متى يكون الحلم حقيقة؟ الحلم هو عبارة عن قيام دماغنا بخلط معلومات جديدة مع التجارب الموجودة ويخزنها مما يخلق تأثيرًا أثناء النوم. ويعرف أيضاً بأنه عبارة عن محاكاة المواقف الخطيرة في الأحلام لضمان استعدادنا بشكل أفضل لها عندما نكون مستيقظين. هذا وتعرف الأحلام والرؤى بأنها عبارة عن خيالات أو أحداث يراها الإنسان خلال نومه، يقوم عقله الباطن بترجمتها. يمكن أن تكون الأحلام حقيقة عندما تعكس أحداثًا صادقة تحدث على الأرض وتعرف هنا باسم الرؤى الحقيقية أو الصادقة.
متى يكون الحلم حقيقة؟
- يكون الحلم حقيقة أو صادق إذا تحقق على أرض الواقع. كان الأنبياء هم أهل الرؤى الحقيقية الصادقة، فهم الذين اختصهم الله وتعالى لتبليغ رسالته لعباده. ومن أمثلة رؤى الأنبياء الحقيقية:
– رؤية سيدنا إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه سيدنا إسماعيل، وعندما استيقظ من نومه أراد أن ينفذ أمر الله إلا أن الله عز وجل فدى سيدنا إسماعيل. وبذلك كانت الرؤية حقيقية صادقة. قال تعالى: (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين) (الصافات).
– رؤى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم كانت رؤى حقيقية. عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ جَاءَهُ المَلَكُ، فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ}. المصدر: صحيح البخاري 4956.
– كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ). فالأنبياء الصالحين هم من يكثر لديهم الرؤى الصادقة الحقيقية، لأنهم أهل الفضائل وأهل الحق والصدق في القول والفعل.
– قال الله عز وجل عن سيدنا محمد في كتابه العزيز: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق}. - يتم قياس صدق الرؤيا من خلال إدراك المرء لها على أرض الواقع. فعندما يرى الإنسان في منامه أنه يحصل على مال وفير أو ينال خير كثير، وهذا يحدث في الواقع فعلا. فهذه رؤية حقيقية أو تحول الحلم لحقيقة.
أنواع الرؤى
هناك 3 أنواع من الرؤى تتمثل في:
1. الرؤية الصالحة: من الله سبحانه وتعالى. وهي بشرى سارة يراها الشخص الصالح في نومه. يكرمه فيها الله سبحانه وتعالى بالخير. فقد يرى المرء الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في نومه وهذه من الرؤى الصادقة التي لا لبس فيها.
– عن أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ).
– قال صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاثة؛ منها: (أهاويل الشيطان ليحزن به بني آدم، ومنها: ما يهتم به في اليقظة فيراه في منامه، ومنها: جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة). رواه ابن ماجه، والطبراني، وابن حبان. وصححه الألباني.
2. حديث النفس: يعرف بأنه الحلم الذي يراه المرء في منامه بسبب انشغاله بأمر ما أو اهتمامه بشيء ما قبل نومه.
– عندما يتعلق قلب الإنسان بشيء ما ينشغل به في الواقع ويظل منشغل به فيظهر له في نومه. يعرف حديث النفس أحياناً بأنه تلاعب من الشيطان بالمرء في نومه يريه بعض الأشياء التي لا معنى لها.
– ذكر رجل لرسول الله صل الله عليه وسلم: يا رسول الله، رأيت في المنام أن رأسي قد قطع، وذهب رأسي يركض، وأنا أسعى وراءه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك.
3. الحلم أو الرؤيا المكروهة: هذا القسم يكون من الشيطان. فالشيطان قد يتلاعب بعقل المرء في نومه ويجعله يرى أشياء تحزنه أو أحلام مزعجة.
– قال أبو قتادة رضي الله عنه: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (الرُّؤيا مِن اللهِ والحُلْمُ مِن الشَّيطانِ التي رأى أحدُكم الشَّيءَ يكرَهُه فلْينفُثْ عن يسارِه ثلاثَ مرَّاتٍ إذا استيقَظ ولْيتعوَّذْ باللهِ مِن شَرِّها فإنَّها لنْ تضُرَّه إنْ شاء الله).
الفرق بين الرؤية الصادقة والحلم
- ميز سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بين الرؤية الصادقة والحلم من حيث الأصل. فالرؤية الحقيقية من الله عز وجل يبشر بها الإنسان بالخير. أما الحلم فهو من الشيطان وخاصة الأحلام المرعبة أو المزعجة التي تسيء للإنسان وتحزنه في هذه الحالة يعرف الحلم باسم كابوس.
- الأنبياء هم خلق الله المصطفين كل ما يرونه هو رؤية صالحة صادقة. عن أَنَس، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ).
- الحلم حلم حتى لو تحقق في الواقع. لقد فسر سيدنا يوسف لعزيز مصر الحلم الذي رأه وتحقق في الواقع. قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) سورة يوسف.
- قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الرؤيا ثلاث: فبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان. فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقص إن شاء، وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم يصلي). رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني.
ما هي علامات الرؤية الحقيقية الصادقة؟
- يرى المسلم الرؤية الصادقة عندما يكون العبد صالح وأقرب إلى الله سبحانه وتعالى. يرى المرء الرؤى الصادقة إن نام بعد أن يتوضأ، وعقب صلاة الفجر، وخلال الحج، وبعد الدعاء، وفي رمضان، عند الجهاد في سبيل الله. وقد يراها المرء عقب الانتهاء من صلاة الاستخارة.
- رؤية سيدنا محمد رؤية صادقة فلا يستطيع الشيطان أن يتشبه به. روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي).
- تأتي الرؤية الصادقة بالبشارة للمرء من الله تعالى. عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا المُبَشِّرَاتُ» قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ».
- تكون الرؤية صادقة عندما يكون الإنسان صادق لا يحب الكذب. ويعرف عنه أنه غير كذاب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُسْلِمِ تَكْذِبُ، وأَصْدَقُكُمْ رُؤْيا أصْدَقُكُمْ حَدِيثًا).
شرح لنا الرسول الكريم صل الله عليه وسلم الفرق بين الرؤية الصادقة التي هي من الله عزوجل وهي بشارة للرائي بالخير، وبين الحلم الذي يكون من الشيطان. فقد يصور الشيطان للإنسان في نومه أهوال تحزنه وتزعجه. وهذا ما شرحناه بالتفصيل في مقالنا هذا، كما أجبنا على التساؤل الخاص بـمتى يكون الحلم حقيقة؟. نرجو أن ينال المقال اعجابكم. إذا كان لديكم أي استفسار، اتركوا لنا تعليقكم أسف المقال وسنرد عليكم.