في نهاية اليوم نشعر جميعاً بالتعب، خصوصاً بعد جدول أعمال مزدحم و يوم حافل. ولكن التعب شئ مختلف عن الشعور بالضعف طوال الوقت. معرفة الفرق بين الإرهاق و التعب تفيد في التعرف على الحالات المحتملة. يمكنك العمل من أجل تحسين صحتك و المساعدة على منع ظهور بعض المشاكل الصحية. يمكن للإرهاق أن يكون أحد أعراض مرض كامن يحتاج إلى علاج و أنت لا تعرف
ما هو التعب و الإرهاق ؟
التعب:
يحدث التعب بسبب العمل الكثير أو قلة النوم. الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 عام يحتاجون للنوم ما لا يقل عن 7-9 ساعات يومياً. إذا كنت لا تحصل على قسط كافٍ من النوم فستشعر بالتعب. هذا النوع من التعب يذهب من تلقاء نفسه عند النوم جيداً و الحصول على الراحة الكافية. والتعب أيضاً من الممكن أن يشير إلى أمراض اخرى مثل فقر الم أو السكري أو الحمى الغدية. لذلك إذا كنت تحصل على الراحة الكافية و مازلت تشعر بالتعب، هذا ليس تعب بل إرهاق. يجب عليك الإتصال بطبيبك إذا شعرت بالتعب الشديد.
الإرهاق:
يستخدم دائماً لفظ الإرهاق كمرادف لكلمة التعب، و لكن هناك فرق بين الإثنين. عكس التعب، لا يمكن علاج الإرهاق بسهولة مثل التعب بتناول فنجان من القهوة. في معظم الحالات يبقى الإرهاق طويلاً و يجعلك تشعر بأنك منهك القوى حتى بعد نوم جيد ليلاً. يؤثر الإرهاق بشدة على الحياة اليومية للشخص. فقد تجد الشخص المرهق لا يكمل وقت عمله لشعوره بالتعب الشديد و الضعف و لا يستطيع مواصلة أنشطته اليومية. حتى أنهم قد يجدون صعوبة في تنظيف أسنانهم. ووفقاً لدراسة فإن النساء أكثر عرضة للإرهاق من الرجال. و الأسباب الأكثر شيوعاً للإرهاق هي العدوى و ضعف المناعة و الصدمات النفسية و الخلل الهرموني.
الأعراض:
يتميز التعب غالباً بنقص الطاقة و الشعور بالنعاس. حيث يشعر الشخص بالحاجة الماسة لأخذ القيلولة و تجديد طاقته. و بمجرد أن يحصل على قسط من النوم و الراحة يستعيد نشاطه مجدداً و يصبح جاهزاً للعمل. في كثير من حالات التعب كوب من القهوة يكفي لإستعادة النشاط. و لكن إذا إستمر التعب لأكثر من 24 ساعة و لم تشعر بالنشاط حتى بعد النوم والراحة، فأنت بحاجة للنظر على أعراض الإرهاق:
- النعاس المزمن والدوخة و التعب.
- الصداع
- ألم و ضعف العضلات.
- بطء في الإستجابة و ردود الفعل.
- ضعف الحكم و إتخاذ القرار
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن
- تغيرات المزاج والتهيج
- ضعف تناسق حركة اليد إلى العين
- تدهور المناعة
- عدم وضوح الرؤية
- تركيز ضعيف
- مشاكل الذاكرة
- الهلوسة
- عدم وجود الحافز
- ألم الحلق
- لا تشعر بالإنتعاش حتى بعد النوم
- تضخم الغدد الليمفاوية في الإبطين أو الرقبة.
الأسباب
معظم حالات التعب تكون عادة لقلة النوم و العمل الزائد و الكثير من التمارين الرياضية، أما الإرهاق فله أسيباب أكثر خطورة و طويلة الأجل. هناك قائمة طويلة من الحالات التي قد تؤدي إلى الشعور بالإرهاق و بعضها:
- فقر الدم.
- البرد و الانفلونزا
- فشل القلب الإحتقاني
- فشل القلب
- الصفراء
- إلتهاب الشعب الهوائية الحاد
- الجفاف
- إنخفاض مستويات السكر في الدم
- فيروس نقص المناعة / الإيدز
- الإضطراب ثنائي القطب
- فقدان الشهية العصبي
- الغدة الدرقية
- نقص البوتاسيوم في الدم
- نقص الصوديوم في الدم
- اعتلال عضلة القلب الإحتقاني
- السِمنة
- الأرق
- القلق
- قصور الغدة الدرقية
- إنتفاخ الرئة
- نزيف الدم
- الاضطرابات العاطفية الموسمية
- التهاب المسالك البولية
- مرض الشريان التاجي
- كرات الدم البيضاء المعدية
- تسمم غذائي
- الذئبة الحمراء الجهازية
- الحمل
- اعتلال الجذور (العصب المقروص)
- التهابات الجيوب الأنفية
- الالتهاب الرئوي
- الضمور العضلي لبيكر
- ضمور العضلات لدوشين
- إلتهاب النسيج الخلوي
حتى تشعر بالنشاط و تتخلص من التعب المزمن، يجب عليك أن تُشخص السبب و تعالجه. بعد التشخيص سيكون طبيبك قادر على تحديد المرض و يعمل على علاجه. إذا كانت الحالة قابلة للعلاج أو يمكن التحكم فيها، فقد تكون قادراً على الحد من تآثير الإرهاق. و تعتمد الخطوات التي تتخذها للتقليل من أعراض الإرهاق على شدة حالتك.
التشخيص
عادة ما يكون التعب قصيرالأمد و لا يحتاج إلى تشخيص أوعلاج. ولكن إذا إستمر التعب لعدة أيام‘ فأنت تحتاج للتشخيص. لأنه عندما تصاب بالإرهاق فقد تظهر عليك العديد العلامات و الأعراض و لكنه أيضاً سيكون صعب التشخيص. لذلك قد تقوم بالعديد من الإختبارات لتأكيد الحالة:
- قد يكون الإرهاق مرتبط بحدث صادم مؤخراً، مثل الجراحة و الولادة و الحزن.
- يمكن إستخدام الفحص البدني للتحقق من علامات المرض. مثل الصفراء و فقر الدم و الإيدز. قد يطلب الطبيب معلومات عن نمط حياة الشخص،و النظام الغذائي و الصحة العامة.
- و يمكن إستخدام الأشعة السينية و فحوص الدم و الإختبارات و تحليل البول لإستبعاد حالات مثل عدم التوازن الهرموني و العدوى و الصفراء و فقر الدم.
العلاج
يعالج التعب بسهولة أكثر من الإرهاق. عن طريق جدولة المزيد من النوم في روتينك اليومي. كما يمكنك تجربة بعض الأشياء الاخرى:
- لا تتناول الكافيين – 6 ساعات قبل النوم – لأنه عندما يدخل الكافيين جسمك فإنه يتخلص من 50% فقط منه بعد 6 ساعات.
- لا تشرب الكحول قبل الذهاب إلى الفراش حيث يتم معالجة وحدة واحدة فقط منه في الساعة.
- إبتعد عن الأدوات التكنولوجية الباعثة للضوء ساعتين قبل أن تذهب إلى النوم، لأن الضوء الأزرق المنبعث من التليفزيون، الكمبيوتر المحمول، الجهاز اللوحي و الهاتف تؤخر إنتاج الميلاتونين _ الهرمون المحفز للنوم في الجسم- .
- حافظ على سريرك أنيق و مرتب و قم بشراء فراش مريح للنوم عليه.
- قلل التوتر بإستخدام بعض تقنيات التنفس مثل التأمل و اليوجا و تاي تشي.
- قم بتنظيم عملك بالطريقة التي تساعدك على القيام به في الوقت المناسب دون الحاجة لعمل إضافي.
إذا كنت تحصل على ما يكفي من النوم ولا تقوم بإجهاد نفسك، سوف تتخلص من التعب بسهولة. على عكس الإجهاد الذي لا ينتهي بسرعة. إذا قمت بالإختبارات و تم تشخيصك بمرض أو سوء تغذية، في هذه الحالة ستحتاج لعلاج من أجل الحد من الإرهاق. ولكن إذا كنت لا تعاني من أي حالات طبية و مازلت تشعر بالإرهاق فعليك إتباع التعليمات الغذائية القادمة:
- تحسين عادات النوم و أخذ قسط كافٍ من النوم
- ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على التوازن بين النشاط والراحة
- لا تتناول الكافيين
- إشرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف
- تناول طعام صحي
- تجنب نقص الوزن أو زيادة الوزن عن طريق إدارة وزنك
- تعيين أهداف واقعية وجدول زمني للعمل
- الإسترخاء، حاول التأمل وممارسة اليوغا
- حدد وحل ضغوطات حياتك، مثل مشاكل العلاقة أو الصراع في مكان العمل
- تجنب استخدام النيكوتين والكحول والمخدرات
- بالنسبة لبعض المرضى، قد ينصح بالعلاج السلوكي لتحسين الصحة النفسية بشكل عام.
أشياء هامة
قد يكون الإرهاق ناتج عن عدد من العوامل مثل الإجهاد و مشاكل العمل و بعض الحالات الطبية و سوء التغذية و أسلوب الحياة الغير صحي. إذا كنت لا تحصل على التغذية الجيدة و النوم الكافي و تقوم ببعض الأنشطة ، فيجب عليك القيام بذلك بأي ثمن. إذهب إلى النوم و استيقظ في الصباح في أوقات ثابتة. تجنب الحصول على الأطعمة التي تزيد الوزن في الإفطار و تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة .
حاول الحفاظ على نشاط عقلك عن طريق لعب ألعاب الدماغ و حل الألغاز وقراءة كتب المساعدة الذاتيةو ممارسة تقنيات الإسترخاء. إذا كنت لا تزال تشعر بالإرهاق فأنت تحتاج للمساعدة الطبية. لأنه قد يكون علامة على أمراض كامنة مثل الصفراء و الإيدز و فقر الدم و الأرق و الإكتئاب و الإلتهاب الرئوي.