يشير الرقم الهيدروجين المحتمل (pH) إلى مستوى حموضة المواد. لكن ما علاقة الحموضة ببشرتك؟ فقد اتضح أن فهم درجة حموضة بشرتك والحفاظ عليها أمر مهم لصحة بشرتك بشكل عام. لذلك لا بد ان نتعرف في هذه المقالة على درجة حموضة البشرة ولماذا هي مهمة؟
مقياس الرقم الهيدروجيني:
يتراوح مقياس الرقم الهيدروجيني من 1 إلى 14 ، مع اعتبار 7 “متعادل”. الأرقام القليلة من 1-7 حمضية ، بينما المستويات العليا من 7- 14 تعتبر قلوية أو غير حمضية.
قد تتفاجأ عندما تعلم أن درجة حموضة البشرة الصحية تميل لان تكون حامضية. لذلك مع زيادة حموضة البشرة يمكن لبشرتك محاربة الميكروبات الضارة والتخلص من الجذور الحرة التي قد تسرع من ظهور علامات الشيخوخة بالبشرة.
مع ذلك ، قد يكون من الصعب بعض الشيء موازنة درجة حموضة الجلد. ولكن كيف يمكننا الحفاظ على مستويات حموضة بشرتنا دون التسبب في أضرار بها؟ تابع القراءة لمعرفة المزيد.
الرقم الهيدرجوني للجلد:
يعتبر الرقم الهيدروجيني فوق 7 قلويًا ، بينما يكون الرقم الهيدروجيني أقل من 7 حمضيًا ، ودرجة الحموضة في الجلد ضعيفة الحمضية، لذا يجب أن يكون للمنتجات المثالية التي تستخدم على بشرتك درجة حموضة مماثلة للبشرة.
تذكر أن الرقم الهيدروجيني المتعادل هو 7 ، وأي شيء أعلى يكون قلويًا، وأي شيء أقل يكون حمضيًا. بالنسبة للبشرة تميل مقاييس الرقم الهيدروجيني إلى أن تكون أكثر اتساعًا، وتتراوح حموضة البشرة بين 4 و 7.
أفادت دراسة نشرت عام 2006 في المجلة الدولية لعلوم التجميل أن مستوى الرقم الهيدروجيني المثالي للبشرة لا بد ان يكون أقل بقليل من 5.
الأطفال حديثي الولادة لديهم مستويات عالية نسبيًا من الرقم الهيدروجيني في جميع أنحاء الجسم. ومع تقدم الأطفال في السن تنخفض مستويات الرقم الهيدروجيني لديهم بسرعة، حتى يبلغ متوسط درجة حموضة الجلد حوالي 7. علاوة على ذلك فإن متوسط درجة حموضة بشرة البالغين 5.7.
تختلف درجة حموضة الجلد باختلاف منطقة جسمك. تميل المناطق الأقل تعرضًا للشمس مثل الأرداف والإبط والمنطقة التناسلية، إلى الحفاظ على حموضتها الطبيعية. هذا على عكس وجهك وصدرك ويديك، والتي تميل إلى أن تكون أكثر قلوية. ويرجع هذا الاختلاف إلى أن هذه المناطق الأخيرة من الجلد أكثر تعرضًا للعناصر من هواء او شمس او اتربه او ظروف بيئية مختلفة.
هناك بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على درجة حموضة البشرة ما يلي:
- حب الشباب
- تلوث الهواء
- المنتجات المضادة للجراثيم
- تغير المواسم مع اختلاف مستويات الرطوبة في الجو
- مستحضرات التجميل
- المنظفات
- الصابون والمواد الهلامية المضادة للبكتيريا
- زيوت / رطوبة الجلد
- العرق
- ماء الصنبور
- التعرض المفرط للشمس
- لالغسل المتكرر لبشرتك
لماذا يعتبر الرقم الهيدروجيني المثالي للبشرة حامضيًا؟
يوضح الدكتور أوبيوها أن “درجة الحموضة الحمضية هي الأمثل لدوران الخلايا وترطيبها ووظيفة حاجز الجلد”. حيث ان الجلد محمي بواسطة الوشاح الحمضي، وهو طبقة رقيقة على سطحه تتكون من الدهون من الغدد الدهنية والأحماض الأمينية من العرق التي تعمل كحاجز، والانهيار في هذا الحاجز يجعل الجلد عرضة للإصابة بالالتهابات والجفاف وسرعه ظهور علامات الشيخوخة، أيضا يساعد الرقم الهيدروجيني الحمضي في الحفاظ على بشرتك متوازنة وصحية ومتألقة.
علامات تدل على أن درجة حموضة بشرتك غير متوازنة:
هناك العديد من المؤشرات على أن درجة حموضة بشرتك غير متزنه، في الواقع يمكنك تتبع العديد من الأمراض والمشاكل الجلدية الشائعة وربطها بدرجة الحموضة:
1.جفاف البشرة:
عندما يكون الرقم الهيدروجيني لبشرتك قلويًا، فإنه يعطل قدرة الجلد على الاحتفاظ بالمياه. حيث ان وظيفة الحاجز الواقي لبشرتك هي في الأساس قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، وعندما تتعرض لاي عوامل خطر مثل تغير درجة حموضة البشرة، يحدث شيء يسمى فقدان الماء عبر الجلد، ويحدث ذلك عندما يفقد الماء عبر البشرة (الطبقة العليا من الجلد) ويتبخر في الهواء، مما يسبب جفاف البشرة.
2.أمراض الجلد الالتهابية:
ترتبط الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية وحب الشباب جميعها بالالتهاب، حيث يتسبب الالتهاب المزمن في إحداث فوضى في الجلد ويمكن أن يؤثر على نوبات الاحتدام لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي لهذه المشاكل. لذلك نظرًا لدور الرقم الهيدروجيني في توازن بشرتك، فعندما يتم إيقافه سيكون أكثر عرضة للالتهابات.
في الواقع يرتبط الرقم الهيدروجيني غير المتوازن للبشرة بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك الصدفية، والحساسية، والأكزيما، والتهاب الجلد التماسي، وحب الشباب، وسوء التئام الجروح، وتقرحات الجلد، وقشرة الرأس، والعدوى الفطرية، وتسريع شيخوخة الجلد.
3.زيادة الحساسية:
تنتج البشرة الحساسة عن ضعف وظيفة الحاجز الواقي للبشرة بشكل دائم. (بعض الناس لديهم هذا بشكل طبيعي، والبعض الآخر تتحسس بشرتهم من خلال تغيرات نمط الحياة والعناية بالبشرة) بفضل الدور الحيوي الذي يلعبه الرقم الهيدروجيني في وظيفة الحاجز الواقي، عندما يتعطل الرقم الهيدروجيني او يكون غير متوازن او قلوي، يمكن أن تصبح بشرتك أكثر حساسية تجاه أي شيء.
كيفيه التتحقق من درجة حموضة بشرتك:
1.شرائط الاختبار في المنزل:
بفضل مجموعات الرقم الهيدروجيني في المنزل، قد يكون من الممكن تحديد درجة حموضة بشرتك بنفسك. تأتي هذه على شكل شرائط ورقية توضع على بشرتك وتُقاس.
للحصول على أفضل النتائج، قم بشراء مجموعات الرقم الهيدروجيني المخصصة لبشرتك. ويمكن أن تقيس الرقم الهيدروجيني في اللعاب والبول لكامل جسمك، ولكنها لن تفيدك كثيرًا في إخبارك بقياس درجة الحموضة لبشرتك بشكل خاص.
2.من خلال طبيب الأمراض الجلدية:
يوجد في عيادة طبيب الجلدية اختبار لدرجة الحموضة السائلة في عيادته. بالإضافة إلى ذلك يمكن لطبيبب الجلدية ان يساعدك في إختيار مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الأخرى المتعلقة بالبشرة المناسبة لنوع بشرتك مع عدم الإضرار بدرجة الحموضة.
3. المراقبة و التقدير:
من الممكن الحصول على فكرة عامة عن مستوى الرقم الهيدروجيني لبشرتك من خلال المراقبة الدقيقة. حيث تعتبر البشرة ذات الملمس الناعم بدون بقع جافة متوازنة. لكن قد يكون التهيج وحب الشباب والاحمرار والبقع الجافة كلها علامات على ارتفاع درجة حموضة الجلد التي تميل لان تكون أكثر قلوية.
لذلك إذا كانت بشرتك صافيه ولا تلاحظ بها اي مشاكل من حبوب او بقع او جفاف فغنه تدل على ان درجة حموضتها جيده وطبيعيه، لكن إذا ظهر أي مشاكل بالبشرة قد يكون السبب هو أن درجة الحموضه تميل لان تكون اكثر قلوية.
إفعل ولا تفعل:
إن موازنة درجة حموضة بشرتك يتعلق بما لا تفعله بقدر ما يتعلق بما تفعله. في الواقع ، تتمثل إحدى الطرق الرئيسية التي تعطل بها درجة الحموضة في القيام بالكثير من الجهد وأن تكون عدوانيًا للغاية:
- لا تفعل: استخدام الماء شديد السخونة عند الاستحمام أو غسل وجهك أو يديك. حيث ان الماء الساخن مقشر للغاية ويفكك الدهون الطبيعية. علاوة على ذلك فأن درجة حموضة الماء أعلى من درجة حموضة الجلد ويمكن أن يؤثر هذا على بشرتك. نتيجة لذلك فعند القيام بذلك بشكل متكرر ومع التعرض لفترة طويلة جدًا، يمكن أن يؤثر ذلك على وظيفة حاجز البشرة الواقي.
- افعل: استخدم المكونات والكريمات التي تدعم الحاجز الواقي. حيث تساعد المكونات مثل السكوالين والسيراميد وحمض الهيالورونيك والزيوت النباتية المختلفة على الاحتفاظ بدورها كحاجز وإعادة درجة الحموضة إلى وضعها الطبيعي.
- لا تفعل: استخدام الكبريتات والصابون. فربما يكون أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لتعطل درجة الحموضة هو أن الصابون القوي والكبريتات تحتوي على درجة حموضة قلوية للغاية.
لكن لن يؤدي استخدام الصابون القوي من حين لآخر إلى تغير الرقم الهيدروجيني، ولكن استخدامه باستمرار سيؤثر على وظيفة بشرتك. - لا تفعل: الإفراط في التقشير. حيث ان الإفراط في التقشير يعمل على اتلاف البشرة والإضرار بالحاجز الواقي للبشرة مع تغير في درجة حموضة بشرتك، لكن عليك الإلتزام بالتقشير مرة إلى ثلاث مرات في الأسبوع كحد أقصى.
ما هي أفضل طريقة للحفاظ على بشرة صحية ودرجة حموضة متوازنة؟
1.غسل البشرة بغسول لطيف على البشرة:
إستخدام غسولا لطيفًا يعني استخدام غسول وجه تجاريا مُصمم خصيصًا لنوع بشرتك أو تنظيف بشرتك بمواد طبيعية أو نباتية بوصفات منزليه، وعلاوة على ذلك تذكر أن الماء يؤثر على بشرتك أيضًا حتى لو كان ذلك مؤقتًا. كذلك كلما زاد غسول الوجه بأن يكون قلويًا، زادت احتمالية حدوث تهيج للبشرة.
قد تساعد الغسولات الحمضية في مكافحة حب الشباب، والذي قد يختفي تديجيا بمجرد وصول مستويات الرقم الهيدروجيني إلى أقل من 6. وعلى الجانب الآخر يمكن أن تساعد مكونات العناية بالبشرة القلوية في الحفاظ على بشرة صحية في حالات مثل الأكزيما والصدفية. لذلك عليك إستشارة طبيب الجلدية بالنسبه لحالتك حتى يحدد سبب المشكله ويصف لك العلاج المناسب.
تذكر أن تغسل وجهك يوميا لفترة كافية لتحقيق أقصى استفادة من روتينك الخاص بالعناية ببشرتك.
2.استخدام تونر للبشرة:
يمكن أن يساعد تونر البشرة في التخلص من أي قلوية متبقية تؤثر سلبًا على مستويات الرقم الهيدروجيني لبشرتك. كذلك فإن هذه المنتجات القابضة مثل التونر تعمل على توحيد لون البشرة وشدها.
3. ترطيب البشرة:
يجب بعد غسل البشرة بالغسول المناسب ثم استخدام التونر لغلق المسام وضبط درجة حموضة البشرة ان يتم إستخدام مرطب مناسب للبشرة. سواء كانت بشرتك دهنية ، أو جافة وتحتاج إلى ترطيب إضافي، أو حساسة، فهناك الكثير من المنتجات المرطبة في السوق التي تناسب كل نوع
4. إستخدام مقشر للبشرة:
يمكن أن يكون تقشير بشرتك مرة واحدة في الأسبوع باستخدام مقشر لطيف مفيدًا لروتينك العام للعناية بالبشرة. والاهم من ذلك الحفاظ على درجة حموضة البشرة.
طرق طبيعية لاستعادة توازن درجة الحموضة للبشرة:
إذا كنت تبحث عن طرق طبيعية لاستعادة توازن درجة الحموضة في بشرتك، فتأكد من تزويد البشرة بالمغذيات والمعادن التي تحتاجها من خلال أدخال الفواكه والخضروات (خاصة الخضار الورقية الداكنة والتوت) في نظامك الغذائي لزيادة مستويات مضادات الأكسدة وترطيبها عن طريق تناول ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا.
الخلاصة:
درجة حموضة البشرة هي مجرد جانب واحد من جوانب صحة الجلد بشكل عام. لذلك فإن العناية ببشرتك بمنظف ومرطب مناسب لنوع بشرتك يساعد على تحقيق التوازن الصحي لبشرتك والبقاء في أفضل حالاتها.
واقي الشمس اليومي ضروري أيضًا لحماية بشرتك من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية التي قد تغير من درجة حموضة البشرة وتسبب لها مشاكل مثل الجفاف وحب الشباب.
يجب معالجة أي مخاوف أو مشاكل تتعلق بالعناية بالبشرة، مثل حب الشباب أو التهاب الجلد مع طبيب الأمراض الجلدية. حيث انه يمكن أن تساعد هذه الامور في حل أي مشاكل جلدية كامنة وتساعدك على الحفاظ على صحة بشرتك.