ماهي أسباب الشخصية النرجسية وما الذي يجعل الشخص مُعرض للأصابة بها ؟ أن إضطراب الشخصية النرجسية هو أحد الإضطرابات الشخصية و التي يكون للناس فيها رأي مبالغ فيه عن أنفسهم، كما أن لديهم حاجة ماسة لللإعجاب و الإهتمام من الآخرين. قد يكون بعض الأشخاص الذين يعانون من إضطراب الشخصية النرجسية غير سعداء بشكل عام، و قد يصابون بخيبة أمل كبيرة عندما لا يحصلون على الثناء و الشكر الذي يعتقدون أنهم يستحقونه. قد يراها الآخرون أنهم مغرورون، و قد لا يستمتعون بالتواجد حولهم. و يمكن أن يتسبب إضطراب الشخصية النرجسية في بعض المشاكل في العديد من مجالات الحياة و التي تشمل :
- العمل .
- المدرسة.
- العلاقات مع الآخرين.
و بالرغم من ذلك، يمكنك السيطرة على هذا الإضطراب من خلال بعض طرق العلاج الفعالة و التي تساعد على تحسين نمط الحياة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إضطراب الشخصية النرجسية.
ما هي سمات أصحاب الشخصية النرجسية
عادة ما يتميز الأشخاص المصابون بإضطراب الشخصية النرجسية بالعديد من السمات أو الصفات، و التي تشمل ما يلي :
- التكبر و الغرور.
- شخص أناني يحب نفسه كثيرًا.
- شخص مُرهِق في التعامل معه.
و غالبًا ما يتمتعون بتقدير كبير لأنفسهم، و يعتقدون أنهم متفوقون أو مميزون مقارنة بالآخرين. و بالرغم من ذلك، فإنهم يرغبون في الحصول على المدح و الإعجاب من كل الناس، و قد يتفاعلون مع النقد بشكل سيء للغاية.
يميل النرجسيون أيضًا إلى المبالغة في تقدير مواهبهم و إنجازاتهم، و في نفس الوقت التقليل من مواهب و إنجازات الآخرين. و قد يكونون منخطرون في بعض السلوكيات الإندفاعية مثل المقامرة و غيرها من الأمور الأخرى.
عادة ما يكون الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات متواضعين، في حين أن الأشخاص الذين يعانون من إضطراب الشخصية النرجسية لا يفعلون ذلك و لا يشعرون بالتواضع، بل أنهم يميلون إلى وضع أنفسهم على قمة كل شيء و يعتبرون أنفسهم أفضل من أي شخص آخر.
أعراض إضطراب الشخصية النرجسية
عادة ما يظهر إضطراب الشخصية النرجسية في بداية مرحلة البلوغ. قد لا يدرك الأشخاص المصابون بهذا الإضطراب أن لديهم مشكلة، لأنها تتعارض مع صورتهم الذاتية. قد يكون لديك إضطراب الشخصية النرجسية إذا كنت :
- تظهر كشخص مغرور و متفاخر، مما يجعل الآخرين يتجنبونك تمامًا.
- علاقاتك غير ناجحة.
- تصبح غير سعيد و غاضب و تشعر بالإرتباك عندما لا تسير الأمور كما ترغب.
- تعاني من العديد من المشاكل في العمل، المدرسة، العلاقات مع الآخرين، الأمور المالية.
إذا كنت تعتقد أنك تعتني من إضطراب الشخصية النرجسية، فمن الأفضل تحديد موعد مع طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية، حيث يمكنهم تحديد ما إذا كنت مصاب بإضطراب الشخصية النرجسية، و سيساعدونك في الحصول على العلاج للتخلص من هذا الإضطراب المزعج.
و يشير الدليل التشخيصي الجديد للصحة العقلية إلى بعض السمات التي تشير إلى أنك تعاني من إضطراب الشخصية النرجسية و هي :
- وجود شعور كبير بأهمية الذات و إستحقاق الكثير من الثناء.
- بحاجة إلى إعجاب دائم بكل ما تقوم به.
- تتوقع معاملة خاصة من الآخرين.
- تبالغ في الإنجازات و الأعمال التي تقوم بها.
- تتفاعل بشكل سلبي مع النقد.
- تنشغل بأوهام القوة و النجاح.
- عدم القدرة أو عدم الرغبة في التعرف على إحتياجات و مشاعر الآخرين.
- تتصرف بطريقة متعجرفة.
- الإعتقاد بأن الآخرين يشعرون بالغيرة.
- الشعور بأن كل الناس يحسدوك.
- الشعور بالغضب أو نفاذ الصبر عندما لا يتلقون معاملة جيدة.
- يشعرون بالإهانة بسهولة.
- ردود فعل غاضبة دائمًا حتى يُشعر الآخرين بأنه أفضل و أنجح.
- صعوبة في التعامل مع التوتر و التعامل مع التغييرات.
- الشعور بالإكتئاب إذا لم يشعروا بالإطراء الذي يساوي توقعاتهم.
ما هي أسباب إضطراب الشخصية النرجسية
السبب الدقيق و الحقيقي للنرجسية غير واضح تمامًا. من المحتمل أن يكون هناك مزيج من العوامل التي قد تؤدي في النهاية إلى إضطراب الشخصية النرجسية، و التي تشمل ما يلي :
- إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم بشكل واضح.
- التدليل الأبوي المفرط.
- توقعات غير واقعية من الآباء.
- التأثيرات الثقافية و الإجتماعية.
قد يؤدي بعض أو كل هذه العوامل معًا لظهور إضطراب الشخصية النرجسية بشكل أوضح، حيث تعتبر هذه هي الأسباب الأكثر شيوعًا لهذا الإضطراب.
علاج إضطراب الشخصية النرجسية
يبدأ علاج إضطراب الشخصية النرجسية بشكل أساسي بالإعتماد على العلاج بالكلام، و هو ما يعرف أيضًا بالعلاج النفسي. إذا ظهرت أعراض إضطراب الشخصية النرجسية جنبًا إلى جنب مع الإكتئاب أو بعض الحالات العقلية الأخرى، فيمكن الإعتماد على بعض الأدوية المناسبة لعلاج الإضطراب الآخر و التي ستؤدي لنتيجة فعالة مع النرجسية.
يمكن للعلاج بالكلام أن يساعدك على تعلم كيفية التواصل بشكل أفضل مع الآخرين،حتى تصبح علاقاتك أكثر متعة و حميمية. يمكن أن يؤدي تطوير تفاعلات إيجابية مع الآخرين إلى تحسين مجالات مختلفة من حياتك بشكل كبير. كما سيساعد العلاج بالكلام في :
- تحسين تعاونك مع زملاء العمل، أو زملاء الدراسة أو الأصدقاء.
- الحفاظ على علاقاتك الشخصية.
- التعرف على نقاط قوتك وإمكانياتك حتى تتمكن من تحمل الإنتقادات أو الإخفاقات.
- فهم مشاعرك و التحكم بها.
- التعامل مع مشاكل إحترام الذات.
- وضع أهداف واقعية لنفسك.
نظرًا لأنه من الصعب أن تقوم ببعض التغييرات على سمات الشخصية، فقد يستغرق الأمر عدة سنوات من العلاج قبل أن تلاحظ أي تحسن. خلال هذا الوقت، قد تشعر بأن العلاج ما هوإلا مضيعة للوقت دون أي فوائد تُذكر، و لكن من المهم الإلتزام بالعلاج.
قد تختلف فوائد العلاج إعتمادًا على شدة الأعراض و إستعداد المريض للعلاج. و لكن بشكل عام، عادة ما تتحسن أعراض إضطراب الشخصية النرجسية بمرور الوقت، و ذلك مع الإلتزام بطرق العلاج المختلفة. كما يمكنك أيضًا إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة و التي ستساعدك بشكل كبير. و تشمل هذه التغييرات ما يلي :
- تجنب الكحول و المواد التي تثير بعض السلوكيات السلبية.
- ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام لتحسين الحالة المزاجية.
- ممارسة بعض تمارين الإسترخاء مثل اليوجا و تمارين التأمل لتقليل القلق و التوتر.