نعلم جميعاً أن التوتر يمكن ان يؤثر علي العمل، لكن كيف يؤثر التوتر علي العمل وما هي النتائج التي يتسبب فيها وكيف يمكنك التغلب علي التوتر في العمل لزيادة انتاجيتك. فوفقاً للدراسات فإن التوتر والقلق ما بين أكثر أربعة أسباب شيوعاً وراء الغياب عن العمل، حيث يساهم في حوالي 17,6 مليون يوم إجازة مرضية في الولايات المتحدة. فهناك واحد ما بين ستة موظفين في الولايات المتحدة يعانوا من مشاكل الصحة العقلية وينتج عن التوتر في العمل تجنب مواقف معينة، والتأثير علي ثقتك بنفسك وضعف طموحاتك .بذلك فإن التوتر يمكن ان يخرب حياتك العملية والمهنية. فإذا كنت تعاني من التوتر فنحن سوف نلقي نظرة عن تأثير التوتر علي عملك وما يمكنك القيام به للتغلب علي هذه النتائج.
كيف يؤثر التوتر علي عملك؟
ما هو توتر العمل؟
يشمل التوتر في العمل الشعور بالقلق اثناء القيام بادئك الوظيفي فهو امر شائع عند 40 % من الأمريكيين الذين يعبرون عن شعورهم بالتوتر اثناء العمل. لكن التوتر الزائد قد يضر مجال العمل وادائك يضعف ويسبب العديد من المشاكل التي تحتاج إلي معالجتها قبل ان تؤثر علي حياتك الشخصية.
يحدث توتر العمل عندما تشعر بالقلق في العمل او مجرد ان تفكر فيه. فيمكن ان ينتج استجابة لأي موقف في العمل القلق المفرط او الخوف من حدوث عواقب سلبية ,علي سبيل صراع مع احد زملاء العمل أو رئيس مخيف او عبء عمل غير محتمل أو خوف غير محتمل قد يؤدي إلي حدوث نتائج سلبية.
فالتوتر في مكان العمل شائع عندما لم تتمكن من القيام بدورك في العمل بشكل جيد .او اذا كان لديك عبء عمل يستحيل تحقيقه في الوقت المتاح لك او اذا كنت تتعامل مع شخصية صعبة او لديك مستويات عالية من المسئولية.
تأثير التوتر علي عملك:
1.يجعلك التوتر أقل تركيزا في عملك:
عادة ما يتشكل التوتر في شكل أفكار تخريبه وسلبية. فأنت عندما تشعر بالقلق والتوتر حيال شيء معين في حياتك فانت تفقد القدرة علي التركيز في أداء مهمة العمل ويضعف مستوي ابداعك وتجد صعوبة في الحصول علي أفكار جديدة. فوفقا لما تذكره الاخصائية النفسية هانا ستسبتني بأن عقلك يصبح موجود في كل مكان باستثناء المكان الذي يجب ان يكون حاضر فيه تركيزك”. كما تقترح بضرورة استخدام تقنيات اليقظة الذهنية من خلال تدريب عقلك لكي يصبح اقوي. وعمل ممارسة يومية لليقظة الذهنية حيث تزيد من قدرتك علي التركيز والانخراط في الأفكار الخاصة بالعمل بدلاً من التركيز علي الأفكار التي لا جدوي منها او محاولة ممارسة تمارين التنفس فهي احدي الطرق التي تساعد علي زيادة التركيز.
2. يجعلك التوتر سريع الانفعال:
يمكنك ملاحظة ذلك عندما تفقد القدرة علي تحقيق التوازن لأن التوتر يزيد من سرعة الانفعال والغضب ونفاذ الصبر. بالرغم من أنه لا يجب أن تظهر دائماً بوجه مبتسم في مكان العمل فمن الضروري أن تتحكم في غضبك اثناء التعامل وردود افعالك اتجاه الاخرين في بيئة العمل خاصة زملائك ومديرك. وذلك لأنك عندما تشعر بالضيق العاطفي ستشعر بالانزعاج بسهولة. خصوصاً إذا كنت تعمل مع فريق عمل غير متعاون ونتيجة ذلك أنك سوف تتلقي التوبيخ من المسئولين عن العمل.
بذلك، من الضروري البحث عن طريقة تساعدك في تقليل الشعور بالتوتر قبل الذهاب الي العمل وأفضل الحلول المجربة هي ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة في الصباح. فهي من الطقوس التي تساعدك في تقليل التوتر والقلق علي المدي طويل فانت لا تعتني بصحتك الجسدية فقط .بل صحتك العاطفية ايضاً وبالتالي يجعل ادائك في العمل افضل وتفاعلاتك مع زملاء العمل افضل ايضاً.
3. يجعلك التوتر تشعر بالارتباك والتشتت:
فالأشخاص الذين يعانوا من حالة التوتر والقلق يصبحوا في حالة قتال وهروب مستمر، بالتالي يجدون صعوبة في التركيز علي متطلبات العمل اليومية. فهو اما يجعلك تحاول المواجهة او تتخلي عن مسئولياتك. وإذا كنت تشعر بأن زملاء العمل او مديرك لا يهتمون بك فإن الوضع يزداد سوءاً. فمن الضروري التواصل مع الاخرين في العمل وتكوين صداقات جديدة.
4. يغذي التوتر الخوف الشديد من الفشل:
نظراً لأن التوتر غالباً ما يولد شعور أساسي بالخوف، فهو يجعلك تشك في نفسك وقدراتك وان كان هناك شيء في راسك يجعلك تشعر بالخوف. فمن الطبيعي أن تخاف للأسف. كما يذكر الأخصائي النفسي بأن الخوف من الفشل قد ينتج عنه الشعور بالفشل ومن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة به الأشخاص الذين قاموا بدء مشروع جديد. يصبح لديهم قلق بشأن الخوف. وأفضل طريقة للتغلب علي هذه المشكلة هي اتخاذ خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح وتوجيه طاقتك العصبية في مكان اخر مختلف عن العمل حتى لا يتأثر عملك بها. وننصحك ايضاً بالتعرف علي الجانب المشرق في حياتك لكي تتغلب علي خوفك وتبني مستوي ثقة بنفسك فعندما تقلق بشأن العرض التقديمي لمشروعك وبدلاً من اهدار طاقتك في القلق حاول البحث عن الطرق التي تساعدك في تحقيق هدفك.
5. ينتج عن القلق ركود الحياة المهنية:
من الأشكال الأخرى التي يؤثر فيها التوتر علي حياتك المهنية والتفاعلات الاجتماعية .علي سبيل المثال عندما يكون هناك حدث اجتماعي تجد نفسك تنسحب في الزاوية وتتجنب التفاعل وتغادر المكان في اقرب وقت مناسب او عندما يخرج أعضاء فريقك في العمل لتناول الغذاء .فأنت تشعر بالتوتر الشديد ولسوء الحظ عندما تستسلم لمحفزات القلق الاجتماعي يمكن ان ينتج عنه ركود في الحياة المهنية. ويرتكز حل هذه المشكلة من خلال تغير طريقة تفكيرك والتفكير بأن العرض التقديمي سوف يساعدك على التحسن .وبذلك تتغلب علي الخوف. حاول ان لا تحكم علي النتيجة حتي لو فعلت شيئاً محرجا فكلنا بشر.
كيفية علاج توتر العمل؟
1.تحدث عن قلقك:
إذا كنت تشعر بأن هناك مجموعة من العوامل الفردية تزيد من قلقك، مثل مواعيد نهائية ضيقة لا تمكنك من الانتهاء من العمل بشكل جيد. أو ان ثقافة الشركة لا تشجع علي اخذ إجازة، قم بوضع قائمة لهذه المشكلات وحدد وقتاً للتحدث مع مدير معالجة المشاكل. بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون الحديث عن القلق مع الأصدقاء، او العائلة، او المعالج او طبيبك مصدر ارتياح عام بالنسبة لك. تساعدك هذه الطريقة على التخلص من مشاكلك والتخلص من تجربتك ورؤية الصعوبات التي تواجهك من منظور جديد فإذا كان لديك شخص تشعر بالراحة عند التحدث معه، هذه هي أفضل طريقة للتخلص من هذه المشكلة.
2. تعلم استراتيجيات إدارة القلق:
يمكن ان يساعدك إدراك العوامل التي تساهم في قلقك علي تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر الصعبة. عندما تحاول تدوين الأسباب التي تجعلك تشعر بالقلق ومحفزات القلق تساعدك في التغلب علي المشكلة. فقد أظهرت الأبحاث أن الأشياء والمواقف ليست وحدها المسئولة عن الشعور بالتعاسة والقلق، لكن الطريقة التي نفكر بها. عندما تتأكد بأن أفكارك واقعية وعادلة تجاه نفسك والآخرين وان لا تضع توقعات غير واقعية علي نفسك عند تحمل المسئولية تساعدك في تقليل التوتر.
3. حافظ علي حدودك:
إذا كنت تعاني من التوتر والقلق فإن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة امر ضروري وتحديد أولويات وقت فراغك أهم مهم حقاً في التخلص من القلق. عندما تستجيب الي قلقك فإن المهام تستغرق وقت طويل ونتيجة لذلك تعمل لساعات أطول. علي سبيل المثال، عندما تصل الي العمل يومياً حاول اخذ استراحة غذاء لن يساعدك فقط علي إدارة قلقك ولكن زيادة كفائك علي المدي الطويل.
4. تعرف على حقوقك:
إذا وجدت بان رئيسك في العمل غير متعاطف، فكن علي دراية باللوائح المحددة التي يجب علي شركتك الالتزام بها واذا لم تتحقق من هذه القواعد يمكنك التحدث مع رئيس الموارد البشرية . لأن هناك حقوق يمكن ان تساعدك في التغلب علي مشاكل العمل مثل اجراء تعديلات معقولة علي ممارسات العمل وتوفير وسائل المساعدة والالتزام العام بالعناية المعقولة لصحة وسلامة الموظفين بما فيها صحتهم العقلية.
5. الحصول علي الدعم من مكان العمل:
قبل البدء في مكان عمل يمكنك قراءة برنامج الرفاهية والصحة العقلية الخاص بمجال عملك لتأكد من أن سياسات العمل تدعم التخلص من التوتر والمشاكل من خلال برنامج مساعدة الموظفين حتى التخلص من المشاكل العائلية التي تؤثر مع الوقت علي مجال العمل.
6. واجه مخاوفك:
غالباً ما نقوم بمحاولة تجنب المخاوف التي نشعر بها، بالرغم من أن هذه الطريقة تساعدنا في تجنب القلق علي المدي القصير .إلا أنه علي المدي الطويل يجعل الحياة العملية صعبة مع مرور الوقت. إذا كان هناك شيء تؤجل القيام به في العمل، فإن القيام بذلك لا يجلب لك إحساس كبير بالراحة فحسب بل يضاعف المهام مع مرور الوقت .لذلك انت بحاجة إلي مواجهة مخاوفك مع مرور الوقت تجلب لك الثقة في ادائك.
7. الممارسات العقلية:
قد تشعر بأنك غير قادر علي التحكم في مشاعر الخوف بداخلك المرتبطة بالعمل ولكن عندما تمارس طريقة التركيز علي اللحظة الحالية فقط وما يحدث الان فقط لتجاهل المخاوف المستقبلية يجعلك أكثر هدوءا واكثر تماسكاً. فالعقل مثل العضلات يحتاج بعض التدريب علي التصرفات التي تساعدك في التحكم في قلقك وتركيز انتباهك علي سعادتك كما يمكنك ممارسة التأمل علي سبيل المثال اثناء تنظيف اسنانك.
8. تحسين روتين النوم:
قد تجد هناك صعوبة في النوم عندما تعاني من القلق الشديد او تجد بانك تستيقظ كثيراً ليلاً. بالطبع عندما تشعر بالراحة تتمكن من التعامل مع تحديات الحياة بما فيها الشعور بالقلق . كما أنه يمنح نظامك العصبي فرصة للتهدئة والتعافي مما يساعدنا علي الشعور بالقلق اقل. فيمكنك ادراج روتين مسائي قبل النوم لزيادة الشعور بالراحة اخذ حمام دافئ او دش او كتابة مخاوفك علي قطعة من الورق او دفتر اليوميات. كما أ، تجهيز بيئة نوم تساعدك علي النوم براحة، بالإضافة إلى ذلك ،تجنب التعرض للشاشة لفترة طويلة كل هذه الخطوات تساعدك في تحسين فرصتك علي الحصول علي نوم جيد ليلاً. إذا كنت غير قادر علي النوم ليلاً، فيمكنك قراءة كتاب او الاستماع الي الموسيقي التي تساعدك في تحقيق ذلك.
9. ممارسة التمارين الرياضية:
يمكن ان تساعدك ممارسة التمارين الرياضية في تقليل مشاعر التوتر والقلق لأنها تنتج مواد كيميائية في المخ التي تؤثر بشكل إيجابي علي مزاجك. بالتالي تساعد علي الشعور بتحسن اتجاه نفسك وقدرتك علي التعامل مع التحديات.
10. الانتباه الي نظامك الغذائي:
قد يكون من المغري تناول المزيد من الوجبات الخفيفة قبل النوم والتي تزيد من الشعور بالقلق والتوتر. بالرغم من أنها تؤثر علي المدي القصير علي مستوي راحتك. يمكن ان يساعدك تناول طعام صحي بشكل منتظم علي موازنة مستوي السكر في الدم وتقليل كمية الكافيين التي تتناولها علي تقليل الشعور بالقلق والتوتر.
11. تخصيص وقت للاسترخاء:
يمكن ان تساعدك تمارين الاسترخاء علي تقليل اعراض القلق، وتشمل تمارين الاسترخاء التخيل مثل تخيل نفسك في بيئة هادئة والتعامل بثقة مع المواقف او تمارين التنفس مثل التنفس ببطء والعد لاربعة ثم العودة مرة اخري. يمكنك القيام بهذه التمارين في مكتبك او منزلك او في السرير ليلاً وكلما مارست هذه التمارين كلما كان لديك القدرة علي التعامل مع مواقف القلق والتوتر في العمل. كما تساعدك ممارسة الهوايات المفضلة لديك كالرسم على التخفيف من التوتر .
12. الحصول علي المساعدة من متخصصين:
نحن جميعاً نمر بتجربة القلق والخوف من وقت لاخر، فمع ذلك إذا استمر القلق معك علي المدي الطويل بحيث يؤثر علي مجالات اخري من الحياة، فقد يكون من الأفضل البحث عن دورة علاجية حتى تساعدك في فهم القلق والتخلص منه.
اعراض توتر العمل:
قد يشعر الأشخاص الذين يعانوا من توتر العمل من مجموعة من الاعراض الشائعة:
- مخاوف صحية.
- مشاكل عائلية.
- مشاكل مالية.
- زيادة مهام العمل.
- مشاكل في القيادة اثناء الذهاب للعمل.
- رغبة قوية في تجنب العمل.
- صعوبة النوم.
- الشعور بالإحباط.
- تجنب الأصدقاء والعائلة.
- الشعور بالتعب والضعف العام.
- صعوبة في التركيز.
- عدم الرغبة في مراجعة عملك.
- الام التوتر العضلي.
- نوبات هلع او الشعور بالرهبة.
قد تترجم هذه المخاوف إلي مجموعة من المشاكل التالية في العمل او الحياة بصفة عامة:
- عدم الالتزام بالمواعيد النهائية او تستغرق وقت طويل للقيام بالأشياء المطلوبة منك.
- عدم القدرة علي التركيز.
- التركيز المفرط علي الذات.
- ضعف انتاجيتك في العمل.
- كثرة الاجازات المرضية.
- تأثير غير مباشر علي الحياة الأسرية.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- القلق بشأن مهام العمل.
- تقليل القدرة علي التعامل مع الصعوبات.
- القلق بشأن النتائج والمواعيد النهائية للتسليم
- مشاكل جسدية مثل التوتر والصداع والضغط واضطراب المعدة.
أسباب الشعور بالتوتر في عملك:
- تعاني من صراعات شخصية مع زملاء العمل.
- لا تشعر بأن لديك القدرة علي التحكم في عملك.
- تخشي مغادرة وظيفتك.
- لديك مدة قصيرة جداً في المواعيد النهائية للعمل.
- عدم انتظام العمل لديك في الحضور.
- العمل في بيئة تنافسية وسريعة الخطوات.
- القيام بمهام يومية صعبة.
- لديك صعوبة في فهم وادراك عواطفك.