علامات تآكل الغضروف في الركبة التي يشعر بها الشخص المصاب، وتتقدم هذه العلامات بتقدم حالة التآكل، مما يزيد من صعوبة الأمر على الشخص الذي يعاني من التآكل حتى يحدث تلف تام في الغضروف، وحينها يحتاج المريض إلى تدخلات طبية جراحية حتى يتمكن من الحركة مرة أخرى، ومن أجل هذا قمنا بتجميع أهم المعلومات التي تتعلق بتآكل غضروف الركبة، حتى يتمكن المريض من تحديد المشكلة في وقت مبكر لتفادي حدوث تلف الغضروف أو تمزقه، فتابعونا.
غضروف الركبة
هو نوع من أنواع غضاريف الجسم، والتي تعرف بأنها أنسجة ضامة متواجدة في أماكن مختلفة في الجسم، ومن الهام معرفة أن أنسجة الغضاريف تختلف بعض الشيء عن أنسجة الجسم الأخرى.
ويأتي اختلافها بسبب تميزها بعدم احتوائها على عناصر هامة تتواجد في جميع انسجه الجسم وهي الأوعية الدموية والأعصاب، وتحصل الغضاريف على ما تحتاج إليه من غذاء وخلافه، بواسطة المادة الهلامية المحيطة بها.
أنواع غضاريف الركبة
تتكون غضاريف الركبة من نوعين من الغضاريف وهما:
- الغضروف المفصلي: هو عبارة عن المفصل الذي يتصل بالعظام بين الفخذ والركبة.
- الغضروف الهلالي: يتميز هذا النوع من الغضاريف في أنه لا يتصل بالنهايات العظمية، هذا بخلاف الغضروف المفصلي، ولكنه يتواجد في الركبة بين النهايات العظمية بغرض دعم المفاصل وحمايتها.
ما هو تآكل غضروف الركبة؟
يوجد الغضروف بشكل عام في أسفل المفاصل في الجسم، وهو يعمل كوسادة لهذه المفاصل، حيث يُساعد الغضروف بحركة العظام والانزلاق دون أن يحدث احتكاك بين بعضها البعض وهذا من خلال تبطين العظام.
وفي بعض الحالات يلين الغضروف داخل المفصل ويتكسر، وهذا ما يطلق عليه حالة تآكل الغضروف، مما يعني أن الغضروف المتواجد بين المفاصل يفقد قدرته على حماية أطراف العظام.
وهنا يبدأ أولى مراحل حدوث احتكاك أطراف العظام ببعضها البعض مما ينتج عنه الشعور بالألم، ويعد تآكل غضروف الركبة هو الأكثر شيوعاً، على الرغم من وجود حالات تآكل الكاحل والكتف والرسغ والكوع.
علامات تآكل الغضروف في الركبة
يعاني البعض من حدوث تآكل غضروف الركبة، ولكي يتم التعرف على وجود التآكل لابد من معرفة الأعراض التي يتم الشعور بها، ومن أهم علامات تآكل الغضروف في الركبة ما يلي:
- الشعور بآلام في مفصل الركبة، حيث يزداد الألم عند الضغط على الرجل والركبة، كما أنه لا يتوقف مع الراحة.
- ظهور علامات الالتهاب، والتي تكون في صورة:
- تورم.
- انتفاخ.
- الشعور بحرارة حول الغضروف والمفصل.
- حدوث خشونة المفصل والغضروف.
- التحرك المحدود للمفصل.
- يمكن أن يحدث انفصال للغضروف، ويحدث ذلك في بعض الحالات الشديدة، مما ينتج عنها وجود نزيف في المفصل، مع ظهور الجلد باللون الأزرق.
أعراض تلف غضروف الركبة
عند إهمال علامات تآكل المفصل، تظهر أعراض أشد من السابقة، وهي تحدث نتيجة تلف غضروف الركبة أو بسبب حدوث تمزق:
- يظهر على مفصل الركبة تورم شديد سهل ملاحظته.
- ظهور علامات التهابات.
- ارتفاع درجة حرارة المفصل.
- الشعور بحمى شديدة.
- عدم القدرة على القيام بالأنشطة الطبيعية والعادات اليومية البسيطة، حيث يواجه المريض صعوبة في تحريك المفصل.
- سماع أصوات طقطقة بمجرد تحريك المفصل، مع وجود عدم استقرار في المفصل.
- بدأ ظهور مشاكل في النوم أو اضطرابات نتيجة الإحساس بالألم أو عدم الشعور بالراحة.
- ملاحظة تصلب المفصل لمدة زمنية تتراوح من 20 – 30 دقيقة في الصباح أو عند أخذ قسط من الراحة الذي يمتد لفترة من الوقت.
- الشعور بالاكتئاب وتقلب الحالة المزاجية.
أسباب تآكل الغضروف في الركبة
يمكن حصر أسباب تآكل غضروف الركبة إلى عدة نقاط هامة وهي التي تعد من أكثر الأسباب التي ينتج عنها تآكل الغضروف أو تلف غضروف الركبة، وهي كالتالي:
ضربة مباشرة للغضروف
تحدث نتيجة التعرض لحوادث مثل الوقوع وغيرها من الإصابات أو تعرض الغضروف إلى ضربة مباشرة قوية ينتج عنها تلف الغضروف أو جرحه أو كسره.
كما يمكن الإشارة إلى أن الأشخاص الرياضيين هم الأكثر عرضة لهذا النوع من الأسباب المؤدية لتلف أو جرح غضروف الركبة.
الضغط المزمن على الغضروف
زيادة الوزن والسمنة قد تعرض مفصل الركبة والغضروف عند بعض الأشخاص، إلى حدوث تآكل وتلف الغضروف نتيجة تعرضها لحمل ثقيل لفترة طويلة.
كما أن الإصابة بالالتهابات المزمنة للمفاصل والتي من أهمها الروماتيزم تؤثر بشكل كبير على الغضاريف وتؤدي في النهاية إلى تلفها وتآكلها.
قلة الحركة
تؤثر قلة الحركة على مرونة الغضاريف، حيث أن المفاصل جميعها تحتاج إلى حركة مستمرة، وإن انعدام الحركة أو قلتها يؤثر سلبًا على صحة الغضاريف وقوتها، ومن بينها غضروف الركبة.
كيفية العناية بتآكل غضروف الركبة منزليًا؟
عند الشعور بأي علامات تآكل الغضروف في الركبة لابد من الإنتباه، حيث يكون الأمر في بدايته يمكن الاعتناء به بالطرق المنزلية، وهذا طالما كان المريض مازال يستطيع استخدام مفصل الركبة ووضع وزن جسده عليه، حيث يكون الألم بسيط:
حماية الركبة
تعني حماية الركبة هو المحافظة عليه من الدخول في مرحلة أخرى من تآكل الغضروف، عن طريق المحافظة عليها من التوقعات والإصابات وغيرها، مع ضرورة لبس دعامات ومشدات الركبة.
وهي تتوافر الصيدليات بأشكال متنوعة، وتستخدم بوضعها على الركبة مع الحرص على أن تكون مشدودة بشكل كافي، دون أن تؤثر بالسلب على حركة الدورة الدموية في المنطقة.
الراحة
ڜ مفصل الركبة إلى الراحة وخاصةً عند الشعور بالألم، حيث يلزم للراحة من (2-3) أيام، أو حسب شدة الألم.
كما ينصح في هذه الأوقات استخدام العكاز من أجل تقليل الضغط على مفصل الركبة، ويفضل أخذ قسط الراحة كذلك بعد وجود حادث أو القيام بمجهود أو كلما أمكن ذلك.
رفع الرجل المُصابة
اللجوء إلى رفع الرجل المصابة في مستوى أعلى من الجسم باستخدام الوسادات، يقلل من الشعور بالألم، كما يحسن من انتفاخ وتورم الركبة الذي يحدث نتيجة تآكل غضروف الركبة.
كمّادات الثلج
عند بدأ الشعور بالألم الناجم عن تآكل الغضروف في الركبة، ينصح باستخدام كمادات الثلج حيث تعمل على تخفيف نوبات الألم، وتستخدم كل (2-3) ساعة، ولمدة (15-20) دقيقة.
ضغط الركبة
ينشأ ضغط الركبة من خلال تطبيق القليل من الضغط على الركبة، وذلك عن طريق استخدام الضمادات المُخصصة للركبة أو باستخدام الضمادات العادية، حيث يقلل من حد انتفاخ الركبة وكذلك الحد من حركة الركبة للحفاظ على عدم تزايد مراحل تآكل الغضروف.
تناول الأدوية المسكنة
أحد طرق العلاجات المنزلية المتبعة هي تناول الأدوية المسكنة التي لا تحتاج إلى وصفات الطبيب، مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أو مجموعة الأيبوبروفين (Ibuprofen).
لكن دون الإسراف في تناولها، وفي حالة استمرار الألم أو وجود زيادة في شدة الأعراض، فإنه يجب زيارة الطبيب للتأكد من مدى شدة التآكل.
مضاعفات إهمال تآكل غضروف الركبة
يجب عدم إهمال تآكل غضروف الركبة حتى لا تتفاقم الحالة ويحدث تطور في حالة المريض، حيث إن إهمال تآكل الغضروف قد ينتج عنها:
- تفاقم الألم بشكل كبير.
- قد يصل المريض إلى مرحلة عدم القدرة على المشي.
- يفضل علاجه مبكراً حتى لا تتطور الحالة إلى حالة الفصال العظمي (Osteoarthritis).
علاج تلف غضروف الركبة
يضع الطبيب العلاج المناسب حسب مدى سوء كل حالة ومدى شدة الإصابة، حيث توقف شكل العلاج على ذلك، ويمكن تلخيص محاور علاج تآكل الغضروف في الركبة كالآتي:
الأدوية
تعد الادوية هي الاختيار الأول في علاج تآكل غضروف الركبة، ولكن يجب الإشارة أنها تأتي بنتيجة مع بداية الإصابة أي في مراحلها الأولى، ويشمل العلاج:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وهي تستخدم من أجل تُخفف الألم المرافق لتآكل الغضروف، بالإضافة إلى دورها في إزالة الالتهاب داخل المفصل.
- حقن الكورتيزون: تعمل حقن الكورتيزون على تخفيف الألم وعلاج التهاب المفصل، وذلك في حالات محددة تستدعي ذلك.
العلاج الطبيعي
التوجه لإجراء العلاج الطبيعي يكون بتوجيه من الطبيب المعالج، أو أنه يكون بعد إجراء العملية الجراحية للمفصل، وهذا بعرض تقوية العضلات المحيطة وكذلك تقوية الداعمة للركبة، وهذه هي بعض أنواع العلاج الطبيعي المستخدمة في في علاج تآكل غضروف الركبة:
- اتباع بعض التمارين الرياضية من أجل إعادة تأهيل حركة المريض.
- الخضوع لتمارين التوازن.
- استخدام العلاج الفيزيائي المائي.
- وضع الشريط المطاطي اللاصق (Taping).
علاج تلف غضروف الركبة بالعمليات الجراحية
يعتبر اللجوء إلى العمليات الجراحية من أجل علاج تآكل غضروف الركبة، كحل أخير عندما تفشل المحاولات الأخرى في شفاء الغضروف، وهذه أهم محاور عمليات علاج تآكل غضروف الركبة:
- تحفيز نخاع العظم: تعتمد هذه العملية على تحفّيز نخاع العظم عن طريق إنشاء ثقوب صغيرة جدًا في العظم، بحيث تكون أسفل مفصل الركبة، حيث تقوم بتحفيز تكوين نسيج غضروفي جديد للركبة.
- الإنضار (Debridement): وهي عملية تتم تحت التخدير الكلي حيث يتم بها تشتمل إزالة الأنسجة الرخوة وجميع الحواف التالفة من غضروف الركبة، وقد يتمكن الطبيب خلال هذه العملية من إصلاح الضرر في ذات الوقت.
- رأب الفسيفساء: تعتمد هذه الطريقة على أخذ قطع صغيرة جدًا من غضروف المناطق غير الحاملة للوزن، حيث يصعب الأخذ من هذه المناطق، ويتم استخدام هذه القطع الصغيرة في رأب المناطق الغضروفية المتضررة.
- تغيير المفصل: يتم إجراء هذه العملية في الحالات المستعصية، حيث يقوم الطبيب بإزالة مفصل الركبة كاملًا، ويستبدل مفصل الركبة بمفصل صناعي جديد.
- قطع العظم: يكون الهدف من هذه العملية هو تغيير محاذاة الساق، من أجل تخفيف الضغط على الغضروف والركبة، حيث يعمل الطبيب على إزالة جزء صغيرة من عظم الفخذ أو الساق.
التعرف على علامات تآكل الغضروف في الركبة يساعدك على أكتاف التآكل وتلف الغضروف في مراحله الأولى، والتي تساعد في تطور العلاج بشكل أفضل، دون اللجوء إلى العمليات الجراحية.