لأول مرة منذ أن عرفت البشرية الجينات وكيفية عملها يتم إنقاذ حياة إنسان باستخدام التعديل الجيني
لايلا طفلة في عامها الأول كان من المتوقع أنها ستموت بسبب سرطان الدم بعد فشل كل الطرق المعروفة حاليًا في علاجها ولكن الطبيب قد عرض على والديها طريقة جديدة ولم تنفذ بعد ولم يتم اختبار فاعليتها وبما أن والديها لم يريدا أن يفقدا الأمل في نجاة إبنتهما وافقا الأطباء على إجراء التجربة الجديدة في التعديل الجيني لتقوية خلايا المناعة ضد السرطان وفي خلال شهر استطاعت الخلايا بعد تعديلها قتل كل الخلايا السرطانية التي كانت تتشبث بنخاعها العظمي
[adsense336][/adsense336]
ولكن لا يزال الأطباء يقولون أنه من المبكر أن نقول أن العلاج نجح بكل كامل فهناك الكثير من الأشياء التي يجب التأكد منها لكي يتم تعميم العلاج عل نطاق واسع وسوف يتم نشر التجربة في أحد أكبر المؤتمرات الطبية في 5 نوفمبر بحيث يتم التجربة بشكل كامل خلال سنة أو اثنتين ولكن لايلا في هذه الأيام تتمتع بالصحة وتعيش بشكل جيد كما أن مؤشراتها الحيوية ممتازة
العلاج التجريبي:
تم تشخيص مرض لايلا على أنه شرطان الدم منذ أن كانت في أشهرها الثلاثة الأولى كما أن الخلايا السراطينة قد طالت النخاع العظمي مما أطلقت خلايا سرطانية أكثر وأكثر ودمرت الجهاز المناعي تقريبًا وقد بدأ الأطباء بالعلاج الكيماوي لكي يتم اصلاح النجاع العظمي لاستعادة الجهاز المناعي إلا أن صغر الطفلة وقلة الجرعة المقدمة لها لم يتيح لها القدرة على تحمل ومواجهة السرطان مما أدى إلى فشل العلاج الكيميائي
وقال الأطباء أن لايلا سوف تموت خلال شهرين وأن حالتها ميئوس منها ولكن الوالدين لم يحبا أن يستسلما لما هو متاح لذلك تمت مخاطبة دكتور وسيم قاسم وفريقه في جامعة لندن وهم العاملين على هذا العلاج
قتل الخلايا:
الفكرة الرئيسية في إزالة الخلايا المناعية من جسم المريض هو هندسة وراثية في مهاجمة الخلايا السرطانية وإحلال محلها خلايا أخرى سليمة. وهناك الكثير من المرضى حول العالم تعتمد على هذا العلاج ولكن محاولات إضافة جينات على المستقبلات CAR19 والمعروفة بالخلايا T لتعديلها بحيث تهاجم كل خلايا البروتين CD19 وهو البروتين المسئول عن تكون خلايا السرطان في سرطان الدم
[adsense336][/adsense336]
ولكن المشكلة أن لايلا لم تكن لديها خلايا T كافية للعمل عليها وتعديلها لذلك كان من الضروري أن يتم تعويض الخلايا T من أحد الأشخاص الأصحاء ولكن المشكلة أن الخلايا T من المتبرع لابد أن تكون متطابقة تمامًا مع لايلا وإلا فسيشل العلاج لذلك استخدم فريق دكتور قاسم التعديل الجيني مرة أخرى على خلايا T من المتبرع لجعلها مطابقة ولا تبدو داخل الجسم كالخلايا الغريبة
قص الجزيئات:
العلاج الجيني التقليدي يتم فقط على DNA ولكن التعديل الجيني يمكن أن يخصص التعديل على جزء فقط من DNA بحيث يقص الجزيئات المعنية بالعلاج فقط ولكن المشكلة أن الجهاز المناعي قد يكتشف الاختلاف في الخلايا T ويتعامل معها كعنصر أجنبي داخل الجسم ويبدأ في مهاجمتها ولحسن الحظ أن هذه الحالة ليست مطبقة على سرطان الدم لأن الجهاز المناعي يكون مدمرً في الأصل
ويبدي الأطباء تفاؤلًا كبيرًا في أن هذه الطريقة في العلاج يمكن أن تفيد مرضى الإيدز لأنها تمر بنفس الحالة من دمار الجهاز المناعي
فريق الدكتور قاسم متفائل بنتيجة التجربة مع لايلا ويأملون أن تلقى التجربة قبول الأطباء في المؤتمرات الطبية حول العالم فهذا سيحل الكثير من المشكلات الطبية