على الرغم من البحوث الجديدة،فإن الجواب غير واضح،توخى الحذر عند تناول أي دواء مسكن للألم بطريقة معتادة فهو يشكل خطر على قلبك . أن الأشخاص الذين يعانون من ألام المفاصل بسبب التهابات المفاصل- و التي تؤثر في واحد من كل أربعة من البالغين- غالبا ما تعتمد على الأدوية المعروفة بإسم مضادات الإلتهاب الغير ستيرويدية لتخفيف الألم الجدير بالذكر أن هذه الأدوية شائعة جدا في الأسواق مثل بنادول – كتافست – كتافلام وكل أنواع المسكانات حيث يلجئ الأشخاص لها لتخفف الصداع، والحمى الباردة، و تقليل الإلتهاب وأيضا يلجئ الأشخاص لأخذها لتسكين أي ألم مثل ألم الأسنان والصداع والحلق إلى اخرة نظرا لانتشارها في الاسواق .
فهل أخذ هذه المسكنات يؤثر على القلب والصحة ؟
لاحظ أستاذ هارفارد الدكتور إليوت أنتمان‘ وهو طبيب القلب في برمنجهام و مستشفى المرآة، و لكن بإستثناء الأسبرين، فإن معظم مضادات الإلتهاب غير ستيرويدية ” المسكنات المنتشرة بالأسواق ” تشكّل خطراً على نظام القلب والأوعية الدوية. و يقول دكتور أنتمان:”إن تناول مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية بشكل روتيني على مدى فترة زمنية طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية، ويرفع من ضغط الدم، و يعجّل بالإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية”. في حين أن الخطر يكون أكبر في الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، كما أنا موجودة في الناس الذين لا يعانون من أي علامات للمرض.
دراسة لثلاثة أدوية
لقد فحص الباحثون سلامة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لأكثر من عقد من الزمان. و كانت آخر دراسة أجريت على مدى 10 سنوات من التحقيقات لأكثر من 24,000 شخص يعانون إلتهاب المفاصل، والذين تحدد لهم أخذ إيبوبروفين،نابروكسين، أو سيليكوكسيب. و تشير النتائج التي نشرت في مجلة نيو إنجلاند جورنال للدواءفي 13 نوفمبر 2016،إلى أن الأشخاص الذين أخذوا سيليكوكسيب لم يكونوا عُرضة مثل الذين تناولوا إيبوبروفين أو نابروكسين للإصابة بأزمة قلبية مميتة أو غر مميتة أو الإصابة بالسكتة الدماغية.
أيضا كان الناس في مجموعة السيليكوكسيب أقل عرضة لنزيف معدي شديد مقارنة مع الذين يتناولون النوعان الأخران. و كانوا أيضا أقل عرضة من مجموعة الإيبوبروفين لأن يكون لديهم مشاكل في الكلى أو أن يُحجزوا في المستشفى لإرتفاع ضغط الدم .
القيود و الشكوك
خلقت قيود الدراسة بعض الشكوك حول النتائج،وفقاً للدكتور أنتمان. لسبب ما، توقف 69% من المشاركين عن تناول الدواء المحَدد لهم في نهاية الدراسة. وفقد الباحثون آثار 27% آخرون. و كانت جرعة السيليكوكسيب مصدر قلق آخر، والتي كانت تقتصر على كمية وافقت عليها ادارة الاغذية والعقاقير لعلاج الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، والذين يشكلون معظم المشاركين في التجارب.
وكان متوسط جرعتها اليومية 209 مليجرام يوميا- و هي كمية قد لا تخفف آلام المفاصل بشكل كامل،كما يقول بعض خبراء إلتهاب المفاصل. و مع ذلك، فقد سُمح للأطباء بزيادة الجرعة الموصوفة من إيبوبروفين و نابروكسين لتحقيق تحكم أفضل في الألم ( كان متوسط الجرعات اليومية 852ملليجرام و 2045 ملليجرام على التوالي).
و يقول دكتور أنتمان :الجرعة المنخفضة من السيليكوكسيب ربما تفسّر لماذا يسبب هذا الدواء آثار ضارة أقل. و ما ينتج عن ذلك من عدم كفاية العلاج لتخفيف الألم قد يكون السبب في إنسحاب عدد أكبر من الناس من مجموعة تجارب سيليكوكسيب عنه في المجموعات الأخرى.
أقل جرعة لأقصر وقت
لذلك فإنه لا يزال ليس من الواضح تماما ما إذا كان أي من مضادات الإلتهاب الثلاثة هو أكثر أمانا لقلبك من الآخرى.إذا كنت معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب ( أو لديك بالفعل)، فإن تناول مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية للصداع أو الألام العرضية الأخرى هو آمن نسبياً.
- و كما ينصح دكتور أنتمان، إذا كنت بحاجة إلى أن تأخذ عدة مرات إسبوعياً،أو كل يوم، تحدث مع طبيبك لإختيار أفضل دواء لتلبية إحتياجاتك، و للتأكد من أنك تأخذ أقل جرعة ممكنة لأصر وقت ممكن. و هو يرى أحياناً مرضى يعانون من نوبات قلبية للذين يتناولون مضادات الإاتهاب غير الستيرويدية بشكل منتظم، أكثر من المعتاد و ليس عند الضرورة. “قد يقولون، أوه، لقد بدأت أتنوله بعد أن إلتوى ظهري وأنا ألعب التنس منذ عام،وأنا لا أريد أن أشعر بهذا الألم مجدداً،لذلك أنا أستمر في تناوله”. هذه فكرة سيئة.
تاريخ موجز عن مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية ” مسكنات الألم المنتشرة بالأسواق “
و تشمل المسكنات المستخدمة على نطاق واسع و المعروفة بالأدوية المضادة للألتهاب غير الستيرويدية، و تشمل الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل
كتافست – كتافلام – بنادول – الإيبوبروفين (أدفيل،موترين)ونابروكسين(أليف،ابروسين)، فضلاً عن وجود أكثر من أثني عشر دواء تستلزم وجود وصفة طبية، وتشمل ديكلوفيناك (فولتارين)،
كيتوبروفين(أوروديس) و نابوميتون(ريلافين). تعمل هذه المسكنات عن طريق منع إثنين من الإنزيمات، كوكس-1 و كوكس- 2 و المسؤولة عن صنع مواد تسمى البروستاجلاندين والتي تسبب الألم والإلتهابات. ومع ذلك، فإن منع كوكس-1 يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نزيف المعدة و الأمعاء. وأدى الطلب للتغلب على هذه المشكلة إلى إستحداث عقاقير تمنع فقط إنزيمات كوكس-2. على الرغم من أن هذه الأدوية تبدو كأنها تسبب مشاكل أقل في المعدة، وجدت دراسة عام 2004 أن واحدة من هذه الأدوية والتي تسمى موانع كوكس-2، روفيكوكسيب(فيوكس)، زاد من خطر الإصابة بالأزمة القلبية و السكتة الدماغية، مما أدى إلى إنسحابها من السوق.وأثارت مخاوف مماثلة حول الدواء المتعلق ب كوكس-2،سيليكوكسيب (سيليبريكس)، مما دفع إدارة الأغذية و العقاقير إلى طلب إجراء المزيد من البحوث حول هذا الدواء.