ما علاقة سواد الرقبة ومقاومة الأنسولين أو الشواك الأسود هل يعني اسمرار منطقة الرقبة بالتحديد؟ وهل هذا دليل على أن الشخص يعاني من مقاومة الأنسولين ؟
مقاومة الأنسولين هي خطوة تتجه بالشخص إلى الإصابة بالنوع الثاني لمرض السكري. لكن قد يخلط البعض بين اسمرار لون الرقبة الطبيعي الذي قد يزول ببعض المستحضرات التجميلية، وبين ما يعرف بالشواك الأسود الذي هو إنذار من الجسم للشخص حتى يأخذ حذره لئلا يصاب بمرض السكر.
في هذا المقال سنعرف الفرق بين الشواك الأسود واسمرار الرقبة الطبيعي الذي يشبه اسمرار البشرة ليس إلا والعلاقة بين سواد الرقبة ومقاومة الأنسولين.
ما هو الشواك الأسود؟
- الشواك الأسود (Acanthosis Nigricans) هو اضطراب جلدي شائع نسبيًا. وهو عبارة عن بقع داكنة تظهر على الجلد في مناطق متفرقة من الجسم، وتكون ذات ملمس مخملي سميك. وقد تكون كذلك مصحوبة بحكة أو رائحة.
- لكن لا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد يكون الشواك الأسود علامة خطيرة على مشكلة صحية مزمنة قد تتطور إلى مرض السكري النوع الثاني.
- العلاج الأكثر فعالية هو الذي يركز على حل المشكلة من جذورها، فمشكلة الشواك الأسود ليست مشكلة تحتاج إلى علاج موضعي فقط.
- تختفي هذه البقع الداكنة عادةً عند علاج جذر المشكلة.
أين يظهر الشواك الأسود في الجسم؟
تظهر هذه البقع في ثنيات الجلد عادةً، وفي عدة أماكن مثل:
- المنطقة الخلفية من الرقبة.
- الإبطين.
- الفخذ، وخاصةً في التجاعيد وطيات الجلد.
- كذلك المرفقين.
- الوجه.
- الركبتين.
- وكذلك المفاصل.
- الشفاه.
- سرة البطن.
- وكذلك باطن اليد.
- أخمص القدمين.
- تحت ثدي المرأة.
الشواك الأسود VS سواد الرقبة
الشواك الأسود هو مشكلة صحية أكثر من مجرد تغير لون الجلد بسبب عدة عوامل خارجية. حيث يحدث اسمرار الرقبة عادةً بسبب الآتي:
- بعض أنواع الأكسسوارات التي يتم ارتداؤها على الرقبة.
- الأشعة فوق البنفسجية.
- كذلك فطريات بالرقبة أو حدوث التهابات.
- الحمل لدى بعض السيدات يسبب لهم مشكلات في تصبغ الجلد في عدة أماكن في الجسم.
- بعض الأنواع من الأدوية.
- وأحيانًا تدخل العوامل الوراثية في هذا الأمر.
- استخدام بعض الكريمات أو مستحضرات التجميل غير الجيدة.
عادةً ما يتم علاج هذا النوع من اسمرار الرقبة بتجنب السبب، واستعمال المقشرات، وبعض المستحضرات التجميلية الجيدة.
قد يكون اسمرار الرقبة كذلك بسبب مشكلة مرضية وراثية، أو بسبب اضطرابات في الغدة الدرقية، أو الإصابة ببعض الأمراض الأخرى.
لكن اسمرار الرقبة مختلف عن الشواك الأسود الذي يبدو كأنه طبقة بارزة على الرقبة أو غيره من ثنيات الجلد التي يظهر عليها.
أسباب حدوث الشواك الأسود
يحدث الشواك الأسود عندما تبدأ الطبقة الخارجية من الجلد بالنمو بشكلٍ سريع. يحدث هذا الأمر عادةً بسبب زيادة هرمون الأنسولين في الجسم.
في بعض الأحيان النادرة يحدث هذا النمو غير النمطي بسبب بعض الأدوية أو السرطان أو غيره من الأمراض.
1.الكثير من هرمون الأنسولين
- السبب الأكثر شيوعًا للشواك الأسود هو زيادة هرمون الأنسولين في مجرى الدم بسبب حدوث م يعرف بمقاومة الأنسولين.
- عندما يقوم الشخص بالأكل، يحول الجسم الكربوهيدرات إلى جزيئات سكر مثل الجلوكوز. يستخدم الجسم بعضًا من هذا السكر من أجل الحصول على الطاقة، بينما يقوم الجسم بتحزين الكمية الباقية.
- يجب أن يسمح هرمون الأنسولين لجزيئات الجلوكوز بالدخول إلى الخلايا حتى تستطيع الخلايا استخدامه من أجل الطاقة.
- الأناس الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة يعرضون أنفسهم لمقاومة الأنسولين بمرور الوقت. بالرغم من أن البنكرياس يصنع الأنسولين، إلا أن الجسم لا يستطيع استخدامه بكفاءة. يتسبب هذا في تراكم كلًا من السكر وكذلك هرمون الأنسولين في تيار الدم.
- زيادة الأنسولين تتسبب بدورها في تكاثر خلايا الجلد بسرعة. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم جلد أكثر تصبغًا، تكتسب هذه الخلايا الجديدة المزيد من صبغة الميلانين. هذه الزيادة في الميلانين ينتج عنها أن هذا الجلد يصبح بلونٍ داكن أكثر من الجلد المحيط به.
وجود الشواك الأسود دليل كبير جدًا على احتمالية الإصابة بمرض السكر في المستقبل القريب.
2.الأدوية
قد تحفز بعض الأدوية ظهور الشواك الأسود مثل:
- حقن الأنسولين التكميلية.
- حمض النيكوتين.
- وكذلك حبوب منع الحمل.
- هرمون النمو البشري.
- أدوية الغدة الدرقية.
- وكذلك بعض مكملات كمال الأجسام.
- الأستروجين.
- الستيرويدات (الكورتيزون).
- وكذلك مثبطات الإنزيم البروتيني.
- وأخيرًا مادة داي إيثيل ستيلبسترول (diethylstilbestrol).
كل هذه الأدوية قد تتسبب في ارتفاع مستوى الأنسولين بالدم. تتضح الحالة عند التوقف عن تناول الدواء.
3.بعض الأسباب الأخرى المحتملة
في بعض الأحيان النادرة، يمكن أن يحدث الشواك الأسود بسبب الأسباب الآتية:
- سرطان المعدة.
- اضطرابات الغدة الكظرية مثل مرض أديسون.
- كذلك اضطرابات الغدة النخامية.
- انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
- أخذ جرعات عالية من النياسين (فيتامين ب3).
- كذلك بعض اضطرابات الجهاز المناعي.
- أسباب وراثية.
من هم الأشخاص المعرضين للشواك الأسود أكثر من غيرهم؟ (عوامل الخطورة)
الشواك الأسود يصيب الرجال والنساء على حد سواء، لكن بعض الناس يكونون أكثر عرضة للإصابة به عن غيرهم:
- الناس الذين يعانون من زيادة الوزن.
- الأشخاص الذين ينتمون _هم أو أسلافهم_ إلى إفريقيا، منطقة البحر الكاريبي، أمريكا الجنوبية أو أمريكا الوسطى. وذلك وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.
- الأمريكيون الأصليون أو الهنود الحمر.
- كذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات ما قبل السكري، أو المصابين بمرض السكري بالفعل.
- وأولئك الذين لديهم تاريخ مرضي من الشواك الأسود في العائلة.
لاحظ: الأطفال الذين يصابون بالشواك الأسود، في خطر كبير من الإصابة بمرض السكري في حياتهم القادمة
علاج سواد الرقبة ومقاومة الأنسولين
- الشواك الأسود ليس مرضًا بحد ذاته. إنه عرض أو علامة على أن الجسم في طريقه للإصابة بحالة مرضية (مرض السكر في الغالب) وأن الشخص يحتاج لعناية طبية.
- يعتمد العلاج على تحديد السبب الرئيسي الذي أدى لزيادة الأنسولين والعمل على حل المشكلة.
- مثلًا إن كان الشخص يعاني من الوزن الزائد، سيقوم الطبيب بنصحه بإنزال بضع من الكيلوجرامات، والحفاظ على وزن متوسط. ويمكن كذلك أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على عودة الجلوكوز في الدم إلى الوضع الطبيعي.
- أيضًا إن كانت الحالة بسبب بعض الأدوية أو المكملات التي يتناولها الشخص، فسيطلب الطبيب منك إيقافها، أو استخدام بدائل أكثر أمانًا.
- بقع الشواك الأسود ستبدأ في الاختفاء تدريجيًا بمجرد كشف السبب وبداية التحكم فيه.
العلاج التجميلي للشواك الأسود
اسمرار الرقبة قد لا يحتاج في بعض الأحيان إلا إلى هذا العلاج التجميلي، بينما الشواك الأسود يحتاج لعلاج السبب بالإضافة إلى علاج تجميلي في حالة انزعاج الشخص من مظهره.
تتوفر بعض العلاجات التجميلية سواءً لاسمرار الرقبة العادي، أو الشواك الأسود مثل:
- مستحضرات تفتيح البشرة التي تحتوي على الريتين-أ (Retin_A)، 20% يوريا، أحماض الألفا هيدركسي، وكذلك حمض السالسيليك.
- أدوية علاج حب الشباب التي تؤخذ عن طريق الفم.
- كذلك العلاج باستخدام الليزر.
هذه الحلول العلاجية ستساعد على علاج مظهر الشواك الأسود لكنها لن تعالج السبب الفعلي للحالة.
كيفية تشخيص الشواك الأسود
- من السهل على الأطباء معرفة الشواك الأسود بواسطة المظهر فقط. من ثم يقوم الطبيب بفحص سكر الدم، وكذلك الأنسولين لتأكيد الأمر.
- عادةً ما يطلب الطبيب اختبار سكر صائم. كما سيطلب مراجعة أي نوع من الدواء تتناوله.
- من الهام جدًا إخبار الطبيب بالمكملات الغذائية، الفيتامينات، وكذلك مكملات بناء الأجسام بالإضافة إلى كل الأدوية التي تقوم بتناولها سواءً بوصفة طبية أو من غير وصفة طبية.
- في بعض الحالات النادرة قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات أخرى مثل خزعة جلدية (skin biopsy) صغيرة لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى.
مضاعفات الشواك الأسود المحتملة
- الشواك الأسود ليس مرضًا قائمًا بذاته؛ لذا فإن مضاعفاته تعتمد على السبب الرئيسي المسبب له.
- إذا كان السبب هو ارتفاع الأنسولين في الدم كما هي الحالة عادةً، فقد يكون الشخص معرضًا لخطر الإصابة بمضاعفات أخرى لمرض السكري مثل تلف الأعصاب، ومشاكل في الرؤية.
- عادة ما يتطور الشواك الأسود على مدار أشهر أو سنين. وقد يكون الظهور المفاجئ له مؤشر على السرطان. من الضروري مراجعة طبيب جلدية ليقرر الخطوة التالية.
الوقاية من الشواك الأسود
النظام الغذائي الصحي أحد الأساليب الفعالة في الوقاية من الشواك الأسود بما في ذلك:
- الحفاظ على وزن متوسط أو صحي.
- التحكم في النظام الغذائي.
- وكذلك تناول الأدوية المتعلقة بهذه الحالة بحرص، وعند وجود ضرورة، وتحت إشراف طبي.
يوجد نوع من الشواك الأسود يعرف بالشواك الأسود الحميد. وهو ذلك النوع الذي يتطور ببطء ويجعلك بين الشك واليقين في الإصابة به.
برغم هذا التطور البطيء، فمن الممكن أن تتطور الحالة إلى مرض السكر أو مضاعفاته؛ لذا من الأفضل استشار الطبيب إذا روادك الشك في الإصابة بالشواك الأسود.
الخاتمة
الشواك الأسود هو اضطراب جلدي ذو مظهر غريب، يظهر عادةً في المنطقة الخلفية من الرقبة، لكنه ليس المكان الوحيد. فمن الممكن ظهوره في عدة ثنيات جلدية مختلفة.
قد يخلط البعض بين الشواك الأسود، وبين اسمرار الرقبة الذي يحدث بسبب زيادة الميلانين بسبب عوامل خارجية عادةً.
الشواك الأسود ليس مرضًا بحد ذاته، لكنه مؤشر يتوجب عنده استشارة الطبيب؛ وذلك لتجنب حدوث مضاعفات أو الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكر. الشواك الأسود في الغالب ما يكون مؤشر على مقاومة الأنسولين.