إن قول وداعًا للرضاعة الليلية هو أمر كبير لطفلك ولك أيضا، وله تأثيرات نفسيه وصحيه على كليكما، لذلك لابد من أن يتم الأمر بصورة صحيحة، لذلك في هذه المقالة سوف نعرفك على خطوات الفطام الليلي لطفلك ومتى تبدئي؟
لأشهر كنت تستيقظين طوال الليل لإطعام طفلك. لكن عندما يكبر قليلاً، تبدئي في إعطائه عدد أقل من رضعات الليل، ولكن مع مرور الوقت تسألين هل حان الوقت لبدء عملية الفطام الليلي؟
الفطام الليلي يجعل طفلك يتوقف عن الاستيقاظ للرضاعة في منتصف الليل. حيث سيحصل على أول رضعه طبيعية أو زجاجة الرضعة في الصباح بعد الاستيقاظ. أو سيرضع عدة مرات أو يتناول عدة زجاجات خلال اليوم، وسيحصل على آخر رضعة طبيعية أو زجاجة رضاعة قبل النوم بوقت قصير.
من الطبيعي أن يبتعد الأطفال عن الرضعات الليلية عندما يكبرون وتكون معدتهم ممتلئة ولا يشعرون بالجوع خلال النوم. ولكن السؤال هل يفطم الأطفال ذاتيًا نفسهم من الرضاعة الليلية؟ في بعض الحالات المحظوظة نعم. ولكن في كثير من الأحيان سيتعين عليك تدريب طفلك الصغير على هذا الأمر. وفي هذه المقالة سنتعرف على كيفية فطام طفلك عن تلك الوجبات الليلية حتى تتمكنا من الحصول على قسط كافي من النوم.
متى يجب البدأ في الفطام الليلي لطفلك؟
من منظور تنموي، يستطيع الأطفال النوم طوال الليل – يُعرَّف بأنها مده تمتد من ست إلى ثماني ساعات – دون تناول الطعام عندما يكون عمرهم بين 4 و6 أشهر. وفي هذه الفئة العمرية، يصل معظم الأطفال إلى الوزن الذي لم يعودوا بحاجة إلى التغذية الأيضية أثناء الليل.
عندما يصل طفلك إلى العمر والوزن المناسبين، فإن الأمر متروك لك عندما تقررين جعله يترك الرضاعة الليلية.
تبدأ بعض الأمهات عندما يشعرون أن الوقت قد حان لبدء استعادة نومهم، بينما ينظر الآخرون إلى طفلهم بحثًا عن إشارات مثل الرضعات الليلية القصيرة أو الاستيقاظ كثيرًا. مهما كان الأمر، يجب أن تحصل دائمًا على الضوء الأخضر من طبيب الأطفال أولاً قبل أن تبدأ الفطام الليلي ليؤكد لك أن طفلك سيستجيب في هذه الفترة.
اعلم أيضًا أنه ليس عليك القيام بالفطام الليلي بين 4 و6 أشهر. إذا كنت ستشعر براحة أكبر، فالانتظار لفترة أطول قليلاً أو تقليل الأمر لرضعة واحدة أو اثنتين في الليلة أمر جيد. (في هذه الحالة قد يكون من المفيد تقديم المزيد من الرضاعة خلال الوجبة الواحدة ليشبع جيدا ويقل احتمال عودة طفلك إلى الاستيقاظ أثناء النوم بسبب الجوع).
ضع في اعتبارك أنه بحلول الشهر الخامس أو السادس، ربما لا يكون الطفل الذي يستيقظ للرضاعة طوال الليل جائعًا حقًا (ما لم يكن لا يحصل على ما يكفيه خلال اليوم) لكنه فقط معتاد على تناول أخذ رضعات خفيفة ومداعبات خلال وقت النوم. ومع تقدم طفلك في السن وهو معتاد على هذا الأمر فإنه يجعل الفطام الليلي أمر صعب قليلا.
الفطام التدريجي أم الفطام المفاجئ
إذا كنت معتاد على تناول طعام معين قبل ذهابك إلى النوم، فلن تستطيع أن تمنع هذا النوع من الطعام بشكل مفاجئ ونهائي، فهذا أمر قاسي جدا، وكذلك نفس الأمر مع الطفل الرضيع الذي اعتاد منذ ولادته على الرضاعة في جميع الأوقات، فإذا منعت عنه الرضاعة بشكل قاطع عندما يستيقظ في الليل وهو معتاد على ذلك فإن هذا الأمر قاسي جدا ويؤثر على نفسيه طفلك بشكل كبير. لذلك وجد الخبراء في هذا المجال أن الفطام التدريجي هو أفضل ما يمكن أن تتتبعيه مع طفلك.
إن إبعاده تدريجيًا عن هذه العادة سيسهل الفطام الكامل، وإذا كنت ترضعين طفلك. فسيؤدي الفطام التدريجي كذلك إلى تقليل الشعور بعدم الراحة بالنسبة لك بشكل ملحوظ.
إحدى الطرق الشائعة للقيام بذلك هي ببساطة إطالة الوقت بين كل رضاعة ليلية. مع زيادة مده 15 إلى 30 دقيقة إضافية كل ليلة بين كل رضعه، مما يجعل طفلك يبدأ في النوم لفترة أطول وأطول، حتى يتوقف في النهاية عن الاستيقاظ في الليل تمامًا.
يمكنك أيضًا محاولة جعل كل رضعة أقصر عن طريق تقليل مقدار الوقت على كل ثدي أو وضع كميات أقل في زجاجة طفلك. واستمر في تقليل الكميات شيئًا فشيئًا، وعلى مدار أسبوع أو نحو ذلك، سيدرك طفلك أن الاستيقاظ لتناول الطعام لم يعد يستحق ذلك.
الفطام الليلي للرضاعة الطبيعية
يمكن للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أن يأخذوا بعض الوقت للتكيف مع عدم الرضاعة أثناء الليل. ولكن إذا كنت ترضعين، يمكن أن يكون الفطام الليلي أيضًا تعديلًا لجسمك وإمدادات الحليب لطفلك. فيما يلي بعض النصائح لجعل الانتقال سلسًا قدر الإمكان للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية:
1.تأكد من أن طفلك يأكل ما يكفي خلال النهار:
كلما زادت السعرات الحرارية التي يتناولها طفلك خلال ساعات النهار، قل احتياجه للرضاعة في اليل. حيث يجب أن يرضع الأطفال الذين يرضعون من الثدي دون سن 6 أشهر والذين لم يبدأوا في تناول الأطعمة الصلبة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال اليوم، ليصبح المجموع من 8 إلى 12 رضعة على مدار 24 ساعة. (بعد ذلك، تصبح خمس إلى ست رضعات في اليوم).
2.البدأ ببطء:
قطع عدة وجبات طوال الليل هو ما يسبب احتقان للثدي وزيادة خطر الإصابة بالتهاب الضرع، ويمكن أن يتسبب في انخفاض مخزون الحليب أيضًا.
بدلاً من ذلك، يجب التركيز في تقليل عدد الرضعات وليس كميه الرضعة الواحدة، مع إطالة الوقت بين الرضعات.
3.شفط الحليب من الثدي للراحة:
يمكن أن يؤدي شفط الحليب ليلًا إلى تخفيف كمية الحليب في الثدي مما يجعل طفلك يشعر بأن كميه الحليب قليله فلا يستيقظ للرضاعة لأنه يتعب حتى يرضع ما يحتاجه، وحتى لا يصاب ثديك بالاحتقان.
الفطام الليلي للأطفال الذين يرضعون صناعي
الفطام التدريجي للفطام الليلي يعمل جيدًا للأطفال الذين يرضعون من الزجاجة أيضًا. والمفتاح الرئيسي للنجاح هو التأكد من أن طفلك يحصل على ما يكفي من الطعام أثناء النهار حتى لا يكون مهتمًا بتناول الوجبات الخفيفة من الرضعات أثناء فترة النوم
بمجرد أن يبلغ طفلك من العمر ما يكفي ويزن ما يكفي لفطام الليل، وأيضا بعد أن يبدأ طفلك بتناول الأطعمة الصلبة، قد يضبط كمية الحليب التي يتناولها قليلاً. حيث انه كلما زادت كمية الحليب خلال ساعات الاستيقاظ، قل احتياجه للرضاعة خلال ساعات النوم.
كم من الوقت سوف يستغرق الفطام الليلي
باستخدام الفطام التدريجي، قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى يعتاد طفلك على الروتين الجديد. المفتاح في نجاح الأمر هو أن تكون صبورة لبضعة أسابيع جيدة، حتى عندما يستمر طفلك في الاستيقاظ في الليل.
نصائح حول الفطام الليلي لجميع الأطفال
هناك الكثير من الاستراتيجيات للفطام الليلي الناجح والتي تنطبق سواء كان طفلك يرضع من الثدي رضاعه طبيعية أو يرضع من الزجاجة، وتتضمن بعض التكتيكات التي يجب اتباعها فيما يلي:
1.أعط الطفل تغذية كافيه قبل النوم او تغذية الأحلام
يمكن أن يؤدي التخلص من جوع طفلك الصغير بتغذية مشبعة قبل الذهاب إلى الفراش مباشرةً إلى زيادة احتمالات نومه بشكل سليم لبقية الليل. لكن إذا كان الطفل لم يدخل إلى النوم بصورة كافيه وكان نعسانا، فقد يكون القليل من الرشفات أفضل من لا شيء خلال فترة النوم.
من ناحية أخرى، إذا كانت تغذية الأحلام تزيد من سرعتها حقًا وتجعل من الصعب عليه العودة إلى النوم، أو تجعله يعتاد على الاستيقاظ ليرضع كثيرًا، فيمكنك تجب عمل ذلك والاكتفاء بإشباعه جيدا قبل النوم.
2. لا تتسرع في عرض له الرضاعة
يستيقظ جميع الأطفال أثناء فترة النوم، ولا يعني الاستيقاظ القصير بالضرورة أن طفلك الصغير جائع. قد يكون مجرد قلق، لذا امنحه القليل من الوقت للاستقرار مرة أخرى قبل التسرع تلقائيًا لإرضاعه.
3.كوني صبوره
الفطام الليلي هو تعديل لطفلك، وستعتاد على الوضع الطبيعي الجديد بشكل أسرع إذا كانت لديك خطة والتزمت بها بدلاً من تقديم الرضاعة في بعض الليالي دون غيرها. (مع ذلك، ضع في اعتبارك أنه حتى بعد أن يفطم ليلًا تمامًا من الرضاعة، فقد يحتاج إلى تناول الطعام خلال الليل عندما يكون مريضًا او لأي ظروف أخرى).
4.قومي بتقديم الرضاعة عندما يحتاج ذلك
من ناحية أخرى، إذا كان طفلك لا ينام مرة أخرى بسرعه بعد استيقاظه خلال الليل وتشعر أنه بحاجة حقا لتناول الطعام، أطعميه او أرضعيه. لكن افعل ذلك بعد القيام بعده أمور على سبيل المثال إطفاء الأنوار (أو جعلها خافته). وتجنب الكثير من المحادثات أو الكلام، ولا تغير الحفاض إلا إذا كانت متسخة أو مبللة للغاية، وإذا تمت كل هذه الأمور ولم يستجب للنوم فيمكنك إرضاعه.
غالبًا ما يكون الفطام الليلي عمليا، ويسير بعض الأطفال بوتيرة مختلفة عن غيرهم. حيث سيساعد إسقاط الرضعات تدريجيًا والاحتفاظ بنظام منسق لطفلك الصغير على يتعلم النظام الجديد في وقت أقرب، ولكن إذا بدا أنه يواجه صعوبة في التكيف، فلا تتردد في التوقف مؤقتًا وتأجيل الموضوع قليلا حتى يكون مستعد لذلك. علاوة على ذلك عليك استشارة طبيب الأطفال كلما كانت لديك أسئلة أو مخاوف، أو أردت فقط متابعة تقدم طفلك.
حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت ، فعليك بالصبر فسيبتعد طفلك في النهاية عن الرضاعة الليلية، وبعد ذلك ستحصل الام والطفل على النوم المستمر العميق.