منذ خمس سنوات توصل المخرج بيت دوكتير في شركة بيكسار إلى فكرة فيلم جديدة توضح بشكل مبسط كيفية تعامل عقولنا مع المشاعر التي تجتاحنا وكيفية عملها خلال الوقت وكيفية تشكيلها لحياتنا وشخصيتنا وقد شكل كل ذلك في شخصية فتاة صغيرة ذات 11 عام والتي اختبرت العديد من المواقف الصعبة في أيام حياتها
يحاول العلماء دراسة المشاعر الإنسانية منذ عقود وقاموا بربط الكثير من الحقائق وتمحورها حول فيلم inside out والذي أطلق للجمهور في العام الماضي
ومن خلال سؤال المخرج مجموعة من الأسئلة حول كيفية تخيله لسيطرة المشاعر على عقلنا الواعي؟؟ وكيف يمكن للمشاعر أن تؤثر على ذكريات الماضي؟؟ وما سبب اختياره لسن الحادية عشرة لطفلة صغيرة؟؟ وجدت الدراسات أن وتيرة المشاعر الإيجابية تبدأ في الإنخفاض ابتداءً من هذا العمر إن لم ننتبه إليها جيدًا.
فيلم inside out يختبر كيف يمكن لخمس مشاعر وهي الغضب والاشمئزاز والخوف والحزن والفرح في تشكيل شخصية الفتاة رايلي والتحكم في عقلها خلال إنتقالها من مينيسوتا إلى سان فرانسيسكو
[adsense336][/adsense336]
يتحكم الفرح والإيجابية في شخصية رايلي وهي التي تناسبها وهذا أيضًا مثبت علميًا بأن المشاعر الإيجابية هي ما تستطيع تشكيل حياتنا وتغيير العالم حولنا ومن خلالها نلقى استجابة ممن نتعامل معهم
ولكن النجم الحقيقي للفيلم هو الحزن من اختبار الخسارة وما يمكن أن يؤثر في الناس عندما يستسلمون لمشاعرهم الحزينة
عبر الفيلم عن الحزن في أنه شئ يجر الشخصية إلى الحضيض لذلك تحاول الفرح السيطرة على عقل رايلي لتجعلها سعيدة دائمًا ولكن أوضحت الدراسات أن الحزن له تأثير فسيولوجي حيث يحفز الجسم للرد على الخسارة وهذا ما يحاول أن يفهمه الفيلم لنا في لقطاته الأخيرة حتى أنه في الحياة الحقيقية طبقًا لطريقة تفكير الإنسان يدفعه الحزن للراحة وطلب المساعدة مما يحقق قدرة أعلى على التعافي السريع
يقوم الفيلم على تحفيز فكرتين علميتين أساسيتين. الأولى أن المشاعر تنظم التفكير المنطقي لدينا حيث أن هناك اعتقاد خاطئ أثبتت الدراسات أن المشاعر التي تناتبنا لا تشوش تفكيرنا بل تعزز قدرتنا على البحث عن الأسباب والتفكير بمنطقية وإذا اتخذنا الغضب كأحد المشاعر فهي تعطي جسدنا وعقلنا قدرة على التعرف على الأمور غير العادلة مما يوجه قوتنا لمواجهة ذلك. نتحدث هنا عن المشاعر المعتدلة وليست المبالغ فيها
وقد رأينا كيف أن الحزن في الفيلم كان يؤثر على الذكريات التي نحتفظ بها من الماضي وهذا أيضًا ما أثبتته الدراسات حيث أن الحزن في هذا الفيلم كان غرضه هو إضفاء اللون الأزرق على حياتنا كما فعل مع رايلي ليجعلها تتكيف مع التغيرات الجديدة في حياتها لكي يجعلها تعترف بالحقائق الجديدة وتتعامل معها
الفكرة الثانية أن المشاعر تنظم حياتنا الإجتماعية حيث وجدت الدراسات أن بنية المشاعر في المخ ليست مرتبطة بالألوان فقط بل أن الغضب على سبيل المثال تدفع التجمعات للإعتراض على الظلم وتصحيح الأوضاع كما أن التعبير عن الحرج يحفز الآخرين على المسامحة وزيادة القدرة على المساعدة مما يحفز الروابط الإجتماعية
والجميل أن الفيلم inside out يعرض منظور آخر للحزن بحيث يعطينا فسحة للتعبير الواضح عما بداخلنا حتى لو كان الحزن والاحباط من أجل الخسارة لكي نحصل على المساعدة المطلوبة
آراء الأطفال حول الفيلم:
** هناك شئ لم أحبه في الفيلم أن فرح كانت تحاول أن تغير حزن لتجعلها شخص آخر
** انا أملك أكثر من 5 مشاعر في عقلي فأنا أملك مثلًا إحساس بالفن عندما تريد حقًا أن تخرج الفن بداخلك في شئ ما ثم لا تجد إلا أن تمسك بفرشة الأسنان
** هناك شئ مفقود كما لو كانت فرح قد تركت عقلي وهناك من يتحكم به غيرها
أخبرنا برأيك في الفيلم