هل الكوابيس لها علاقة بالأمراض النفسية أم أنها شيء عابر لا يجب الاهتمام به، فلم يتم حتى الآن تفسير سبب حدوث الأحلام، سواء كانت جيدة أو سيئة، ولكن هناك كوابيس ترتبط بما قد مر بك من أحداث غير محببة في يومك، وهي تنعكس على ما تراه، ولكن ماذا يعني تكرار نفس الحلم أكثر من مرة، وهل توجد بينه وبين الحالة النفسية للمريض أي علاقة؟ على الرغم من أن الكوابيس المزعجة تبدأ من سن صغير، فقد تبدأ من عمر 3 سنوات، وعادةً ما تقل عند سن الـ 10 سنوات، وبعد ذلك تبدأ في الظهور من جديد في فترة المراهقة ويستمر.
أسباب حدوث الكوابيس
تأتي الكوابيس لمعظم الأشخاص وهو حلم مفزع لا يستمر كثيرا، ولكنه يكون سبباً في استيقاظك، كما أنها تكون أمرا عابرا إلا في حالة تكرر حدوثها، وهي تظهر في مرحلة النوم العميق أو مرحلة حركة العين السريعة، وهذه هي أسباب حدوث الكوابيس:
- الاعتماد على الأدوية المنومة، أو أدوية مضادة للاكتئاب
- مشاهدة أفلام الرعب أو سماع قصص مرعبة قبل النوم أو قراءة كتب رعب، كما أن السهر مع على ألعاب الفيديو ليلًا يزيد من فرصة حدوث الكوابيس.
- تأتي للأشخاص الذين يعانون من أعراض الانسحاب من الكحول، الأشخاص المدمنة للمخدرات.
- تظهر بكثرة عند تناول الطعام وبالأخص الأطعمة الثقيلة قبل النوم مباشرة.
أسباب نفسية لظهور الكوابيس
تظهر الكوابيس كذلك في حالة وجود أمراض نفسية وخاصةً عندما تتكرر بشكل كبير، ومن بينها:
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطراب ما بعد الصدمة، وهو ينتج من تعرض الشخص لحادث أليم أو انتهاك بدني، أو أنه تعرض لاعتداء جنسي.
- الضغط النفسي.
أسباب مرضية لظهور الكوابيس
اقرأ عن : أغرب الأحلام وتفسيرها
هناك حالات مرضية أخرى وتظهر فيها الكوابيس أو الأحلام المفزعة بكثرة، ومن بينها:
- اضطراب الكابوس، وهي حالة مرضية تأتي نتيجة تكرار مشاهدة الكوابيس المفزعة ليلًا.
- توقف التنفس خلال النوم، تعد حالة مرضية حيث ينقطع التنفس عن الشخص خلال فترة النوم.
- حالة الخدار، وهي تمنح من اضطرابات النوم، حيث يعتمد الشخص على النوم الشديد أثناء النهار، وبعد ذلك يتبعها نوبات النوم.
هل الكوابيس لها علاقة بالأمراض النفسية
أكدت العالمة ميشيل كار، وهي الأستاذة في معمل جامعة سوانسي للنوم والباحثة في نفس المجال، أن الأحلام والكوابيس يو بينها وبين الاضطرابات النفسية والعقلية علاقة وثيقة، فقد قامت بالربط بين الصحة النفسية وبين الكوابيس التي يراها الشخص، وهذه هي الإجابة عن هل الكوابيس لها علاقة بالأمراض النفسية وهي كما يلي:
الاكتئاب
ترتبط أحلام مرضى الاكتئاب بالحالة المزاجية السلبية بشكل كبير، حيث إنها تحتوي في أحداثها على أحداث متنوعة ومختلفة ولكن جميعها مليئة بمزيد من الفشل والمصائب، كما أنها تتسم ب:
- تأتي الأحلام في صورة كوابيس تضم بعض العناصر المعبرة عن الموت، وهي تكثر مع الأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية.
- يكون مريض الاكتئاب في أحلامه شخص سلبي بصورة نسبية.
- أحلامه تكون أقل غرابة أو أنها تكون منفصلة عن الواقع
- لا يتمكن من تذكر الحلم بعد الاستيقاظ، أو أنه يتحدث عن ما دار في الحلم من تفاصيل، فقد قاموا بعمل اختبار لمجموعة أشخاص يعانون من الاكتئاب، وبعد المرور بمراحل النوم والدخول في نوبة نوم حركة العين السريعة، لم يتمكنوا من تذكر الحلم بعد مرور 5 دقائق من استيقاظهم، وهذا يعني بالضرورة مدى سطحية الأحلام التي يمر بها المصابين بالاكتئاب.
الشيزوفرينيا
تختلف الكوابيس والأحلام التي يراها مريض الشيزوفرينيا، حيث إنه يكون في على مستوى عالي من القلق مع وجود الكثير من المشاعر السلبية والعداوات.
كما أن أحلامه يظهر بها عدد أكبر من الغرباء والشخصيات غير المألوفة وهذا ما يعكس مدى الاضطهادية التي يعاني منها المريض بالشيزوفرينيا في يقظته، بل أنهم أيضاً يرون كوابيس أكثر من الأشخاص الأصحاء.
اضطراب الشخصية
يوجد الكثير من الأحلام التي يراها مريض اضطراب الشخصية وهي عادةً ما تكون أحلام سلبية:
- تظهر كذلك هذه الأحلام وهي تضم المزيد من الضغط النفسي خلال الحلم وتمتد بعد الاستيقاظ.
- يرى بعض الباحثين أن هذه الكوابيس تكون مرتبطة بصدمات خلال فترة الطفولة، بخبرات سيئة، وهذا ما يجعلها تظهر في صورة كوابيس مزمنة.
- كما وجدت بعض الدراسات بأن الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية، يظهر في الحلم بشكل أكثر وداً، ولا يظهر كثيراً بشكل عدواني، وهو يكون كذلك على مستوى عالي من الإحساس.
- ترتبط شدة الكوابيس بمدى وجود القلق والضغط العصبي في الفترة الحالية التي يمر بها.
كيف أقلل نوبات الكوابيس؟
قد يمكن التحايل على العقل حتى يتم التقليل من نوبات الكوابيس أثناء الليل وعادةً ما تصلح هذه الطرق، سواء للأشخاص الذي لا يعاني من وجود مشاكل نفسية أو مع وجود الأمراض، وما عليك فعله هو إجراء تغيير في نمط الحياة الذي تقوم به، وإجراء هذه الأمور وهي:
- لابد من تقليل كمية الكافيين التي يشربها الفرد أو الكحول في حالة الأشخاص الذين يتناولونه.
- أن تكون ممارسة التمارين الرياضية جزء هام من نظامك الأسبوعي على الأقل لـ 3 مرات على أسبوعيًّا.
- الاستعانة بالتمارين التي تساعد على الاسترخاء قبل الذهاب إلى النوم: ومن بينها اليوجا والتأمل.
- الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأدوية المهدئة.
- الالتزام بنظام ثابت للنوم وهو عن طريق التجهيز للنوم والذهاب إلى السرير في ساعة محددة، كما أن الاستيقاظ يكون في نفس التوقيت كل صباح.
تقليل نوبات الكوابيس عند الأطفال
يعاني الأطفال كذلك من وجود الكوابيس، لذلك لابد من التحدث مع الطفل على أنها مجرد أحلام لا تؤذي، كما يفضل اتباع بعض العادات التالية:
قم بأعطاء طفلك دمية أو بطانية، حتى يقوم باحتضانها عند نومه حيث تساعد في توفر الاطمئنان عندما ينام.
- ساعد طفلك بأن يكون له نمط محددًا وثابت للنوم والاستيقاظ.
- تعليم الطفل تمارين التنفس والتي من خلالها سوف يشعر بالاسترخاء وخاصةً قبل الذهاب للنوم.
- اجعل الطفل يقوم بكتابة نهاية الكابوس الذي شاهده وساعده في التحدث عن مواصفاته.
- اترك نور خافت للطفل لكي يساعد الطفل على الشعور بالأمان في نفس الطفل.
- لا تغلق باب غرفة النوم بشكل كامل بل اتركه مفتوحًا قليلاً أثناء نومه.
متى يجب عليك زيارة الطبيب بسبب الكوابيس؟
الكوابيس العارضة لا تساعدي الذهاب إلى طبيب، سواء لك أو لطفلك، ولكن مع تكرارها يمكنك عرض الأمر على طبيب الطفل أثناء إجراء الفحص الروتيني الذي تقوم به للطفل، ولكن عند ظهور هذه الأعراض لابد من مراجعة طبيب مختص، وهي كالتالي:
- تحدث بشكل متكرر وهي مستمرة مع مرور الوقت.
- تسببت في إخلاله بنظام نومك المنضبط.
- نتج عنها الإحساس بالخوف من الذهاب إلى النوم.
- تسببت في حدوث مشكلات سلوكية الشخص الذي يعاني منها خلال النهار، أو أن هناك صعوبة في القيام بأداء الأعمال.
وجميع هذه المشكلات ينتج عنها اضطراب الكابوس والذي يعد حالة مرضية وخاصةً مع الأشخاص الذين لديهم سجل وراثي من مشاكل اضطرابات النوم.
وصلنا معكم لنهاية تعرفنا على هل الكوابيس لها علاقة بالأمراض النفسية؟ وأنه بالفعل توجد علاقة وثيقة بين الاحلام وبين بعض الأمراض النفسية وإن الأمراض تتسبب في ظهور الكوابيس والكوابيس تعبر عن الحالة المرضية للشخص.
احسنتم على هذه المقالة
نتمنى أن نكون عند حسن ظنكم دائماً .