علاج البلغم بالحليب هل فعلا يمكن ؟ على الرغم من توجد الكثير من الأقاويل التي تنصح بعدم تناول الحليب عندما يكون الشخص يعاني من نزلات البرد و البغلم لأنه قد يزيد من إنتاج المزيد من المخاط ، مما يزيد من مدة الإصابة ويجعل الأعراض أكثر سوءاً ، قد يبدو أن منتجات الألبان تتسبب في زيادة السعال والعطس ، كما أن منتجات الألبان تتسبب في زيادة إفراز البلغم والشخير والربو ، ولكن لا توجد الأدلة الكافية لإثبات تلك الأقاويل ، ووجدت إحدي الدراسات الحديثة أنه لا يوجد ارتباط بين تناول الحليب ومنتجاته وزيادة إفراز البلغم ، ومع ذلك لا يزال بعض الناس يؤمنون بتلك الأقاويل . في هذا المقال سنحاول معرفة هل الحليب حقاً يجعل البلغم أسوأ ؟
ما هو البلغم ؟
المخاط هو عبارة عن سائل لزج ينتج عن طريق العديد من أنسجة البطانة في الجسم ، فهو يعمل علي حماية وترطيب طبقات الجسم للحفاظ علي أعضاء الجسم من الإصابة بالجفاف ، كما أنه يعمل علي محاصرة المهيجات التي تدخل الجسم مثل البكتريا والدخان والغبار ، يحتوي المخاط علي أجسام مضادة وإنزيمات مضادة للبكتريا تساعد في مكافحة العدوي .
يعرف المخاط الذي يُفرز في الجهاز التنفسي باسم البلغم ويقوم بمكافحة مسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء
عادة ، ينتج جسمنا حوالي 1 لتر من البلغم في اليوم الواحد ، ولكن هذة الكمية قد تزيد بشكل كبير في أوقات المرض ، إن امراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا ونزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية والحساسية هي عبارة عن امراض شائعة مرتبطة بزيادة كمية البلغم ، عندما تصبح مريضاً يصبح هذا البلغم أكثر سماكة من المعتاد مما يجعل من الصعب التخلص منه ، يتحول هذا البلغم أيضاً إلي اللون الأخضر والأصفر عندما تكون مصاب بأحد أمراض وعدوي الجهاز التنفسي .
تنتج العديد من الغدد في أجزاء مختلفة من الجسم المخاط ، بما في ذلك الرئتين والفم والحنجرة والجيوب الأنفية والجهاز الهضمي والأنف .
من اين أتت أسطورة الحليب والبلغم ؟
علي مر العصور ، هناك اعتقاد شائه بأن الحليب يزيد من كمية البلغم في الجيوب الأنفية ، علي الرغم من أنه لا يوجد دليل علمي يدعم هذة الأسطورة ، ولكن بعد تناول الحليب يصبح اللعاب أكثر سماكة لفترة قصيرة مؤقتة وقد يختلط الأمر لدي الكثير من الناس بين اللعاب والبلغم ، لا يوجد دليل علمي يُظهر أن شرب الحليب ينتج المزيد من البلغم في الحلق والممرات الهوائية ، كما أنه لا يؤدي إلي تفاقم أي أعراض لمرض الربو التنفسي أو نزلات البرد والانفلونزا .
وبالرغم من ذلك ، ما زال العديد من الناس يرفضون تناول الحليب عند إصابتهم بالسعال أو نزلات البرد والانفلونزا ، وأصبتت بعض التجارب أن الحليب لا يزيد من أي إفرازات في الأنف أو الاحتقان أو السعال ، يقول العلماء أن الحليب يجعل اللعاب أكثر سمكاً مما يختلط الأمر لدي الكثير من الناس بينه وبين البلغم ، ومن الجدير بالذكر أن تناول الحليب يساعد علي الشفاء السريع .
العلاقة بين الحليب و البلغم
يعتقد الكثير من الناس أن تناول الحليب يُمكن أن يزيد من إنتاج وتراكم البلغم في الجهاز العلوي التنفسي والجهاز السفلي التنفسي ، ولكن لا يوجد اي دليل علمي علي ذلك .
وفقاً للدراسات ، لا يرتبط الحليب وبعض منتجات الألبان بزيادة احتقان الأنف والإفرازات الأنفية ، ولما إن العديد من الناس يقولون أنهم يشعرون باحتقان أكثر بعد شرب الحليب ، فقد يكون ذلك تربط بأن الحليب له نفس القوام السميك مثل البلغم ، ولذلك هم يشعرون بمزيد من الاحتقان بعد تناول الحليب .
كيف يُمكن أن يحسن الحليب من الجهاز المناعي في الجسم ؟
إذا كنت تعاني من وجود كمية كبيرة غير عادية من البلغم في الجيوب الأنفية ، سواء إذا كنت تعاني من الأنفلونزا أو نزلات البرد أو عدوي الجيوب الأنفية ، فإن تناول الحليب يُمكن ان يساعد في تحسين الأعراض ، يعمل علي التقليل من البلغم الزائد عن طريق تحسين وتقوية الجهاز المناعي في الجسم مما يجعله أكثر قوة لمكافحة العدوي والمرض .
يحتوي الحليب علي حمض اللينوليك الذي يعمل علي تعزيز وظائف الجهاز المناعي في الجسم ، كما يحتوي الحليب علي البكتريا المفيدة التي تُسمي البروبيوتيك التي تعمل ايضاُ علي تقوية الجهاز المناعي وتحارب العدوي ، يحتوي الحليب أيضاً علي فيتامين D الذي يساعد الجسم علي مقاومة نزلات البرد والانفلونزا والعدوي التنفسية وبالتالي يمنع تطورها بشكل أكبر في الجسم .
علاج البلغم بالحليب
بالإضافة إلي قدرة الحليب علي تعزيز وتقوية الجهاز المناعي ، يحتوي الحليب أيضاً علي العديد من المزايا الأخري لتقليل كمية البلغم في الجسم .
يساعد شرب الحليب ، واي سائل أخر، في تخفيف البلغم وتعزيز الانتعاش عندما تكون مريضاً ، حيث ان الحليب يعمل علي تعويضك من السوائل التي تفقدها أثناء فترة المرض .
يحتوي الحليب علي العناصر الغذائية والالكتروليتات التي تعمل علي زيادة ترطيب جسمك ، يُمكن أن يساعد الحليب البارد علي التخفيف من التهاب الحلق وتوفير التغذية اللازمة للجسم لمكافحة العدوي والمرض .
المشاكل الصحية المتعلقة بالبلغم :
إذا كنت تعاني من زيادة في كمية إفراز البلغم ، فقد تواجه الأعراض التالية :
- السعال المزمن والمستمر .
- مخاط أكثر سُمكاً .
- انتفاخ وتورم العيون عند الاستيقاظ صباحاً .
- رائحة فم كريهة حتي بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون .
- انسداد الانف باستمرار .
- ضعف الحواس خاصة حاسة التزوق .
- التشويش في التفكير ، ووجود صعوبة بالغة في التركيز .
عادة تحدث هذة الأعراض بسبب وجود قصور في الجهاز التنفسي والجهاز الليمفاوي والجهاز الهضمي ، قد يكون هذا بسبب زيادة إنتاج البلغم .
يحتوي الجهاز الهضمي علي العديد من الزغيبات ( microvilli ) الصغيرة وهي المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية في الطعام ، ومعظم هذا الامتصاص يحدث في الأمعاء الدقيقة .
عندما يكون هناك تراكم زائد للبلغم ، فإن مادة تُشبه الغراء تتراكم في الجسم ، وتتسبب في تشوه الأمعاء وتكتل العديد من اعضاء الجسم ، هذا النوع من الانسداد والتكتل يؤدي في كثير من الأحيان إلي مشاكل في الجهاز الهضمي والشعور الدائم بالغثيان ، قد تؤدي الحساسية أيضاً إلي زيادة إنتاج البلغم مثل الحساسية لوبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح والغبار والدخان والتلوث والفيروسات والبكتريا والمواد الكيميائية المنزلية هي أيضاً عوامل أساسية في زيادة إنتاج البلغم .
أطعمة تزيد البلغم تجنبها
علي الرغم من أن الحليب لا يرتبط ارتباطاً علمياً بزيادة إنتاج البلغم ، إلا أن هناك بعض الأطعمة المعروفة بأنها تفعل ذلك ، وبعض هذة الاطعمة تشمل الانواع الآتية :
- منتجات الذرة .
- الأطعمة السكرية مثل الكعك والحلويات والفطائر .
- البيض .
- منتجات القكح مثل المعجنات والكعك والخبز والمافن .
- الأطعمة المقلية بزيت غزير .
- منتجات الصويا .
- زيت عباد الشمس .
- الجيلي والمربي .
- الكحول .
- الكافيين .
- لحم أحمر غني بالدهون .
- شاهد هنا طرق علاج البلغم
الأطعمة التي تعالج و تقلل البلغم :
في حين أنه يجب تجنب تناول الأطعمة التي تتسبب في زيادة إنتاج المخاط ، هناك بعض الأطعمة التي تقلل من البلغم الزائد في الجسم ، وفيما يلي قائمة بالأطعمة التي تساعد علي الحد من إنتاج البلغم :
- الفجل .
- القرنبيط .
- البروكلي .
- جميع أنواع الأعشاب والخضروات الورقية .
- الكرفس .
- نبات الهليون .
- الثوم .
- البصل .
- الأناناس .
- الكركم والزنجبيل .
- التوت .
- الفلفل الحار .
- الفواكه الحمضية مثل البرتقال والجريب فروت والليمون .
علاج البلغم :
هناك بعض الخيارات العلاجية التي قد تكون مفيدة في التخفيف من البلغم الزائد لديك ، يُمكن ان تتحسن أعراض نزلات البرد عند استخدام بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهاب مثل الاسيتامينوفين ( الباراسيتامول) ، كما تساعد أدوية علاج نزلات البرد التي لا تحتاج إلي وصفة طبية في تحسن الأعراض .
إذا كان سبب زيادة إفراز البلغم لديك ناتج عن الإصابة بالحساسية الموسمية فيُمكنك علاجه باستخدام بخاخات الستيرويد ومضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين ، كما ان شطف الانف بالماء المالح باستخدام الجهاز ( neti ) هو من الاختيارات المناسبة إذا كنت تريد التخلص من البلغم الزائد بدون استخدام الأدوية ، يُمكن أيضاً استخدام بخاخات الأنف لترطيبها في الصباح ، تعمل كل هذة الطرق علي الحد من البلغم الزائد وتنظيف الجيوب الأنفية والممرات الهوائية .
تعمل مضادات الاحتقان علي تقليل تدفق الدم إلي أنسجة البطانة في الحلق والأنف ، تعمل مضادات الهيستامين علي منع عمل الهيستامين ( المواد التي تنتج رد الفعل التحسسي ) ، يُعد الجوافينسين طارد للبلغم بحيث أنه يساعد علي خروج البلغم بصورة اسهل مع السعال .
إذا كنت تعاني من التهاب في الجيوب الأنفية ، فقد تحتاج إلي علاج هذا الالتهاب باستخدام أحد أنواع المضادات الحيوية تحت اشراف طبي متخصص ، إذا استمر البلغم لديك لمدة تترواح بين 10 و 14 يوماً وإذا كانت الأعراض تزداد سوءاً لديك ، ننصحك باستشارة الطبيب المتخخصص لطلب المساعدة الطبية .