وضعيات الرضاعة الطبيعية أمر مهم جدا تعلمه لضمان نجاح الرضاعة. تعتبر الرضاعة الطبيعية هي في الأساس مهارة تتعلمها الأم مع طفلها سوياً. و قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعتاد الأم و رضيعها أيضاً على وضعية الرضاعة المناسبة لكليهما. و التي تسمح للرضيع بالحصول على الغذاء الذي يحتاجه للنمو و التطور.
الأمر الأكثر أهمية في الرضاعة الطبيعية ليس وضعية الجلوس أو الإستلقاء للأم. لكن الأهم هو أنه يمكنك وضع طفلك على ثديك بسهولة ليتمكن من الرضاعة بشكل مريح له. يولد الطفل بغريزة قوية للبحث عن ثدي الأم، حيث ستلاحظ الأم على مولودها تحرك شفتيه و أنه سيدير رأسه من جانب للآخر. قد يلوح بذراعيه و ساقيه بحثاً عن ثدي الأم للحصول على الطعام.
هناك العديد من الوضعيات التي يمكن للأم المرضعة الإعتماد على أحدها لإرضاع طفلها بشكل صحيح و مريح لها و لطفلها. و أيًا كانت وضعية الرضاعة الطبيعية التي ستختاريها تذكري أولاً :
- أن تجمعي كل ما تحتاجيه بجوارك مثل مشروب. أو وجبة خفيفة أو هاتفك المحمول أو كتاب أو مجلة للقراءة قبل البدء في إرضاع الطفل. و من الأفضل أن تتناولين وجبة خفيفة قبل الإرضاع لأنك قد تستمرين لإرضاع طفلك لبعض الوقت.
- تأكدي من أن طفلك يشعر بالإرتياح مهما كان الوضع الذي ستعتمدين عليه. يجب أن يكون طفلك مستقر و مدعوم ، و ألا يقوم بلوي رأسه و رقبته و عموده الفقري.
- تأكدي من أن طفلك يمسك بحلمة ثديك بشكل صحيح، و إذا كنتي تشعرين بصعوبة في أن تجعلين طفلك يمسك بحملة ثديك و يبدأ في الرضاعة، فيمكنك إستشارة الطبيب للمساعدة على الرضاعة بشكل صحيح.
ما هي وضعيات الرضاعة الطبيعية الصحيحة ؟
فيما يلي بعض وضعيات الرضاعة الطبيعية الصحيحة و التي تساعد الأم على إرضاع طفلها بشكل صحيح
1- وضعية الإستلقاء
غالباً ما تكون وضعية الإستلقاء هي أول وضعية تقوم الأم بتجربتها بعد ولادة طفلها. إذا وضعتي طفلك على صدرك أو بطنك مجرد ولادته، فإنه سيبحث بشكل غريزي عن أحد ثدييك و يحاول الإمساك به. و يساعد ملامسة الجلد للجلد على تحفيز غريزة التغذية لدى طفلك، و تعمل الجاذبية على التماسك بين فم الطفل و حلمة الثدي.
يمكنك أن تشعري بالمزيد من الراحة إذا كنتي تستلقين قليلاً و ليس على ظهرك بالكامل. و يُنصح بوضع وسادة أو أكثر لدعم الظهر و حتى لا تشعرين بالألم.
2- وضعية المهد
تعتبر هذه الوضعية الكلاسيكية ضمن وضعيات الرضاعة الطبيعية هي أول ما تفكر فيه الأم المرضعة بعد ولادة طفلها. تتضمن هذه الوضعية جلوس الأم في وضع مستقيم و وضع الطفل على جانبه و يكون رأسه و رقبته على طول ساعد الأم و جسمه على معدة الأم. و بالرغم من أن هذه الوضعية شائعة للغاية، إلا أنها ليست سهلة خاصة مع المولود حديث الولادة. و ذلك لأنه لا يمنح طفلك نفس القدر من الدعم الذي يحصل عليه من وضعيات ولادة أخرى. يمكنك وضع وسادة خلف ظهرك لتجنب إجهاد الظهر و الكتفين.
3- وضعية المهد المعكوس
تبدو هذه الوضعية مشابهة لوضعية المهد بشكل كبير، و لكن الذراعين يتبادلان الأدوار في هذه الوضعية، حيث يقع جسم طفلك على ساعد يدك المقابل. و الهدف من هذه الوضعية هو دعم طفلك من الرقبة و الكتفين للسماح له بإمالة رأسه قليلاً للرضاعة. و تعتبر هذه الوضعية رائعة للرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة و الذين يعانون من صعوبات في إغلاق الفم على حلمة الثدي، كما أنه يمنح الأم المزيد من التحكم في وضع الطفل.
4- وضعية كرة الرجبي ” كرة القدم “
يجلس طفلك في وضعية مريحة على طول ساعدك، حيث يتدلى جسمه بجانب جسمك مع وضع قدميه في إتجاه ظهر المقعد الذي تجلسين عليه. تساعد هذه الوضعية مع الأطفال حديثي الولادة لأنها تدعم طفلك جيداً و تمنح الأم الكثير من التحكم و تجعلها ترى طفلها يرضع بشكل أفضل. وضع طفلك بجانب جسمك يساعده على الشعور بالأمان. هذه الوضعية جيدة للأمهات الذين أجروا ولادة قيصرية أو أم التوأم.
5- وضعية الإستلقاء الجانبي
هذه الوضعية مريحة للرضاعة الليلية أو الرضاعة على السرير أو الاريكة، كما يمكن أن تكون أكثر راحة من الرضاعة أثناء الجلوس إذا كنتي قد قمتي بولادة قيصرية و ليست طبيعية. تحتاجين إلى الإستلقاء جانباً بجانب طفلك و بطنك في مواجهة بطن طفلك.
6- وضعية الرضاعة في الوضع القائم ” وضعية الكوالا “
يجلس الطفل على فخذ الأم و وجهه مقابل لوجه الأم، و يكون عموده الفقري و رأسه منتصبين أثناء عملية الرضاعة. يمكنك القيام بهذه الوضعية مع الطفل حديث الولادة إذا كنتي توفرين الدعم الكافي لطفلك فهو لا يستطيع الجلوس بمفرده. و يمكن أن تكون هذه الوضعية مناسبة للأطفال الأكبر سناً و الذين يمكنهم الجلوس دون مساعدة. و تعتبر هذه الوضعية مناسبة بشكل أكثر للأطفال الذين يعانون من إرتجاع المريء أو إلتهابات الأذن و التي تحدث نتيجة رضاعة الطفل أثناء الإستلقاء.
7- وضعية كرة الرجبي المزدوجة
تعتبر هذه الطريقة هي الطريقة المثالية في وضعيات الرضاعة الطبيعية لإرضاع طفليك التوأم، حيث يمكن للأم إرضاع طفليها معاً في نفس الوقت. قد تحتاج بعض الأمهات إلى وسادة الرضاعة المزدوجة و التي تصنع خصيصاً لتغذية الطفلين التوأم معاً خاصة في الأيام الأولى من عمر الطفلين. توفر هذه الوسادة دعم إضافي للطفلين، كما أنها تقلل الضغط على بطن الأم إذا كنتي قد قمتي بالولادة القيصرية.
تعتبر وضعيات الرضاعة الطبيعية مهارة تكتسبها الأم بعد الولادة و تبدأ حينها في تجربة أحد وضعيات الرضاعة الطبيعية الصحيحة التي تساعد طفلها للحصول على ما يحتاجه من الغذاء، و في نفس الوقت لا تسبب أي آلام للأم المرضعة. يمكنك تجربة أي من هذه الوضعيات المتاحة للرضاعة الطبيعية و ذلك حتى تستقرين على الطريقة المناسبة لك و لطفلك. تذكري دائماً دعم طفلك و دعم عضلات ظهرك أثناء الرضاعة و ذلك للحفاظ على صحة طفلك و صحتك.