فمن الممكن أن تتأثر أفكار الشخص بأفعاله، وأن تتأثر المشاعر بالأفكار وهكذا.
- يختلف كل شخص في هذا العالم عن غيره من حيث طريقته في رؤية العالم، فلكل شخص طريقته الخاصة التي يعيش بها.
- يمكن ملاحظة أهمية التواصل ما بين الأشخاص في رد الفعل الخاص بالمستلم.
- من الممكن أن يتم التواصل بكافة الطرق بما بينهم الصمت.
- ينصح بأن يكون للفرد أكثر من خيار متعلق بالعمل للتمكن من الوصول إلى الأهداف المرجوة.
- ما يمر به الشخص من تجارب في الواقع يؤثر في تشكيل فكره عن العالم.
- دائمًا ما يستفيد الشخص من السلوك الخاص به أيًا كانت طبيعة هذا السلوك.
- التصرفات التي يقوم بها الإنسان دائمًا ما تكون الأفضل بالنسبة له وفقًا لما يرى من احتمالات متاحة تتناسب مع إمكانياته.
- يمتلك الإنسان جميع العناصر المطلوبة للتغيير، حيث يمتلك الإنسان قدرة كافية تسمح له تعلم أي شيء جديد.
- المرونة أحد أسباب النجاح، فكما كان الشخص مرنًا كلما ازدادت فرصته في النجاح، فعند تجربة إحدى الطرق ولم تنجح فمن الأفضل أن يكون الإنسان مرنًا حتى يستطيع تجربة طريقة أخرى.
ينتهي بهذا مقالنا حول البرمجة اللغوية العصبية، والتي تعرفنا على أهم مميزاتها وفوائدها التي تساعد الإنسان بشكل إيجابي في شتى المجالات، وتساعد في تطوير الإنسان من ذاته وطريقة وأسلوب تفكيره.