علاج التشتت الذهني يمكن الحصول عليه بسهولة من خلال بعض الأعشاب والمكملات الغذائية، فغالبًا ما يحدث تشتت التركيز نتيجة لنقص بعض العناصر الغذائية في الجسم أو الضغوطات الكبيرة التي يتعرض إليها الأشخاص في حياتهم، لذلك لا بد من اتباع عادات صحية سليمة تمنح للجسم راحته، وسوف نتعرف فيما يلي على طرق علاج التشتت الذهني وأسباب الإصابة به.
علاج التشتت الذهني
الشرود الذهني يعرفه العلماء بأنه ضعف في تركيز وانتباه الفرد لما يدور من حوله أو ضعف في الاستجابة إلى الأوامر، وقد ينشأ التشتت الذهني بسبب بعض المشكلات الداخلية النفسية التي يعاني منها الإنسان في مراحل حياته خصوصًا في مراحل حياته الأولى، والمتوسطة.
ويمكن أن يصاب الشخص بالتشتت الذهني بسبب أمراض نفسية مثل الوساوس الدماغية أو الاكتئاب، ويرى الأطباء أن الشرود الذهني هو أحد الأمراض النفسية التي قد تبدأ مع بداية حياة الشخص فيكون غير قادر على التركيز أو اتباع الأوامر التي تعطى له، أو قلة استيعابه وإدراكه لما يدرسه، ولذلك لا يعد الشرود الذهني إحدى مشكلات التعلم، بل يعد واحد من المشكلات النفسية السلوكية.
قد يتعرض الشخص بنسبة كبيرة للإصابة بالتشتت الذهني بسبب نقص الغذاء والفيتامينات في الجسم، فهذا يؤثر في فعالية الوظائف الدماغية والعقلية، وهناك بعض الأمور التي يمكن للشخص القيام بها لعلاج التشتت وعدم التركيز ومنها:
تناول المكملات الغذائية
يجب أن يقوم الشخص المصاب بالشرود الذهني باتباع نظام غذائي صحي يحرص فيه على الحصول على جميع العناصر الغذائية التي تساعد في تقوية الذهن وإعمال الوظائف العقلية، فيجب أن يحتوي نظامه الغذائي على الفواكه، والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة.
ويجب التقليل من تناول الكافيين وتناول وجبات صحية على مدار اليوم، وتساعد الفيتامينات بشكل كبير في تحسين الوظائف الدماغية، ومن أفضل المكملات الغذائية لعلاج التشتت الذهني ما يلي:
1- حمض الفوليك
حمض الفوليك من الأحماض الأساسية التي تعمل على تقليل التشتت الذهني فهو يعرف بفيتامين ب 9 وهو قابل للذوبان في الماء ويزيد من أيض الحمض الأميني الهوموسيستين، مما يؤدي إلى تعزيز الوظائف الإدراكية والمعرفية للأشخاص، ويفضل أن يتناوله البالغون بقدر يساوي 400 ميكرو غرام بالنسبة للرجال والنساء. أما بالنسبة للنساء الحوامل فيفضل أن يتناولوا 600 ميكرو غرام منه للمحافظة على التركيز والإدراك، ويوجد حمض الفوليك في كل من الأطعمة التالية:
- البازلاء.
- العدس.
- البرتقال.
- منتجات القمح الكامل.
- البنجر.
- الفاصوليا.
- الكبد.
- الهليون.
- السبانخ.
- البروكلي.
2- مركبات الفلافونويد
تساهم مركبات الفلافونويد بشكل كبير في سلوك الفرد وإدراكه، كما تساعد بكثرة على تحسين أداء الذاكرة، والتلم، فهذه المركبات تعمل على زيادة الخلايا العصبية في الجسم وإبقائها مستمرة في التفاعل وعلى قيد الحياة، كما تعمل على تقيلي الإجهاد التأكسدي، وتزيد من عمل منطقة الحصين الموجودة في الدماغ، ويجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعات اللازمة من تناول هذه المركبات يوميًا مع العلم أنها موجودة في الأطعمة الآتية:
- التوت الأزرق.
- الملفوف الأحمر.
- الفراولة.
- الشاي الأخضر.
- الحمضيات.
- البصل. البقدونس.
- فول الصويا.
- الشوكولاتة الداكنة.
3- عنصر الكولين
يعد عنصر الكولين أساسيًا في الغذاء لأنه يعزز من وظائف الأسيتيل كولين وهرمون الدوبامين داخل جسم الإنسان، وتناول كميات مناسبة من الكولين تزيد من الكمية المستقبلة للدوبامين مما يؤدي إلى تحسين الوظائف الدماغية، وعلاج التشتت الذهني والاضطرابات.
يمكن أن يتناول الرجال مقدار 550 مللي غرام منه يوميًا، بينما يمكن للنساء أن يتناولوا 425 مللي غرام من عنصر الكولين، ويوجد عنصر الكولين في الكثير من الأطعمة التي لا غنى عنها وهي:
- الحليب.
- البيض.
- صدور الدجاج.
- لحم البقر.
- كبد البقر.
- البروكلي.
4- فيتامين ك
فيتامين ك ضروري في تقوية الذاكرة العرضية للأشخاص ما يؤدي إلى التحسين من أداء الذاكرة اللفظية، يوجب أن يتناول النساء هذا المكمل يوميًا بمقدار 90 ميكرو غرام، وينصح الأطباء الرجال بتناول 120 ميكرو غرام منه يوميًا، ويتواجد فيتامين ك بكثرة داخل الكثير من الأطعمة مثل:
- السبانخ.
- البقدونس.
- الكرنب.
- زيت فول الصويا.
- البيض المسلوق.
- العنب.
5- الأحماض الدهنية أوميغا 3
يرى الدكتور جاد مارشال المدير الطبي المساعد في مركز أبحاث وعلاج مرض الزهايمر في مستشفى بريغهام أن تنظيم الغذاء يحل الكثير من المشكلات الذهنية دون الحاجة إلى استشارة الطبيب، وتساعد أحماض أوميغا 3 في بناء أغشية الخلايا الموجودة في الدماغ، وتحمل الكثير من التأثيرات المضادة للأكسدة والالتهاب.
لذلك تعد الأحماض الدهنية أوميغا 3 ضرورية في منع إصابة الدماغ بالتشتت الذهني وتقوية التركيز والإدراك المعرفي، وهب من أفضل المكملات الغذائية ومن الأحماض الدهنية أوميغا 3: وحمض الدوكوساهكساينويك، وحمض الإيكوسابنتاينويك، ويتم أخذ جرعات من هذه الأحماض تتراوح من 250 إلى 500 مللي غرم يوميًا، وهذه الأحماض توجد الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل.
ومن الأحماض الدهنية أوميغا 3 أيضًا التي تساعد في علاج التشتت الذهني وقلة التركيز والانتباه حمض ألفا-اللينولينيك، وينصح الأطباء أن يؤخذ بجرعات تساوي غرام يوميًا بالنسبة للرجال، و1.1 غرامًا للنساء، ويوجد هذا الحمض بدرجة كبيرة في الأطعمة الآتية:
- الخضار الورقية الخضراء: مثل براعم بروكسل، والسبانخ.
- الزيوت النباتية: ومنها وجفول الصويا، والكانولا.
- المكسرات والبذور: والتي تشمل بذور الكتان، والجوز.
الحد من التوتر القائم على اليقظة
من أهم طرق علاج التشتت الذهني وقلة التركيز هو القيام ببع التمارين النفسية التي تساعد في الحد من التوتر وبالتالي زيادة نسبة التركيز والانتباه بشكل كبير وملحوظ، ويتم عمل برنامج تدريبي متكامل يعمل على مساعدة الأشخاص على تجنب الانحرافات ومشتتات الذهن، وهناك بعض البرامج التدريبية المهمة مثل:
- تمارين الإطالة.
- التوعية.
- تمارين التنفس.
الراحة والتأمل
ممارسة التأمل مهمة للغاية في زيادة وعي الشخص وتركيزه على أهداف الحياة وعدم تشتت ذهنه، وتساعد عمليات التأمل على التعزيز من وظائف الدماغ المسؤولة عن الانتباه، ويساعد أيضًا في عملية التدرب الذهني مما يؤدي إلى زيادة التركيز في عند القيام بالمهام.
والراحة مهمة جدًا في علاج قلة التركيز والانتباه، حيث العمل الكثير يوميًا يزيد من معدل التشتت مما يصيب الشخص بالقلق والتوتر والكثير من الأعراض الأخرى، ولذلك يجب أخذ قسط كاف من الراحة للعقل والذهن، وذلك عن طريق تناول وجبات خفيفة في منتصف المهام، أو السير في مكان هادئ ببين الأشجار، أو الخروج في النهار والتمتع بفوائد الشمس في الصباح.
ممارسة التمارين الرياضية
التغذية السليمة مع ممارسة التمارين الرياضية عاملان أساسيان في عدم فقد التركيز الذي يقع بسبب ضمور المخ خصوصًا لكبار السن، لذلك فالتمارين الرياضية المنتظمة يوميًا مهمة جدًا في علاج التشتت الذهني، وزيادة الانتباه، ومنح الشخص قدرة عالية من التركيز، وينصح الأطباء بممارس التمارين الرياضية ما بين 75 إلى 225 دقيقة في الأسبوع.
أسباب الإصابة بالتشتت الذهني
علمنا طرق علاج التشتت الذهني وسوف نتعرف فيما يلي على أهم أسباب إصابة الإنسان بالشرود الذهني.
1- الخوف من المستقبل
قد يتفاجأ البعض بأن الخوف من المستقبل أحد أسباب الإصابة بالتشتت الذهني، ولكن التفكير في المستقبل دائمًا ما يشغل الناس والقلق مما سوف يقع وهذا يعد أولى أسباب قلة التركيز والشرود الذهني.
2- كثرة التفكير
كثرة التفكير في المشكلات وإيجاد طرق لحلها من أسباب الإصابة بالشرود الذهني والسرحان، فالأشخاص الذين يفكون بشدة في الأعمال والمسؤوليات يزداد تفكيرهم في إيجاد حلول لمشكلاتهم عن طريق التفكير بشكل دقيق، وهذا يسبب الشرود الذهني والتشتت وقلة التركيز.
3- أسباب مرضية
هناك بعض الأمراض التي تسبب مضاعفات بضعف التركيز وتقليل الانتباه، كما أن هناك بعض العلاجات التي تلعب دورًا كبيرًا في تشتيت الذهن، ومن أهم الأمراض التي تضاعف الشرود الذهني: أمراض القلب، ومرض السكري، وضغط الدم، وأمراض الدماغ، وبعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
4- وجود نقاط ضعف في الشخصية
التفكير في نقاط ضعف الشخص خصوصًا في المواقف الحياتية يكون عامًلًا من عوامل التشتت الذهني.
5- اضطرابات النوم
قلة النوم تؤثر بشكل سلبي على صحة الدماغ مما يؤدي إلى إصابة الشخص بالتوتر والأرق الزائد عن حده، لذلك يجب أن يأخذ الشخص كفايته من النوم، وممارسة الأنشطة وتمارين الاسترخاء التي تساعد على النوم مثل اليوغا، ومهم جدًا إيقاف التفكير قليلًا بالمشكلات حتى يمكن للدماغ العودة مرة أخرى للعمل بكفاءة دون تشتيت ذهني.
6- أمراض الدماغ
لا يمكن التقليل من خطورة أمراض الدماغ في تأثيرها على الذاكرة وقدرة الشخص على التركيز، لذلك يجب استشارة الطبيب إذا شعر الشخص بوجود مشكلة زائدة عن الحد في قدرة تركيز الدماغ.
أعراض التشتت الذهني وضعف التركيز
يمكن ملاحظة التشتت الذهني وضعف التركيز من خلال ظهور بعض الأعراض على الشخص، وسوف نذكرها لكم فيما يلي بعد أن عرفنا طرق علاج التشتت الذهني.
- عدم القدرة على التركيز في شيء محدد ووجود معاناة أثناء التركيز على التفاصيل الدقيقة.
- الشعور بالملل وعدم الرغبة أو القدرة على ممارسة النشاطات المختلفة.
- عدم القدرة على الانتباه لشخص يتكلم لفترة طويلة وعدم الإحاطة بما يقوله في بعض الأمور.
- فقد الكثير من الأغراض والإحساس بالفوضى الكبيرة في حياة الشخص.
- عدم القدرة على التخطيط وإنشاء جدول منظم للحياة.
- الإصابة بالقلق المستمر والتوتر، وصعوبة التصرف وحل المشكلات.
- كثرة التحدث إلى الأشخاص.
التشتت الذهني وقلة التركيز أمر يلازم أغلب البالغين وذلك بسبب ضغوطات الحياة وكثرة العمل، ولكن يجب أن يسعى الشخص لاتباع بعض الأنظمة الغذائية والتمارين التي تقلل من التشتت والسرحان.