البرمجة اللغوية العصبية أو كما يطلق عليها في الإنجليزية Neuro Linguistic Programming واختصارها المتعارف عليه هو NLP، تعتبر إعادة برمجة لذهن الإنسان بالاعتماد على عدة عوامل تساعد في تشكيل صورة العالم الخارجي فيه، هذا بالإضافة إلى قدرتها على تغيير القناعات السلبية السابقة والاعتقادات الخاطئة، وعلى الرغم من اعتقاد البعض أنها تستخدم في مجالات محددة فقط، إلا إنها ولكن في أن تستخدم في عدة مجالات متنوعة سوف يتم التعرف على كل مجال منها على هذا مع بيان أهمية دراسة جميع استخداماتها.
البرمجة اللغوية العصبية
يتم تعريف علم البرمجة اللغوية العصبية على إنه القدرة على التحكم فيما يدور داخل الذهن، واعتمادًا على هذه الفكرة يمكن أن يتم تغير السلوك والفكر وحتى الشعور نحو أي شئ ما من خلال القيام ببعض التمارين البسيطة، ومن أهم المعلومات عنها التالي:
- ظهرت للمرة الأولى في العام الميلادي 1973 من خلال ريتشارد باندلر وجون جيندر، وكان ذلك اعتمادًا على دراسات كل من نعوم تشومسكي والفريد كورزيبسكي.
- تم إنشاء الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية في العام الميلادي 1993.
- ترتكز على المبادئ الإدراكية والحسية واللغوية.
- تهدف إلى تحسين السلوك الإنساني ودفعه نحو التطور والتميز.
- توفر العديد من الأساليب العملية التي تعمل على تغيير طريقة الفكر والنظرة للماضي.
- تهتم بمعالجة أسباب الاضطرابات النفسية.
مبادئ للبرمجة اللغوية العصبية
توجد العديد من المبادئ التي تعتمد عليها البرمجة اللغوية العصبية والتي يجب التعرف عليها بشكل كافي حتى يتم تحقيق أقصى استفادة منها، ومن أهم هذه المبادئ التالي:
قوة الاعتقاد
- يطلق عليها قوة الإيمان الداخلي والتي تعد أحد مصادر القوة وتوجد داخل كل شخص.
- تهدف إلى اعتقاد الشخص في كل ما يمكن أن يقوم به من مهام وصعوبات والتغلب على كل العقبات، والإيمان بذلك يجعل من السهل تحقيقه.
- تهتم بطرح عدد من الأسئلة التي تفيد في تحفيز القدرة على تحقيق هذه الصعوبات ومنها، لماذا لا أقدر على تحقيق هذا الأمر؟، هل يعتقد الآخرين الآخرين بأني غير قادر على تحقيقه؟.
قوة توجيه السؤال
- دائمًا ما تعمل الأذهان في طرح العديد من الأسئلة عن كل مايدور حولها.
- تهتم البرمجة بالتوجيه الصحيح لهذه القدرة واستغلالها في تغيير النفس.
- يتم ذلك عبر القيام بطرح الأسئلة الصحيحة التي تساهم في التقدم نحو المستقبل بخطوات تتمتع بالثقة والثبات.
طريقة تحديد الأهداف
- يحرص الجميع إلى الوصول إلى جميع أهدافه التي يحلم بها.
- تفيد البرمجة في تعلم كيف تتم صياغة هذه الأهداف بالطريقة التي تسهل من تحقيقها.
- مثال على ذلك إعادة تحديد الهدف من الاستيقاظ المبكر ألا يكون الشخص كسولًا لأن يكون الشخص نشيطًا.
فوائد للبرمجة اللغوية العصبية
نتقدم خلال هذه الفقرة بعرض مدى الأهمية من دراسة البرمجة اللغوية العصبية وما هي الفوائد الإيجابية الناتجة عنها كما في التالي:
- تمكن الفرد من التأثير في آراء وأفكار الآخرين بسهولة والقدرة على إقناعهم بكافة معتقدات الفرد.
- هذا بالإضافة إلى دورها في إحداث التغيير بصورة فعالة وسريعة في كل ما يرغب الفرد في إصلاحه إلى الأفضل في حياته.
- تتيح فرصة التعرف على الاستراتيجيات والأساليب التي ساعدت الآخرين في النجاح، وتحقيق أعلى استفادة منها.
- تمنح القدرة على التعرف بجميع الطرق والوسائل الممكنة لتحقيق الأهداف التي يرغب فيها الفرد.
- تزيد من معدل التفاعل ما بين الشخص والوسط المحيط به.
- تساعد في التخلص من مشاعر الخوف والعادات الخاطئة والهادمة وتحويلها إلى عادات إيجابية بنائه.
- تساهم في فرض السيطرة من الفرد على المشاعر السلبية وإبدالها بأخرى إيجابية.
- تعزز من قدرة الفرد على التحكم في أفكاره والاستفادة منها في كل ما هو مفيد.
نصائح ممارسة البرمجة اللغوية العصبية
حتى يتم الحصول على الأثر المرجو والفوائد السابق التحدث عنها والتي يقدمها هذا النوع البرمجة، يجب أن يتم التعرف على عدد من النصائح التي تساعد على ذلك في التالي:
البداية البسيطة
- كل شئ له بداية، ومع البرمجة يجب أن تكون البداية سهلة وبسيطة.
- يتم ذلك عبر الاهتمام بطبيعة الأفكار التي يتم العمل عليها والتي يفضل أن تمتاز بالبساطة.
- التدريج شئ فشئ في الصعوبة وجعل التحدي المطلوب أكبر وأكثر تعقيدًا.
- الهدف من ذلك هو الحصول على نتائج مرغوب فيها تكون الدافع خلف استكمال باقي الخطوات.
مراجعة خطة التمرين
- يساعد ذلك في تفادي الشعور بالفشل نتيجة عدم تذكر جزء معين التمارين وإعادته مرة أخرى.
- هذا بالإضافة إلى ضرورة التأكد من فهم كل خطوة من خطوات التمرين.
تعزيز الأفكار بالصوت والصورة
- ترتبط كافة الأفكار في العقل بذكرى معينة قد تكون مكان أو رائحة وخلافه.
- تهدف البرمجة إلى تغيير هذا الارتباط التقليدي.
- يتم ذلك عبر القيام بإبدال هذه الذكريات بأصوات وصور أخرى والإصرار على الأفكار المراد امتلاكها.
قطع التفكير في شئ آخر
- يجب أن يتم الالتزام بعملية قطع التفكير في الفكرة الأساسية وعدم الوصول إلى النهاية المنتظرة والمعتادة.
- يعني ذلك التوجه إلى التفكير في شئ آخر يمثل فكرة بسيطة بعيدة عن الفكرة الأساسية.
- يساعد ذلك في عدم بلوغ النقطة التقليدية التي تؤدي إليها هذه الفكرة أو التي تم الاحتفاظ بها في الذاكرة.
تمارين للبرمجة اللغوية العصبية
توجد عدة تمارين خاصة بالبرمجة اللغوية العصبية والتي تفيد في تحقيق الفوائد الإيجابية المرغوب فيها من تغيير الفكر والمشاعر، وهذه التمارين هي التالي:
التخلص من الخوف
- لدينا جميعًا عدد كبير من المخاوف التي تعيق مسيرتنا نحو الأمام في هذه الحياة، هذا بالإضافة إلى كونها تفرض سيطرة المشاعر السلبية مثل التراجع والهروب.
- عند الرغبة في التخلص من هذا الخوف يجب أن يتم في البداية تجهيز ورقة وقلم ويتم تدوين جميع هذه المخاوف.
- فور الانتهاء من الكتابة تجمع هذه المخاوف ويتم التفكير في كونها منطقية من عدمه.
- بلي ذلك القيام بالاعتراف بهذه المخارف واتخاذ قرار حازم بالتخلص منها ومن قيودها.
تقوية الثقة في الذات
- تحدث من خلال التركيز على التخيل بوقوف الفرد أمام نفسه.
- التأكد من جعل النسخة الأخرى واثقة وتتمتع بما يلزم لذلك من حيث طريقة الكلام ونبرة الصوت واللبس.
- يجب أن يتم الاعتقاد في تجسيد جميع صفات الثقة في النفس في هذه النسخة.
- يلي ذلك الانتقال إلى تمثيل هذه الصورة الواثقة في نفسها من الخيال.
- لا تنسى قطع هذه الفكرة الأساسية لفكرة بعيدة ثم العودة لها مرة أخرى.
- يتم تكرار هذا التمرين حتى يتم الحصول على النتيجة المرغوبة.
التخلص من التجارب المؤلمة
- يبدأ التمرين مع تخيل هذه التجربة المؤلمة في ذهن الفرد، مع مراعاة البداية من لحظة النهاية حتى الوصول إلى البداية.
- يفضل أن يتم تكرار هذا الوضع لعدة مرات، ثم البدء في جعل هذه التجربة مجرد ذكرى صغيرة وكأنها مقطع فيديو عابر.
- يلي ذلك تذكر الأحداث مرة أخرى مع خلق نهاية سعيدة لها، الأمر الذي يساعد في تغيير الشعور بها في المرة القادمة.
مجالات تطبيق للبرمجة اللغوية العصبية
تتناول البرمجة اللغوية العصبية العديد من مجالات الحياة المختلفة التي تساعد في تحسينها وتطويرها بشكل رائع، ومن أهم هذه المجالات التالي:
التربية والتعليم
- توفر العديد من الأساليب والطرق المميزة في تعزيز سرعة التذكير والتعليم.
- هذا بالإضافة إلى دورها في إتقان تهجي الكلمات لصغار السن.
- تساعد في خلق جو من التشويق الدراسي لدى الطلاب.
- تزيد من مستوى كفاءة المعلمين، بالإضافة إلى زيادة فاعلية طرق الإيضاح.
- تنمي القدرة على التفكير والابتكار.
- تحسن السلوك وتساعد في التخلص من العادات الضارة واكتساب العادات الجيدة.
الصحة النفسية والجسدية
- تستخدم في علاج مختلف حالات الاكتئاب.
- تعمل على التخلص من التوتر النفسي والوهم والخوف.
- تخفف من الشعور بالألم، وتتحكم في الشهية، وتزيد الثقة في النفس.
- توفر حلول فعالة للمشاكل العائلية والشخصية والعاطفية.
التجارة والأعمال
- تعتمد على هذا النوع من البرمجة كبرى الشركات العالمية مثل آى بي إم IBM وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank، وموتورولا Motorola وباسيفيك بيل Pacific Bell.
- توفر التدريب الكافي على الهندسة النفسية والمهارات الناعمة التي تفيد في كيف يتم التعامل مع الآخرين.
- هذا بالإضافة إلى دورها في تحسين مهارات الأداء الإنساني ومنها إدارة الوقت وإدارة الاجتماعات والتخطيط والإبداع.
افتراضات البرمجة اللغوية العصبية
يتم تنفيذ هذا النوع من البرمجة اعتمادًا على المبادئ السابق الإشارة إليها هذا بالإضافة إلى أهم افتراض خاص بها وهو التالي:
الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory
تم وضع هذا الافتراض من قبل العالم البولندي الفريد كورزيبسكي، والذي يعني ما يلي:
- يستطيع الفرد أن يقوم بتغير واقعه عبر التحكم في أفكاره وتصوره لنفسه والعالم وافتراض أن هذه الصورة ليست الحقيقة.
- تتشكل هذه الخارطة داخل الأذهان من عدد من المعلومات التي تصل إلى العقل عبر الحواس التي يمتلكها الفرد.
- هذا بالإضافة إلى دور اللغة التي نستخدمها في القراءة والكتابة، والمعتقدات المترسخة في نفوسنا.
- تحتمل هذه المعتقدات الصواب والخطأ أو الحق والباطل والتي تزيد من القيود على الفرد وتقلل من دوافعه نحو تحقيق ما يرغب فيه.
- تختلف هذه الخارطة من فرد لآخر، وعند تغيرها يكون العالم قد تغير، مع احتمال أن يكون تغير هذه الأفكار يظل في ذهن الفرد فقط.
أضرار البرمجة اللغوية العصبية
بعد التعرف على أهم الفوائد التي تمنحها البرمجة اللغوية وما هي الأهمية الناتجة عنها، يجب عدم إغفال الجانب السلبي منها والذي يتمثل في ما تظهره من أضرار هي التالي:
تشجع العمل السريع وترك الشاق
- حيث يشجع الغرب هذه الفكرة تحت مصطلح quick fix.
- تعتمد على نظرية لماذا يتم بذل مجهود في حين يمكن الاستعانة ببعض الخطط والدورات لهذه البرمجة للمساعدة في الوصول إلى ما يرغب في الحصول عليه.
- من أهم الأمثلة السيئة على ذلك هو الدورات التي تمنحها هذه البرمجة بهدف تعلم كيف يتم قراءة كتاب ما خلال دقيقة واحدة أو دقيقتين.
تعامل الفرد كجهاز كمبيوتر
- الفرد في عيون هذه البرمجة هو مجموعة من البيانات فقط، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالتعاسة.
- حيث تتركز أهداف هذه البرمجة في محو هذه البيانات التي تسبب الإزعاج وتحميل بيانات أخرى تكون السبب في تحقيق النجاح.
- يعد هذا نوع من أنواع تقليل ذات وأهمية الفرد.
تضخم الأنا
- تحتوي هذه البرمجة على دعوة إلى الغرور والتكبر وتضخيم الذات والتفاخر بالإمكانيات الشخصية لدى كل فرد.
- ذلك ما يتعارض مع قضاء الله سبحانه وتعالى فهو الوحيد الواهب لهذه القدرات ومن يملك التصرف فيها.
تهمل المواهب الفردية
- تمتلك هذه البرمجة جملة شهيرة تقول بأن أي فرد قادر على فعل أي شئ قام به شخص آخر.
- يتسبب ذلك في ظهور عدد من النسخ البشرية التي تقلد دون الاهتمام بالفردية والتخصص والموهبة والاختلاف.
- لا تعترف هذه البرمجة بالمواهب وتهتم فقط بتقليد نماذج ناجحة معينة.
تجعل الفرد مادي
- النجاح الوحيد الذي تقصده هذه البرمجة هو النجاح المادي.
- حيث تعد هي نفسها نتيجة للحضارة المادية البشعة.
- يتم إهمال الجانب الديني والمشاعر الإنسانية بصورة كبيرة في هذه البرمجة.
تحتوي على الخرافات والوهم
- تعتقد هذه البرمجة في امتلاك الكثير من الاعتقادات على إنها حقائق وما هي إلا محض خرافات.
- مثال على ذلك الاعتقاد في فقدان الوزن بمجرد التفكير أو تخيل ذلك.
تهمل مشاعر الفرد
- تحاول هذه البرمجة أن تجعل الفرد يحب جميع من حوله وأن يمتلك نحوهم مشاعر التسامح.
- الأمر الذي يتسبب في عدم إظهار الغضب أو الكره حتى للأعداء.
تنظر إلى الغرب
- تنظر هذه البرمجة إلى الغرب على إنه المنبع الأساسي لكافة النجاحات.
- هذا ما يتناقض مع كون نجاح الغرب هو في الجانب المادي فقط الذي يفتقر إلى المشاعر.
تمت الإجابة على سؤال ماهي البرمجة اللغوية العصبية، هذا بالإضافة إلى التعرف على أهم المبادئ والافتراضات والتمارين المناسبة لها، وما هي الآثار والفوائد الناجمة عنها مع تحديد الأضرار المصاحبة لها.