إنتشرت في الأيام القليلة الماضية الكثير من التساؤلات والأقاويل عن وجود دولة جديدة تسمى ليبرلاند والتي لا تحمل شعبًا ولكن ظهر رئيسها ليشجع الهجرة إليها من كل دول العالم ولكن هل هذا فعلًا عمل جائز .. أن نستيقظ في الصباح لنجد أن دولة جديدة قد تم إقامتها في قطعة من أرض المعمورة ولم يكن لها شعب ولكنها تملك رئيس ؟؟!!! هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال
ما هي دولة ليبرلاند؟؟
هي دولة مزعومة جديدة تبلغ مساحتها 7 كيلومتر مربع وهي أرض بلا شعب في جنوب شرق أوروبا. لا توجد حكومة أو قوانين ولا ضرائب ولا خدمات ويصف رئيسها الدولة بأنه الأرض التي ستكتشف فيها أقل كمية من القوانين والضرائب التي يمكنك العيش معها.
[adsense336][/adsense336]
أليس هذا شئ غريب؟؟
بالطبع نعم. هي بلدة لا تملك الحد الأدنى من شروط بناء دولة وممع ذلك فرئيسها يقول أنه سيعتمد على التبرعات والعمل التطوعي لبناء الدستور والقانون والحكومة كما سيتم بناء المؤسسات الحكومية والخدمات اللازمة وخدمات الهاتف بناء على الأعمال التطوعية أيضًا
من هو الرئيس؟؟
أول من أعلن عن هذه الأرض هو السياسيي التشيكي ذو 31 عامًا Vít Jedlička وهو قائد أحد الأحزاب القومية في التشيك والذي يؤمن بالليبرالية. يحمل الجنسية التشيكية ولم يتخلى عنها حتى بعد إعلانه عن دولته الجديدة المزعومة وقد أعلن عن ليبرلاند الأرض الجديدة من دولته التشيك
هل هذه أكبر كذبة في العالم؟؟
نعم قد تكون كذلك. Vít Jedlička رئيس ليبرلاند لديه تاريخ في كثيرة الكلام والتحدث بدون وجهة لمجرد أن يلتفت الجميع إليه لذلك يفترض الأوروبيون أن ما قام بالإعلان عنه ما هو إلا حيلة متقنة. ما يجب أن يعرفه الجميع أن ليبرلاند ليست دولة في الأساس. هي لا تمت للواقع بصلة فهي عبارة عن موقع على الإنترنت قام Vít Jedlička برفعه على الإنترنت وقد حدث الكثير من الجدل في بين الناس على الإنترنت في موضوع إن كان يجب تسميتها دولة أو لا.
عندما ذهب مجموعة من الصحفيين الأسبوع الماضي إلى هذه الأرض ولكنهم لم يستطيعوا الدخول ولكنهم لم يروا فيها إلا قضيب مرفوع عليه العلم الذي قام الرئيس بتصميمه للدولة الجديدة ولم يستطيع أي شخص حسم الأمر
كيف حصل على هذه الأرض؟؟
تقع ليبرلاند بين صيربيا والكرواتيا على الصفة الغربية لنهر الدانوب. تتبع الحدود بين صيربيا والكرواتيا نهر الدانوب بالكاد وهناك بعض الأراضي المتنازع عليها منذ إنشاء دولة يوغوسلافيا منذ 70 عامًا وتم ترك هذه المنطقة كأرض محيادة غير معروف بالتحديد إلى أي دولة تنتمي ومساحتها 7 كيلومتر مربع والتي قام باختيارها Vít Jedlička لكي ينشئ أصغر دولة في العالم
تخضع المنطقة تحت إدارة كرواتيا طبقًا لاتفاق عام 2000 ولكنها لا تهتم بها كثيرًا وبعد 15 عامًا لا تستطيع أن تطلق على المنطقة كرواتيا أو صربيا بل ليبرلاند !!
تزال دولة كرواتيا هي الوحيدة ذات الحق في إستخراج تصاريح الدخول إلى ليبرلاند وهي التي رفضت دخول الصحفيين إليها. بالرغم من رغبة الكثيرين في الذهاب إلى ليبرلاند وقيامهم باستخراج حق المواطنة فيها إلا أنهم بالفعل لا يعدون من المواطنين لدولة ليست قانونًا بدولة فهي قانونًا غير موجودة بين الدول ولا تعتبرها كرواتيا أو صربيا كذلك
هل هذه أول مرة يقوم فيها شخص بانشاء دولة والإعلان عنها؟؟
لم يتقرب تفكير أي شخص في العالم مما حدث الآن أو ما نتحدث عنه. أقرب حالة لما نتحدث عنه هو سيلاند –منصة للتنقيب عن البترول على سواحل إنجلترا- وقد أعلنت الإستقلال عام 1967 ولم تكن دولة مطلقًا بالرغم من إمتلاكها شعارها الخاص وفرقة لكرة القدم وبالكاد مشروعين للتنقيب عن البترول
ما الذي سيحدث إذا تم تأسيسها كدولة؟؟
هذا صعب المنال وقد لا يحدث أبدًا ولكنه مجرد سؤال قد يخطر في ذهن أحدهم ولكن عندها ستتصدر كرواتيا المشهد لتدخل ليبرلاند وكل من يرغب في الهجرة إليها وقت عصيب خاصة لأنهم لن يستطيعون القيام بأي نشاطات ولا حتى التحدث عن ليبرلاند بدون موافقة كرواتيا وهي نفس المشكلة الديمقراطية التي أوقفت سيلاند من عقود.
وقد يطرح ذلك السؤال عن مدى مشروعية وجود أمريكا فقد كانت في يوم من الأيام أرض خاوية كما ليبرلاند !!
كم عدد من قد يتقبل الفكرة؟؟
في الواقع تقبل الفكرة الكثيرين دون تفكير حتى فقد تقدم للتطوع أكثر من 5000 شخص والعدد محدود ب 160000 وهناك فريق من 7 متطوعين يعمل على فحص الطلبات
رأي الرحالة أحمد حجاجوفيتش في ليبرلاند:
[adsense336][/adsense336]
أعلن أحد حجاجوفيتش على صفحته على الفيس بوك أن ليبرلاند هي وهم كبير وقد تكون أكبر عملية نصب يراها العالم وأنه لا يوجد أي شئ يمكن أن يقيم دولة في هذه الأرض ومن أعلن أنه الرئيس هو شخص يحب الشهر ويبحث عن كل ما يرفع شهرته في العالم أيًا كان ما سيتحدث عنه وقام بذلك في السياسة والإعلام ولكنه فشل في ذلك فقام بالإتفاق مع مجموعة من الصحفيين للترويج للموضوع على صفحات الإنترنت والصحف وقامت صديقته بإنشاء موقع ليبرلاند. قام رئيس ليبرلاند المزعوم بذلك لأنه وجد أرض خاوية لا يوجد بها أحد إذن يمكننا إنشاء دولة وأصبح رئيسها لأصبح أكثر شهرة
شباب الدول العربية والدول المنكوبة حول العالم:
بعد إعلان دولة ليبرلاند إنتشر الخبر في الأوساط العربية كانتشار النار في الهشيم وسارع الكثير من اليائسين من دولهم –معذرة على لفظ يائسين- ورسمت الكثير من الأحلام والآمال للسفر إلى أرض جديدة لا توجد بها قيود ولكن يجب أن تتوقف قليلًا لتفكر.
مهما كان مدى يأسك وما تمر به من صعاب في دولتك لا تخرج منها قبل أن تعرف وجهتك وما تريد فعله وما يجب عليك فعله لأنك إن ذهبت في أي اتجاه قد يكون أسوأ بكثير مما تتخيل وقد يكون أصعب من أي موقف أو شعور ممررت به في دولتك الأم.
دومن مايتمناالانسان منا ان يحيا بلا قيود الا ان القيود ما هي الا معاريض تقف امام الانسان مما تدفعه نحو اجاد الحل والبدائل