تحليل الكعب للأطفال يتم منذ لحظة ميلاد الطفل . هناك بعض الفحوصات التي يمكنك إجراءها لطفلك المولود. و ذلك للتأكد من صحة طفلك و أنه لا يعاني من بعض الإضطرابات النادرة التي قد تصيبه عند الولادة. حيث يساعد الكشف المبكر عن هذه الإضطرابات على علاجها بسهولة أكبر. و أحد هذه الفحوصات هو تحليل الكعب للأطفال حديثي الولادة أو ما يعرف بإختبار وخز الكعب.
و يمثل هذا التحليل مجموعة من فحوصات الدم و التي يتم إجراؤها للأطفال حديثي الولادة. حيث تهدف إلى إكتشاف إصابتهم بأي حالات مرضية لم تظهر بعد على الأطفال. بعض هذه الأمراض قد تكون وراثية، أو متبطة بالهرمونات أو حتى أمراض الدم. حيث يمكن أن يساعد على علاج بعض هذه الأمراض مبكراً و يمنع الكثير من الضرر الذي قد يصيب الطفل.
كيف يتم إجراء فحص الكعب للأطفال حديثي الولادة ؟
عندما يتم طفلك 5 أيام من العمر، يمكنك الذهاب به للقيام بفحص الكعب، و ذلك عن طريق الممرضة المسؤولة عن ذلك. يتم أخذ عينة صغيرة من دم الطفل عن طريق وخز كعبه و تجميع 4 قطرات من الدم على شريحة زجاجية مخصوصة لإجراء الإختبارات عليها. يمكنك مساعدة طفلك عن طريق إحتضانه و إطعامه جيداً و التأكد من أنه يشعر بالدفء و الراحة. لا داعي للقلق، فهذا الإختبار ليس له أي مخاطر على الطفل.
لماذا يتم إجراء إختبار الكعب للأطفال حديثي الولادة ؟
يفحص إختبار الكعب للطفل بعض الحالات النادرة و الخطيرة التي قد تصيب الطفل حديث الولادة. و تشمل هذه الحالات ما يلي :
1- مرض أنيميا الخلايا المنجلية
تشير العديد من الدراسات إلى أن حوالي 270 طفل يولدون بمرض أنيميا الخلايا المنجلية ” فقر الدم المنجلي ” في المملكة المتحدة كل عام. يعد هذا المرض مرض دم وراثي خطير. و يؤثر مرض فقر الدم المنجلي على الهيموجلوبين، و هو البروتين الغني بالحديد في خلايا الدم الحمراء و الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة إلى رعاية خاصة طوال حياتهم، حيث قد يعانون من نوبات من الألم الشديد أو قد يتعرضون لعدوى خطيرة تهدد حياتهم، حيث يعاني الأشخاص المصابين بأنيميا الخلايا المنجلية من نقص الأكسجين في الدم و الذي قد يسبب الضرر لخلايا الجسم بشكل عام.
لذلك فإن إختبار وخز الكعب يساعد الأطفال المصابية بأنيميا الخلايا المنجلية على تلقي العلاج المبكر. و ذلك لمساعدتهم على عيش حياة أكثر صحة، دون التعرض للكثير من الإنتكاسات خلال حياته.
2- التليف الكيسي
يعاني طفل واحد من كل 2500 مولود جديد من التليف الكيسي، و هي حالة وراثية تؤثر على الهضم و الرئتين. و قد لا يكتسب الأطفال الذين يعانون من التليف الكيسي الوزن المناسب لهم، كما أنهم قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالإلتهابات الصدرية.
يمكن علاج الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة مبكراً عن طريق إتباع نظام غذائي عالي الطاقة. بالإضافة إلى بعض الأدوية و العلاج الطبيعي. على الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من التليف الكيسي قد يتعرضون لإنتكاسات مرضية كثيرة، فإن الكشف المبكر عن الحالة و العلاج قد يساعدهم على العيش حياة أطول و أكثر صحة.
3- قصور الغدة الدرقية الخلقي
تؤكد الدراسات أن طفل واحد من كل 2000 – 3000 طفل يولد بقصور خلقي في الغدة الدرقية. حيث لا يمتلك هؤلاء الأطفال المصابون بقصور الغدة الدرقية الخلقي ما يكفي من هرمون الثيروكسين. و بدون وجود كمية كافية من هرمون الثيروكسين، فإن الطفل لا ينمو بشكل صحيح، كما أنه قد يواجه العديد من الصعوبات في التعلم.
يمكن علاج الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة مبكراً بإستخدام علاجات الغدة الدرقية، و التي تسمح لهم بالتطور و النمو بشكل طبيعي.
4- أمراض التمثيل الغذائي
إذا كان أحد الأبوين يعاني مرض التمثيل الغذائي، أو إذا كان لدى أحدهما تاريخ عائلي لمرض التمثيل الغذائي، فمن الأفضل أن تخبر الطبيب المتابع لطفلك. حيث قد ينصح الطبيب بفحص الطفل للبحث عن أمراض التمثيل الغذائي الوراثية الأخرى مثل :
- مرض بيلة الفينيل كيتون.
- نقص نازعة هيدروجين أسيل – كو أ متوسط السلسلة ” MCADD ” .
- مرض بول شراب القيقب ” MSUD “.
- حموضة الدم.
- حموضة البول من النوع الأول .
- بيلة هوموسيستينية ( عدم إستجابة البيريدوكسين).
بدون علاج، يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بأمراض التمثيل الغذائي الوراثية من بعض الحالات المفاجئة و الخطيرة، و التي قد تؤثر بالسلب على صحة الطفل و تسبب مشاكل خطيرة في النمو. لذلك فالإكتشاف المبكر لهذه الحالات يساعد على علاجها بشكل فعال.
ماذا تعني نتائج إختبار وخز الكعب ؟
سيكون لدى معظم الأطفال نتائج فحص طبيعية، مما يعني أنه من غير المحتمل أن يكون لديهم أي من هذه الحالات المرضية التي يتم الكشف عنها. و بالرغم من ذلك، سيظهر عدد قليل من الأطفال نتائج إيجابية لهذا الفحص، و هذا يعني أنهم يعانون من أحد هذه الحالات المرضية. بالتالي يتم توجيههم إلى طبيب مختص لإجراء المزيد من الفحوصات و الإختبارات.
إختبار وخز الكعب للطفل حديث الولادة ليس إلزامياً. لكن يوصى به للتأكد من خلو طفلك من أحد الأمراض الوراثية، أو لتأكيد إصابته بأحدها. يمكنك إجراء فحص الخلايا المنجلية، أو التليف الكيسي أو قصور الغدة الدرقية بشكل منفرد حتى يبلغ طفلك 12 شهراً من العمر. لكن من الأفضل القيام بها جميعاً مبكراً للإطمئنان على صحة طفلك.