أعراض الوسواس القهري التي تقول لك إنك تعاني منه

في البداية سنقدم لك نبذة سريعة عن اضطراب الوسواس القهري ثم نوضح لك ماهي أعراض الوسواس القهري لتتأكد إن كنت تعاني منه أم لا . الوسواس القهري يتميز بنمط من الأفكار الغير منطقية أو مخاوف وهواجس تؤدي إلي فعل سلوكيات متكررة- سلوكيات اجبارية لا تستطيع التوقف عن فعلها. هذه الهواجس و الدوافع تتداخل مع الأنشطة اليومية و تسبب توتر و محنة كبيرة.

قد يحاول الشخص التوقف أو تجاهل هذه الهواجس و لكن ذلك يزيد من التوتر و القلق. وفي نهاية الأمر، يكون الشخص مجبر لعمل أعمال قهرية محاولة منه لتخفيف التوتر. الوسواس القهري يتمثل في بعض الأشياء مثل الخوف من التلوث بالجراثيم و لتهدئة هذه المخاوف يقوم الشخص المريض بغسل يديه بشكل مستمر و إلزامي حتي تصاب يديه بالتشقق و الألتهاب.
في هذا المقال نعرض بعض أعراض الوسواس القهري، لا تكن خجولا او تشعر بالحرج اذا كنت تعاني من الوسواس القهري، و لا تتردد في طلب المساعدة لأن العلاج يمكن ان يكون فعالا بشكل كبير.

أعراض الوسواس القهري

1- غسل اليدين أكثر من اللازم:
لمس مقبض الحمام العام أو أي شئ مثل لمس أكمام ملابس معظم الناس داخل مترو الأنفاق. اذا كان لديك اضطراب الوسواس القهري، في ماذا ستفكر بعد الخروج من مترو الأنفاق. من المحتمل ان تعتقد ان العمود الذي لمسته داخل عربة المترو ملئ بالجراثيم. و سيبدأ ان يجول في خاطرك هذه الأسئلة: ماذا لو اذا انتقلت هذه الجراثيم من يدي إلي جسمي، فسوف أصاب بمرض، ماذا سيحدث اذا كان المرض خطير؟ هل سأصبح غير قادر علي لعمل؟ هل سأموت؟ ماذا سيحدث لأطفالي ؟ كل هذه الأفكار الغير مرغوب فيها و الصور المزعجة التي تدور داخل عقلك، هو الهوس.

وفقاً ما يقوله “جيف زيمانسكي”- المدير التنفيذي للمؤسسة الدولية للوسواس القهري. غالباً ما يكون للهوس موضوعات و هذا الهوس هو ناتج عن خوف غير عقلاني من التلوث. للتخلص من هذا القلق المستمر، أنت تقوم بغسل يديك بإستمرار مثلاً حوالي 50 مرة في اليوم الواحد.  و روتينك المقدس في غسل يديك قد يسبب لك المشاكل مثل التأخر علي العمل أو يسبب خلافات مع العائلة. هذا السلوك القهري يشير إلي وجود اضطراب ،لأن هناك سلوك يتم فعله للقضاء علي الهوس، هذا السلوك متطرف و مفرط و يتعارض مع سير الحياة الطبيعية يوماً بعد يوم ، و انت لا تستطيع التوقف عن فعل هذا السلوك

2- تنظيف المنزل بشكل غير مألوف وعلى غير العادة :
انت تقوم بتنظيف المنزل ليس لأن حماتك في الطريق إلي منزلك و انت تريدي إبهارها بنظافتك، و ليس لأن أطفالك قاموا بتوسيخ المنزل و ليس ببساطة لأن المنزل في حاجة إلي النظافة أو الترتيب. اذا كان لديك الوسواس القهري، انت تقوم بتنظيف المنزل لأنه ليس أمامك خيار غير ذلك، لأنه اذا لم تقوم بذلك فسوف يصاب أحد أبنائك بفيروس السالمونيلا و سيكون ذلك خطأك.

هذا الوسواس القهري مماثل و شبيه لغسل اليدين المستمر، النظافة تتحول إلي اضطراب عندما تكون مرتبطة بخوف غير عقلاني أو منطقي، النظافة تستغرق وقتا طويلا و تمثل ضغط علي اعصابك، وذلك وفقا لما ذكره الطبيب” ريد ويلسون” أستاذ مساعد في الطب النفسي جامعة نورث كارولينا.  التنظيف و المسح قد يستغرق حوالي ساعة، ولكن بسبب الهواجس يستمر التنظيف لساعات طويلة ، قلقاً و خوفاً علي العائلة من الأمراض

3- انت تتحقق دائما من ان الباب مغلقاً أم لا مرارا و تكرارا:
هذه هي علامة كلاسيكية من الأعراض الأكثر شيوعاً من الوسواس القهري، وهو مماثل في حالة التأكد المستمر من غلق النوافذ علي الرغم من أنها مغلقة و كذلك التحقق من إغلاق الفرن و الغاز و أنك غير مسؤول عن حدوث أي كسر أو حريق أو أي شئ سئ قد يحدث. هذا السلوك الدقيق المتكرر هو نابع من الخوف، بمعني الخوف من إيذاء أي شخص لأنك لم تكن حريص بدرجة كافية.

علي سبيل المثال: اذا ارتطمت بحجارة و انت في الطريق أثناء قيادة السيارة، أول شئ يخطر علي بالك هو أنك من المؤكد قد اصطدمت بشخص ما. الشخص المضطرب الذي يعاني من الوسواس القهري سيقوم بالرجوع لمعرقة ما الذي اصطدم فيه، بل سيقوم بالرجوع حوالي 10 أو 15 مرة للتأكد من أنه لم يصب شخص ما و لكي يشعر بالأمان حتي يكمل طريقه

4- انت منشد للكمال:

لديك معايير عالية للأشياء هو شئ جيد، تحب ان تفعل الأشياء علي طريقتك الخاصة هو شئ مقبول ايضا.  التدقيق في الأشياء هي سمة في بعض الأشخاص. بينما النشود إلي الكمال هو شكل من اشكال الوسواس القهري، لأن الشخص يصبح نسخة مبالغة من تلك السمات. علي سبيل المثال: أنت تملأ استمارة ما، و لكنك لم تحب طريقة كتابة الكلمات و تعتقد أنك تستطيع كتابتها أفضل من ذلك، فتقوم بمسحها و إعادة كتابتها مرة و أثنان و عشرة مرات بدون ملل و لا تزال غير سعيد بالنتيجة. انت لا يمكنك لتوقف عن ذلك حتي تصل إلي المعايير التي تحددها لنفسك

5- تحتاج إلي التشجيع و الدفع إلي الأمام:
هذا الألزام و الأكراه في السؤال المستمر عن رأي شخص أخر ينبع من عدم ثقتك بنفسك و الخوف من ارتكاب الأخطاء التي يكون لها عواقب وخيمة. هذا الأضطراب هو أكبر من كثرة طرح الأسئلة أو سؤال زميلك في الشغل بأن يلقي نظرة علي التقرير الخاص بك،  الأضطراب هنا قائم علي السؤال المستمر عن ردود الأفعال القادمة من الأخرين ، عن تكرار نفس السؤال و البحث دائماً عن الضمانات لكي تتأكد أنك تخطو خطوة سليمة حتي تنتقل إلي لخطوة التالية

6- لديك أفكار عنيفة و غير مرغوب فيها:
انت تعتقد انهم يقصدون شئ ما! هذا هو ما يفرق بين الشخص العادي و الشخص الذي يعاني من اضطراب الوسواس القهري. علي سبيل المثال: أنت تود سيارتك علي الطريق و في لحظة خطر لك فكرة عابرة و هي الخروج عن الطريق! بعض الأشخاص الذين قد يراودهم هذه الفكرة يعتقدون أنها فكرة غريبة ثم يكملون طريقهم. و لكن الشخص الذي لديه اضطراب الوسواس القهري تندفع من خلال هذه الفكرة سلسلة طويلة من الأفكار و المخاوف: لماذا فكرت في ذلك؟ ماذا يحدث لي؟ هل أنا أريد الأنتحار؟ هل استطيع السيطرة علي نفسي و تصرفاتي؟ انت تقلق بشأن هذه الفكرة العابرة في لحظتها و في وقت لاحق و لعدة أيام قادمة

هذه الأنواع من الأفكار الغير مرغوب فيها قد تكون ايضاً افكار غير مناسبة أو ملائمة من الناحية الجنسية أو قد تكون مرتبطة بالعقائد الدينية أو أي دوافع أخري مختلفة مثل تكرار الصلوات بنفس الطريقة للتأكد من صحتها

7- انت تكرر فعل نفس الشئ أربع مرات:
انت تفتح و تغلق باب سيارتك أربع مرات قبل ركوب السيارة، انت تأخذ العلبة رقم أربعة الموجودة علي  رف السوبر ماركت. قد يتغير الرقم سواء اثنان أو سبعة و لكن الفكرة هي ذاتها. انت تنفذ المهام وفقاً للرقم الذي تراه جيداً و أمن بالنسبة لك.

كسر هذا النمط أو الروتين الخاص بك يجعلك تشعر بعدم الأرتياح، أو قد يعطيك شعور غامض بأن شئ سئ سوف يحدث. الأشخاص الذين لديهم اضطراب الوسواس القهري يشعرون بأنهم مجبرون علي العد – عد خطوات المشي أو عد عدد بلاط الأرض في الغرفة بدون اي يشعر بأي قلق أو إحراج من هذا الفعل

8- وضع العلب في صفوف دقيقة و منتظمة:
هؤلاء الأشخاص يقومون بترتيب و تنظيم العلب حسب نوع الطعام و اللون، و يرتبون العلب في نفس الأتجاه. هذا النوع من الوسواس القهري هو الأقل شيوعا عن الوساوس الأخري، هذا الأضطراب هو ناتج عن دافع التماثل و التطابق. يكون تركيز هؤلاء الأشخاص منصب علي طريقة تعليق الملابس في الدولاب، و ان الأحذية مرتبة بشكل متماثل نحو اتجاه أصابع القدم، أو كيفية تنظيم سطح المكتب قبل المغادرة و الذهاب لتناول الطعام علي سبيل المثال أو الذهاب غلي الأجتماع. هذا الوسواس يظهر في كل شئ، و اذا لم يرتب الشخص الأشياء كما يريد و يطمح، فأنه يشعر بالقلق و الأنشغال الدائم بهذا الأمر