يمكن أن يكون التشخيص بنوع من مرض السكري، أو إرتفاع نسبة السكر في الدم أمرًا خطيرًا. لكن مع العلاج و الرعاية المناسبين، يمكنك التحكم في مرض السكري بكل سهولة. بل أنه لن يؤثر على جودة و نوعية حياتك تقريبًا.
يعتبر مرض السكري حالة لا يستطيع الجسم فيها الحفاظ على مستويات السكر في الدم في معدلاتها الطبيعية. و نظرًا لأن الجلوكوز هو مصدر أساسي لطاقة الجسم، فإن المستويات غير الصحية منه – سواء كثير جدًا أو قليل جدًا – يمكن أن يتسبب في مضاعفات صحية سيئة على المدى القصير و الطويل.
بغض النظر عن نوع مرض السكري الذي تعاني منه، فإن جزء كبير من العيش بشكل جيد مع هذه الحالة يتضمن إتباع نظام غذائي لمرضى السكري. سيساعد هذا النظام الغذائي مرضى السكري على الشعور بالطمأنينة، حيث سيعرفون ما هي الأطعمة التي يجب أن يأكلوها و الأطعمة الواجب تناولها.
ما هي أفضل خطة غذائية لمرضى السكري ؟
يتضمن النظام الغذائي لمرض السكري خيارات غذائية من مجموعات الطعام الخمس : الخضروات، الفواكه و الحبوب و البروتين و منتجات الألبان ( أو بدائل الألبان ). يساعد تناول الطعام الصحي في الحفاظ على مستويات الجلوكوز تحت السيطرة دون إرتفاع أو إنخفاض شديد. و هو جزء كبير من الوصول إلى نطاق الوزن المناسب لصحتك أو الحفاظ عليه.
يقول العديد من أخصائي التغذية في العالم، أن أفضل الأنظمة الغذائية للتحكم في مرض السكري هي تلك التي تم تصنيفها على أنها الأفضل لجميع النتائج تقريبًا. الأنظمة الغذائية عالية التصنيف التي تحتوي على جميع المجموعات الغذائية، يمكن الإعتماد عليها مدى الحياة من مرضى السكري. يمكن لجميع المرضى أن يكونوا سعداء و راضيين عن تناول هذه الأطعمة، فهي الأفضل.
و تشمل الأنظمة الغذائية التي يوصى بها أطباء الأمراض الباطنية و خبراء التغذية حمية DASH ” المخصصة لمرضى إرتفاع ضغط الدم ” و نظام البحر المتوسط.
حمية داش DASH
يوصي المعهد الوطني للقلب و الرئة بإتباع نظام DASH الغذائي. و الذي يرمز إلى الأساليب الغذائية لوقف إرتفاع ضغط الدم. توصي خطة وجبات DASH بتناول الكثير من الخضروات و الفواكه و الحبوب الكاملة. بما في ذلك منتجات الألبان الخالية من الدهون و قليلة الدسم، و الأسماك و الدواجن و الفاصوليا و المكسرات و الزيوت النباتية. مع نظام DASH تعتبر الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة مثل منتجات الألبان كاملة الدسم و الوجبات الدهنية و غيرها، محدودة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يحتوي أيضًا على الكثير من المشروبات الحلوة و الأطعمة المصنعة و السكريات المضافة.
بالإضافة لفوائده لمرضى السكري، فإن نظام DASH الغذائي يساعد على خفض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة أيضًا. حيث أنه يقلل من مقاومة الأسنولي و يساعد على إنقاص الوزن. كل هذا مهم أيضًا عندما يتعلق الأمر بالتحكم في مرض السكري من خلال نظام غذائي.
خطة طبق السكري الغذائية
توصي جمعية مرضى السكري الأمريكية بإتباع نظام طبق السكري، و هي عملية للتأكد من أن وجباتك الغذائية مقسمة بطريقة معينة :
- نصفها مليء بنصف خضروات غير نشوية مثل الخيار و الطماطم و الفاصوليا الخشراء، و هي منخفضة في مؤشر نسبة السكر في الدم.
- بينما يجب أن يكون ربعها من الأطعمة التي تحتوي على البروتين، مثل الدجاج أو السلمون أو الجبن.
- و ربع الطبق الباقي يجب أن يتكون من الكربوهيدرات، مثل الخضروات النشوية ” البطاطا الحلوة أو الموز ” أو خبز القمح الكامل. هذه الكمية الصغيرة من الكربوهيدرات يمكن أن تمنع إرتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام.
تركز خطط وجبات مرض السكري هذه بشكل أكبر على إضافة الأطعمة المفيدة. بدلاً من التقيد بأطعمة معينة. مع تناول القليل من الحلويات و السكريات. يساعد هذا الأمر في تسهيل الإلتزام بهذه الخطط الغذائية على المدى الطويل، و يساعد أيضًا على إشراك أفراد الأسرة الآخرين في الوجبات. في النهاية، عند التفكير في ما يناسبك، فإن أفضل نظام غذائي يمكنك إختياره هو النظام الذي يمكنك الإلتزام به على المدى الطويل.
أطعمة تتناولها مع مرض السكري
على الرغم من إختلاف الأنظمة الغذائية المذكورة أعلاه إختلاف طفيف. إلا أنها توضح لك الأطعمة الصحية المناسبة لك إذا كنت مصاب بمرض السكري.
الخضروات
هذه الأطعمة موجودة في كل قائمة طعام مفيدة تقريبًا، فهي بالطبع مفيدة للغاية للجميع. المفتاح هنا هو العثور على الخضروات التي تستمتع بها و إضافتها إلى أطباقك. لا تنسى الخضروات الورقية مثل السبانخ و الكرنب الأخضر و اللفت و الجرجير. تناول الخضروات يمكن أن يُحدث فارق كبير لمرضى السكري من النوع الثاني عند إضافته لنظامك الغذائي المعتاد.
الفواكه
في كثير من الأحيات، يتجنب العديد من مرضى السكري تناول الفاكهة بسبب الخوف من السكر الموجود في الفواكه. و مع ذلك، وجدت دراسة إستمرت حوالي 4 سنوات على أكثر من نصف مليون مشارك منا لبالغين في الصين. أن تناول الفواكه الطازجة يوميًا قد أدى إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 12 %. مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا الفاكهة مطلقًا، أو تناولوها نادرًا. و أولئك الذين كانوا مصابين بمرض السكري قبل بدء الدراسة، لكنهم تناولوا الفاكهة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع. قد قللوا من خطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بمرض السكري بنسبة تتراوح بين 13 – 28 %.
هناك العديد من خيارات الفواكه اللذيذة التي لها نسبة منخفضة من مؤشر نسبة السكر في الدم ” Glycemic Index “. بما في ذلك التوت، الذي يحتوي على نسبة منخفضة من السكر مليء بالألياف. بالإضافة إلى التفاح، الكيوي، و العنب. قد ترغب في تقليل تناول الفواكه التي لها ” Glycemic Index ” مرتفع، مثل المانجو و الأناناس. لأنها قد تسبب إرتفاع في نسبة سكر الدم بسرعة كبيرة. كما تعتبر الفواكه المجمدة غير المحلاة خيار رائع أيضًا في حالة عدم توفر الفواكه الطازجة.
البروتين الخالي من الدهون
تعتبر اللحوم الخالية من الدهون و البروتين جزء مهم من خطة النظام الغذائي الصحي لمرضى السكري. و قد وجدت إحدى الدراسات الصغيرة أن إتباع نظام غذائي عالي البروتين ساعد في خفض نسبة الجلوكوز في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، و تحسين مستويات الجلوكوز في الدم بشكل عام. كما وجدت دراسة أخرى أن زيادة البروتين مع تقليل تناول الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في خفض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. و قد إرتبط تناول المأكولات البحرية الخالية من الدهون بالحد من تطور مقاومة الأنسولين و مرض السكري من النوع الثاني.
لحسن الحظ ، هناك العديد من الخيارات المتاحة عندما يتعلق الأمر بإختيار نوع مناسب من البروتين. الأسماك مثل الماكريل، التونة، المحار، و الدواجن منزوعة الجلد، و الفاصوليا و البقوليات، و البيض، جميعها غنية بالبروتين و مناسبة لنظام غذائي لمرضى السكري.
الحبوب الكاملة
على الرغم من أن الكربوهيدرات تؤثر على نسبة السكر في الدم أكثر من معظم الأطعمة الأخرى. إلا أنه لا يوجد سبب للتخلي عن الخبز لمجرد انك مصاب بمرض السكري. حيث تعتبر الكربوهيدرات جزء من نمط الطعام الصحي للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري و يجب عدم تجنبها. و قد وجدت دراسة أجريت على حوالي 200,000 شخص أمريكي على مدى 30 عام. أن الإستهلاك العالي للحبوب الكاملة، مثل دقيق الشوفان و الأرز البني و جنين القمح. كان مرتبط بشكل كبير بإنخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
و تعتبر الاطعمة، مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة و الأرز البني و الكينوا و المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، كلها خيارات رائعة و بدائل مناسبة لنظيرتها المصنوعة من الدقيق الأبيض المكرر. كما أنها أكثر كثافة من حيث المغذيات و الألياف. مما يعني أنها تحافظ على إستقرار مستويات السكر في الدم.
منتجات الألبان قليلة الدسم
إذا كنت لا تتناول الألبان و منتجاتها بسبب القلق من الدسم، فلا تقلق بعد الآن. حيث لا يزال بإمكانك تناول منتجات الألبان إذا كنت تعاني من مرض السكري. كل ما عليك فعله هو إختيار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية تماماًا من الدسم إذا أمكن، بدلاً من تناول الألبان كاملة الدسم. هذا الأمر سيساعدك على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، كما سيساعدك على تناول العديد من منتجات الألبان مثل الحليب، القشدة الحامضة، الجبن، و الزبادي.
أطعمة يجب عليك تجنبها إذا كنت مصاب بمرض السكري
على الجانب الآخر، عندما يتعلق الأمر بتجنب بعض الأطعمة. سينصب التركيز على تقليل بعض الأطعمة التي سيكون لها تأثير سلبي على نسبة السكر في الدم و ضغط الدم و الوزن و الصحة العامة. تناول هذه الأطعمة من حين للآخر لن يضر بك، لكن تناولها بإستمرار سيكون له تأثير ضار على صحتك. و فيما يلي بعض هذه الأطعمة التي يفضل تجنبها إذا كنت مصاب بمرض السكري.
الفواكه المعلبة
على الرغم من أن الفواكه رائعة للغاية بالنسبة لك، إلا أن الفواكه المعلبة مختلفة قليلاً. فالفواكه المعبأة في شراب مليء بالسكر المضاف قد تتسبب في رفع نسبة السكر في الدم أكثر من الفاكهة نفسها عندما تكون طازجة. إذا كان لديك شغف بالفواكه، فإن إختيار الفواكه الطازجة أو المجمدة ، أو الفواكه المجففة، أو حتى العصير، أفضل بكثير من تناول الفواكه المعبأة في شراب السكر.
السكر المضاف
قد يكون له مذاق جيد، لكن من الأفضل دائمًا تقليل كمية الأطعمة السكرية الغنية بالمحليات، مثل البسكويت و الكب كيك. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إرتفاع مستويات السكر في الدم، بل و تركه مرتفع و زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يمكن أن يؤدي تناول الكثير من السكر المضاف أيضًا إلى زيادة الوزن، و هو أحد عوامل الخطر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
بالإضافة لذلك، قد تقلل الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر من حساسية الأنسجة للأنسولين. لذلك، إذا كنت تحب الحلويات، فمن الأفضل أن تقوم بصنعها في المنزل مع تقليل كميات السكر المضافة إليها.
الأطعمة المقلية
لطالما إرتبطت الأطعمة المقلية بنتائج صحية سيئة و غير مرغوب فيها. يتعلق هذا الأمر بكيفية طهي الطعام، حيث غالبًا ما يتم وضعها في خليط أو دقيق، ثم طهيها في زيوت محملة بدهون متحولة، و التي يصعب على الجسم تكسيرها. إذا كنت مصاب بمرض السكري، فمن الأفضل أن تقلل من تناول الأطعمة المقلية.
و تشير إحدى الأبحاث التي أجريت على أكثر من 100,000 شخص على مدار 25 عام، أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة المقلية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري. و يزداد خطر الإصابة مع زيادة تناول الوجبات السريعة. لذلك، إذا كنت تفضل تناول مثل هذا النوع من الأطعمة، يمكنك تجربة القلاية الهوائية التي لا تحتاج للزيت لطهي الطعام، بدلاً من الزيوت.
المشروبات السكرية
تحتوي علبة الكوكاكولا أو البيبسي على 39 جرام من السكر. أي ما يعادل حوالي 10 ملاعق صغيرة من السكر. هذه المشروبات السكرية ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة، و يمكن أن تساهم في زيادة الوزن. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن المشروبات المحلاة بالسكر مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لذلك، من الأفضل أن تتجنب تمامًا تناول مثل هذه المشروبات السكرية، و إستبدالها بمشروبات طبيعية، أو بمشروبات قليلة السكر، أو حتى بالقهوة مع الحليب قليل الدسم.
اللحوم المصنعة
ترتبط اللحوم المصنعة، مثل اللحوم الباردة و اللانشون و السلامي، بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 19 %. و قد تم تحديد الإستهلاك المنتظم لهذه اللحوم كواحد من عوامل الخطر الرئيسية لمرض السكري. قد يكون السبب الرئيسي هو إحتوائها على نسبة عالية من الصوديوم و الكوليسترول الغذائي. حيث تحتوي اللحوم المصنعة على حوالي 400 % صوديوم أكثر من نظيراتها غير المصنعة.
هل من الآمن صيام مرضى السكري ؟
بعض الأنظمة الغذائية الأكصر شيوعًا اليوم، مثل نظام االكيتو و الصيام المتقطع، كلاهما يجب على مرضى السكري تجنبها تمامًا.
نظام الكيتو الغذائي يعتمد على تقليل كمية الكربوهيدرات التي يحصل عليها الجسم من النظام الغذائي. و بالتالي، يبدأ الجسم الدخول في الحالة الكيتوزية ” و هي الإعتماد على الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات “. هذا يقلل من الوزن بشكل كبير، لكنه يتسبب في إنخفاض إفراز الأنسولين بشكل كبير.
يمكن أن تكون مستويات الجلوكوز المنخفضة مشكلة كبيرة لمرضى السكري، حيث قد يتعرض المرضى الذين يأخذون الأنسولين لإنخفاض كبير في نسبة السكر في الدم. هذا قد يؤدي لإصابة مريض السكري بغيبوبة السكر ” إنخفاض كبير في مستويات سكر الدم “.
و أيضًا نظام الصيام المتقطع، و الذي يعتمد بشكل أساسي على الصيام لفترات طويلة ( 16 ساعة و إفطار 8 ساعات فقط ). قد يتسبب هذا الأمر في تذبذب مستويات السكر في الدم من منخفضة للغاية إلى مرتفعة للغاية. هذا بالإضافة إلى أن الصيام لفترات طويلة قد يتسبب أيضًا في إنخفاض السكر بشكل كبير، مما قد يسبب غيبوبة السكر أيضًا.
متى تطلب المساعدة ؟
إذا وجدت نفسك تشعر فجأة بالإرتباك و الدوار أو الجوع و التعب و الضعف العام، فمن المحتمل أن تكون مستويات السكر في الدم لديك منخفضة للغاية. تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات سيساعدك على التخلص من هذه الأعراض سريعًا. و إذا لم تتحسن مع مرور بعض الوقت، من الأفضل الذهاب للطبيب على الفور.
أما إذا كانت مستويات السكر لديك مرتفعة للغاية، فقد تعاني من التعب أو الرؤية الضبابية أو الذهاب للحمام مرات عديدة، أو قد تشعر بالعطش الشديد و المتزايد. إذا حدث هذا الأمر، يجب عليك التحدث مع طبيبك المعالج في أقرب وقت ممكن.