العرق سوس وجرثومة المعدة: العلاج الطبيعي المكمل

يُعد العرق سوس (Licorice) واحداً من أقدم العلاجات العشبية المستخدمة في الطب التقليدي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ومصر. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن له دوراً فعالاً في محاربة جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) وتخفيف قرحة المعدة الناتجة عنها.

1. المكونات الطبية في العرق سوس التي تساهم في العلاج

يحتوي جذر العرق سوس على مئات المركبات النباتية، ولكن هناك مركبات محددة هي المسؤولة عن محاربة الجرثومة وترميم المعدة:

1. الجلابـريدين (Glabridin):

   • أثبتت الأبحاث أن هذه المادة تمتلك خصائص قوية مضادة للبكتيريا، وتعمل بشكل خاص على تثبيط نمو سلالات جرثومة المعدة المقاومة للمضادات الحيوية.

2. الجليسريزين (Glycyrrhizin):

   • هو المركب المسؤول عن الطعم الحلو، وله خصائص قوية مضادة للالتهابات، مما يساعد في تهدئة بطانة المعدة المتهيجة وتقليل الألم.

3. الفلافونويدات (Flavonoids):

   • تعمل كمضادات أكسدة تحمي خلايا المعدة وتسرع من عملية التئام القرح.

4. السكريات المتعددة (Polysaccharides):

   • تساعد هذه المواد في منع الجرثومة من الالتصاق بجدار المعدة (Adhesion inhibition)، مما يسهل طردها خارج الجسم ويمنعها من استعمار الغشاء المخاطي.

2. وصفات العرق سوس لعلاج الجرثومة

هناك عدة طرق لتحضير العرق سوس للاستفادة منه طبياً، وتختلف باختلاف الهدف (علاج سريع أم وقاية):

الوصفة الأولى: منقوع العرق سوس البارد (الطريقة التقليدية)

هذه الطريقة تحافظ على جميع الإنزيمات والمركبات الحساسة للحرارة.

• المكونات: ملعقة كبيرة من مسحوق جذور العرق سوس، كوب ماء، شاش نظيف.

• الطريقة:

  1. ضع مسحوق العرق سوس في قطعة الشاش واربطها جيداً.

  2. انقع الشاش في كوب ماء نظيف لمدة 4 إلى 6 ساعات.

  3. اعصر الشاش جيداً لاستخراج الخلاصة المركزة.

• الاستخدام: يُشرب كوب صغير مرتين يومياً على معدة فارغة (قبل الأكل بـ 30 دقيقة) لمدة لا تزيد عن أسبوعين.

الوصفة الثانية: شاي العرق سوس (للتهدئة الفورية)

تستخدم هذه الطريقة لتخفيف حرقة المعدة والألم المصاحب للجرثومة.

• المكونات: ملعقة صغيرة من العرق سوس المجفف، كوب ماء مغلي.

• الطريقة:

  1. أضف العرق سوس إلى الماء المغلي وقم بتغطيته فوراً (لحبس الزيوت الطيارة).

  2. اتركه لمدة 10 دقائق ثم صفّه.

• الاستخدام: يشرب دافئاً بعد الوجبات للمساعدة في الهضم وتغليف المعدة.

الخيار الثالث: مكملات DGL (الخيار الآمن)

• يوجد في الصيدليات مكمل يسمى (Deglycyrrhizinated Licorice).

• ميزته: تم إزالة مادة “الجليسريزين” منه، مما يجعله آمناً لمرضى ضغط الدم، مع احتفاظه بقدرته على علاج القرحة ومحاربة الجرثومة.

3. تجربة الناس الذين استعملوا العرق سوس في العلاج

اقرأ عن : مسماران من القرنفل يومياً صيدليه داخل فمك!

بناءً على استطلاعات الرأي في المنتديات الطبية وتجارب الطب البديل، يمكن تلخيص التجارب في النقاط التالية:

تجارب إيجابية:

• تخفيف الألم السريع: أجمع الكثيرون على أن العرق سوس يعمل “كضمادة” داخلية، حيث يشعر المريض بانخفاض فوري في حدة الحرقان والألم (الحموضة) بعد تناوله.

• تحسن الهضم: ساعد الكثيرين في التخلص من الانتفاخ وعسر الهضم المصاحب للجرثومة.

• المساعدة في الشفاء: الأشخاص الذين تناولوه بجانب المضادات الحيوية لاحظوا سرعة في الشفاء مقارنة بمن اعتمدوا على الأدوية فقط.

تجارب سلبية ومحاذير:

• ارتفاع ضغط الدم: الشكوى الأكثر شيوعاً كانت من أشخاص لديهم قابلية لارتفاع الضغط، حيث تسبب لهم العرق سوس في صداع وارتفاع ملحوظ في القياسات واحتباس السوائل وتورم القدمين.

• عدم القضاء النهائي بمفرده: أشار البعض إلى أن الأعراض عادت بمجرد التوقف عنه إذا لم يتم استخدام مضاد حيوي معه، مما يؤكد أنه “مثبط” للجرثومة و”معالج” للقرحة وليس قاتلاً نهائياً للبكتيريا بمفرده.

4. محاذير هامة جداً (من الفئات الممنوعة؟)

اقرأ عن : ماهي الادوية التي تستخدم في علاج جرثومة المعدة

قبل البدء في استخدام العرق سوس، يجب الحذر إذا كنت من الفئات التالية:

1. مرضى ارتفاع ضغط الدم: العرق سوس يرفع الضغط ويحبس الصوديوم.

2. مرضى الكلى: قد يسبب إجهاداً للكلى بسبب احتباس السوائل.

3. الحوامل: قد يؤثر على نمو الجنين أو يسبب ولادة مبكرة.

4. نقص البوتاسيوم: العرق سوس يقلل نسبة البوتاسيوم في الدم مما قد يؤثر على عضلات القلب.

مدة الاستخدام الآمنة: لا يُنصح باستخدام العرق سوس الطبيعي (غير منزوع الجليسريزين) لأكثر من 4 أسابيع متتالية.

تنويه طبي هام: هذه المعلومات للأغراض التثقيفية فقط. العرق سوس علاج مكمل ولا يغني عن “العلاج الثلاثي” أو المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب، خاصة لمرضى ضغط الدم المرتفع.