اسباب الولادة المبكرة وهي التي ينتج عنها ولادة الجنين قبل اكتمال مدة الحمل وهي 40 أسبوعًا، حيث يبدأ عنق الرحم في الفتح قبل موعده، وعلى الرغم من ذلك فإن اعتبار الولادة التي تحدث بعد مرور 37 أسبوعًا، هي فترة حمل كاملة حيث يكون قد اكتمل نمو الجنين، بينما الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 34 فهم معرضون للإصابة بأي من المشاكل الصحية، أو الذين يولدون بعد ذلك، ومن أشهر ما يعاني منه هؤلاء الأطفال هو عدم اكتمال الرئة ونقص الوزن، لهذا لابد من التعرف على أعراض الولادة المبكرة وكيف يمكن أن نتجنب حدوثها.
اسباب الولادة المبكرة
تعد اسباب الولادة المبكرة مختلفة ويصعب معرفتها بدقة، لأنها تتداخل مع العديد من الأسباب، فجميع النساء معرضون لحدوث الولادة المبكرة، وخاصةً الذين لا يهتمون بالرعاية الصحية خلال فترة الحمل، ولكن هناك حالات ترتفع بها نسبة حدوثها، ومن أهم أسباب حدوث الولادة المبكرة ما يلي:
- تعب الأم وإرهاق المستمر خلال فترة الحمل، أو تعب الجنين.
- عدم أخذ الأم الرعاية التي تحتاج إليها خلال فترة الحمل، أو الفترة ما قبل الحمل.
- حدوث نزيف من الرحم.
- الحمل بتوأم أو ثلاثة توائم حيث يحدث تمدد زائد للرحم، أو لديهن زيادة في السائل الأمنيوسي، وغالباً ما يكون هناك ولادة مبكرة للتوأم.
- قصر عنق الرحم، ومن المفترض أن يقصر عنق الرحم قبل وقت المخاض استعدادًا للولادة، ولكن قد يحدث مبكرًا، ويسهل معرفة ذلك من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية.
- عندما تكون المدة بين الحمل والذي يليه، مدة قصيرة حيث تتراوح المدة التي بينهم 6 إلى 18 شهرًا، وهذا يزيد من فرصة حدوث الولادة المبكرة.
- الإجهاض المتكرر في الماضي.
- تناول مسكنات الألم بإفراط دون وصفة طبية.
- إصابة الأم بتسمم الحمل، أي حدوث ارتفاع ضغط الدم للأم.
- تعتبر فرط النحافة أو فرط سمنة الأم، من المؤثرات في الولادة المبكرة.
- اضطرابات في المهبل، أو المشيمة، أو الرحم، أو عنق الرحم.
- آلام يديها أي من الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط العالي.
- وجود ضغوط نفسية أو التعرض لأحداث حياتية عنيفة بشكل خاص، أو حدوث صدمات مثل وفاة شخص عزيز.
- يتم اتخاذ قرار الولادة المبكرة، عند ظهور حالة طارئة على الأم أو الجنين.
- وجود الأورام الليفية في الرحم.
- عند إجراء جراحات في عنق الرحم أو الرحم.
- شرب الكحول وتعاطي المخدرات.
- وجود تشوهات رحمية عند الأم مثل الرحم ثنائي القرن.
أعراض الولادة المبكرة
تجد أعراض واضحة وذات دلالة قوية على حدوث ولادة مبكرة، ويتعرف عليها الطبيب المعالج على الفور ولكن يجب أن تكون السيدة الحامل على علم ودراية بهذه الأعراض والعلامات من أجل التوجه للطبيب أو أي مستشفى على الفور، والأعراض تكون كالتالي:
- الشعور بآلام تشبه الدورة الشهرية، وهي تحدث نتيجة وجود تشنجات في الجزء السفلي من البطن، وهذا يحدث مع الحمل ولكنها في الحالة تتكرر أكثر من 8 مرات بالساعة، وهي تعطي شعور بتمدد البطن.
- الإحساس بآلام أسفل الظهر، وهي قد تكون مستمرة أو أنها قد تأتي وتختفي.
- شعور متزايد بوجود ضغط في منطقة المهبل أو الحوض.
- ملاحظة وجود إسهال.
- حدوث نزيف مهبلي.
- حدوث تقلصات في الرحم، ويتم الشعور بها أكثر من 4 – 5 مرات في الساعة.
- خروج سائل من المهبل، أو ملاحظة زيادة الإفرازات المهبلية.
- الشعور بوجع في الفخذين الداخليين.
- وجود نزيف من المهبل بأي كمية.
- في حال التشكك بوجود إحدى هذه الدلائل وخاصةً إذا ظهر نزيف دموي، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب.
عوامل خطر الولادة المبكرة
تعطي هذه العوامل إشارة قوية على زيادة فرصة وث الولادة المبكرة، كأمر ضروري، وهي تتمثل في:
- داء السكري.
- ارتفاع ضغط الدم، والذي يتسبب في إجهاد القلب ويسبب مشاكل خلال الحمل.
- تسمم الحمل والذي يعرف كذلك على أنه نوع من ارتفاع ضغط الدم، تصاب به بعض النساء أثناء الحمل أو بعده مباشرةً، وهو يسبب مشاكل خطيرة في حالة عدم علاجه وقد يؤدي للموت.
- ركود صفراوي داخل الكبد أثناء الحمل.
- أُهْبَةُ التَّخَثُّر (Thrombophilias)، حيث تزداد فرصة حدوث الجلطات.
- وجود العدوى: وهي التي تتسبب في إحداث التهابات في الرحم شديدة أو المهبل أو التهاب المسالك البولية، والعدوى المنقولة جنسيًا.
مضاعفات الولادة المبكرة
يحتاج الأطفال المبتسرين الذين تمت ولادتهم قبل اكتمال فترة الحمل والتي تكون على الأقل 37 أسبوعاً، إلى الإقامة في المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة، كما أنها قد ينتج عنها فقدان حياة الجنين عند عدم توفر الرعاية اللازمة، حيث يعاني الطفل من وجود مشاكل صحيحة والتي أشهرها:
- وجود صعوبة التنفس.
- الأعضاء الغير مكتملة.
- مشاكل الرؤية.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- كما أن هؤلاء الأطفال تعاني من المشكلات السلوكية.
- مخاطر متزايدة للإصابة بالشلل الدماغي.
- ظهور صعوبات التعلم.
تشخيص الولادة المبكرة
عند الشعور بانقباضات منتظمة في الرحم، قبل 37 أسبوعًا من الحمل، مع بدء لين في عنق الرحم، كما أنه أصبح رقيقاً، فإن عليك مراجعة الطبيب، لكي يقوم بالفحوصات اللازمة لتشخيص الولادة المبكرة، كما أنه يقوم بمراجعة تاريخك الطبي، ومدى ظهور عوامل الخطر الخاصة المتعلقة بالولادة المبكرة، ومن أهم هذه الفحوصات:
اختبار الحوض
يتحقق مقدم الرعاية الصحية من عدة أمور وهي متعلقة بالرحم وهي:
- صلابة الرحم.
- حجم الطفل وموضعه.
- علامات نزول الماء.
- فحص الحوض للتأكد من أن عنق الرحم قد بدأ في الانفتاح أم لا.
- التحقق من وجود نزيف الرحم.
- من الهام معرفة أنه لا يوجد قلق في حالة كانت المشيمة تغطي عنق الرحم.
الموجات فوق الصوتية
تساعد الموجات فوق الصوتية في التعرف على وضع الجنين الداخلي وهل توجد مشاكل مع الطفل أو في وضعه، وتقدير وزن الطفل.
كما تتم إجراء التصوير بالموجات عبر المهبل لقياس طول عنق الرحم، وتقييم حجم السائل الأمنيوسي، ويستخدم مقدم الرعاية الصحية كذلك جهاز مراقبة الرحم، حيث يعمل على قياس مدة الانقباضات وتباعدها.
الفحوصات المخبرية
تمكن الفحوصات المخبرية الطبيب في معرفة مدى وجود عدوى معينة من خلال أخذ مسحة من إفرازات المهبل، كما يتحقق الطبيب من وجود الفيبرونيكتين الجنيني (Fetal fibronectin) وهي عبارة عن مادة تعمل كغراء بين كيس الجنين وبطانة الرحم ، ويتم تفريغها أثناء المخاض، كما يتأكد من عدم وجود عدوى بكتيرية من خلال اختبار عينة البول.
علاج الولادة المبكرة
عند ملاحظة ظهور قبل أوانها، فإن أول ما يوصى به هو شرب نصف لتر من الماء أو العصير، كما يستعين الطبيب بأحد العلاجات التالية ومنها:
البروجستيرون
وتعرف باسم أدوية المثبت، ويعمل المثبت على منع الولادة المبكرة، وهو يستخدم مع النساء اللواتي عانين من حدوث الولادة المبكرة، أو أنها يعانون من قصر عنق الرحم، وتعتبر آلية عمل البروجستيرون في منع الولادة المبكرة غير واضحة حتى الآن.
الستيرويدات القشرية (Corticosteroids)
يستعين الطبيب بمادة الكورتيكوستيرويدات وهي تساعد في في نضج رئة طفلك، فعندما يكون عمر الجني بين 23 – 34 أسبوعًا.
فهناك احتمال كبير أن يوصي طبيبك بالستيرويدات القشرية، أو أنه يوصي بها في حالة لاحظ الطبيب احتمالية الولادة المبكرة، خلال اليوم إلى السبعة أيام القادمة.
كبريتات المغنيسيوم (Magnesium sulfate)
يوصي الطبيب كذلك ب كبريتات المغنيسيوم، في حالة كان هناك خطر كبير للولادة بين الأسبوعين 24 – 32 من الحمل.
مضادات المخاض (Tocolytics)
يساعد مضاد للمخاض في إبطاء الانقباضات الحادثة في الرحم بشكل مؤقت، ويستخدم هذا الدواء في الأغلب لمدة 48 ساعة، لكي يؤجل الولادة المبكرة قد الإمكان للسماح الكورتيكوستيرويدات بإتمام عملها وتحقيق أقصى فائدة.
تطويق عنق الرحم
وتعرف كذلك بالإجراءات الجراحية (Surgical procedures)، وتستخدم مع النساء اللواتي عانين من ولادة المبكرة، وهي عبارة عن خياطة عنق الرحم بخيوط قوية، وبعد مرور 36 أسبوعًا من الحمل يتم إزالة الغرز.
الوقاية من الولادة المبكرة
اتباع الإجراءات الصحية والمحافظة على الصحة خلال فترة الحمل تقي الأم من حدوث الولادة المبكرة، ويمكن ذلك من خلال اتباع التعليمات التالية:
- يجب متابعة مراحل الحمل، بإجراء الفحوصات الدورية لدى طبيب النساء طوال فترة الحمل، لوضع تقييم شامل عن صحة الحمل وسلامة الجنين.
- الحرص على التغذية السليمة والمتكاملة من جميع المواد الغذائية، ولابد من أخذ الكمية الكافية من:
- حمض الفوليك.
- الحديد.
- الكالسيوم.
- البروتين.
- الاستمرار في متابعة الأمراض المزمنة والتي من أهمها السكري وارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل وقبل الولادة، لأنها من الأسباب التي تؤدي لحدوث ولادة مبكرة.
- تخفيف النشاط قدر الإمكان خلال فترة الحمل وخاصةً للحامل التي ظهرت عليها علامات الولادة المبكرة، حيث يتم تقليل أي نشاط بدني، وتقليل ساعات العمل.
- إذا بدأت تظهر دلائل الولادة المبكرة ينصح والوقت الذي تمضيه الحامل واقفة على قدميها، وبشكل عام يوصى بممارسة بشكل معتدل على الإطلاق.
- الابتعاد عن التدخين قدر ويمنع تماماً احتساء الكحول وتعاطي المخدرات، أو استعمال أي أدوية دون استشارة الطبيب.
- التعرف على العلامات الخطرة التي يمكن أن تحدث نتيجة الممارسة الجنسية أثناء الحمل، والتي عند ظهورها لابد من استشارة الطبيب وهي:
- ظهور نزيف مهبلي.
- حدوث مشاكل في عنق الرحم والمشيمة.
- تخفيض الضغوط قدر الإمكان، والابتعاد عن مسببات التوتر العصبي والضغوط النفسية، والالتزام بساعات الراحة.
- استشارة الطبيب في إمكانية الحقن الأسبوعي بهرمون البروجسترون، إذا كانت لديك أسبقيات في حدوث الولادة المبكرة والإجهاض.
بهذا القدر نكون قد وصلنا لنهاية معرفة كافة اسباب الولادة المبكرة، وكيفية التعامل معها، وكذلك ما هي العلاجات التي يمكن استخدامها للحد من خطر الولادة المبكرة، وتجنب حدوث المضاعفات الناتجة عنها.