رفض الأبناء الثلاثة مساعدة والدهم في ديونه الهائلة ، ووافق الأبن الأصغر فقط واستقبله ليرعاه في بيته .وبعد سنة بالظبط حصلت مفاجأة جلعت الجميع ينـ،صدم !
في اليوم الذي خرج فيه والدي “الحاج حسن” من المستشفى، دخل البيت وملامح الانكسار تكسو وجهه. دون أن ينطق بكلمة، أخرج ورقة مطوية ووضعها على الطاولة: كان “إيصال أمانة” بمبلغ ضخم (900 ألف جنيه) مسجل باسمه ومستحق الدفع. نظرنا نحن الإخوة الثلاثة إلى بعضنا البعض في صمت ثقيل، والخوف يملأ العيون، لم يكن أحد منا مستعداً لاستقبال هذه المصيبة.
تنحنح أخي الأكبر “خالد” وقال بصوت خافت وهو يفرك يديه: “أنتم تعلمون، مصاريف مدارس الأولاد والجامعات الخاصة قصمت ظهري، لا أملك قرشاً زائداً”. أما أخي الأوسط “سعيد”، الذي كان قد افتتح معرضاً للأدوات الكهربائية مؤخراً، فقال بحدة: “أنا غارق في الديون للتجار، والبضاعة مكدسة، ليس لدي أي سيولة”.
كنت أنا “يوسف”، أصغرهم، عريساً جديداً لم يمر على زواجي سوى أشهر قليلة، وما زلت أسدد أقساط شقتي وتشطيباتها. ولكن، عندما رفعت عيني ورأيت شيب والدي الذي غزا رأسه، وظهره الذي انحنى وكأنه يحمل جبالاً من الهموم، شعرت بغصة في حلقي. كيف أتركه؟
لم يطاوعني قلبي أن أقول تابع موقع ثقف نفسك لمزيد من القصص “لا”. سحبت الورقة من على الطاولة، وأمسكت القلم ووقعت بضمان الدين بدلاً منه، ورتبت أموري لينتقل أبي للعيش معي في شقتي الصغيرة لأخدمه بنفسي.

مرت سنة كاملة، وكانت – وأشهد الله – من أصعب أيام حياتي. كنت أصل الليل بالنهار، أعمل في وظيفتي صباحاً وعلى سيارة أجرة مساءً لسداد الأقساط والديون. مرت علينا ليالٍ لم نكن نجد فيها للعشاء سوى “الخبز والجبن” أو طبق من “العدس”. زوجتي الأصيلة، بنت الأصول، توقفت عن شراء أي ملابس جديدة، بل وباعت “شبكتها” الذهب التي كنا نعتز بها لتساعدني في المصروف.
ولكن في المقابل، كان عزائي الوحيد هو تلك الابتسامة الهادئة والرضا الذي أراه في وجه أبي وهو يداعب طفلي الصغير.
وفي نفس التاريخ، بعد مرور عام كامل بالضبط على توقيعي لذلك الدين، ناداني “الحاج حسن” إلى غرفته. أشار لي أن أجلس بجواره، ثم فتح درجه الخاص وأخرج ورقة مطوية بعناية ووضعها أمامي بهدوء. تابع موقع ثقف نفسك لمزيد من القصص قال لي بصوت حنون: “اقرأ يا يوسف”.
فتحت الورقة، وتسمرت مكاني.. جف ريقي ولم أصدق ما تراه عيني.. كانت الورقة عبارة عن…وو لمتابعه القصه كامله لايك و 5 تعليقات ب تم هنا وهتنزل القصه في اول تعليق لا تفوّت المفاجأة.
لم تكن الورقة “إيصال أمانة” ولا حتى رسالة شكر. كانت “وصية”.. تنص بوضوح على أن المنزل المكون من ثلاثة طوابق في وسط البلد، وقطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 300 متر في أكثر المناطق التجارية حيوية في المدينة، ستؤول ملكيتها بالكامل لي وحدي.
رفعت رأسي بذهول، وقبل أن أتمكن من نطق كلمة واحدة، ابتسم أبي وقال:
“طوال حياتي كنت أريد فقط أن أعرف… تابع موقع ثقف نفسك لمزيد من القصص من الذي سيقف بجانبي ويسندني حقاً في الأوقات الصعبة”.
في تلك اللحظة كان أبي متأثراً وعيناه تلمعان بالدموع. وفجأة، سمعت وقع خطوات عند الباب: كانوا إخوتي الكبار (خالد وسعيد). تسمرت نظراتهم على الوصية التي بين يدي، وتغيرت ألوان وجوههم.
وقفوا جامدين دون حراك. التعبير الذي كان يكسو وجوههم لم يعد تلك “اللامبالاة” التي رأيتها قبل عام، بل تحول إلى خليط من الندم والحسرة والذهول.
تنحنح أخي الأكبر وقال بصوت مبحوح:
“يا أبي… لِمَ فعلت هذا؟ نحن أيضاً أبناؤك”.
رفع والدي رأسه، وبصوت بطيء لكنه حازم وقاطع، قال:
“أعلم أن كل شخص لديه مشاكله وهمومه. ولكن عندما احتجت إليكم حقاً، لم يجرؤ أحد سوى أخيكم الأصغر على حمل هذا العبء. هذا البيت وهذه الأرض هما المكافأة لتلك التضحية”.
أراد أخي الأوسط أن يقول شيئاً، لكن الكلمات خنقته فلزم الصمت. استدار كلاهما وغادرا المكان، يجرون أقدامهم على الأرض ببطء وكأنها تزن أطناناً من الخزي.
بقيت أنا جالساً في مكاني، تابع موقع ثقف نفسك لمزيد من القصص ويداي ترتجفان وأنا أمسك الوصية. وضع أبي يده الحانية على كتفي وضغط عليها بقوة وقال:
“لا داعي لأن تدفع هذا الدين بعد الآن يا بني. ذلك المال… كان مجرد اختبار. لقد سددته أنا منذ زمن طويل”.
حينها فقط فهمت أن ذلك العام لم يكن مجرد وسيلة لسداد قرض، بل كان اختباراً للولاء لمعرفة من يقدر حقاً رابطة الدم والعائلة.
في اليوم التالي، انتشر خبر الوصية في العائلة كلها. قال البعض إن أبي كان حكيماً، واتهمه آخرون بأنه كان قاسياً وغير عادل. لكنني استمريت في رعايته وخدمته كما كنت أفعل دائماً، لأنني كنت أعلم يقيناً أن أغلى ميراث حصلت عليه… لم يكن البيت ولا الأرض، بل كان “الثقة الكاملة” التي منحني إياها أبي.







