إصفرار الجلد و شحوب البشرة أو اليرقان كما يطلق عليه الكثيرين يستخدم لوصف إصفرار الجلد و بياض العينين عند الكبار و الأطفال . و يحدث بسبب تراكم مادة تسمي البيليروبين في الدم و أنسجة الجسم و هي صبغة صفراء اللون في خلايا الدم الحمراء . قد يكون الأطفال حديثي الولادة هم أكثر عرضة لتطوير اليرقان و لكن ليس شرط أن يصبح الأطفال فقط بل الناس في جميع الأعمار و شائعة أيضاً بين الأطفال الكبار في السن و البالغين . قد يؤثر أصفرار البشرة و يؤدي إلي حالات أخري مثل تليف الكبد ، إلتهابات الكبد ، حصي المرارة لذلك في حالة ظهور أي علامات اليرقان يجب طلب المشورة الطبية علي الفور .
فهو من الحالات الشائعة بين الأطفال الرضع و في كثير من الأحيان تستجيب العلاج بشكل جيد و بالرغم من أن نادرا ما تظهر مضاعفات إلا أن المضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلي تلف الدماغ . لذلك فإن إصفرار الجلد من الأعراض الخطيرة التي تحتاج إلي التشخيص المهني الفوري لأنه أهم الأسباب الكامنة وراء اليرقان و من الضروري التحقق من إصفرار العيون بالإضافة إلي الجلد الأصفر . و لا بد من التميز بين الجلد البرتقالي أو تغير الجلد إلي أي لون أخري
أعراض إصفرار الجلد ( اليرقان ) وشحوب البشرة :
- من أهم علامات اليرقان و إصفرار الجلد و بياض العينين و عادة ما يظهر بين اليوم الأول و الثاني بعد الإصابة أو في أول 4 أيام من الولادة يظهر علي الطفل .
- و للتحقق من يرقان الرضع ، قم بالضغط بلطف علي جبين الطفل أو الأنف و إذا كان الجلد أصفر حين الضغط عليه فمن المرجح أن الطفل يعاني من أصفرار البشرة بنسبة صغيرة . و في حالة عدم وجود يرقان ينبغي أن يكون لون بشرة الطفل أخف قليلاً من اللون الطبيعي في لحظة واحدة . لهذا يجب فحص الطفل في إضاءة جيدة و يفضل أن يكون في الإضاءة الطبيعية في النهار . و العلامات الأكثر شيوعاً عند الجميع
- إصفرار الجلد و العينين و البطانة الداخلية من أجزاء الجسم مثل الفم و الأنف .
- براز شاحب اللون .
- تلون البول بلون داكن .
متي تطلب المشورة من الطبيب؟ يجب أن تسعي دائماً إلي المشورة الطبية فوراً في حالة ظهور أي أعراض من الأعراض السابق ذكرها فهي إشارة تحذيرية بأنك تعاني من شئ ما لذلك يجب التحدث مع الطبيب في أقرب وقت ممكن .
بالنسبة للأطفال :
معظم المستشفيات لديها سياسة فحص الطفل و التعرف علي وجود يرقان أم لا . و توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يجب أن يتم فحص اليرقان للطفل من ضمن الفحوصات الطبية الروتينية بعد الولادة بمرور 8 – 12 ساعة . و عادة يجب فحص الطفل بعد اليوم الثالث و السابع من الولادة حيث تصبح مستويات مادة البيليروبين عالية و قد تختفي عند الأطفال بعد مرور 72 ساعة و تحديد موعد للمتابعة . هناك مجموعة من العلامات قد تشير إلي اليرقان الشديد أو وجود مضاعفات البيليروبين الزائدة و يجب الإتصال بالطبيب :
- بشرة الطفل أكثر إصفراراً .
- جلد البطن ، الذراعين ، الساقين أصفر .
- بياض عين الطفل يبدو أصفر .
- قد يكون من الصعب إيقاظ الطفل .
- لا تري زيادة الوزن بصورة ملحوظة أو يعاني من سوء التغذية .
- يصرخ الطفل بنبرة عالية .
- قد تكون هناك علامات ظاهرة يمكنك اتعرف عليها بنفسك .
- يستمر اليرقان أكثر من ثلاث أسابيع .
أنواع الأصفرار والشحوب : هناك ثلاثة أنواع من اليرقان تعتمد بصورة أساسية علي نسبة مادة البيليروبين في الجسم :
1. اليرقان قبل إلتهابات الكبد : يحدث خلل قبل أن يتم نقل البيليروبين من الدم إلي الكبد . و قد يكون ناتج عن الإصابة بفقر الدم المنجلي ، فقر دم إنحلالي .
أسبابه :
- الملاريا : إنتشار العدوي المنقولة عن طريق الدم بواسطة الباعوض.
- فقر الدم المنجلي : و هو إضطراب وراثي في الدم حيث تنمو خلايا الدم الحمراء بصورة غير طبيعية و أكثر شيوعاً في بريطانيا و إفريقيا ..
2. اليرقان والأصرار داخل الكبد : و يعرف أيضاً بيرقان الكبد الخلوي و هو ناتج عن إضطراب يحدث داخل الكبد و قد يكون بسبب تليف الكبد .
أسبابه :
- الحمي الغدية : عدوي فيروسية تحدث بسبب فيروس إبشان بار .
- سرطان الكبد : و عادة ما يكون سرطان نادر و غير قابل للشفاء .
- إلتهاب الكبد المناعي : حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة الكبد .
3. اليرقان بعد إلتهابات الكبد : يعرف أيضاً بإسم اليرقان الإنسدادي و الذي يمنع وصول الصفراء من المرارة إلي الجهاز الهضمي و سبب ذلك حصوات المرارة أو الأورام .
أسبابه :
- حصوات المرارة – عرقلة نظام القنوات الصفراوية .
- سرطان البنكرياس .
- سرطان المرارة أو سرطان القناة الصفراوية .
- إلتهاب البنكرياس .
أسباب الإصابة باليرقان أو الأصفرار والشحوب :
فرط البيليروبين هو السبب الرئيسي وراء اليرقان و هي المسئولة عن اللون الأصفر علي الجلد . عادة ما يملك الكبد مرشحات البليبروبين من مجري الدم و غالباً لا يستطيع الأطفال حديثي الولادة لا يتمكنوا من التخلص من البيليبروبين الزائد لذلك يعانوا من اليرقان في اليوم الثاني أو الثالث .
و قد يحدث اليرقان نتيجة مجموعة من الحالات و الأمراض التي يمكن أن تسبب اليرقان
- نزيف داخلي ( نزيف ) .
- عدوي في دم الطفل .
- العدوي الفيروسية أو البكترية .
- عدم توافق بين دم الطفل و دم الأم .
- عطل في الكبد .
- نقص إنزيم معين .
عوامل خطر الإصابة به :
- حالات اليرقان الإنسدادي و هو من الحالات الأكثر شيوعاً لدي الأشخاص متوسطي العمر و كبار السن أكثر من الشباب و يمكن أن يؤثر اليرقان الإنسدادي علي الأشخاص في جميع الأعمار بما فيهم الأطفال .
- الولادة المبكرة في حالة ولادة الطفل قبل مرور 38 إسبوع قد يكون الطفل غير قادر علي معالجة البيليروبين في أسرع وقت ممكن كما يفعل الرضع ( فترة الولادة الكاملة ) . و يؤدي ذلك أيضاً إلي سوء التغذية و صعوبة حركة الأمعاء ممايؤدي إلي صعوبة في التخلص من البليبروبين من خلال البراز .
- كدمات أُثناء الولادة : حدث للطفل حديث الولادة كدمات أثناء الولادة قد يؤدي ذلك إلي وجود نسبة عالية من البيليربين نتيجة تكسر خلايا الدم الحمراء
- فصيلة الدم : إذا كان دم الأم يختلف عن دم الطفل و قد يتلقي الطفل الأجسام المضادة عبر المشيمة .
- الرضاعة الطبيعية : الأطفال الذين يرضعون من الثدي خصوصاً أولئك الذين يعانوا من صعوبة التمريض أو الحصول علي التغذية الكافية من الرضاعة الطبيعية هم أكثر عرضة لليرقان . بسبب الجفاف أو قلة تناول السعرات الحرارية ظهور اليرقان . لذلك يوصي الأطباء دائماً بالرضاعة الطبيعية لتأكد من أن الطفل يحصل علي التغذية الكافية .
مضاعفات هذه المشكلة : يؤدي إرتفاع البيليروبين إلي اليرقان الشديد و مضاعفات خطيرة في حالة عدم علاجه منها إعتلال الدماغ الحاد . البيليروبين مادة غير سامة لخلايا الدماغ . إذا كان الطفل يعاني من اليرقان الشديد و لكن قد يؤدي إلي إلتهاب الدماغ و قد يؤدي إلي ضرر كبير مع مرور الوقت .
و هناك مجموعة من المضاعفات الأخري مثل :
- الخمول ، صعوبة في الإستيقاظ .
- البكاء عالي النبرة .
- سؤء التغذية .
- تقوس قليل في الرقبة .
- الحمي .
- القئ .
إستشارة الطبيب : -إذا كان الطفل يعاني من اليرقان سوف يقوم الطبيب بترجيح مجموعة من العوامل التي أدت إلي اليرقان و يستند علي مجموعة من العوامل :
كم البيليروبين في الدم .
- الولادة قبل الأوان .
- التغذية .
- عمر الطفل .
- الكدمات التي تعرض لها الطفل .
و عند الذهاب للطبيب يجب أن تكون علي إستعداد للإجابة علي الأسئلة التالية :
- هل يتغذي الطفل جيداً ؟
- هل الطفل يتغذي علي الرضاعة الطبيعية ؟
- عدد مرات الرضاعة ؟
- هل يستيقظ بسهولة للرضاعة ؟
- هل يبدو الطفل مريض أو ضعيف ؟
- هل لاحظت وجود أي تغير في لون بشرة الطفل ؟
- هل درجة حرارة الطفل مستقرة ؟
هناك أيضاً مجموعة من الأسئلة يمكنك توجيها إلي الطبيب :
- هل اليرقان حاد ؟
- ما هي الفحوصات التي يحتاجها الطفل ؟
- هل نحن بحاجة إلي علاج اليرقان ؟
- هل أنا بحاجة إلي إدخال طفلي المستشفي مرة أخري ؟
- متي يجب تحديد موعد المتابعة ؟
- هل تسمح لي بمواصلة الرضاعة الطبيعية ؟
الحماية من أصفرار البشرة : قد يكون من الصعب التخلص من حالات اليرقان لأنها تحدث نتيجة مجموعة من الأسباب و مع ذلك يجب إتخاذ الإحتياطات والتدابير اللازمة لتقليل مخاطر الإصابة باليرقان :
- الحفاظ علي وزن صحي مناسب لطولك و جسمك .
- أخذ التطعيم ضد إلتهاب الكبد أ أو إلتهاب الكبد ب و خصوصاً في حالة السفر إلي أماكن مختلفة من العالم .
- التقليل من خطر التعرض لإلتهاب الكبد سي لأنه لا يوجد عقار يتخلص منه نهائي حتي الأن
حماية الأطفال : قد يوصي الطبيب بإجراء مجموعة من التغيرات في عاداتك يمكن أن تؤي إلي تقليل نسبة البيليبروبين و يجب التحدث مع الطبيب حول عدد مرات الرضاعة و يمكنك تقليل اليرقان من خلال ما يلي :
الرضاعة المتكررة : عندما توفر المزيد من الحليب وتتسب في حركة الأمعاء بسهولة .و التخلص من كمية البيليروبين من خلال البراز. و يمكنك زيادة عدد مرات الرضاعة من 8 – 12 مرة يومياً .
التغذية التكميلية : إذا كان الطفل يواجه صعوبة في الرضاعة الطبيعية و يعاني من فقدان الوزن .وقد يقترح الطبيب في هذه الحالة مجموعة من أساليب التغذية المختلفة التي تناسب الطفل .
أراء الأخصائين عن أصفرار وشحوب البشرة :
- كما يؤكد دكتور استافين دورير أخصائي الجلدية في الأكاديمية الأمريكية للصحة بأن اليرقان هو تلون أصفر للجلد و الأغشية المخاطية ، بياض العين ناجم عن زيادة كمية البيليروبين في الدم و هوعلامة للمعاناة من أحد الأمراض .
- تذكر ميليساء كونرد ستوبلير دكتورة في معهد الصحة العامة البريطاني بأن مادة البيليروبين يتم إنتاجها بصورة طبيعية في الجسم نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء في الجسم .حيث ينقسم الهيموجلوبين في الدم إلي الهيمي و التي تتحول كيميائياً إلي البيليروبين و عادة ما يتم إنتاجه أيضاً في الكبد في شكل الصفراءو في حالة حدوث إضطرابات في إنتاج البيليروبين يؤدي إلي اليرقان .
- يضيف ديفيد تي ديير أخصائي صحة الأطفال في جامعة كاليفورنيا 2013 بأن الأطفال حديثي الولادة عرضة لزيادة البيليروبين ويمكن تقليل معدلات الصفراء من خلال وضع الأطفال تحت الأضواء الصفراء لكي تساعدهم في كسر البيليروبين. و في حالة تأثير البيليروبين علي الدماغ يطلق عليه اليرقان النووي و هي من المضاعفات النادرة .