هل تعلم أن معدلات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً مرتفعة جداً؟ تنتشر الإصابة بالسرطان في الفترة الأخيرة خاصة سرطانات الجهاز الهضمي بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم. ذلك، بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي خاصة النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الأطعمة المعالجة. حيث، تتكون الأطعمة المعالجة في الغالب من مواد مستخرجة من الأطعمة مع إضافات مثل الألوان الاصطناعية والمواد الحافظة. وتشمل هذه الأطعمة على النقانق والكعك والمشروبات الغازية. فيمكن للنظام الغذائي الغير صحي أن يسبب التهاب ومقاومة الأنسولين بالتالي يمكن أن يغير الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء بالتالي يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ففي هذه المقالة سنتعرف هل النظام الغذائي هو المسؤول عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب؟
لماذا قد تزيد الأطعمة المعالجة من خطر الإصابة بالسرطان؟
في الغالب، تكون الأطعمة المعالجة سعرها مناسب وطعمها لذيذ. لكنها تحتوي على العديد من السعرات الحرارية مع عدم وجود كميات كافية من الألياف الغذائية. فالألياف الغذائية تحمي من الإصابة من بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والمستقيم. لذلك، استبدال الأطعمة المعالجة بالحبوب الكاملة أو إضافة المكسرات إلى اللبن الزبادي أو تناول الفاكهة الكاملة بدلاً من شرب العصير يعد طريقة صحية للحصول على المزيد من الألياف الغذائية.
قد لا تكون الأطعمة المعالجة هي السبب الوحيد لزيادة خطر الإصابة بالسرطان. حيث ترتبط اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد والنقانق بزيادة خطر الإصابة بالسرطان خاصة سرطان القولون والمستقيم.
فالنترات هي عبارة عن مادة كيميائية تضاف إلى العديد من اللحوم المصنعة كمادة حافظة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان خاصة سرطان الجهاز الهضمي والبروستاتا والثدي.
الأطعمة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان
الأطعمة المصنعة
تزيد الأطعمة المصنعة من خطر الإصابة بالسرطان على سبيل المثال:
- الخبز والكعك المعبأ.
- الوجبات الخفيفة الحلوة أو المالحة المعبأة.
- المشروبات الغازية.
- منتجات اللحوم المصنعة مثل كرات اللحم المعبأة والنقانق.
- المشروبات السكرية.
- الحساء الفوري.
- الوجبات الجاهزة.
- المنتجات الغذائية المصنوعة من السكر والزيوت والدهون.
- الأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة والنشويات المعدلة.
اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة
قد تزيد بعض أنواع اللحوم من خطر الإصابة بمرض السرطان خاصة سرطان المعدة والقولون والمستقيم والمثانة.
تشمل اللحوم المصنعة على الآتي :
- شرائح الديك الرومي المصنعة.
- النقانق(الهوت دوج).
- اللحم المقدد.
فأثبتت الأبحاث أن تناول أكثر من 500 جرام من اللحوم الحمراء المصنعة أسبوعياً قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
هل يؤثر الوزن الزائد على خطر الإصابة بمرض السرطان؟
إن الحفاظ على الوزن الصحي قد يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. حيث تزيد السمنة أو زيادة الوزن من خطر الإصابة بالعديد من مشاكل صحية مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب كما تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
قد يسبب ارتفاع وزن الجسم الإصابة ببعض أنواع السرطان، بعض الأسباب التالية :
- يؤدي زيادة الوزن إلى رفع مستويات الأنسولين وعامل نمو الأنسولين -1.
- السمنة يمكن أن تؤدي إلى التهاب مزمن في الجسم بالتالي تزيد فرص الإصابة بالسرطان.
- الكميات الكبيرة من الدهون في الجسم تزيد من مستويات هرمون الاستروجين في الخلايا.
- قد تغير الخلايا الدهنية عمليات الجسم التي ترتبط بنمو السرطان.
قد يكون الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بهذة الأنواع من السرطان :
- الصدر.
- القولون والمستقيم.
- بطانة الرحم.
- المرئ.
- المرارة.
- الكلية.
- البنكرياس.
- البروستاتا.
- عنق الرحم.
- المبيض.
يمكن للطبيب أن يساعدك على تحديد الوزن الصحي المناسب لك. قد يبدأ التقييم بحساب كتلة الجسم وقياسات الخصر.
الأطعمة التي تساعد على مكافحة السرطان
أثبتت الدراسات أن اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات يساعد على الوقاية من الإصابة بالسرطان. يرجع ذلك للأسباب التالية:
- تنظيم الهرمونات في الجسم مثل هرمون الاستروجين التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان.
- تباطؤ نمو الخلايا السرطانية.
- منع الالتهابات التي يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى.
- تجنب الأضرار التي تنتج عن المواد المؤكسدة التي تغير من طبيعة الحمض النووي في الجسم.
لا يمكن للتغيرات الغذائية أن تمنع جميع أنواع السرطان، لكن تناول الكثير من الفواكه والخضروات الغنية بالعناصر الغذائية يمكن أن يساعد في الوقاية من أنواع معينة من السرطان.
يوصي الأطباء بتناول بعض الأطعمة للوقاية من الإصابة بالسرطان على سبيل المثال :
- التوت.
- تفاح.
- الفاصوليا والبازلاء.
- التوت البري.
- الجزر.
- الكرز.
- الفلفل الحار.
- القهوة.
- الخضروات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن مثل السبانخ واللفت والسلق.
- بذور الكتان المطحونة بدلاَ من الكاملة للحصول على امتصاص أفضل وأسرع.
- الثوم.
- جريب فروت.
- توت العليق.
- الشاي بأنواعه.
- عين الجمل.
- الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشوفان والشعير.
- القرع.
فتتميز هذه الأطعمة بأنها غنية بالألياف الغذائية اللازمة للحصول على هضم صحي بالتالي تساعد في الحد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
تناول المكملات الغذائية للوقاية من السرطان
فقد تساعد الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة في الحد من خطر الإصابة بالسرطان. لكن، يجب على الأشخاص تناول الأطعمة الكاملة وليس المكملات الغذائية حيث أن الأطعمة المتنوعة لها قيمة غذائية أعلى من المكملات الغذائية.
لم تجد الدراسات أن تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان. بالعكس، فأثبتت بعض الدراسات أنه قد تظهر بعض التأثيرات السلبية عند تناول بعض الأشخاص لمكملات غذائية معينة. حيث أثبتت بعض الأبحاث أن تناول مكملات بيتا كاروتين بجرعات كبيرة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة. بينما، تشير بعض الأبحاث الأخرى إلى أن الجرعات العالية من فيتامين E قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا .
النظام الغذائي لمرضى السرطان
يجب أن يهدف الشخص إلى تناول المزيد من الوجبات النباتية أثناء علاج السرطان. فلا يوجد نظام غذائي محدد للأشخاص الذين يعانون من السرطان.حيث يختلف كل شخص عن الآخر ونوع السرطان وخطة العلاج الخاصة به.
يفقد بعض الأشخاص الكثير من وزنهم أثناء علاج السرطان ويحتاجون إلى سعرات حرارية إضافية. بينما، قد يرغب بعض الأشخاص الآخرون في إنقاص وزنهم لتحقيق صحة أفضل أثناء العلاج.
يمكن لبعض علاجات السرطان أن تجعل الأشخاص يشعرون بالغثيان أو يعانون من آثار جانبية أخرى. لذلك، قد يحتاجون إلى تعديل نظامهم الغذائي لأطعمة لا تسبب لهم تهيج معدتهم.
توصي جمعية السرطان الأمريكية بهذه الإرشادات للأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان
- الأطعمة النباتية بدلاً من اللحوم عدة مرات في الأسبوع.
- تناول كوبين ونصف من الفواكه والخضروات الملونة يومياً.
- الحد من تناول الأطعمة الحيوانية الغنية بالدهون مثل اللحوم المصنعة والحمراء.
- تقليل تناول الأطعمة المدخنة أو المعالجة بالملح مثل المخللات.
- تناول الكثير من الوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين مثل الجبن واللبن الزبادي والمكسرات والحبوب الكاملة والفاصوليا والحساء.
فقد يوصي الطبيب ببعض التغييرات الغذائية المحددة للمريض لكي يساعد ذلك في علاج أعراض السرطان أو الآثار الجانبية لعلاج السرطان.
فإن تناول نظام غذائي صحي لا يضمن عدم إصابة الشخص بالسرطان. بالرغم من ذلك، فإن تناول أطعمة صحية متوازنة طريقة مفيدة للحد من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان والوقاية من أمراض أخرى مثل أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني.