خطوات كتابة البحث العلمي شبه ثابتة ويجب الالتزام بها لكتابة بحث علمي مميز شاملًا لكافة النقاط التي يجب أن يتناولها، حيث يجب أن يتضمن إجابات على جميع التساؤلات الخاص بموضوع البحث، وذلك بالنسبة إلى جميع أنواع البحث العلمي سواء كانت قصيرة أو طويلة، ولذلك لا بد من توفر المهارات اللازمة لكتابة الأبحاث.
خطوات كتابة البحث العلمي
للتمكن من كتابة بحث بالطريقة الصحيحة فيجب العلم أنه كتابته تتم على مرحلتين متساويتين في الأهمية، وتتضمن كل مرحلة منهم مجموعة من الخطوات، وفيما يلي توضيح خطوات كتابة البحث العلمي بأول مرحلة:
تحديد الموضوع الرئيسي للبحث
قد يواجه الكثيرين صعوبة في اختيار موضوع مناسب للبحث بحيث يكون جدير بالمناقشة، ولذلك ينصح بطرح مجموعة من الأسئلة المهمة المرتبطة بمادة البحث، حيث يمكن من خلالها الحصول على إجابات مميزة لتلك الأسئلة، ولذلك يجب تحديد مشكلة ثم البدء في طرح الأسئلة حولها.
مراجعة الأدبيات
قد يكون موضوع البحث تمت مناقشته في بعض الأبحاث الأخرى بوقتٍ سابق، ولذلك ينصح بمراجعة تلك الأبحاث وملاحظة أي نقاط لم ترد بهم وإضافتها للبحث بحيث يختلف عن غيره من الأبحاث، تساعد تلك الخطوة أيضًا في معرفة الإطار الذي سيتم الاعتماد عليه في الاطلاع سواء كان نظري أو مرجعي، بجانب التمكن من تحديد إشكالية البحث بشكل دقيق.
اختيار مشكلة البحث
تمثل المشكلة أي ظواهر أو غموض في حاجة إلى تفسير، أو أي خلاف يحتاج إلى إجابة لفهمه، والمقصود من تحديد المشكلة أن يتم صياغتها في مجموعة من العبارات بشكل محدد ومفهوم يساعد في التعبير عن مضمون البحث.
تحديد المصادر الأساسية للمعلومات
على الباحث في تلك المرحلة أن يدون جميع الملاحظات التي سيحتاج الرجوع إليها أثناء كتابة البحث، كما يجب تدوين المصادر التي وردت بها تلك الملاحظات سواء كتب أو مقالات أو مراجع، دون إغفال اسم كاتب تلك المصادر وعنوانها والبيانات المتعلقة بها.
تجميع الأفكار وتنظيمها
العمل على ترتيب أفكار البحث وفقًا لتسلسل الأفكار الرئيسية، على أن يكون ترتيبًا منطقيًا يتضمن ترابط ما بين أجزائه المختلفة، مع تحديد عنوان واضح ومختصر لكل جزء، كما ينصح بكتابة البحث أولًا بمسودة للتمكن من تعديل أي أخطاء والتمكن من الإضافة أو الحذف.
كتابة البحث العلمي بالترتيب
بعد التمهيد لكتابة البحث يتم البدء الفعلي في كتابته، وذلك بالمرحلة الثانية في كتابة البحث، وفيما يلي سنتعرف على خطوات كتابة البحث العلمي بالمرحلة الثانية:
اختيار عنوان مناسب للبحث
عنوان البحث يجب اختياره بعناية ليعبر عن موضوع البحث بشكل دقيق، فهو أول عنصر يتم من خلاله تقييم جودة البحث، ولذلك ينصح بالتأكد من وجود ارتباط قوي ما بين مشكلة البحث الأساسية والعنوان، وأن يعبر العنوان عن تلك المشكلة والمشاكل الفرعية أيضًا.
مقدمة البحث
يجب أن تتضمن تمهيد مناسب لموضوع البحث والإشارة من خلالها إلى أهميته، حيث يمكن التوضيح من خلالها عن فكرة البحث الرئيسية وما يتضمن من منهج وأهداف وما إلى ذلك، مع نبذة مختصرة عن النتائج التي تمكن الباحث من التوصل إليها.
عرض مشكلة البحث
مشكلة البحث يجب أن يتم عرضها بشكل مبسط يساعد القراء في تفهمها وفهم الحلول المطروحة بالبحث، وذلك عن طريق الاعتماد على لغة علمية قوية وصحيحة.
تحديد أسئلة البحث
الأسئلة التي يتم طرحها بالبحث لا بد وأن ترتبط بمشكلة البحث كيفيًا وكميًا، ولذلك من الضروري أن يتم طرحها بشكل يغطي كافة أسئلة البحث سواء الكبيرة أو الصغيرة بحيث تعبر عن مشكلة البحث بشكل دقيق.
أهداف البحث
الأهداف عبارة عن العوامل الأساسية التي دفعت الباحث إلى اختيار تلك المشكلة بالتحديد لتناولها في البحث، وينصح بتفنيدها بأسلوب علمي ممنهج، كما يجب أن يكون هناك إمكانية لتحقيقها وتنفيذها في الواقع، مع الحرص على تناول نتائج مختلفة عن أي دراسة أخرى تناولت نفس موضوع البحث.
أهمية البحث
تتمثل أهمية البحث في توضيح الفائدة التي يمكن جنيها من البحث، مع توضيح الفئة التي ستستفيد منه وأوجه الاستفادة، وتتجلى تلك الأهمية في الإجابات التي يبحث عنها القارئ في التساؤلات التي تدور في ذهنه والتي يجب أن تكون وردت بالبحث.
منهجية الدراسة
هي عبارة عن المنهج العلمي التي تتماشى مع مشكلة البحث، فعلى الباحث اختيار أحد المناهج الخاصة بالبحث العلمي، وعلى الباحث اختيار المنهج العلمي في اختيار مشكلة البحث وأدواتها ونتائجها.
أدوات الدراسة
منهجية البحث العلمي تتحدد وفقًا لأدوات الدراسة المستخدمة في كتابة البحث، وعلى الباحث أن يختار أدوات تتناسب مع موضوع البحث.
خطة البحث
تتمثل في الخطوط العريضة التي سيحددها الباحث للالتزام بها أثناء كتابة البحث، كما أنه سيحتاجها عند مناقشة البحث.
المراجع
هي المصادر التي اعتمد عليها الباحث ليصل إلى النتائج المرجوة، ووفقًا لمدى صلاحيتها وقوتها تقاس جودة البحث، فمن الضروري تدوين كافة المراجع التي تم استخدامها بنهاية البحث.
شروط مقدمة البحث العلمي
تعد المقدمة من أهم خطوات كتابة البحث العلمي فمن خلالها ينجذب القارئ إلى مواصلة قراءة البحث، ولذلك يجب أن تتضمن نبذة مختصرة حول موضوع البحث، كما أن هناك بعض الشروط التي يجب اتباعها عند كتابة المقدمة، وهي كما يلي:
- يجب أن تكون مختصرة قدر الإمكان وأيضًا شاملة لجميع الأفكار الخاصة بالبحث، مع الحرص أن يكون طول المقدمة مناسبًا لطول البحث.
- الإشارة إلى الدوافع العلمية خلف اختيار موضوع البحث.
- يفضل أن تتضمن أهم الاقتباسات العلمية التي قام الباحث باستخدامها، ومحاولة شرحها بطريقة مبسطة يستطيع القارئ استيعابها.
- استخدام مصطلحات دارجة وكلمات واضحة تدل بشكل مباشر على المعنى المقصود دون أي لبس.
- كتابة أفكار وفصول البحث بشكل مختصر وبنفس التسلسل المتبع بالبحث.
- تجنب ذكر الآراء الشخصية والتحدث بأسلوب فيه غرور أو تكبر.
- التمتع بقدر كافي من المهارات التي تمكنه من الكتابة بشكل صحيح على المستوى اللغوي والقواعد النحوية الصحيحة.
خصائص البحث العلمي
للأبحاث العلمية مجموعة من الخصائص التي يجب الالتزام بها لكتابة البحث بشكل احترافي، والالتزام بها يعد من ضمن خطوات كتابة البحث العلمي التي ينصح باتباعها، وهي كما يلي:
الدقة والاختيارية
المقصود بها أن النتائج التي يتم التوصل إليها خلال البحث لا بد وأن تكون قابلة للتأكد منها، مع ضرورة ذكر فقط المعلومات الدقيقة التي يتم الحصول عليها من مصادر موثوقة.
الموضوعية
هي التزام الباحث بالموضوعية في كتابة البحث وما ورد به من حلول ونتائج، مع تجنب التحيز أو التأثر بأي أفكار أو معتقدات شخصية.
الاختصار والتبسيط
الاختصار من أهم الخصائص التي يجب على الباحث أن يلتزم بها عند كتابة جميع أجزاء البحث، مع الحرص على ألا يكون مختصر بشكل مبالغ فيه، فيجب أن يكون مناسب بما يسمح للقارئ بفهم المقصود من البحث.
المنطقية
على الباحث أن يلتزم بالمنطقية في طرحه للحلول التي سيتناولها في البحث، بحيث يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
الأمانة العلمية
تعني قيام الباحث بتوثيق كافة المعلومات المذكورة مع المصادر الخاصة بها، مع الدقة الشديدة في ذكر الأفكار والآراء.
إلى هنا ينتهي مقالنا حول خطوات كتابة البحث العلمي، فهناك بعض النصائح التي يجب أن يتضمنها البحث العلمي لكتابته بشكل احترافي ملم بكافة المعلومات والعناصر التي يجب ذكرها ليكون مكتمل الأركان.