شهد العالم في العقود الأخيرة تطورًا لافتًا في مجالات الاتصالات وخدمات شبكة الإنترنت، الأمر الذي مهد لاحقًا للتسويق الإلكتروني كي يشغل أهمية كبرى وأداة تسويقية أساسية لعرض السلع والخدمات، وزيادة المبيعات في المؤسسات الكبرى والشركات الناشئة على حد سواء.
تنبع أهمية التسويق الإلكتروني في قدرته الفريدة على تحقيق الانتشار المطلوب دون تكلفة كبيرة، وهو أمر يعني الكثير للشركات الناشئة أو تلك التي تخصص ميزانيات محدودة للتسويق. فالوصول إلى العملاء أصبح أسهل بشكل نسبي، وهو ما يضمن تحقيق طفرة في نمو منظومة العمل بشرط ضمان جودة ما يتم التسويق له عبر الشبكات، والاهتمام بما يعرف باسم “خدمة ما بعد البيع”.
سنتناول في هذا المقال:
- أنواع التسويق الإلكتروني.
- دور خدمات الاستشارات التسويقية في نجاح الحملات التسويقية.
- الإعلانات والتسويق على الجوال.
- أهمية تحليلات المواقع في إدارة حملة تسويقية ناجحة.
- أهمية خدمات السيو في إدارة حملة تسويقية ناجحة.
أنواع التسويق الإلكتروني:
هناك حقيقة مهمة في عالم الاقتصاد والأعمال، والتي تؤكد على أن حملة التسويق الناجحة لابد أن تسهم بشكل مباشر في زيادة المبيعات وعقد الصفقات. ومن هذا المنطلق، تتعاظم أهمية التسويق الإلكتروني حينما تتحقق هذه النظرية، بل وتضمن وجود عملاء ومتابعين شغوفين بالاطلاع على كل ما يُبث إلكترونيًا، بل ويتفاعلون معه من منطلق الولاء والرغبة الحثيثة في الحصول على السلعة أو الخدمة المقدمة.
يؤمن خبراء الاقتصاد ورواد الأعمال بأهمية التسويق الإلكتروني، وهو ما ترتب عليه تعدد الآليات والأدوات التسويقية التي يمكن استخدامها، وهي ميزة فريدة أدت إلى زوال الفوارق بين الشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى في هذا المضمار، إذ أصبح لكليهما القدرة على الوصول إلى العميل المستهدف. بصورة عامة يمكننا إيجاز أبرز أنواع التسويق الإلكتروني فيما يلي:
يعد التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي أحد أكثر أنواع التسويق الرقمي فعالية وانتشارًا، ويعزى سبب ذلك إلى إقبال كافة العملاء المستهدفين بمختلف أعمارهم وطبقاتهم وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما مواقع فيس بوك وتويتر وانستجرام. كذلك فقد برز مؤخرًا التسويق عبر تطبيق التيك توك، والذي اجتذب شريحة كبرى من العملاء المحتملين، ولا سيما في أوساط الشباب والمراهقين.
تتركز هذه الاستراتيجية من التسويق على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم محتوى يجذب العملاء المحتملين، والذين يشاركون بدورهم هذا المحتوى مع أصدقائهم الذين يبدون تفاعلاً ينتج عنه شراء ما يٌروج له من سلع أو خدمات، أو أنهم يقومون بمشاركة هذا المحتوى مع الغير على أقل تقدير. باختصار، هذا النوع من التسويق الإلكتروني يساعد على نحو فعال في توسيع قاعدة العملاء، بشرط الاستهداف الصحيح للعملاء وتقديم محتوى جذاب يدفعهم للتفاعل الإيجابي.
حيث يتم شراء أو استئجار لوحات إعلانية بمواقع إلكترونية ذات إقبال عالي من الزوار، مع الحرص على أن تتمتع هذه المواقع بالموثوقية العالية وأن يتم اختيار موقع هذه اللوحات الإعلانية في أماكن ظاهرة للزوار. كذلك ينبغي أن يكون المحتوى المكتوب في هذه اللوحات الإعلانية واضح ومباشر ومفهوم للعامة.
ويعيب هذه الطريقة بالرغم من فعاليتها أنها قد تحتاج إلى ميزانية كبيرة قد لا تتوفر لدى البعض، ولا سيما الشركات الناشئة ذات الميزانية التسويقية المحدودة. وهنا تبرز بدائل أخرى ذات تكلفة أقل وتتمتع بالفاعلية التسويقية الجيدة وسهولة وصولها إلى العملاء المستهدفين، كما في الإعلانات المدفوعة بمواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات جوجل، إعلانات يوتيوب… إلخ.
ونؤكد من خلال هذه الجزئية على أهمية الإعلانات باعتبارها أداة تسويقية مهمة للشركات، إلا أنها ليست سوى جزء من الاستراتيجية التسويقية، والتي من المفترض أن تمتد لتشمل أدوات وقنوات تسويقية أخرى تتيح الوصول إلى أكبر قاعدة من العملاء المحتملين.
وذلك في صورة نشرات دورية تُرسل إلى العملاء عبر البريد الإلكتروني. على الرغم من عدم إدراك البعض لمدى أهمية هذا النوع من وسائل التسويق الإلكتروني، أو اعتقادهم بأن هذه الطريقة باتت طريقة قديمة لا تجدي نفعًا، إلا أن الدراسات الميدانية التي أجريت في هذا الشأن تؤكد على أن التسويق عبر رسائل البريد الإلكتروني لا يزال أحد أهم الأدوات التسويقية التي تسهم بشكل فعال في ترسيخ هوية المنتج، والتأكيد على ولاء العملاء له.
حيث يعتمد التسويق بالعمولة على تبادل المنفعة من خلال استخدام أفراد أو مؤسسات لديهم قنوات تسويقية يمكن من خلالها الترويج للمنتج مقابل عمولة محددة سلفا. ونظرًا للأهمية والفعالية المدهشة التي تحظى بها استراتيجية التسويق بالعمولة، لذا فقد سعت العديد من الشركات والكيانات الكبرى للاستفادة بهذا من خلال إنشاء برامج تسويق بالعمولة خاصة بها، ولعل أبرز هذه الشركات عالميًا مثل شركة أمازون، ووورد بريس، وعربيًا مثل: موقع خمسات، وغيرها من الشركات الأخرى.
يعتمد التسويق بالمحتوى على كتابة محتوى جيد ومؤثر للعملاء المحتملين عبر المواقع والمدونات، مع مراعاة أن يحمل قيمة أو مغزى ذو صلة بالشرائح المستهدفة من العملاء. ينبغي أن يغطي المحتوى المكتوب كافة الجوانب المتعلقة بالمجال المراد التسويق له، مع تسليط الضوء على فوائده ومميزاته، وحجم النفع الذي يقدمه للعملاء والمنتفعين.
يلقى التسويق بالمحتوى إقبالًا كبيرًا من الشركات والكيانات الاقتصادية، باعتباره أحد أكثر وسائل التسويق فعالية التي تسلط الضوء بشكل واضح على القيمة المضافة التي يمكن تقديمها للعميل. ولعل أبرز مثال يمكن تقديمه في هذا الشأن عربيًا هو شركة “حسوب” والتي تلعب دورًا حيويًا في إثراء المحتوى العربي بالعديد من المدونات والمواقع التابعة لها مثل: (أكاديمية حسوب، مدونة خمسات، مدونة مستقل).
يستخدم التسويق بالمحتوى عادة مع أحد الوسائل الأخرى (رسائل البريد الإلكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي)، وتنبع أهميته الفعلية في أنه يعزز من معرفة العملاء بالعلامة التجارية وتعلقهم بها، وهو ما يصب بشكل مباشر في زيادة المبيعات والأرباح.
حيث يتم التعاقد مع أفراد يمتلكون عدد كبير من المعجبين أو المتابعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك مقابل الترويج للمنتج. تنبع أهمية هذا النوع من التسويق في قدرته الفعالة على رفع حجم المبيعات بشكل كبير خلال وقت وجيز. فمع تقديم منتج يحمل مواصفات جيدة، واختيار شخص أو عدة أشخاص مؤثرين يتابعهم الآلاف وربما الملايين، فإن ذلك بمثابة فرصة ذهبية للوصول إلى قاعدة كبيرة من العملاء المتحمسين، بل ويمكن لهؤلاء العملاء التحول إلى مسوقين دون مقابل أو عمولة، حيث يعمدون إلى فعل ذلك من منطلق إعجابهم بالمنتج بعد تجربته أو ولاءً للمؤثر الذين يتابعونه أو كليهما، فيحدث حينها ما يُعرف بـ “االتسويق الشفهي”.
يهدف التسويق عبر محركات البحث إلى استخدام الإعلانات المدفوعة لتسويق المحتوى الرقمي وجعله أكثر ظهورًا في نتائج البحث، حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على استهداف الشركات للكلمات ذات الصلة بالمنتجات أو الخدمات التي يقدموها. وتتميز هذه الطريقة بأنها أكثر انتقائية من أي وسيلة أخرى، حيث أن المحتوى الإعلاني لا يظهر عادة إلا للشريحة المستهدفة فعليا، وهو ما يعزز من مؤشرات البيع بشكل ملحوظ.
يعد موقع اليوتيوب أحد أكثر المواقع زيارة عبر شبكة الإنترنت، مما يجعل منه أداة تسويقية قوية لا ينبغي تجاهلها. لعل أبسط استراتيجية تسويقية في هذا الشأن هي إنشاء فيديوهات لتسويق منتج ما أو خدمة ما (يشبه إلى حد كبير التسويق بالمحتوى)، مع الترويج للعلامة التجارية بشكل بصري، من خلال وضع اللوجو أو شعار خاص بالمنتج أو الشركة في الفيديو الترويجي.
كذلك يمكن استخدام موقع اليوتيوب نفسه كأداة تسويقية من خلال إنشاء حملة إعلانية مدفوعة، وهي استراتيجية أكثر فعالية من طريقة إنشاء المحتوى ثم الترويج له على قناة خاصة. ولتعزيز الاستفادة من استخدام اليوتيوب في التسويق الإلكتروني، ينصح بالاستعانة بتحليلات يوتيوب YouTube Analytics
دور خدمات الاستشارات التسويقية في نجاح الحملات التسويقية
لإدارة حملة تسويقية ناجحة لا بد من الاستعانة بالخبراء والمتخصصين، وهو ما يستلزم الاستعانة بخدمات استشارات تسويقية يمكنها تقديم تحليل شامل للسوق، ومساعدة العملاء على تحسين أرقام المبيعات، وإرشادهم إلى أحدث وأفضل أدوات التسويق التي تضمن لهم استمرارية تدفق عمليات البيع وتعزيز حالة الطلب على المنتج.
نظرا لأهمية التسويق الإلكتروني في الوقت الحالي، حيث أصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أي منظومة عمل، ينبغي الاستعانة بخبراء الاستشارات التسويقية ذوي الخبرة في مجال التسويق الرقمي، حيث يقوم مستشار التسويق بدراسة نموذج الأعمال الخاص بالشركة، ثم مطابقته بإمكانيات ومعطيات السوق الحالية، وذلك للخروج بأفضل استراتيجية تسويقية تعمل على زيادة المبيعات وتعزز من ثقة العميل وولاءه للمنتج.
بشكل عام، يمكننا إيجاز دور مؤسسات وخدمات الاستشارات التسويقية في هذا الشأن فيما يلي:
- تقييم الأدوات المستخدمة في عملية التسويق الإلكتروني (وسائل التواصل، إعلانات المواقع… إلخ) وتحسين قدرتها على الاستهداف.
- إيجاد طرق جديدة لتعزيز حالة التفاعل مع العملاء الفعليين، والعمل على اجتذاب عملاء جدد.
- تعزيز الهوية البصرية للشركة، وتحسين العلامة التجارية وسمعتها بين العملاء.
- إنشاء حملات تسويقية جديدة، ورصد تفاعل الجمهور المستهدف، وتحديد مدى جدواها.
- مراقبة السوق، وتحديد آليات العرض والطلب، وموقع الشركة منها.
الإعلانات والتسويق عبر الجوال
أدى تطور أجهزة الجوال خلال السنوات الأخيرة إلى تغيير طريقة تفاعل الناس مع شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الولوج إلى الإنترنت من خلال الهواتف الذكية أسهل مما ذي قبل، وهو ما استدعى الترويج للعلامات التجارية والمنتجات من خلال استهداف مستخدمي الجوالات، مما أدي إلى ظهور تطبيقات الهواتف وحرص المواقع والشبكات الاجتماعية على ضبط إعداداتها بحيث تتوافق مع الجوالات، علاوة على ظهور إمكانية الإعلان عبر تطبيقات الجوال حتى في حال لم يكن لديك تطبيقًا خاصًا بعلامتك التجارية، وذلك من خلال الإعلانات المدفوعة عبر تطبيقات الجوال.
أصبحت الإعلانات والتسويق عبر الجوال جزءًا غاية في الأهمية لكل من يدرك أهمية التسويق الإلكتروني، حيث زاد اعتماد الشركات عليها للوصول إلى العملاء المستهدفين، وذلك من خلال وضع استراتيجيات تسويقية فعالة وتقديم محتوى متجاوب مع أجهزة الهاتف الذكية أو إنشاء تطبيقات مساعدة وتعزيز تجربة المستخدم بما يذلل أي صعوبات قد تحول دون وصول المنتج أو الخدمة للشريحة المستهدفة من العملاء. كذلك فقد اهتمت الشركات بإنشاء تطبيق خاص بها وبعلامتها التجارية، لعرض منتجاتها وخدماتها والتسويق لهم، مما يسهل من الوصول إلى قاعدة عريضة من العملاء المحتملين.
وخلاصة القول في هذا الشأن، أن أي عملية تسويقية ناجحة لا بد أن تضع في الحسبان شريحة عريضة من العملاء المحتملين الذين يفضلون الاطلاع على المنتج وشرائه من خلال هاتفهم النقال، لذا ينبغي على الشركات أن تضع هذا الأمر في الحسبان عند التخطيط لأي حملة تسويقية لمنتج معين.
أهمية تحليلات المواقع في إدارة حملة تسويقية ناجحة
لا شك أن المؤشر الحقيقي لنجاح الحملة التسويقية الرقمية هو زيادة المبيعات، إلا أنه هناك عدد من المؤشرات الأولية التي ينبغي وضعها في الحسبان أثناء عملية التقييم. هناك عدد من الأدوات التحليلية الرقمية التي يمكن استخدامها للحصول على معلومات تلقي الضوء على مدى نجاح الحملة التسويقية، كما يمكن استخدامها لرصد أي قصور والعمل على تحسين الحملة التسويقية.
على سبيل المثال، يمكن من خلال تلك الأدوات التحليلية الرقمية؛ مثل: (Google analytics و Hootsuite) معرفة عدد الأشخاص الذين تفاعلوا مع الإعلان، أو عدد الأشخاص الذين زاروا الموقع نفسه والحصول على بيانات أخرى عديدة . كذلك يمكن استخدام أكثر من وسيلة أو صيغة إعلانية، واستخدام تلك الأدوات التحليلية لإيجاد أفضل مزيج تسويقي يحقق الأهداف المرجوة.
لا خلاف على أهمية التسويق الإلكتروني، لكن لتحقيق تلك الفوائد، ينبغي الاهتمام بتحليلات المواقع، ودراسة البيانات التي تساعد بشكل كبير في فهم سلوكيات العميل وحجم المنافسة وطبيعة المنافسين، وهي كلها أدوات تسويقية هامة تهدف في المقام الأول إلى زيادة حجم المبيعات.
أهمية خدمات السيو في إدارة حملة تسويقية ناجحة
من المعروف أن أي محتوى تسويقي رقمي نهدف من خلاله إلى الوصول إلى أكبر قدر ممكن من العملاء المحتملين، وذلك لجذب انتباههم وتعريفهم بالمنتج ومدى جودته، بما يساعدهم على اتخاذ قرار الشراء.
وهنا يتجلى دور خدمات السيو التي لا تقل في الأهمية التسويقية عن الأدوات التحليلية التي ذكرناها في الفقرة السابقة. تهدف خدمات السيو في المقام الأول إلى تهيئة محركات البحث مثل: (جوجل وياهو) لجعل المحتوى التسويقي في النتائج الأولى من عملية البحث، مما يزيد من وصول المستخدمين والعملاء المحتملين إليه.
هناك عدد من المعايير التي يمكن الاستناد عليها لتعزيز سيو المحتوى التسويقي، لعل أبرزها هو حصرية المحتوى التسويقي وخلوه من الأخطاء، والحرص على استهداف كلمات مفتاحية قوية ذات صلة بالموضوع. كذلك فإن تنظيم المحتوى في قالب صديق للسيو هو أمر ضروري ومطلوب.
ونظرًا للأهمية التي يحظى بها التسويق الإلكتروني في الوقت الحالي، أصبح بالإمكان لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الاعتماد على خبراء التسويق المحترفين في بناء استراتيجيات تسويقية قوية وحملات تسويق ناجحة تؤتي ثمارها. كذلك يمكن الاستفادة من خدمات التسويق الإلكترونية المقدمة عبر منصات الخدمات المصغرة والعمل الحر المختلفة، مثل منصات خمسات ومستقل وغيرها من المنصات الأخرى.