الكون معجز حقًا. هذا الكون والذي نتواجد بداخله يبهرنا كل يوم بأشياء لم نكن نتخيل أنها موجودة. هالات شمسية وثقوب سوداء وانحرافات للضوء ومقبرة للنجوم وأخرى مهد لها. كواكب ماسية وأخرى غازية . واكتشافات يومية مهمة. وفي رحلة الإنسان لاكتشاف الفضاء وما به وما يحويه. كل يوم نُصدم باكتشافات عظيمة من بين هذه الاكتشافات السدم السماوية أجمل التكوينات وأكثرها ابهارًا وغموضًا.
لكن ما هي السدم؟
السدم جمع سديم في الفلك، هي أجرام سماوية ذات مظهر منتشر غير منتظم مكون من غاز متخلخل من الهيدروجين والهيليوم وغبار كوني. ويدرس الفلكيون السدم عن طريق دراسة الوسط البين نجمي وبصفة خاصة بين نجوم مجرتنا.
الوسط البين نجمي وهو المكان الذي تتواجد بها أغلب السدم التي نعرفها . هي المسافة بين النجوم وبعضها وبين المجرات أيضا وبعضها وتعتبر المسافة البين نجمية هي مكان أغلب السدم المعروفة الينا حاليا
وكان فى القديم يعتبرون المجرات عبارة عن سدم قبل أن تتطور التكنولوجيا ونعرف حقيقة كل منها.
وتحتوي بعض هذه السدم على نجوم وكواكب وتنتشر فى الكون وهذا على طبقًا للدراسة التي أجراها العالم وليام هرشل عام 1774ميلادية. وتعتبر السدم هي فى الغالب شكل بداية الكون ونشأة النجوم.
السدم هي في الغالب منطقة ولادة النجوم، ففي هذه المناطق تتوافر تشكيلات كبيرة من الغاز والغبار وغيرها من المواد والتي تتجمع معا لتشكيل كتل أكبر، والتي بدورها تبدأ في جذب المزيد من المادة المنتشرة في السديم، وفي النهاية سوف تصبح هائلة بما يكفي لتشكل نجم أو أكثر، فتتشكل النجوم الضخمة في مركز السديم، ويمكن رؤيتها نتيجة تأيّن الغاز المحيط بها بتأثير الآشعة فوق البنفسجية، والذي يساعد على جعلها مرئية في الموجات الضوئية، وتأخذ النجوم الجديدة في التشكل ويطلق عليها حينئذ النجوم الشابة أو الناشئة، مكوِّنةًتجمع نجمي حر. وما يتبقى من مادة يعتقد أنه لتكوين الكواكب وغيرها من أجرام النظام الكوكبي.
كيف تتكون السدم؟
تتشكل السدم من انفجار مستعر أعظم أو انفجار بعض النجوم مُشٙكلة مجموعة من الغازات والجزيئات التي تتكون على هيئة سحب وتكونات غازية عملاقة تختلف أنواعها واشكالها ولكن تبقى تكويناتها متشابهة إلى حد كبير مع بعضها البعض يحدث بداخلها ولادة جديدة لنجوم وكواكب وربما مجموعات شمسية كاملة. وهذا الانفجار عشوائي يكون العديد من الأشكال المختلفة للسدم.
أنواع السدم
المستعر الأعظم supernova
المستعر الأعظم (Supernova) تعبير يدل على عدة انفجارات نجمية تؤدي إلى انتاج أجسام براقة للغاية مكونة من البلازما سرعان ما تتحول إلى أجسام غير مرئية في غضون أسابيع أو أشهر.
هناك طريقان محتملان لهذه النهاية، إما أن نجما ضخما تفوق كتلته عدة كتل شمسيّة يتسبب في إنتاج طاقة اندماج عظيمة ضمن لبّ النجم تؤدي إلى انهيار النجم نحو الداخل تحت تأثير قوة جاذبيته. الطريق الآخر المحتمل أن يقوم قزم أبيض بالتقاط مادة إضافية من نجم مجاور إلى أن يصل إلى كتلة حرجة هي حد يخضع فيه لانفجار نووي حراري. وفي كلتا الحالتين فإن انفجار المستعر الأعظم يقذف بكامل مادة النجم أو معظمها بقوة هائلة في الفضاء.
السدم المظلمة
وتسمى السدم المظلمة بهذا الاسم بسبب تكوينها من الغبار الكثيف والغازات الكونية والتي تمنع الضوء من العبور خلالها بسبب كثافتها الشديدة وتحجب بذلك كل ما وراءها، وهي مظلمة لعدم وجود أي انبعاثات ضوئية تستطيع أن تقوم بعكسها. فلا يمكن مشاهدتها إلا بواسطة التباين الحادث على أطرافها التي تعكس بعضًا من ضوء النجوم القريبة. بسبب كثافة مكوناتها يتشكل حقلًا من الجاذبية يمكن أن ينشأ فيه نجوما جديدة. مثال على ذلك نجده في أبراج التخليق في سديم النسر.
أبراج التخليق هذه تعمل كحاضنة الأطفال في المستشفيات وهي عبارة عن أعمدة أو أبراج تظهر تحتضن التجمعات التي تكون تشكيل النجوم الوليدة.
السدم العاكسة
تشبه السدم العاكسة السدم المظلمة من حيث تكوينها لكن الاختلاف هو أن هناك بعض النجوم القريبة منها التي تنشر ضوئها من خلال ذرات هذه السدم الغنية بذرات الكربون و التي تعكس بدورها الضوء الأزرق أفضل بكثير من الضوء الاحمر فتجد فى العادة مثل هذه السدم تمتاز بلونها الازرق مثل سديم عنقود الثريا ، ويوجد بها أيضا بعض أبراج التخليق أيضا بسبب كثافة مكوناتها التي توفر الجاذبية اللازمة لذلك.
السدم الانبعاثية
السدم الانبعاثية أو السدم الإشعاعية هي سدم تولّد ضوءها بنفسها على النقيض من السدم العاكسة التي تعكس ضوء النجوم الذي يُحيط بها والسدم المظلمة التي لا تعكس الضوء حتي وذلك بسبب احتوائها على نجوم وأجسام مضيئة هي ما تبث الضوء من خلالها إلى الخارج. وتوجد منها عدة أنواع أخرى.
السدم الكوكبية
السدم الكوكبية هي سدم انبعاثية تشير إلى المرحلة الأخيرة من حياة نجم خفيف الكتلة، وهو المصير المتوقع للشمس. سميت بهذا الاسم لأن الفلكيين كانوا يحسبونها كواكباً بسبب شكلها الصغير المستدير اللامع. وهي تتكون فى المراحل الأخيرة للنجم المحتضر.
مناطق الهيدروجين
هي سدم انبعاثية ذات مظهر مبهر، تضم مجموعة نجوم شابة أو في طور التشكل. عادة ما تنعت بـ«مشاتل النجوم». تنقسم مناطق الهيدروجين إلى نوعين : منطقة هيدروجين I وهي تتكون من سحابة هيدروجين ذراته منفردة و مناطق هيدروجين II وتتكون من سحابات تتكون من جزيئات الهيدروجين.
بقايا المستعرات العظيمة
هي سدم انبعاثية كبيرة جداً ناتجة عن انفجار قوي لنجم عالي الكتلة في حدث مستعر أعظم. تشكل عادة على هيئة خطوط أسلاك متصلة ببعضها البعض مثل الخلايا العصبية أو قريبة الشبه بها. وهي فى الملخص ما تبقى من مستعر أعظم بعد انتهاء انفجاره وخفتان ضوئه وتشتت كتلته هو ما يتبقى فى الفضاء ليخبرنا بما كان هنا وما بقي منه.
فقاعات وولف-رايت
فقاعات وولف-رايت هي سدم لها مظهر مشابه لـ بقايا المستعرات العظيمة. تنتج فقاعات الغاز هذه من القذف التدريجي للطبقات الخارجية لنجم حار وعالي الكتلة في نهاية عمره على شكل رياح نجمية قوية جداً. مشكلة ما يشبه الفقاعة البراقة واللامعة ربما ينتهي هذا السديم إلى شيئين أما التشتت فى الكون أو العودة إلى الداخل مكونا تجمعات أو كواكب أو نجم آخر كل هذا منوط بالظروف الواقع فيها هذا النوع من السديم.
حاضنات النجوم
مهما كان سبب تشكل هذه السدم ومهما كانت محتوياتها فالامر المؤكد حيالها أنها هي مهد النجوم أو مصنعها سمها ماشئت لكن الحقيقة تقول هنا يبدأ كل شيء بالنسبة للنجوم . بعد النظر إليها يرى العلماء تكون أعداد هائلة داخل تلك السدم بسبب جاذبيتها الشديدة و غناها بالعناصر المكونة للنجوم تتكون جاذبية هذه السدم بسبب كثافة المواد الموجودة بداخلها والمكونة لها مما يخلق الضغط ودرجة الحرارة المناسبة لتحول المواد وتفاعلها إلى مواد مختلفة أخرى تندمج معا لتكون النجوم والكواكب من الغبار . وربما لهذا السبب يطلق العلماء على البشر الغبار النجمي .
وفي النهاية فإن الكون مليئ بالاسرار وربما تكون السدم أحد تلك الاسرار التي لم نقم إلا بخدش سطحها وربما تحتوي على أكثر مما توصلنا إليه لكن فلتنظر حولك حقا نجوم تنفجر وأخرى تولد من رمادها مستعرات عظيمة ونجوم ثاقبة ومجرات وكواكب أحدهم على الاقل وهو نحن عليه شكل جديد من التفاعل والحياه لم نره إلى الآن فى كل الكون إلا يجعلك ذلك تتوقف قليلا لتسال سؤال .
هل حقا نشأ كل ذلك من انفجار كوني لا نعرف كيف بدأ أم أن هناك من بدأ كل شيء