أعراض مقاومة الأنسولين في الجسم اهتم بها كثير من الباحثين ويرون أنها قد لا تكون واضحة إلا عن طريق إجراء بعض الفحوصات التشخيصية، ونقص مادة الأنسولين في الجسم يعد إحدى أهم أسباب الإصابة بمرض السكري، وقد توصل الأطباء في العصر الحديث إلى أن مقاومة الأنسولين تعد حالة يؤدي فيها تركيز مادة الأنسولين استجابات بيولوجية أقل من الحد الطبيعي للجسم، وسوف نتعرف أكثر فيما يلي على أعراض مقاومة الجسم للأنسولين.
أعراض مقاومة الأنسولين
الأنسولين مهم في عملية نقل السكر من مجرى الدم إلى الخلايا التي توجد في الأنسجة التي تحتاج إليه في أداء وظائف الجسم، فتحتاج هذه العملية إلى دخول جزيئات السكر إلى المستقبلات التي توجد على سطح الخلايا المستقبلة، وتتكون المستقبلات من ثلاث أجزاء: جزء داخل الخلية، وجزء يعبر من غشاء الخلية، وجزء خارج الخلية.
لا يلاحظ ظهور أي أعراض بسبب مقاومة الجسم للأنسولين، ولا يمكن للشخص أن يعرف الأعراض إلا إذا خضع للتشخيص من قبل الطبيب المختص، فيقوم بعمل فحوصات للدم لمعرفة مستوى الجلوكوز في الجسم، كما وهنالك بعض المشكلات الصحية التي تترتب على مقاومة الجسم للأنسولين، مثل انخفاض مستوى الكوليسترول في الجسم، أو ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وارتفاع ضغط الدم.
وهناك بعض العلامات أو الأعراض التي قد تظهر لدى الأشخاص المصابين بمقاومة الأنسولين ومنها:
- اتساع محيط الخصر بالنسبة للرجال عن 100 سنتيمتر، أما بالنسبة للنساء فيصل إلى 90 سنتيمتر أو أكثر في بعض الأحيان.
- تراوح مستوى ضغط الدم من 80 إلى 130 أو أكثر.
- زيادة مستوى غلوكوز الصيام عن 100 ملليغرام لكل ديسيلتر.
- الإصابة ببقع من الجلد المخملي تسمى بالشوك الأسود.
- انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد في الدم الذي يسمى باسم البروتين الدهني عن 40 مللي غرام لكل ديسيلتر بالنسبة للرجال، وبالنسبة للنساء ينخفض إلى 50 ملليغرام لكل ديسيلتر.
- عند القيام بتحليل نسبة الدهون الثلاثية سوف تلاحظ وصولها إلى 150 ملليغرام لكل ديسيلتر.
- الإصابة بالزوائد الجلدية، وه غالبًا ما تظهر تحت الإبطين وعلى الرقبة، والأعضاء التناسلية، وأسفل الثديين، وتكون على شكل نتوءات غير مؤلمة، ولكنها مزعجة لدى البعض عند ارتداء الثياب.
- إصابة الشخص بانخفاض في مستوى الدم أغلب الأوقات بسبب اضطراب في وظائف البنكرياس، ويعرف انخفاض مستوى السكر في الدم من خلال بعض الأعراض مثل: التعرق الشديد، والشعور بالتعبـ وسرعة دقات القلب، وارتجاف اليدين.
أسباب الإصابة بمقاومة الإنسولين
سبب الإصابة بمقاومة الأنسولين غير معروف إلى الآن، ولكن هناك بعض العوامل التي نؤدي دورًا كبيرًا في تطور مقاومة الأنسولين في الجسم، ومن هذه العوامل ما يلي:
- اتباع نظام غذائي يضم سعرات حرارية عالية، وغني بالكربوهيدرات والسكر.
- الإصابة بدرجات مرتفعة من الالتهابات.
- تخزين الدهون الزائدة في الجسم داخل الكبد والبنكرياس.
- أخذ جرعات مرتفعة من المنشطات خلال فترات زمنية طويلة.
- الإصابة بمرض تكيس المبايض.
- الوزن الزائد.
عوامل خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين
بعد أن تعرفنا على أعراض مقاومة الأنسولين فعلينا أن نتعرف على العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين وسوف نذكرها لكم في الأسطر القادمة.
- زيادة الوزن أو إصابة الشخص بالسمنة المفرطة، وبالأخص حينما يكون الوزن زائدًا حول الحجاب الحاجز.
- كثرة التدخين على مدار اليوم.
- قلة ممارسة التمارين الرياضية اليومية.
- الإصابة بالأرق ومشكلات أثناء النوم.
- زيادة ضغط الدم عن الحد الطبيعي.
- الإصابة بأمراض القلب والأمراض الوعائية والدماغية مثل: السكتة الدماغية.
- الإصابة بأعراض مقدمات مرض السكري.
- عوامل السن فغالبًا ما يكون بعد سن 45 عام.
- تناول بعض الأدوية مثل: الستيرويدات (Steroids)، وأدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية، ومضادات الذهان.
مضاعفات مقاومة الأنسولين
ترتبط مقاومة الأنسولين ارتباطًا وثيقًا بما يعرف باسم متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome) والتي تؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم، وارتفاع في مستوى السكر، وانخفاض معدل الكوليسترول الجيد في الدم.
بالرغم من ارتباط مقاومة الأنسولين بالمتلازمة الأيضية إلا أنه لم يظهر إلى الآن أن مقاومة الأنسولين هي السبب الرئيسي وراء هذه الحالات، ولكن هناك بعض المضاعفات الأخرى التي قد تظهر على الأشخاص، وسوف نعرضها لكم فيما يلي استكمالًا لموضوعنا أعراض مقاومة الأنسولين.
- الإصابة بالذبحة الصدرية.
- حدوث احتشاء في عضلة القلب.
- زيادة فرص الإصابة بالسكتة الدماغية.
- زيادة خطر الإصابة بمرض كلوي.
- التعرض للإصابة بالسرطان.
- انخفاض شديد أو ارتفاع حاد لمستوى السكر في الدم.
- الإصابة ببعض المشكلات في العينين.
- التعرض للإصابة بمرض الزهايمر.
تشخيص مقاومة الأنسولين
توجد بعض الطرق التي يتبعها الطبيب لتشخيص مقاومة الأنسولين، وسوف نذكرها لكم فيما يلي استكمالًا لموضوع مقالنا أعراض مقاومة الأنسولين.
1- الفحوصات الجسدية
يبدأ الطبيب في معرفة تاريخ العائلة الطبي إذا كان هناك أي عامل وراثي، ومن ثم يطلب من المريض قياس الوزن، وقياس معدل ضغط الدم.
2- القيام بتحاليلي الدم
من أجل القيام بتحاليل الدم يتم القيام ببعض الفحوصات ومنها اختبار الغلوكوز في بلازما الصيام، حيث يقيس الطبيب نسبة السكر في الدم في يوم لا يتناول المريض فيه الطعام لمدة ثمان ساعات متتالية على الأقل.
ومن ثم يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي، ويتم الخضوع له أثناء الصيام، وبعدها يتم شرب محلول سكري وانتظار ساعتين لحين الخضوع إلى الفحص الآخر.
بعد هذا يبدأ الطبيب باختبار السكر التراكمي، وهذا الاختبار يوضح متوسط مستوى السكر في الدم في الثلاث أشهر الفائتة.
ويقوم الأطباء بعمل هذا الاختبار لتشخيص المصابون بمرضى السكري أو مقدمات السكري، أما إذا كان الشخص مصابًا بداء السكري فهو يساعد في إظهار حالته ما إن كانت تحت السيطرة أم لا، وقد يخضع بعدها إلى فحوصات أخرى واختبار آخر للتأكد.
علاج مقاومة الأنسولين
هناك بعض الأدوية التي ينصح بها الأطباء لمعالجة مقاومة الجسم للأنسولين، وتعد من أكثر الأدوية انتشارًا للعلاج، وسوف نعرضها لكم فيما يلي استكمالًا لموضوع مقالنا أعراض مقاومة الأنسولين.
1- أدوية البيغوانيد (Biguanides)
تساعد هذه الأدوية بشكل كبير في تحسين مستوى مقاومة الأنسولين في الجسم من خلال تقليل كمية الغلوكوز التي ينتجها الكبد، ولكن هذه الأدوية تحتاج إلى تغيير في النظام الغذائي وأسلوب الحياة من خلال ممارسة التمارين الرياضية حتى يظهر مفعولها بشكل أكبر.
وما يميز أدوية البيغوانيد أنها لا تسبب زيادة في الوزن، وهذه تعد إحدى الفوائد الصحية للدواء.
2- أدوية ثيازوليدينديون (Thiazolidinediones)
صممت فئة الأدوية ثيازوليدينديون لتحسين حساسية الجسم للأنسولين من خلال تقليل نسبة الدهون المركزة داخل الجسم، ويمكن أن يتم تناوله بجانب بعض أدوية مرض السكري مثل: السلفونيل يوريا (Sulphonylureas)، أو الميتفورمين (Metformin).
ومن الأعراض الجانبية التي تسببها هذه الأدوية هي الزيادة المفرطة في الوزن.
نصائح للمصابين بمقاومة الإنسولين
للقضاء على مشكلة مقاومة الأنسولين يجب تناول الأدوية مع اتباع بعض النصائح التي ستغير من نمط الحياة، وتساعد في السيطرة على مشكلة مقاومة الأنسولين ومنع تطور الحالة، وسوف نذكر لكم بعض النصائح فيما يلي ضمن موضوع مقالنا أعراض مقاومة الأنسولين.
1- ممارسة التمارين الرياضيّة
ممارسة التمارين الرياضية أساسية في تنظيم عمليات الجسم الاستقلالية، مما يؤدي إلى منع الإصابة بالاضطرابات الأيضية مثل مقاومة الأنسولين.
2- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ
اتباع نظام غذائي صحي عامل أساسي في حل مشكلة مقاومة الجسم للأنسولين، وتقليل فرص الإصابة بالمضاعفات، فيجب على الشخص أن يتبع حمية غذائية تكون غنية بالخضروات والفواكه، والألياف، والدهون الصحية، والمكسرات، والحبوب الكاملة، واللحوم التي لا تحتوي على دهون، ويتم استشارة الطبيب لمعرفة الغذاء الصحي يوميًا.
3- خسارة الوزن الزائد
خسارة الوزن عامل مساعد يمنع من تطور مشكلة مقاومة الأنسولين والإصابة بالمضاعفات، لذلك ينصح بممارسة التمارين الرياضية يوميًا واتباع حمية غذائية، وذلك لأن المصابين بمقاومة الأنسولين يزداد وزنهم بسبب تناول الأدوية، فحينها تكون خسارة الوزن صعبة عليهم.
أعراض مقاومة الأنسولين لم يتم تحديدها بدقة إلى يومنا هذا، ولكن متى شعر الشخص بأي من الأعراض يجب عليه استشارة الطبيب والسير على علاج مناسب مع اتباع نظام غذائي صحي.