لما جدي دخل عليا المستشفى بعد ما ولدت، أول كلمة قالها: “يا حبيبتي، الـ 250 ألف اللي كنت ببعتهملك كل شهر ماكانوش كفاية؟” قلبي وقف.
“جدي… إيه الفلوس دي؟” همست. في اللحظة دي بالظبط، جوزي وحماتي دخلوا فجأة وإيديهم مليانة شنط ماركات فخمة—واتجمدوا مكانهم. وشوشهم اتخطف لونها. وقتها بس أدركت إن في حاجة غلط أوي، غلط جداً…
لما ولدت بنتي، كنت متوقعة إن أصعب حاجة في حياتي الجديدة هتبقى الليالي اللي مافيهاش نوم وتغيير الحفاضات اللي مش بتخلص. لكن الصدمة الحقيقية كانت لما جدي، إدوارد، دخل أوضتي في المستشفى. كان شايل ورد وابتسامة دافية وسؤال كاد يوقف قلبي.
“يا كلير يا حبيبتي،” قال بهدوء وهو بيمرر إيده على شعري زي ما كان بيعمل وأنا طفلة، “الـ 250 ألف اللي كنت ببعتهملك كل شهر ماكانوش كفاية؟ كان المفروض إنك عمرك ما تتزنقيش. أنا قلت لأمك تتأكد إن الفلوس بتوصلك.”
بصيت له باستغراب تام. “جدي… إيه الفلوس دي؟ أنا ما وصلنيش أي حاجة.”
تعبير وشه اتغير من الحنان الدافئ لصدمة وعدم تصديق. “كلير، أنا ببعتها من يوم ما اتجوزتي. إنتي بتقولي إنك مشفتيش ولا دفعة؟”
حسيت بخنقة في زوري. “ولا دفعة واحدة.”
قبل ما جدي يلحق يرد، الباب اتفتح فجأة. جوزي، مارك، وحماتي، فيفيان، دخلوا وشايلين في إيديهم شنط تسوق لامعة—ماركات عالمية غالية أوي عمري ما كنت أحلم أجيبها. كانوا “بيخلصوا مشاوير”، أو ده اللي قالوه. كانت أصواتهم عالية ومبتهجة—لغاية ما لاحظوا إننا مش لوحدنا.
فيفيان اتجمدت هي الأول. الشنط اتزحلقت من إيدها شوية. مارك اختفت ابتسامته وهو بيبص بعينه بسرعة بيني وبين جدي وبين تعابير وشي.
صوت جدي قطع الصمت زي السكينة. “مارك… فيفيان… ممكن أسألكوا سؤال؟” نبرة صوته كانت هادية لكن حادة ومخيفة جداً. “الفلوس اللي كنت ببعتها لحفيدتي كانت بتروح فين؟”
مارك بلع ريقه بصعوبة. فيفيان فضلت ترمش كذا مرة، وبتشد شفايفها كأنها بتدور على حجة. حسيت إن الهوا تقل حوالينا.
ضميت بنتي أكتر. إيدي كانت بتترعش.
“فلوس؟” مارك قال أخيراً، صوته بيتكسر. “إيه—إيه الفلوس دي؟”
جدي وقف مفرود أكتر، وشه احمر من غضب عمري ما شفته عليه قبل كده. “ماتستهبلوش عليا. كلير موصلهاش أي حاجة. ولا دولار واحد. وأنا أعتقد إني اكتشفت السبب دلوقتي.”
الأوضة سكتت. حتى البيبي بطلت تعيط.
وبعدين جدي قال حاجة خلت رعشة تسري في جسمي كله… “فاكرين بجد إني ماعرفش إنتوا بتعملوا إيه؟”
لما ولدت بنتي، كنت متوقعة إن أصعب حاجة في حياتي الجديدة هتبقى الليالي اللي مافيهاش نوم وتغيير الحفاضات اللي مش بتخلص. لكن الصدمة الحقيقية كانت لما جدي، إدوارد، دخل أوضتي في المستشفى. كان شايل ورد وابتسامة دافية وسؤال كاد يوقف قلبي.
“يا كلير يا حبيبتي،” قال بهدوء وهو بيمرر إيده على شعري زي ما كان بيعمل وأنا طفلة، “الـ 250 ألف اللي كنت ببعتهملك كل شهر ماكانوش كفاية؟ كان المفروض إنك عمرك ما تتزنقيش. أنا قلت لأمك تتأكد إن الفلوس بتوصلك.”
بصيت له باستغراب تام. “جدي… إيه الفلوس دي؟ أنا ما وصلنيش أي حاجة.”
تعبير وشه اتغير من الحنان الدافئ لصدمة وعدم تصديق. “كلير، أنا ببعتها من يوم ما اتجوزتي. إنتي بتقولي إنك مشفتيش ولا دفعة؟”
حسيت بخنقة في زوري. “ولا دفعة واحدة.”
قبل ما جدي يلحق يرد، الباب اتفتح فجأة. جوزي، مارك، وحماتي، فيفيان، دخلوا وشايلين في إيديهم شنط تسوق لامعة—ماركات عالمية غالية أوي عمري ما كنت أحلم أجيبها. كانوا “بيخلصوا مشاوير”، أو ده اللي قالوه. كانت أصواتهم عالية ومبتهجة—لغاية ما لاحظوا إننا مش لوحدنا.
فيفيان اتجمدت هي الأول. الشنط اتزحلقت من إيدها شوية. مارك اختفت ابتسامته وهو بيبص بعينه بسرعة بيني وبين جدي وبين تعابير وشي.
صوت جدي قطع الصمت زي السكينة. “مارك… فيفيان… ممكن أسألكوا سؤال؟” نبرة صوته كانت هادية لكن حادة ومخيفة جداً. “الفلوس اللي كنت ببعتها لحفيدتي كانت بتروح فين؟”
مارك بلع ريقه بصعوبة. فيفيان فضلت ترمش كذا مرة، وبتشد شفايفها كأنها بتدور على حجة. حسيت إن الهوا تقل حوالينا.
ضميت بنتي أكتر. إيدي كانت بتترعش.
“فلوس؟” مارك قال أخيراً، صوته بيتكسر. “إيه—إيه الفلوس دي؟”
جدي وقف مفرود أكتر، وشه احمر من غضب عمري ما شفته عليه قبل كده. “ماتستهبلوش عليا. كلير موصلهاش أي حاجة. ولا دولار واحد. وأنا أعتقد إني اكتشفت السبب دلوقتي.”
الأوضة سكتت. حتى البيبي بطلت تعيط.
وبعدين جدي قال حاجة خلت رعشة تسري في جسمي كله… “فاكرين بجد إني ماعرفش إنتوا بتعملوا إيه؟”
ضميت بنتي أكتر. إيدي كانت بتترعش.
**“فلوس؟”** مارك قال أخيراً، صوته مرتبك **“إيه—إيه الفلوس دي؟”**
جدي وقف مفرود أكتر، وشه احمر من غضب عمري ما شفته عليه قبل كده. **“ماتستهبلوش عليا. كلير موصلهاش أي حاجة. ولا دولار واحد. وأنا أعتقد إني اكتشفت السبب دلوقتي.”**
الأوضة سكتت. حتى البيبي بطلت تعيط.
وبعدين جدي قال حاجة خلت رعشة تسري في جسمي كله…
**“فاكرين بجد إني ماعرفش إنتوا بتعملوا إيه؟”**
الضغط في الأوضة زاد لدرجة حسيت إني مش قادرة أتنفس. إيد مارك اتشدت على شنط التسوق، وعين فيفيان بدأت تتنطط على الباب كأنها بتحسب فرصة إنها تهرب من الكلام ده.
جدي خد خطوة بطيئة وقرب منهم. **“بقالها تلات سنين،“ وأنا ببعت فلوس لكلير عشان تبني مستقبلها. مستقبل إنت وعدت إنك هتحميه. وبدل ده…”** بص على شنط الماركات. **“بدل ده، شكلكم بنيتوا مستقبل ليكوا إنتوا الاتنين.”**
فيفيان حاولت تسترد نفسها الأول. “إدوارد، أكيد ده سوء تفاهم. أكيد البنك…”
**“اسكتي،”** جدي قاطعها بحزم. “تقارير البنك بتجيلي أنا مباشرة. كل مليم اتحط في حساب باسم مارك. حساب كلير مالهاش أي صلاحية عليه.”
معدتي اتقلبت. بصيت لمارك. **“الكلام ده بجد؟ إنت خبيت عني فلوس؟”**
جز على سنانه، ورفض يبص لي. “كلير، اسمعيني—الأمور كانت ضيقة، وإحنا كنا محتاجين…”
**“الأمور كانت ضيقة؟”** كنت قربت أضحك، رغم إن حاسة إن صدري بيتكسر. “أنا كنت بشتغل شغلانتين وأنا حامل. خليتوني أحس بالذنب كل ما اشتري طلبات مش عليها عرض. وإنت…” صوتي ضعف. **“إنت كنت قاعد على ربع مليون دولار في الشهر؟”**
فيفيان طلعت خطوة قدام عشان تدافع. “إنتي مش فاهمة الحياة غالية إزاي. مارك كان محتاج يحافظ على مظهر معين في شغله. لو الناس شافته بيتزنق…”
**“بيتزنق؟”** جدي زعق بصوت عالي. **“إنتوا استنزفتوا أكتر من تمنية مليون دولار. تمنية. مليون. دولار!”**
مارك انفجر أخيراً. **“خلاص! ماشي! أنا استخدمتها! استخدمتها عشان أنا أستاهلها! كلير عمرها ما كانت هتفهم النجاح الحقيقي شكله إيه—هي دايماً كانت…”
جدي قلطع كلامة وبصوت عالي **“كفاية،”** وبعدها جدي صوته هدي لدرجة مخيفة. **“هتلم حاجتك. النهارده. كلير والبيبي هييجوا معايا البيت. وإنت”**—شاور على مارك—“**هترجع كل دولار سرقته. أنا مجهز المحامين بالفعل.”**
وش فيفيان بقى أبيض. “إدوارد، من فضلك…”
**“لأ،”** قال بحزم. “إنتوا تقريباً دمرتوا حياتها.”
حسيت بالدموع بتنزل على وشي، مش من الحزن، لكن من عاصفة غضب وخيانة وارتياح. مارك بص لي، والخوف حل محل الغرور.
**“كلير… من فضلك. إنتي مش هتاخدي بنتنا وتبعديها عني، صح؟”**
كلامه جه عليا زي الخبطة. أنا لسه مفكرتش في الخطوة دي.
لكن في اللحظة دي، وبنتي نايمة بهدوء في حضني، وقطع ثقتي المكسورة مبعثرة حوالي، عرفت إن لازم أخد قرار.
وهيغير حياتنا كلنا للأبد. خدت نفس طويل ومش مهزوز قبل ما أرد عليه. مارك مد إيده عليا، لكني رجعت لورا، وضمت بنتي أكتر.
**“إنت خدت مني كل حاجة،”** قلت بهدوء. “استقراري، ثقتي… فرصتي إني أجهز لوصولها. وعملت كل ده وإنت بتقولي إن إحنا **‘يا دوب مكفيين.’** خليتني أحس بالخجل من إني محتاجة مساعدة.”
وش مارك اتلوى. “أنا عملت غلطة…”
**“إنت عملت مئات الغلطات،”** رديت عليه. “كل شهر.”
جدي حط إيده بثبات على كتفي. **“مش لازم تاخدي قرار دلوقتي،”** قال بهدوء. **“بس إنتي تستاهلي الأمان. والصدق.”**
فيفيان فجأة انفجرت في العياط. “كلير، أرجوكي! إنتي هتدمرى مستقبل مارك. الناس كلها هتعرف!”
جدي ماترردش. **“لو فيه حد يستاهل يتحمل العواقب، فهو هو. مش كلير.”**
صوت مارك نزل لـ همس يائس. “أرجوكي… إديني فرصة أصلح اللي حصل.”
أخيراً بصيت في عينيه. لأول مرة، ماشفتش الراجل اللي اتجوزته—شفت الراجل اللي اختار الطمع بدل عيلته.
**“أنا محتاجة وقت،”** قلت. **“ومساحة. مش هتيجي معانا النهارده. أنا محتاجة أحمي بنتي من الموقف ده… منك.”**
هو خد خطوة لقدام، لكن جدي اتحرك بينا فوراً، بقى حائط حماية صامت.
**“هتواصل معاك عن طريق المحامين،”** جدي قال بحزم. **“أي حاجة تقولها من دلوقتي هتكون من خلالهم.”**
وش مارك انهار، لكن ماحستش بالشفقة. مش تاني.
لميت حاجاتي القليلة—هدومي، بطانية البيبي، شنطة صغيرة فيها الأساسيات. أي حاجة تانية، جدي أصر، هتتعوض.
وإحنا خارجين من الأوضة، حسيت بمشاعر غريبة متلخبطة بين الحزن والقوة. قلبي كان موجوع، لكن لأول مرة من سنين، حسيت إنه ملكي تاني.
لما طلعنا بره، الهوا الساقع خبط في وشي، وأدركت إني أخيراً بتنفس بحرية.
دي ماكنتش النهاية اللي كنت متوقعاها لما بقيت أم—بس يمكن دي تكون بداية لحاجة أحسن.
حياة جديدة. فصل جديد. قوة جديدة ماكنتش أعرف إنها جوايا.

