أضرار التفكير الزائد ماهي على حياتك كلها ؟ لقد سهر كل واحد منا لوقت متأخر للتفكير في مواقف كان من الممكن أن يسير بشكل مختلف على مدار اليوم أو لحظات حصلت بالسنوات السابقة. إنه سلوك طبيعي، لكن متى يصبح أكثر من اللازم؟ إذا تركت الأمر يحدث دون حاجز، فقد ينتهي بك الأمر في دوامة من التفكير السلبي لفترة طويلة. ويمكن أن يكون هذا ضارًا جدًا بصحتك العقلية والجسدية والعاطفية. لذلك سوف نتعرف في هذه المقالة على أضرار التفكير الزائد على الصحة والعقل.
أضرار التفكير الزائد على الصحة والعقل:
1.يقلل العمر الافتراضي:
أجرت كلية الطب بجامعة هارفارد دراسة على أدمغة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 70 عامًا مقابل الأشخاص الذين تعدوا 100 عام، ووجدوا أن أولئك الذين ماتوا في سن أصغر لديهم مستويات أقل بكثير من البروتين الذي يهدئ نشاط الدماغ. حيث يتسبب التفكير الزائد في نشاط الدماغ الزائد، مما يؤدي إلى استنفاد البروتين. علاوة على ذلك لا نقول أن التفكير الزائد سيجعلك تموت تلقائيًا في سن الثلاثين ولكن إرهاق الدماغ يمكن أن يكون له آثار غير مرغوبة تحدث مع التقدم في الوقت.
2. إضطراب في النوم:
في وقت متأخر من الليل، ليس عليك أن تقلق بشأن الأحداث القادمة أو تبالغ في تحليل جوانب حياتك. حيث تأخذ الأفكار القلقة جسمك من حالة الراحة إلى حالة اليقظة والاستيقاظ. نتيجة لذلك فإن هذا يؤدي إلى التقلب أثناء محاولة النوم فقط للحصول على نوم مضطرب. وإذا كنت لا تنام جيدًا، فلديك طاقة أقل مما يتسبب في الإصابة بالحرمان من النوم والإرهاق.
قد تعتقد أن النوم هو الحل للهروب من التفكير الزائد، لكن النوم لاحقًا قد لا يساعد، لأن الإفراط في التفكير يضعف جودة نومك أيضًا. وتكون أقل عرضة للدخول في سبات عميق بعد أن تفكر في نفس الشيء مرارًا وتكرارًا.
3. يؤثر على التوازن الكيميائي لجسمك:
التفكير الزائد والبناء على الأفكار السلبية الافتراضية يجعل عقلك أقل قدرة على التمييز بين الإجهاد الافتراضي والتوتر الذي يجب التصرف بناءً عليه. نتيجة لذلك يؤدي هذا الى عدم التوازن الكيميائي مما يؤدي الى إتلاف هياكل الدماغ التي تنظم العواطف والذاكرة والمشاعر. وقد يبدو تلف الدماغ مخيفًا، لكن لا داعي للذعر من التفكير الزائد حيث انه لا يتسبب في تلف عقلك بشكل لا يمكن إصلاحه، ولكن كل ما تفعله وتفكر فيه يؤثر على جسمك.
4. تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية:
وجدت دراسة نشرت في مجلة علم النفس أن التفكير الزائد في أخطائك ومشاكلك يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحة وعقلية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الشخصية الحدية. كذلك الإفراط في التحليل يضر بصحتك العقلية، مما يؤدي بعد ذلك إلى زيادة التفكير في حلقة مفرغة أخرى.
5. تقلب شهيتك:
قد لا تشعر بالرغبة في تناول الطعام على الإطلاق، أو على العكس قد تشعر بالرغبة في تناول الطعام بشكل مفرط بشكل أكثر من المعتاد. فقد يساعد التوتر أو القلق على تناول الأطعمة التي تعمل على تهدئة أو تشتيت انتباهك عن التفكير الزائد، ولكنها في النهاية ليست طريقة صحية للتعامل مع الإفراط في التفكير. وغالبًا ما يكون تناول الأطعمة المريحة بكميات كبيرة ضارة بالجسم، والتي بدورها تضر بجميع جوانب صحتك.
6. قلة الإبداع:
أجرى أطباء الأعصاب في جامعة ستانفورد دراسة حيث قاموا بتوصيل أجهزة تصوير الدماغ بالمشاركين الذين طُلب منهم بعد ذلك رسم سلسلة من الصور تتراوح من الصور السهلة إلى الصعبة. حيث يصعب رسم الصور الصعبة، لذلك من الطبيعي أنها تتطلب مزيدًا من التفكير. نتيجة لذلك فقد وجد الباحثون أن رسومات الصور الأكثر صعوبة كانت أقل إبداعًا والعكس صحيح مع الصور الأسهل للرسم كونها أكثر إبداعًا. خلافًا للاعتقاد السائد بأن التفكير الزائد يمكن أن يساعدك في إنشاء حلول جديدة، لكن الإفراط في التفكير قد يعيق إبداعك.
7. يؤثر على مهاراتك الاجتماعية:
عندما نقضي المزيد من الوقت في التكهن بشكل سلبي بما يعتقده الآخرون عنا، فإنه غالبًا ما يخلق الخوف وتجنب المواقف الاجتماعية. تخيل كل الأوقات التي اعتقدت فيها أن شخصًا ما يكرهك، نتيجة لذلك لا تتحدث معه أبدًا. قد تفوتك الكثير من الفرص الاجتماعية والأصدقاء بافتراض طريقة تفكير الناس عنك. في أغلب الأحيان الإفراط في التفكير هو ما يجعلك تتصرف بهذه الطريقة وليس الشخص نفسه.
8. يتعارض مع حل المشكلات:
تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يفرطون في التفكير يعتقدون أنهم يساعدون أنفسهم من خلال إعادة صياغة مشاكلهم في رؤوسهم. لكن الدراسات تظهر أن الشلل التحليلي حقيقي.
حيث ان الإفراط في تحليل كل شيء يتعارض مع حل المشكلات. نتيجة لذلك سيؤدي ذلك إلى الإسهاب في الحديث عن المشكلة بدلاً من البحث عن حلول.
حتى القرارات البسيطة، مثل اختيار ما ترتديه للمقابلة أو تحديد المكان الذي ستذهب إليه في الإجازة، يمكن أن تشعر وكأنه قرار حياة أو موت عندما تكون مفرطًا في التفكير. ومن المفارقات أن كل هذا التفكير لن يساعدك على اتخاذ خيار أفضل.
أضرار أخرى قد تحدث لك بسبب التفكير الزائد:
1. يجعلك تشعر بجنون العظمة عندما تعتقد أن شيئًا خاطئًا على وشك الحدوث دائمًا.
2. يجعل من الصعب على الناس الاستمتاع بالتحدث معك بينما تدفعهم بعيدًا لأنك تأخذ الأمور على نحو شخصي للغاية.
3. يناقض إيمانك لأن الإيمان يتطلب ثقة قوية بالله.
4. يجعلك بلا نوم، لان عقلك المرهق سيجعلك لا تهدأ.
5. تضخيم المشاكل البسيطة مما يجعل من الصعب إيجاد الحلول.
6. يمنعك من المخاطرة التي تحتاجها لتتقدم في حياتك، حيث انك سوف تكون حذرا جدا.
7. يمنعك من الاستمتاع بالجنس لأن المتعة الجنسية تتطلب عقلاً مسترخياً.
8. يفسد علاقتك بأطفالك لأنك ستكون أكثر تركيزا، وتحليلا ومبالغة في رد الفعل.
9. ستفترض أشياء سيئة عنك وأنك لست جيدًا بما فيه الكفاية وأن الناس لا يحبونك.
10. سيجعل شريكك / زوجتك غير مرتاح لأنك ستعاني من التملك وتخاف باستمرار أنك على وشك أن تفقده.
11. يجعل الناس يتجنبوك، إذا كنت عزباء فسوف يدفع الخاطبين المحتملين بعيدًا عنك لأنهم سيشعرون بحساسيتك الزائدة.
12. يمنعك من بدء العمل أو المشروع الذي كان يجب أن تبدأه منذ سنوات لأن الإفراط في التفكير يجعلك تعتقد أنك ستفشل حتى قبل أن تبدأ.
13. يجعلك تهمل في الصلاة وتصبح أكثر قلقا.
14. يجعلك مليئا بالخوف من المستقبل.
15. يجعلك غاضبًا وسريع الانفعال لأنك تعتقد دائمًا أن الناس يحاولون التغلب عليك.
16. يجعل عقلك في عمل مستمر لأنت تصنع أعداء في عقلك بناء على افتراضات وهمية.
17. يجعلك مهووس بالسيطرة لأن التفكير الزائد يخيفك أنك تفقد السيطرة على من حولك.
18. يقودك إلى الاكتئاب أو حتى الانتحار حيث تتوقف عن الاستماع إلى العقل وتبدأ في سماع أصواتك السلبية واليائسة والمظلمة.
إذا كنت تفكر بشكل زائد، فأنت لست وحدك. وجدت دراسة من جامعة ميشيغان أن 73٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و 35 عامًا و 52٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 45 و 55 عامًا يفرطون في التفكير. وهو سبب بشري شائع، لكن من السهل أن تضيع في الأفكار السلبية والافتراضات. نتيجة لذلك عليك التغلب على هذا الأمر وعلاج التفكير الزائد حتى لا تزيد المشاكل المترتبه عليه.
كيف تعرف أنك تفرط في التفكير؟
أول شيء يجب إدراكه بشأن الإفراط في التفكير هو أنه يمكن أن يكون مفيد بشكل كبير مثل في حل المشكلات. لكن التفكير الزائد وحل المشكلات مختلفان بالتأكيد.
يقول الدكتور فاولر “حل المشكلات هو عندما تطرح أسئلة بقصد إيجاد إجابة و / أو تفعيل حل”. “الإفراط في التفكير من ناحية أخرى هو عندما تفكر في الاحتمالات والمزالق دون أي نية حقيقية لحل المشكلة. في الواقع قد لا توجد مشكلة أو مشكلة محتملة أساسا”
يمكن أن تشعر أن التفكير الزائد أحيانًا بأنه انعكاس للذات. لكن الاثنان مختلفان.
“التأمل الذاتي هو عملية فضوليّة داخليًا متجذرة في هدف أسمى – سواء كان ذلك للنمو كشخص أو اكتساب منظور جديد. لكن إذا كنت مهووسًا بشيء لا تحبه في نفسك ولا يمكنك تغييره أو ليس لديك أي نية للتحسين، إنه ليس انعكاسًا ذاتيًا بل إنه تفكير زائد ” وهذا ما يوضح الدكتور فاولر.
تشمل العلامات التي تدل على أنك تفكر كثيرًا:
- الخوض في الأحداث أو المواقف الماضية
- قرارات التخمين الثانية التي اتخذتها
- رد أخطائك في عقلك
- إعادة صياغة المحادثات الصعبة أو غير المريحة
- التركيز على الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها أو تغييرها أو تحسينها
- تخيل السيناريو الأسوأ أو النتيجة الاسوء في كل الأمور
- متابعة مخاوفك من اللحظة الحالية إلى ماضٍ لا يتغير أو مستقبل غير متوقع
- “تشغيل قائمة أفكارك” أثناء محاولة النوم
- التساؤل ولكن عدم اتخاذ قرار أو اتخاذ إجراء
كيف يؤثر التفكير الزائد عليك؟
على الرغم من أنه قد يبدو أن التفكير الزائد هو مجرد شيء يحدث في رأسك ، إلا أنه أكثر من ذلك. يوضح الدكتور فاولر “يمكن أن يؤثر التفكير الزائد على كيفية تجربتك والتفاعل مع العالم من حولك – مما يمنعك من اتخاذ قرارات مهمة، ويمنعك من الاستمتاع باللحظة الحالية، ويستنزف الطاقة التي تحتاجها للتعامل مع الضغوطات اليومية”.
بالإضافة إلى ذلك، سواء كنت تركز على الماضي أو تهتم بالمستقبل، فإن أنماط التفكير الأكثر تدميراً من الأفكار البناءة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك العقلية والجسدية.
يحذر الدكتور فاولر من أن “الدراسات تشير إلى أن اجترار الأحداث المسببة للتوتر يمكن أن تؤدي بمرور الوقت إلى القلق والاكتئاب”. “من وجهة نظر الصحة العقلية، يمكن أن يؤثر القلق على قدرتك على التعامل مع الضغوطات اليومية، ويؤدي الاكتئاب إلى الحزن والوحدة والشعور بالفراغ.”
يصاحب القلق والاكتئاب أعراض جسدية أيضًا، بما في ذلك:
- الإعياء
- الصداع
- الغثيان
- الصعوبة في التركيز
- مشاكل في النوم
- تغيرات في الشهية
يحذر الأطباء من أن اضطراب القلق العام مرتبط بارتفاع ضغط الدم وضعف صحة القلب والأوعية الدموية، في حين أن الاكتئاب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والانتحار.
ماذا تفعل عندما يضرب التفكير الزائد دماغك:
في المرة التالية التي تجد فيها نفسك تفكر كثيرا في قراراتك أو تتخيل أسوأ سيناريوهات، فعليك مقاومة الإفراط في التفكير باستخدام هذه النصائح:
1.لا تقلق من الأشياء الصغيرة:
أنت تعرف هذا بالفعل، ولكن يجب أن يقال من بين آلاف القرارات التي تتخذها كل يوم، فإن الغالبية لا تستحق ببساطة استنزاف قوة عقلك.
لتحديد القرارات التي تتطلب تحليلًا دقيقًا، ضع في اعتبارك أولوياتك واعرف ما هو المهم حقًا بالنسبة لك. ويمكن أن يساعدك هذا في تحديد الوقت المناسب للتفكير العميق في امر ما ومتى لا يتطلب القرار حقًا كل هذا التفكير أو التدقيق أو الشك.
2.اجمع بين التفكير النقدي والغريزة:
عندما يكون القرار الذي تتخذه قرارًا كبيرًا، فمن الأسهل الوقوع في حلقة الاحتمالات. نتيجة لذلك اطرح أسئلتك وأجرِ بحثك واجمع الحقائق، لكن لا تخف من الوثوق بحدسك لمساعدتك في اتخاذ القرار النهائي. وذكّر نفسك بأن حل المشكلات المنطقية ليس دائمًا علاجًا للجميع.
3.حدد موعدًا للتفكير أو خذ استراحة لبعض الوقت:
كلما وجدت نفسك تقوم بالتفكير في قرار ما، زادت احتمالية أن تبالغ في تحليله.
لذلك عندما يحين وقت حل مشكلة ما، حدد موعدًا نهائيًا لاتخاذ قرارك النهائي. حيث ستتطلب القرارات الكبيرة مزيدًا من الوقت، لذلك ضع في اعتبارك أخذ فترات راحة لإلهاء نفسك، حتى تكون جاهز لاتخاذ القرار النهائي.