التيفود هو عبارة عن عدوي بكتيرية يُمكن أن تؤدي الي ارتفاع في درجة الحرارة و الإسهال والقئ ، ويُمكن أن يُسبب التيفود الوفاة ، وهو ناتج عن الإصابة ببكتريا السالمونيلا التيفية، وفي الغالب تنتقل العدوي عن طريق الطعام الملوث ومياه الشرب وإذا تم اكتشاف التيفود في وقت مبكر فيُمكن علاجه بنجاح باستخدام بعض أنواع المضادات حيوية ، ولكن إذا لم يتم اكتشافه ولا علاجه يُمكن أن يكون التيفود قاتلاً .
وفي هذة المقالة سوف نوضح لكم كل ما يخص حمي التيفود و طرق العلاج الصحيحة .
حمي التيفود ماهي ؟
حمي التيفود :
التيفود هو عدوي تُسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية ، وتعيش هذة البكتريا في أمعاء و مجري دم الإنسان ، وينتشر المرض بين الأشخاص عن طريق الإتصال المباشر مع براز الشخص .
- لا توجد حيوانات تحمل هذا المرض لذلك فإن انتقال العدوي يكون دائماً من إنسان إلي إنسان ، إذا لم يتم علاجه فقد يكون قاتلاً .
- تدخل بكتريا السالمونيلا التيفية عن طريق الفم وتقضي من 1 إلي 3 أسابيع في الأمعاء ، وبعد ذلك تمر عبر الجدار المعوي ومجري الدم ، وتنتشر من مجري الدم إلي الأنسجة والاعضاء الأخري في الجسم .
- يتم تشخيص التيفود عن طريق الكشف عن وجود بكتريا السالمونيلا التيفية عن طريق الدم أو البراز أو البول أو عينة نخاع العظام .
طرق الإصابة بمرض حمي التيفود :
تنقبض حمي التيفود عن طريق شرب أو أكل البكتريا في الأطعمة أو المياه الملوثة ، ويُمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض حاد تلوث إمدادت المياه المحيطة من خلال البراز والذي قد يحتوي علي تركيز عالي من البكتريا ، ويُمكن أن تتسبب المياه الملوثة في تلوث الغذاء ، ويُمكن للبكتريا البقاء علي قيد الحياة لأسابيع في الماء أو المجاري المجففة .
حوالي من 3 % إلي 5 % من الناس يصبحون حاملين للبكتريا بعد الإصابة بالمرض الحاد ، يعاني الآخرون من مرض وأعراض خفيفة جداً لا يتم حتي التعرف عليها ، وقد يصبح هولاء الأشخاص حامليم للبكتريا علي المدي الطويل علي الرغم من عدم ظهور أعراض التيفود عليهم ، ويكونون مصدراً لنقل وانتشار حمي التيفود للعديد من السنوات .
أعراض حمي التيفود :
تبدأ أعراض حمي التيفود في الظهور عادة بين 6 و 30 يومياً بعد التعرض للعدوي بالبكتريا .
أهم أعراض التيفود هي الحمي والطفح الجلدي ، وتصل درجة الحرارة إلي 39 أو 40 درجة مئوية ، ولا يصاب كل المرضي بالطفح الجلدي ويكون عبارة عن بقع وردية اللون خاصة علي الرقبة و البطن . وتشمل بعض الأعراض الأخري علي الآتي :
- الشعور بالضعف
- وجع في البطن
- الإمساك
- الصداع
- فقدان في الشهية
وفي بعض الحالات النادرة تشمل الاعراض علي الارتباك والإسهال والقئ وقد تكون هذة الأعراض غير شديدة وطبيعية .
في الحالات الخطيرة التي لم يتم اكتشافها مبكراً وعلاجها ، يُمكن أن تصبح الأمعاء مثقبة والتي قد تؤدي الي التهاب الأنسجة داخل البطن وقد تكون هذة الحالة قاتلة ما بين 5 % و 62 % من الحالات .
وقد تتسبب بكتريا السالمونيلا المعوية في الإصابة بعدوي أخري تُسمي ( paratyphoid ) والتي لها أعراض مشابهة لحمي التيفود ولكنه أقل عرضة للوفاة مقارنة بحمي التيفود .
طرق تشخيص حمي التيفود :
بعد تناول الطعام أو الماء الملوث تدخل بكتريا السالمونيلا الأمعاء الدقيقة وتدخل مجري الدم بشكل مؤقت ،وتنتقل البكتريا إلي الكبد و الطحال ونخاع العظام حيث تتكاثر و تدخل في مجري الدم ، ويصاب الأشخاص بالأعراض والتي تشمل علي الحمي ، وفي هذة المرحلة تغزو البكتريا المرارة والنظام الصفراوي والأنسجة اللمفاوية في الأمعاء ، وتتكاثر البكتريا بأعداد كبيرة ، تنتقل البكتريا إلي الأمعاء ويُمكن تحديدها في عينات البراز ، وإذا كانت نتيجة الاختبار غير واضحة يتم أخذ عينات من الدم أو البول لإجراء التشخيص .
علاج مرض حمي التيفود :
إن العلاج الفعال والوحيد لحمي التيفود هو المضادات الحيوية ، ويُعد السيبروفلوكساسين هو المضاد حيوي الأكثر شيوعاً لعلاج حمي التيفود ( للبالغين غير الحوامل ) و السيفترياكسون .
- كما يجب علي مريض حمي التيفود شرب كميات كبيرة من الماء للحفاظ علي ترطيب الجسم ومنع الإصابة بالجفاف .
- وفي الحالات الشديدة والتي تصبح فيها الأمعاء مثقبة قد يكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية .
مقاومة التيفود للمضادات الحيوية :
قد يكون هناك مقاومة للمضادات الحيوية للبكتريا التيفية ، وهذا يؤثر علي اختيار الأدوية المتاحة لعلاج حمي التيفود ، وعلي سبيل المثال أصبح التيفود مقاوماً للتريميثيوبريم ، سلفاميثوكسازول والأمبيسلين .
سيبروفلوكساسين هو أحد الأدوية الرئيسية لعلاج حمي التيفود ،ووجدت بعض الأبحاث و الدراسات أن معدلات مقاومة السالمونيلا التيفية للتيفود تبلغ حوالي 35 % .
طرق الوقاية من الإصابة بحمي التيفود :
عادة ما تنتشر عدوي حمي التيفود في البلاد التي تقل فيها فرص الحصول علي مياة نظيفة ومرافق الغسيل .
لقاح التيفود :
إذا كنت ستسافر إلي منطقة ينتشر فيها التيفود يوصي أن تأخذ التطعيم قبل السفر إلي المنطقة شديدة الخطورة ، حيث أنه يوجد مصل مضاد لحمي التيفود .
- يُمكنك الحصول علي هذا التطعيم عن طريق الفم أو عن طريق الحقن لمرة واحدة .
عن طريق الفم : يتم اخذ لقاح حي ، يتكون من 4 أقراص يتم أخذ قرص واحد كل يوم ، وآخر جرعة يتم تناولها قبل أسبوع من ميعاد السفر .
الحقن : هو لقاح غير نشط ويتم إعطائه كجرعة واحدة قبل أسبوعين من ميعاد السفر .
- واللقاحات ليست فعالة بنسبة 100 % ولذلك يجب توخي الحذر عند تناول الطعام والشراب .
- لا يجب أن يُعطي التطعيم إذا كان الفرد مريضاً أو إذا كان عمره أقل من 6 سنوات ، ويجب علي أي شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة ألا يتناول جرعة حية عن طريق الفم .
- قد يكون للقاح آثار ضارة ، واحد من بين كل 100 شخص سوف تظهر عليه أعراض الحمي ، وبعد تناول اللقاح عن طريق الفم قد تظهر علي الشخص بعض مشاكل في الجهاز الهضمي و الشعور بالغثيان والصداع ومع ذلك فإن الآثار الجانبية الشديدة نادرة مع أي لقاح .
- اللقاحات الحالية ليست فعالة دائماً ، ولأن التيفود أكثر انتشاراً في البلدان الأكثر فقراً ، يجب إجراء المزيد من الأبحاث لإيجاد أفضل طرق لمنع انتشاره .
طرق تجنب الإصابة بعدوي حمي التيفود :
ينتشر التيفود عن طريق الاتصال وابتلاع بالبراز البشري المصاب ، ويُمكن أن يحدث هذا من خلال مصدر مياه مصاب أو عند تناول الطعام .
وهذة بعض القواعد العامة التي يجب اتباعها عند السفر للحد من فرص الإصابة بحمي التيفود :
- شرب المياه المعبأة في زجاجات ويُفضل المياه الغازية .
- إذا لم تتمكن من الحصول علي مياه معبأة في زجاجات تأكد من تسخين الماء علي درجة الغليان لمدة دقيقة واحدة علي الأقل قبل الاستهلاك .
- يجب توخي الحذر من تناول أي شئ أو تعامل مع أي شخص أخر غريب .
- تجنب تناول الطعام في أكشاك الطعام في الشوارع وتناول الأطعمة التي لا تزال ساخنة .
- لا تضيف مكعبات الثلج إلي المشروبات .
- تجنب تناول الفواكه و الخضروات النيئة ، ويجب أن تقشر الفاكهة بنفسك وعدم تناول القشر .