الكوليسترول هو أحد الدهون الضارة الموجودة في جسم الإنسان. و هناك العديد من الأسباب الرئيسية و الشائعة التي تؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول في الدم، منها النظام الغذائي و التدخين و حتى العوامل الوراثية. و على الرغم من أنه شائع الحدوث، إلا أن إرتفاع مستويات الكوليسترول نادرًا ما تظهر له أعراض. لذلك، من المهم إجراء فحوصات روتينية للكوليسترول و ذلك للاطمئنان على صحتك و تجنب العديد من المشاكل الصحية المزعجة.
يعد إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم مشكلة طبية شائعة الحدوث في جميع أنحاء العالم. كما أن مركز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها ( CDC ) و مقره الولايات المتحدة الأمريكية، يؤكد أن ما يقرب من 94 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة و الذين تزداد أعمارهم عن 20 عام، لديهم ما يمكن إعتباره إرتفاع في مستوى الكوليسترول.
و مع ذلك، نظرًا لأن هذه الحالة الصحية عادة ما تظهر بدون أي أعراض حقيقية واضحة. فقد لا تعرف أنك حتى مصاب بها إلا بعد زيارة الطبيب و القيام بالفحوصات و التحاليل اللازمة.
ما هو الكوليسترول ؟
الكوليسترول هو نوع من أنواع الدهون. و هو مادة شمعية شبيهة بالدهون ينتجها الكبد بشكل طبيعي داخل الجسم. كما أنه يعتبر هام و حيوي لتكوين أغشية الخلايا و بعض الهرمونات و أيضًا فيتامين د.
لا يذوب الكوليسترول في الماء، لذلك لا يمكن أن ينتقل عبر الدم من تلقاء نفسه. للمساعدة في نقل الكوليسترول، يقوم الكبد بإنتاج البروتينات الدهنية.
البروتينات الدهنية هي جزئيات مصنوعة من الدهون و البروتينات.، و التي تقوم بحمل الكوليسترول و الدهون الثلاثية ( نوع آخر من الدهون ) عبر مجرى الدم. الشكلان الرئيسيان للبروتين الدهني هما البروتين الدهني منخفض الكثافة ( LDL ) و البروتين الدهني عالي الكثافة ( HDL ).
كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة هو أي كوليسترول تحمله البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة. و إذا كان دمك يحتوي على الكثير من الكوليسترول الضار، فقد يتم تشخيصك بإرتفاع الكوليسترول في الدم. و بدون علاج، قد يتسبب إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم في العديد من المشاكل الصحية، مثل النوبات القلبية و السكتات الدماغية.
ما هي علامات إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم ؟
نادرًا ما يتسبب إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم في ظهور أي أعراض في البداية. لهذا السبب، من المهم فحص مستويات الكوليسترول بشكل منتظم. ففي معظم الحالات، يعتبر ارتفاع الكوليسترول حالة صامتة، اي بدون ظهور أي أعراض. حتى أن كثير من الناس لا يدركون أنهم يعانون من إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم حتى تظهر بعض المضاعفات الخطيرة، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
هذا هو السبب في أهمية فحص الكوليسترول بشكل روتيني. إذا كان عمرك 20 عام أو أكثر، فقم بفحص روتيني للكوليسترول بإشراف الطبيب المختص. هذا الأمر سيساعدك على تجنب ارتفاع مستويات الكوليسترول دون أن تعرف.
عندما ترتفع مستويات الكوليسترول في الدم، قد يقوم الجسم بتخزين الكميات الإضافية منه في الشرايين. هذه الشرايين هي المسؤولة عن نقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء جسمك. و بمرور الوقت، تزداد هذه التكتلات في الشرايين و تضيق الشرايين، مما قد يؤدي لتكون الجلطة الدموية داخل الشرايين.
أسباب إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم
قد يؤدي تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول و الدهون المشبعة و الدهون المتحولة إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول. و يمكن أن يؤدي التعايش مع السمنة أيضًا إلى زيادة مخاطر إصابتك. و تشمل العوامل الأخرى المتعلقة بنمط الحياة التي تسبب ارتفاع الكوليسترول كل من التدخين و قلة النشاط البدني.
يمكن أن تؤثر العوامل الوراثية أيضًا إلى زيادة فرص إصابتك بارتفاع مستويات الكوليسترول. حيث تنتقل الجينات الوراثية من الآباء إلى الأبناء. و ترشد بعض الجينات جسمك إلى كيفية معالجة الكوليسترول و الدهون. لذلك، إذا كان أحد والديك أو كلاهما يعاني من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به أيضًا.
في بعض الحالات النادرة، ينتج إرتفاع مستويات الكوليسترول بسبب إضطراب وراثي يسمى فرط كوليسترول الدم العائلي. حيث يمنع هذا الاضطراب الجيني جسمك من التخلص من البروتين الدهني منخفض الكثافة. و وفقًا للمعهد الوطني لبحوث الجينات بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن معظم البالغين المصابين بهذه الحالة لديهم مستويات كوليسترول كلي ( Total Cholesterol ) أعلى من 300 ملليجرام لكل ديسيلتر، و مستويات LDL أعلى من 200 ملليجرام لكل ديسيلتر.
كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة ” LDL “
يُطلق على كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL إسم الكوليسترول الضار. حيث يقوم بنقل الكوليسترول إلى الشرايين. و إذا كانت مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة لديك مرتفعة للغاية، فيمكن أن تتراكم على جدران الشرايين داخل جسمك.
يُعرف هذا التراكم أيضًا باسم لوحات الكوليسترول في الشرايين. يمكن أن تتسبب هذه اللويحات في تضييق الشرايين، و تحد أو تمنع تدفق الدم. مما قد يؤدي لزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم. إذا كانت الجلطة الدموية تسد شريان في قلبك، أو في المخ، فقد تؤدي لإصابتك بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL
يًطلق على هذا البروتين الدهني مرتفع الكثافة اسم الكوليسترول الجيد. حيث أنه يساعد على إعادة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL إلى الكبد لإزالته من الجسم. و هذا يساعد في منع تراكم ترسبات الكوليسترول في الشرايين، و بالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب و السكتات الدماغية.
الدهون الثلاثية، نوع مختلف من الدهون
الدهون الثلاثية هي نوع آخر من الدهون. فهي تختلف عن الكوليسترول، فبينما يستخدم جسمك الكوليسترول لبناء الخلايا و تصنيع بعض الهرمونات، فإنه يستخدم الدهون الثلاثية كمصدر للطاقة. عندما تتناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه جسمك، فإنه يحول تلك السعرات الحرارية إلى دهون ثلاثية، و يقوم بتخزينها في خلايا الجسم الدهنية. كما أنه يستخدم البروتينات الدهنية لتوزيع الدهون الثلاثية عبر مجرى الدم.
إذا كنت تتناول سعرات حرارية أكثر مما يمكن لجسمك أن يستخدمه بانتظام، فقد تصبح مستويات الدهون الثلاثية لديك مرتفعة للغاية. و يمكن أن يزيد ذلك من خطر إصابتك بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب و الشرايين و السكتات الدماغية.
كيف يمكنك فحص مستويات الكوليسترول في دمك ؟
إذا كان عمرك 20 عام أو أكثر، توصي جمعية القلب الأمريكية بمراجعة مستويات الكوليسترول لديك مرة واحدة على الأقل كل 4 – 6 سنوات. و إذا كان لديك تاريخ عائلي من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، أو عوامل خطر أخرى للإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية، فقد يطلب منك الطبيب اختبار مستويات الكوليسترول لديك بين الحين و الآخر.
يمكن لطبيبك استخدام تحاليل الدهون عن طريق الدم لقياس مستوى الدهون الكلي، بالإضافة إلى مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة و كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة و الدهون الثلاثية.
إذا كانت مستويات الكوليسترول الكلي أو الكوليسترول الضار مرتفعة للغاية، فقد يشخصك الطبيب بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. يمكن أن يكون ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم خطير إذا كانت مستويات LDL مرتفعة جدًا، و مستويات HDL منخفضة جدًا.
ما هي المستويات الطبيعية للكوليسترول ؟
لا يعني تشخيصك بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم أنك ستتلقى الدواء على الفور. إذا وصف لك الطبيب المختص دواء، فقد تؤثر عوامل مختلفة على نوع الدواء الذي يوصون به. و مع وضع هذا الأمر في الاعتبار ، يستخدم معظم الأطباء قياسات معممة حتى يستطيعون تحديد العلاج المناسب. قد يصنفون هذه القياسات على أنها جيدة، أو مرتفعة الكوليسترول. و يمكن تصنيف مستويات الكوليسترول الكلي لمعظم البالغين على النحو التالي :
الكوليسترول الكلي في الدم | التصنيف |
أقل من 200 مجم / ديسيلتر | مقبول |
200 – 239 مجم / ديسيلتر | يكاد يكون مرتفع |
240 مجم م ديسيلتر أو أعلى | مرتفع |
بينما يكون تصنيف مستويات الكوليسترول الضار LDL كالتالي :
مستويات الكوليسترول الضار LDL | التصنيف |
أقل من 100 مجم / ديسيلتر | مثالي |
100 – 129 مجم / ديسيلتر | قريب من المستوى المثالي |
130 – 159 مجم / ديسيلتر | قريب من الارتفاع |
160 – 189 مجم / ديسيلتر | مرتفع |
190 مجم / ديسيلتر أو أكثر | مرتفع جدًا |
سيعتمد طبيبك المعالج على هذه التوصيات لتحديد مستوى الكوليسترول الضار أو الكوليسترول الكلي في دمك. و بناءً على ذلك، سيصف لك الطبيب العلاج المناسب وفقًا لحالتك.
المبادئ التوجيهية الحديثة لمستويات الكوليسترول الصحية
يحتاج جسمك إلى كمية من الكوليسترول ليعمل بشكل صحيح، بما في ذلك بعض البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL. و لكن إذا كانت مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة لديك مرتفعة للغاية، فقد تزيد من خطر تعرضك لمشاكل صحية خطيرة.
و في عام 2018، قامت الكلية الأمريكية لأطباء القلب و جمعية القلب الأمريكية بتحديث المبادئ و التوصيات الخاصة بعلاج إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. حيث تحلل توصيات العلاج عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب، مثل تاريخ العائلة و المشكلات الصحية الأخرى. تستخدم الإرشادات كل هذه العوامل للنظر في فرصة الشخص لتطوير المضاعفات خلال السنوات العشر القادمة.
عوامل الخطر لإرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم
قد تكون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع مستويات الكوليسترول إذا كنت :
- تعاني من السمنة المفرطة.
- تتناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة و المتحولة، مثل تلك الموجودة في الوجبات السريعة.
- لا تمارس الرياضة بشكل منتظم ( نشاطك البدني محدود ).
- إذا كنت مدخن.
- لديك تاريخ عائلي لارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
- تعاني من مرض السكري أو أمراض الكلى أو قصور الغدة الدرقية.
ما هي مضاعفات إرتفاع الكوليسترول في الدم ؟
بدون علاج، يمكن أن يتسبب إرتفاع مستوى الكوليسترول في الدم في تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين. و بمرور الوقت، يمكن أن تتسبب في ضيق الشرايين، فيما يُعرف طبيًا باسم تصلب الشرايين.
و يعتبر تصلب الشرايين حالة مرضية خطيرة، حيث أنها تتسبب في قلة تدفق الدم عبر الشرايين. كما أنها تزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية الخطيرة. يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى العديد من المضاعفات التي تهدد الحياة، و التي تشمل :
- السكتات الدماغية.
- النوبات القلبية.
- الذبحة الصدرية أو ألم في الصدر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- الفشل الكلوي المزمن.
بالإضافة لذلك، قد يتسبب إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم إلى التعرض للخلل في الصفراء، و هذا يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة.
كيف تخفض مستويات الكوليسترول في جسمك ؟
إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول في الدم، فقد يوصي طبيبك بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للمساعدة في خفضه. على سبيل المثال، قد يوصون بتغييرات في نظامك الغذائي أو عادات ممارسة الرياضة أو جوانب أخرى من روتينك اليومي. و قد يصف لك طبيبك بعض الأدوية و العلاجات للمساعدة في خفض مسستويات الكوليسترول في الدم.
تقليل الكوليسترول من خلال النظام الغذائي
لمساعدتك في الوصول إلى مستويات صحية من الكوليسترول و الحفاظ عليها، قد يوصي الطبيب المعالج بإجراء بعض التغييرات في نظامك الغذائي. على سبيل المثال، قد ينصحك بما يلي :
- التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول و الدهون المشبعة و الدهون المتحولة.
- اختر مصادر البروتين الخالية من الدهون، مثل الدجاج و الأسماك و البقوليات.
- تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة.
- اختر الأطعمة المخبوزة و المشوية و المطبوخة على البخار و المحمصة، بدلاً من الأطعمة المقلية.
- تجنب تناول الوجبات السريعة و المليئة بالسكر.
- تناول الأسماك و الأطعمة الأخرى التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية. حيث تساعد هذه الأطعمة على تقليل مستويات الكوليسترول السيئ LDL.
أدوية علاج إرتفاع الكوليسترول
في بعض الحالات، قد يصف طبيبك أدوية للمساعدة في خفض مستويات الكوليسترول لديك. و تشمل الأدوية التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول ما يلي :
- أتور فاستاتين ( ليبيتور ).
- فلوفاستاتين ( ليسكول )
- ريسوفاستاتين ( كريستور ).
- سيمفستاتين ( زوكور ).
العلاجات المنزلية لإرتفاع الكوليسترول
في بعض الحالات، قد تتمكن من خفض مستويات الكوليسترول في الدم دون أن تتناول أدوية. على سبيل المثال، قد يكون من الكافي تناول نظام غذائي مفيد و ممارسة الرياضة بانتظام و تجنب التدخين. كما يمكن أن تساعدك بعض المكملات العشبية و الغذائية على خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
في معظم حالات إرتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، لا توجد أعراض حقيقية واضحة. لكن على الرغم من ذلك، فإن هذا الارتفاع دون علاج قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. مثل النوبات القلبية و السكتات الدماغية و غيرها من مشاكل القلب و الأوعية الدموية.
لمعرفة ما إذا كنت تعاني من علامات إرتفاع مستويات الكوليسترول في الدم أم لا، اطلب من طبيبك اختبار مستويات الكوليسترول في الدم. إذا قام الطبيب بتشخيصك بإرتفاع مستويات الكوليسترول، يمكنك سؤاله حول خيارات العلاج المتاحة.