هل تناول مكملات الفيتامينات مهم عند إتباع نظام الكيتو الغذائي كان نظام الكيتو الغذائي يستخدم لعلاج مرض الصرع منذ عشرينيات القرن الماضي، و لكن اليوم أصبح أحد أكثر الأنظمة الغذائية شعبية لفقدان الوزن، حيث يساعد هذا النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات على خسارة الوزن بسرعة كبيرة و في فترة زمنية قصيرة.
نظراً لشعبية نظام الكيتو الغذائي، يدرس العديد من الباحثون الآن تأثير هذا النظام الغذائي عالي الدهون على بعض الحالات المرضية مثل مرض السكري و أمراض التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر و مرض الشلل الرعاش.
كيف يعمل نظام الكيتو الغذائي
الهدف الرئيسي من نظام الكيتو الغذائي هو تناول أقل من 50 جرام من الكربوهيدرات يومياً، و ذلك عن طريق زيادة كمية الدهون التي تحصل عليها لتصبح أكثر من 4/3 كمية الطعام التي تتناولها يومياً. و بينما يعتمد الجسم على الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة و الوقود، فعندما يقل استهلاك الكربوهيدرات بشكل كبير، فهذا يجعل الجسم يبدأ في الاعتماد على مصدر آخر للطاقة و ذلك بعد نفاذ مخازن الجليكوجين ( الجلوكوز المخزن ) في الجسم، و المصدر البديل للوقود الذي يتحول إليه الجسم هو الدهون.
عندما يبدأ الجسم في الاعتماد على الدهون للحصول على الطاقة و الوقود الذي يحتاجه، يدخل الجسم في حالة تسمى الكيتوزية، و هي تعني أن الجسم بدأ بالفعل في الاعتماد على الكيتونات كمصدر للطاقة بدلاً من الجلوكوز.
بمرور الوقت، تقل مستويات الأنسولين بشكل كبير و هذا يساعد على فقدان الدهون المخزنة في الجسم مما يجعل من نظام الكيتو فعال للتخلص من الوزن الزائد. و لكن نظام الكيتو له بعض الآثار الجانبية التي تتسبب في بعض المشاكل الصحية، و أبرز هذه الآثار هي افتقار نظام الكيتو لبعض العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم و مكملات الفيتامينات.
تكمن صعوبة هذا النظام الغذائي في الحد من تناول الكربوهيدرات، و ذلك لأن النظام الغذائي المعتاد لأي شخص طبيعي يحتوي على 50 % من الكربوهيدرات، 20 % من البروتين، 30 % من الدهون.
لأنك مضطر إلى تقليل كمية الكربوهيدرات التي تحصل عليها، فهذا سيجبرك على التوقف عن تناول بعض الأطعمة الغنية بالمغذيات و ذلك بسبب احتوائها على الكربوهيدرات، و تشمل هذه الأطعمة الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة و البقوليات. و تقوم هذه الأطعمة بتزويد الجسم بالفيتامينات و المعادن و التي يمتصها الجسم للحصول على فوائدها، و لكن عند إتباع نظام الكيتو الغذائي فإن الجسم قد يفتقر إلى هذه العناصر المغذية.
لذلك إذا كنت تتبع نظام الكيتو الغذائي، و تشعر بأنك تفتقد إلى العناصر الغذائية الرئيسية، فقد تحتاج للتفكير في تناول المكملات الغذائية. و لكن قبل تناول أي نوع من المكملات الغذائية، استشر الطبيب أو أخصائي التغذية.
أهم مكملات الفيتامينات عند إتباع نظام الكيتو الغذائي
1– فيتامين ” د “
أصبح نقص فيتامين ” د ” أحد أكثر الأمور شيوعاً في الوقت الحالي، و يرجع هذا لنظام الحياة الذي يجعلنا نبقى في المكاتب أو حتى في المنزل لفترات طويلة و لا نتعرض كثيراً لأشعة الشمس – و التي تعتبر المصدر الرئيسي للحصول على فيتامين د.
يلعب فيتامين ” د ” العديد من الأدوار الهامة في الجسم، حيث أنه يساعد على الوقاية من الاضطرابات العضلية الهيكلية، و أمراض المناعة و أمراض القلب و الأوعية الدموية و مرض السكري و بعض أنواع السرطان.
قد يعاني الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو الغذائي من نقص فيتامين ” د “، لذلك يوصي خبراء الصحة و التغذية بالحصول على 600 وحدة دولية من فيتامين ” د ” يومياً.
تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ” د ” الأسماك الدهنية ( سمك التونة و السلمون) و كبد اللجم و الجبن و صفار البيض. و يمكنك أيضاً الحصول على ما يكفي من فيتامين ” د ” عن طريق التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
يمكنك أيضاً الحصول على ما تحتاجه من فيتامين ” د ” عن طريق تناول مكملات فيتامين ” د ” إذا كنت تتبع نظام الكيتو الغذائي.
2– فيتامينات ” ب ” المركبة
إذا كنت تحافظ على نظامك الغذائي بشكل صحيح، فقد لا نواجه أي نقص في فيتامينات ” ب “المركبة. و لكن الأمر مختلف قليلاً مع نظام الكيتو الغذائي، حيث أن تناول كميات قليلة من مصادر الكربوهيدرات و خاصة الحبوب الكاملة قد يسبب نقص فيتامينات ” ب ” المركبة في الجسم.
فيتامينات ” ب “هي مجموعة من مكملات الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مما يعني أنه إذا مرت عليك أشهر دون تناول هذه الفيتامينات، فقد تعاني من نقصها في الجسم. فعلى سبيل المثال، يتواجد احد فيتامينات ب المركبة و هو حمض الفوليك بشكل طبيعي في الفواكه و الخضروات و كبد اللحم البقري و الحبوب الكاملة و المكسرات و الفاصوليا و البازلاء.
الثيامين أيضاً أحد فيتامينات ” ب ” المركبة و التي قد تتأثر بنظام الكيتو الغذائي. لذلك فإذا كنت تعتمد على نظام الكيتو الغذائي لفقدان الوزن فإنك لن تحصل على ما يكفي من الثيامين من نظامك الغذائي و الذي قد يتسبب في شعورك بفقدان الشهية و الارتباك و فقدان الذاكرة و ضعف العضلات. و بالتالي يمكنك الحصول على الثيامين عن طريق تناول مكملات الثيامين أو مكملات الفيتامينات ب المركب.
3– فيتامين ” أ “
قد يؤدي إتباع نظام الكيتو الغذائي إلى انخفاض مستويات فيتامين ” أ ” في الجسم، و يمكنك الحصول على المزيد من فيتامين ” أ ” عن طريق تناول مكملات الفيتامينات ” أ ” أو حتى الاعتماد على بعض المصادر الطبيعية مثل زيت كبد الحوت أو اللحوم.
4– فيتامين ” ج “
تعتبر الحمضيات هي أهم مصادر الحصول على فيتامين ” ج “. و لكن نظام الكيتو الغذائي يفتقر إلى الحمضيات، لذلك يمكنك الحصول على ما تحتاجه من فيتامين ” ج ” عن طريق تناول مكملات فيتامين ” ج ” أو الاعتماد على السبانخ و القرنبيط و البروكلي و التي يمكنك تناولها خلال نظام الكيتو الغذائي.
مكملات الفيتامينات ضرورية أثناء إتباع نظام الكيتو الغذائي، و ذلك بسبب قلة الأطعمة التي تحتوي على المغذيات التي يحتاجها الجسم عند التوقف عن تناولها بسبب محتواها من الكربوهيدرات.
