كيف تعالج إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال

إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال يمكن أن تسبب الحمى لدى الأطفال قلق الآباء، حيث يعاني الطفل الرضيع من الألم و ارتفاع درجة الحرارة. و يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم مؤشر على وجود خطأ ما في الجسم مما يستدعي العناية الطبية.

و الحمى هي حالة إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال عن المعدل الطبيعي. و تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى الحمى عند الأطفال الرضع على أنها درجة حرارة الطفل عندما تكون أعلى من 38 درجة مئوية. و تتراوح درجة الحرارة الطبيعية للطفل بين 36.4 درجة مئوية و 37.5 درجة مئوية. و هناك عدة طرق يمكن من خلالها قياس درجة حرارة جسم الطفل و التي يمكن أن يختلف تعريف الحمى فيها.

درجات الحرارة الطبيعية و المرتفعة لدى الأطفال الرضع

درجة الحرارة من الإبط هي الأقل دقة، و التي تقاس من الشرج هي الأكثر دقة. و تعتبر درجة حرارة الجسم بين 37.7 درجة مئوية و 37.8 درجة مئوية هي ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو حمى خفيفة لدى الأطفال.  أما درجات الحرارة فوق 38 درجة مئوية تعتبر درجة حرارة مرتفعة. و عند تعرض الطفل لارتفاع في درجة الحرارة أكثر من المعدل الطبيعي فمن الأفضل الذهاب إلى الطبيب لمعرفة السبب وراء هذه الحمى.

ما الذي يسبب إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال ؟

الحمى تعتبر عَرَض للعديد من الأمراض و الحالات الطبية، و فيما يلي بعض الأسباب الشائعة إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال

• الالتهابات الفيروسية: يستجيب المخ لوجود فيروس في الجسم عن طريق رفع درجة حرارة الجسم. و يمكن لبعض الفيروسات مثل فيروس الملاريا أن تسبب ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل.
• الالتهابات البكتيرية: عندما يكتشف الجهاز المناعي وجود بكتيريا في الجسم، فإنه يشير إلى المخ و ذلك ليزيد من درجة حرارة الجسم الأساسية. تحدث الحمى أيضاً عندما تطلق البكتيريا السموم في مجرى الدم.
• التحصين ( التطعيمات): يمكن ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الطفل كأحد الآثار الجانبية للتطعيم. يحصل الأطفال على التطعيم ضد العديد من الأمراض و قد يظهر ارتفاع في درجة الحرارة بعد التطعيم. و بالرغم من ذلك فإن الحمى التي تحدث بعد التطعيم منخفضة الحرارة و مؤقتة و عادة ما تزول في يوم واحد.
• الإفراط في ارتداء الملابس: قد يتعرض الطفل الذي يرتدي الكثير من الملابس لارتفاع في درجة الحرارة في الجسم أو الجبهة، و لكن دون التعرض للحمى. و لكن ارتداء الكثير من الملابس و خاصة خلال فصل الصيف قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالحمى.
• الجفاف: تناول القليل من السوائل و تعرض الطفل للجفاف يمكن أن يسبب ارتفاع في درجة حرارة الجسم. قد يصاب الأطفال حديثي الولادة و الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 2 – 3 أيام و الذين يعتمدون على حليب الأم قد يتعرضون للجفاف و يصابون بالحمى.
• الحمى بسبب ضربة الشمس و الإرهاق: يمكن لضربة الشمس أن تسبب ارتفاع في درجة حرارة الجسم و قد تصل درجة الحرارة إلى 40.5 درجة مئوية. و قد يسبب الإرهاق أيضاً الحمى الخفيفة و التي بضاحيها درجة حرارة بين 37.8 إلى 39 درجة مئوية. كلتا المشكلتين ناتجتان عن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.
• التسنين: يتسبب التسنين في إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال للطفل الرضيع و التي قد تصل إلى 38 درجة مئوية.
• الالتهابات داخل الرحم: في بعض الحالات قد يولد الطفل مصاب بالحمى و ذلك بسبب عدوى في الكيس الأمنيوسي. قد يكون هذا بسبب أمراض الرحم أثناء الرحم مثل التهاب المشيمة و الذي يتسبب في إصابة الطفل بالحمى بعد الولادة مباشرة أو بعد عدة أيام، و هي تحدث عندما تهاجم البكتيريا السائل الأمنيوسي و المشيمة.

تعتبر الحمى عَرَض لمرض و ليست حالة مرضية، و يمكن لكل حالة أن تقدم مؤشرات أخرى للمشكلة. و يمكن ملاحظة الحمى بكل سهولة في الطفل المصاب بالحمى و بعد ذلك معرفة سبب هذه الحمى.

ما هي أعراض إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال ؟

عندما يعاني طفلك من الحمى، فإن الأعراض الأساسية هي أعراض المرض الذي يسبب الحمى. و فيما يلي بعض الأعراض المحددة للحمى:

• الشعور بالدفء أو الاحمرار: إذا كان طفلك يعاني من الحمى فستشعر بالحرارة عند لمسه، كما قد تكون خدوده حمراء اللون بشكل ملحوظ.
• يتعرق أكثر من المعتاد: إذا كان طفلك يعاني من ارتفاع و انخفاض الحرارة، فإنه سيتعرق كثيراً، أكثر من المعتاد عند فقدان الحرارة. لذلك فإن التعرق الكثير قد يكون علامة على ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• رعشات البرد: عندما تكون درجة حرارة الجسم أعلى مما يحيط به، فإن الرضيع قد يشعر بالبرد. قد تحدث الرعشة لتوليد المزيد من الحرارة للتغلب على القشعريرة.
• لا يشعر بالجوع و يشعر بالعطش: إذا كان طفلك يعاني من فقدان الشهية و يعطش كثيراً، فقد يعاني الطفل من الحمى، حيث يحتاج الجسم للمزيد من الماء للتبريد.

متى تذهب للطبيب في حالة تعرض الطفل للحمى ؟

اذهب إلى الطبيب عندما يعاني طفلك من الحمى و إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال في الحالات الآتية:

• إذا كان عمر طفلك أقل من 3 أشهر: قد تكون الحمى لدى الأطفال حديثي الولادة خطيرة لأن الطفل في هذه المرحلة تكون مناعته ضعيفة و لذلك قد يكون عرضة لخطر أكبر.
• عمر طفلك يتراوح بين 3 – 6 أشهر : عادة ما تصاحب الحمى النعاس و الخمول و نقص الطاقة، لذلك إذا كان طفلك يعاني من هذه الأعراض توجه إلى الطبيب على الفور.
• عمر الطفل أكثر من 6 أشهر و يعاني من الحمى لأكثر من يوم: في بعض الأحيان قد يكون الطفل مصاب بالحمى و العرض الوحيد الذي يظهر عليه هو ارتفاع حرارة الجبين. و لكن إذا استمرت الحمى لأكثر من يوم واحد، فيجب استشارة طبيب الأطفال.

و هناك بعض الأعراض الأخرى التي تشير إلى وجود مشكلة إذا كانت مصاحبة للحمى، و التي تشمل:

• الإسهال.
• القيء.
• البكاء المستمر.
• طفح في الجلد أو تلون الجلد.
• ألم المعدة.
• تصلب العضلات.
• تورم جزء من الجسم.
• التشنجات أو النوبات.
• فقدان الوعي.

سيقوم الطبيب بتشخيص الحمى و معرفة سببها بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية و معرفة المزيد عن التاريخ الطبي للطفل. و بذلك سيتمكن من تحديد الأدوية المناسبة لحالة طفلك للتغلب على الحمى و أسبابها.

كيف تتخلص من إرتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال ؟

اتبع الخطوات التالية للتخلص من الحمى لدى الأطفال و التغلب على إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال :

• أكمل العلاج: تأكد من أن الطفل قد أنهى تماماً مجموعة الأدوية التي يصفها له الطبيب. إذا كانت الحمى ناتجة عن التهاب بكتيري، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية و المضادات الحيوية للتخلص من سبب الحمى. و بمجرد علاج سبب المرض فسوف يشفى الطفل تلقائياً من الحمى.
• امنح طفلك الكثير من السوائل: شرب الكثير من السوائل يساعد على امتصاص حرارة الجسم و يمكن أن يساعد في استعادة الجسم لدرجة حرارته الطبيعية. إذا كان عمر طفلك أقل من 6 أشهر، يجب على الأم إرضاعه كثيراً. أما الأطفال الأكبر سناً فمن الأفضل أن يتناولوا بعض الماء للمساعدة في تقليل درجة حرارة الجسم.
• دع الطفل يحصل على قسط كبير من الراحة: اترك الطفل يرتاح لفترة أطول في الفراش في بيئة هادئة. اغلق جميع الأضواء في الغرفة و استخدم الستائر لعزل الغرفة عن الضوضاء. تجنب الخروج خارج المنزل و التنزه إذا كان طفلك يعاني من الحمى، الراحة ضرورية لأنها تعطي الجسم الوقت الكافي للاستشفاء و علاج نفسه بشكل طبيعي.
• اجعل طفلك يرتدي ملابس مريحة: ارتداء الطفل لملابس خفيفة و مريحة يقلل من خطر التعرض للحمى خاصة في فصل الصيف. الكثير من الحرارة تخرج من الجسم عن طريق الجلد و لكن ارتداء الطفل للكثير من الملابس أو للملابس الضيقة قد يمنع فقدان الحرارة. عندما تكون إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال فمن الأفضل ألا يرتدي ملابس على الإطلاق. فقط طبقة واحدة من الملابس تكفي، بالإضافة إلى بطانية واحدة فقط على فراش الطفل قد تكون كافية لطفلك.
• استشر الطبيب قبل إعطاء طفلك أي أدوية للتخلص من الحمى: الأسيتامينوفين ” الباراسيتامول ” و الذي يباع تحت إسم السيتال أو البارامول، هو أحد العلاجات الآمنة التي يمكن استخدامها للتخلص من الحمى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 – 6 أشهر. و يمكن استخدام الإيبوبروفين للأطفال الرضع الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر. جرعة الأسيتامينوفين للأطفال الذين يعانون من الحمى هي مرة واحدة كل 4 – 6 ساعات، بينما جرعة الإيبوبروفين هي مرة واحدة كل 6 – 8 ساعات. استشر الطبيب أولاً قبل إعطاء طفلك أي عقار خافض للحرارة، كما يجب عليك تجنب الأسبرين لأنه يمكن أن يسبب الإصابة بمتلازمة رأي عند الأطفال.
• إعط طفلك حمام بالإسفنجة: تعتبر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الإسفنج طريقة طبيعية للتخلص من الحمى لدى الأطفال. فقط قم بغمر الإسفنجة بالماء الذي تتراوح درجة حرارته بين 29.4 – 32.2 درجة مئوية. لا تستخدم الماء البارد لأنه قد يتسبب في إصابة الطفل بالرعشة. لا يُنصح أيضاً باستخدام المنشفة المغمورة بالكحول على جبين الطفل أو أي أجزاء أخرى من جسم الطفل، حيث أن جسم الطفل له القدرة على امتصاص الكحول.

من الضروري القيام بأحد هذه الخطوات أو بعضها للتخلص من الحمى الشديدة و التي قد تؤدي إلى بعض المضاعفات القوية.

ما هي الأطعمة التي تقدمها لطفلك الذي يعاني من الحمى ؟

فيما يلي بعض الخيارات و الوجبات الغذائية التي يمكن للطفل المصاب بالحمى أن يتناولها:

• حليب الثدي: بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، يعتبر حليب الثدي هو المصدر الوحيد للتغذية و الحصول على السوائل. إطعام الطفل في كثير من الأحيان يساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم و تقليل الانزعاج و خفض درجة حرارة الجسم.
• الفواكه المهروسة و الخضروات المهروسة: يمكنك هرس بعض الفواكه و الخضروات بالماء و إعطائها للطفل بعد عمر 6 أشهر.
• شوربة أو مرق اللحم: تعتبر شوربة اللحم أو مرقة اللحم من الأطعمة سهلة الهضم، كما أنها توفر الكثير من الماء و المواد الغذائية للطفل.
• محلول الجفاف: تساعد محاليل الجفاف على تجديد الشوارد في الجسم و خاصة التي تتأثر بسبب الجفاف الذي يؤدي إلى الحمى.
• حبوب الأطفال: يمكن إعطاء الطفل بعض الحبوب بعد خلطها بالماء أو الحليب الصناعي و ذلك حتى يصبح من السهل على الطفل تناولها.
• الخضروات أو الفواكه: يمكن للأطفال الأكبر عمراً أن يتناولوا بعض الفواكه و الخضروات مثل الجزر، الموز، أو التفاح المسلوق.

لا تجبر الطفل على تناول الطعام أبداً و لكن اترك الأمر حسب رغبة الطفل. عندما يبدأ طفلك في الشعور بالتحسن ستتحسن شهيته من تلقاء نفسها. و بعد معرفة العلاجات و التغذية، لا بد من معرفة طرق وقاية الطفل من التعرض للحمى.

كيف تقين طفلك من إرتفاع درجة الحرارة ؟

فيما يلي بعض النصائح للمساعدة على وقاية الطفل من الحمى  و إرتفاع درجة الحرارة عند الأطفال التي تشمل:

1- الحفاظ على نظافة الطفل جيداً

يجب الحفاظ على بيئة الطفل نظيفة و غسل جميع أغراضه بانتظام. يميل معظم الأطفال إلى وضع الأشياء في أفواههم، و هذا يعرضهم للعديد من الأمراض. اغسل يد الطفل بعد اللعب أو عندما يعود من الخارج، و في حالة الأطفال الأكبر سناً، اغسل يديهم قبل و بعد تناول الوجبات الغذائية. كما ينبغي على الأشخاص القائمين على رعاية الكفل تعقيم أيديهم و الحفاظ على نظافة أيديهم جيداً قبل التعامل مع الطفل. إذا كان الشخص يعاني من البرد أو أي عدوى جلدية، فمن الأفضل الابتعاد عن الرضيع حتى تشفى من المرض.

2- إعطي طفلك طعام صحي

قم بتنظيف الخضروات و الفواكه جيداً قبل البدء في استخدامها من قبل الأطفال. يجب طهي الخضروات و اللحوم جيداً لإزالة البكتيريا و الجراثيم. إذا كان طفلك كبيراً بما يكفي لتناول الفواكه النيأة، اجعله يتناول الفواكه الطازجة بعد تنظيفها جيداً. يجب إعطاء الأطفال الأكبر سناً مياه الشرب المفلترة و النظيفة.

3- حافظ على رطوبة الطفل

قدم الكثير من السوائل للطفل، خاصة إذا كان الطقس دافئاً. إذا كنت في الخارج احرص على أن يكون معك زجاجة مياه. و إذا كان عمر طفلك أقل من 6 أشهر، يمكنك إرضاعه رضعات إضافية و ذلك للتغلب على العطش.

4- لا تجعل طفلك يرتدي الكثير من الملابس

لا تجعل طفلك يرتدي الكثير من الملابس خاصة إذا لم يكن الطقس بارد جداً. لا داعي لارتداء طبقات متعددة من الملابس حيث يتعرض الأطفال لارتفاع درجة الحرارة بسرعة، و يمكن للملابس الزائدة أن ترفع من درجة حرارة الجسم مما يسبب الحمى.

تعتبر الحمى لدى الأطفال من الأمور الشائعة و التي لها العديد من الأسباب، و قد تسبب الحمى بعض القلق و التوتر لدى الأبوين، خاصة إذا كان عمر الطفل الرضيع أقل من 6 أشهر، و لكن بالرغم من ذلك فإن معظم أسباب الحمى غالباً ما تكون قابلة للعلاج. يمكنك القيام ببعض الخطوات لحماية الطفل من الحمى و استشارة الطبيب إذا تطلب الأمر ذلك.