تحليل الدهون الثلاثية يستخدم للتأكد من صحة وسلامة الجسم، كما أنه يطلب بشكل دوري مع الأشخاص الذين لديهم مشاكل في القلب، حيث أن ارتفاع معدل الدهون الثلاثية في الجسم وارتفاع الكوليسترول الضار، هما من مؤشرات عوامل الخطر حيث أنها تعني أن المريض معرض لعدة أمراض تأتي في مقدمتها وخطورتها السكتات الدماغية وتصلب الشرايين، لهذا يجب الحرص على متابعة الدهون الثلاثية من خلال التحليل الدوري.
ما هو الدهون الثلاثية
يحتوي الجسم على العديد من أجسام الدهون والتي تعد الدهون الثلاثية Triglycerides واحدة منهم، حيث يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة، لإتمام عمليات الأيض وهي:
- تتكون من ثلاثة جزيئات دهون أو ثلاث أحماض دهنية، وجزيء واحد جليسرول.
- تسمى أيضاً ثلاثي الغليسيريد.
- تعد هي أكثر أنواع الدهون انتشاراً في الدم.
- يحصل الجسم عليها من أنواع الغذاء، وتعد الزيوت النباتية غنية من الدهون الثلاثية حيث أنها المكون الرئيسي لها.
- يعمل الجسم على تصنيع الدهون الثلاثية داخله بواسطة الكبد، وُتخزين في خلايا الكبد أو الخلايا الدهنية، حيث إنه يقوم بتحويل السعرات حرارية زائدة عن الحاجة إلى دهون ثلاثية حتى يستخدمها كمصدر للطاقة فيما بعد.
- تتحرك الدهون الثلاثية داخل الدم وتنتقل إلى الخلايا وهي مصحوبة بنوعين من البروتينات الدهنية:
- البروتين الدهني منخفض الكثافة جداً وهو المسؤول عن حمل جزيئات الدهون الثلاثية التي تم تصنيعها داخل الكبد.
- بروتين الكيلوميكرون، وهو الذي ينقلها إلى الأنسجة حتى يتم تخزينها أو استخدامها كمصدر للطاقة.
تحليل الدهون الثلاثية
يتم فحص الدهون الثلاثية في الدم عن طريق إجراء دم للتعرف على مستوى الدهون الثلاثية في الجسم ول تشخيص ارتفاع الدهون في الدم، حتى يتم تقييم خطر الإصابة بأي من أمراض القلب والشرايين.
ويتم تحليل الدهون الثلاثية من ضمن فحص الدهنيات في الدم Lipid Profile، وهو يتضمن كذلك فحص الكوليسترول الضار LDL والنافع.
ويمكن إجراء هذا الاختبار في حالتين أن يكون الشخص صائم لمدة 10 ساعات قبل إجراء الفحص، أو أنه يتم في أي وقت دون الحاجة للصيام، بعد خروج النتيجة يتم تقييمها.
نسبة الدهون الثلاثية الطبيعية في الجسم
عند إجراء تحليل الدهون الثلاثية فإن النتيجة يتم مقارنتها بالمعدل الطبيعي للدهون الثلاثية في الجسم، هي تكون كالتالي:
- في الصيام يكون في مستواها الطبيعي حوالي 1.7 ملي مول/لتر (150 ملغ/ ديسيلتر) أو أقل من ذلك.
- دون صيام يكون مستواها في الدم يبلغ 2.3 مللي/لتر.
عندما تكون النتيجة أكثر من 2.3 ملليمول/لتر (200 ملغ/ ديسيلتر) في حالة الصيام، فهذا يعني أن نسبة الدهون الثلاثية في الدم مرتفعة.
نسبة الدهون الثلاثية الخطرة
عند وصول نسبة الدهون الثلاثية في الدم إلى 5.7 مللي مول/لتر (500 ملغ/ ديسيلتر) أو أكثر من ذلك، فهذا يعني أنها شديدة الارتفاع.
ما هو الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول؟
يعتقد البعض أن الدهون الثلاثية والكوليسترول هما نوعاً واحد، وهما بالفعل كلاهما دهون الجسم سواء كانت الضارة منها أو النافعة، كما يتم التعرف عليهم من خلال إجراء فحص الدهنيات بواسطة أخذ عينة من الدم، ولكن توجد عدة فروق بينهما وهي كالتالي:
- يصنع كلاً من الدهون الثلاثية والكوليسترول داخل الكبد في جسم الإنسان.
- يحصل الجسم على الكوليسترول بواسطة الأطعمة الغذائية عند تناول الأطعمة الدهنية وهي تعد المصدر الرئيسي، ويحصل عليها خاصةً عند تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة من الدهون المشبعة، مثل اللحوم والزبدة.
- تأتي الدهون الثلاثية غالبها من تحول السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم، حيث يقوم الجسم بتحويلها لِدهون مشبعة تخزن داخل الكبد أو داخل الخلايا الدهنية إلى حين الحاجة إليها.
- تعد وظيفة الدهون الثلاثية في الدم والأنسجة أنها تعمل على توفير الطاقة للخلايا من أجل إتمام العمليات الحيوية في حالة غياب مصادر الطاقة.
- أما الكوليسترول فهو هام وضروري من أجل تصنيع الخلايا والهرمونات، فهو لخلق الهرمونات التناسلية، كما أنه يستخدم في تصنيع عصارة الكبد الصفراوية.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية
يوجد أكثر من سبب يؤدي لارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، والتي يتم التعرف عليها من خلال تحليل الدهون الثلاثية، وهذه هي أهم أسباب ارتفاعها في الدم:
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية الأولية
ارتفاع الدهون الثلاثية الأولية يأتي في المقام الأول بسبب وجود منشأ وراثية(جينات) وهي تشمل هذه المجموعة:
- وجود فرط ثلاثي غليسيريد الدم العائلي.
- يعاني الشخص من وجود فرط شحميات الدم العائلي.
- وجود فرط شحميات الدم من النوع الثالث.
- يعاني الشخص من متلازمة الكيلوميكرون في الدم العائلي.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية الثانوية
عند الحديث عن أسباب ارتفاع ثلاثي الجلسريد، فإنها تنشأ نتيجة عدة أسباب أخرى وهي:
- السمنة وزيادة الوزن.
- الإصابة بمرض السكري غير المستقر.
- التدخين.
- الحمل.
- وجود نمط حياة غير صحي، وهو الذي لا يتضمن غير القليل من النشاط البدني.
- الإصابة بأمراض أخرى ينتج عنه ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، مثل:
- مرض تشمع الكبد.
- نقص نشاط الغدة الدرقية.
- داء النقرس.
- أمراض الكلى.
- اتباع حمية غذائية تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، كذلك استخدام السكريات المضافة بكميات كبيرة، أكبر من معدل السعرات الحرارية التي يتم حرقها داخل الجسم.
- استخدام بعض الأدوية، ومنها:
- العلاج الفموي بهرمون الإستروجين.
- الستيرويدات.
- حاصرات مستقبلات بيتا.
- مدرات البول.
- الإفراط في شرب الكحول.
أعراض الدهون الثلاثية
تظهر أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية في حالة إذا ارتفاع مستوياتها عن 1000-2000 ملغ/ لتر، وهي تظهر في صورة:
- صعوبة في التنفس.
- بدأ فقدان الذاكرة.
- الشعور بألم في الجهاز الهضمي.
- ظهور بقع دهنية صفراء تحت الجلد، وهي ما يطلق عليها “الورم الأصفر”.
- وجود أعراض ناتجة عن التهاب البنكرياس، وهي (فقدان الشهية، قيء، غثيان).
علاج الدهون الثلاثية
توجد عدة نصائح غذائية تساعد في السيطرة على نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، وذلك في حالة كان السبب من ظهور الدهون الثلاثية لا يتعلق بأي مشاكل مرضية، وهذه هي مجموعة النصائح المتبعة:
- الحرص على استبدال الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة بأنواع أخرى تحتوي على الدهون غير المشبعة، مثل:
- الأسماك مثل السالمون والسردين.
- بذور السمسم والكتان.
- الأفوكادو، والمكسرات.
- يجب التقليل من تناول الأطعمة التي بها محتوى عالي من السكر، وبالأخص السكر المضاف، مثل تناول ثمار الفاكهة دون صنع عصائر محلاة منها، كذلك البعد عن المشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- تناول منتجات القمح الكامل والحبوب الكاملة مثل البرغل، خبز ومعكرونة القمح الكامل، والفشار، والشوفان.
- الإقلاع عن التدخين وكذلك تجنب الإفراط في شرب المشروبات الكحولية.
- يجب الحفاظ على ممارسة النشاط البدني وممارسة الرياضة بشكل منتظم حيث يكفي على الأقل ممارسة (30 دقيقة يومياً لمدة 5 أيام في الأسبوع)، كما أنه يجب أن تكون متضمنة التمارين الهوائية التي تساعد في خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار.
- اتباع حمية غذائية تكون منخفضة الكربوهيدرات.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، حيث أنها تعمل على امتصاص الدهون في الأمعاء، مما يؤدي إلى خفض مستويات ثلاثي الغليسيريد في الدم.
- خسارة الوزن الزائد تؤدي لانخفاض ملحوظ في نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، فعند خسارة من 5-10% فقط من وزن الجسم، سوف تحصل في المقابل على خفض نسبة الدهون الثلاثية بنحو 0.45 ملليمول/لتر.
مكملات غذائية لخفض الدهون الثلاثية في الدم
أصبحت المكملات والأعشاب لها دور هام وفعال في علاج عدد من الأمراض، وهنا سوف نتحدث عن مكملات غذائية تساعد في خفض مستوى الدهون الثلاثية، ويتم تناولها بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني، وهي:
- مكملات زيت السمك، والتي بها دهون أوميغا-3 المفيدة.
- الحلبة.
- الكركم.
أدوية الدهون الثلاثية
تنشأ الدهون الثلاثية في بعض الحالات بسبب وجود عوامل مرضية أخرى، وفي هذه الحالة لا توجد نتيجة فعالة من اتباع الحمية الغذائية بمفردها ولكن يجب تداخل أدوية تعمل على خفض مستوى الدهون، ومنها:
- مجموعة أدوية ستاتين Statin، وهي تعمل على علاج ارتفاع الكوليسترول بشكل أساسي، كما أنها تعمل على خفض مستويات الدهون الثلاثية، مثل:
- عقار سيمفاستاتين
- دواء أتورفاستاتين.
- عقار نياسين (فيتامين ب3) وهو يعمل على خفض الدهون الثلاثية بمستويات كبيرة.
- أدوية فايبرات Fibrate، وهي المجموعة المستخدمة في خافض الدهون، ومنها:
- عقار فينوفايبرات.
- وجيمفيبروزيل.
يجب أن يتم إعلام الطبيب بالأدوية أو المكملات الغذائية التي يتم تناولها، كما أنه يجب آلا يتم صرف أي منها إلا بموافقة الطبيب، بالإضافة إلى الاستمرار على الحمية الغذائية حتى مع تناول هذه الأدوية حتى يتم خفض نسبة الدهون الثلاثية.
مضاعفات الدهون الثلاثية
من الهام معرفة إن ارتفاع الدهون الثلاثية في الجسم هي مؤشر على وجود مشاكل صحية في الشرايين والأوعية الدموية بسبب تراكم الدهون داخلها، ويظهر ذلك من خلال تحليل الدهون الثلاثية، الذي يظهر ارتفاع الدهون الثلاثية والذي ينتج عنه عدة مضاعفات وهي:
- ارتفاع الكوليسترول الضار LDL، وانخفاض الكوليسترول النافع HDL.
- الإصابة بالتهاب البنكرياس
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية وضيق الشرايين.
- الإصابة بداء الكبد الدهني.
هناك مجموعة من التحاليل التي يجب الحرص على القيام بها بشكل دوري لأنها تعطي مؤشر عن حالة الجسم الصحية ومنها تحليل الدهون الثلاثية، والذي يعطي فكرة عامة عن مدى صحة الشرايين والأوعية الدموية.